المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا لا يستجيب الله لدعائنا



امـ حمد
02-05-2013, 03:55 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لماذا لا يستجيب الله لدعائنا

هناك أحوالا و آداباً وأحكاماً يجب توفرها في الدعاء وفي الداعي،و وهناك موانع وحواجب تحجب وصول الدعاء واستجابته،فمتى تحقق

ذلك تحققت الإجابة،ومن الأسباب المعينة للداعي على تحقيق الإجابة،أولاً،الإخلاص في الدعاء،وهو أهم الآداب وأعظمها،وأمر الله

عز وجل بالإخلاص في الدعاء فقال سبحانه(وادعوه مخلصين له الدين)والإخلاص في الدعاء هو الاعتقاد الجازم بأن المدعو وهو الله

عز وجل هو القادر وحده على قضاء حاجته والبعد عن مراءاة الخلق بذلك،ثانياً،التوبة والرجوع إلى الله تعالى،فإن المعاصي من

الأسباب الرئيسة لحجب الدعاء فينبغي للداعي أن يبادر للتوبة والاستغفار قبل دعائه،والتضرع والخشوع والتذلل والرغبة

والرهبة،وهذا هو روح الدعاء ولبه ومقصوده،قال الله عز وجل(ادعوا ربكم تضرعاً وخيفة إنه لا يحب المعتدين )ثالثاً،الإلحاح

والتكرار وعدم الضجر والملل،ويحصل الإلحاح بتكرار الدعاء،والاقتصار على الثلاث أفضل اتباعاً لسنة النبي صلى الله عليه

وسلم،فقد روى ابن مسعود رضي الله عنه(أن النبي صلى الله عليه وسلم،كان يعجبه أن يدعو ثلاثا ويستغفر ثلاثاً)رواه أبو داود و

النسائي،والدعاء حال الرخاء والإكثار منه في وقت اليسر والسعة، قال النبي صلى الله عليه وسلم(تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في

الشدة )رواه أحمد،رابعاً،التوسل إلى الله بأسمائه الحسنى وصفاته العليا في أول الدعاء أو آخره،قال تعالى(ولله الأسماء الحسنى

فادعوه بها)ويشرع رفع اليدين حال الدعاء،وتحري الأوقات والأماكن الفاضلة،فمن الأوقات الفاضلة،وقت السحر وهو ما قبل

الفجر،ومنها الثلث الآخر من الليل،وآخر ساعة من يوم الجمعة،ووقت نزول المطر،وبين الأذان والإقامة،ومن الأماكن

الفاضلة،المساجد عموماً،والمسجد الحرام خصوصاً،ومن الأحوال التي يستجاب فيها الدعاء،دعوة المظلوم،ودعوة المسافر،ودعوة

الصائم،ودعوة المضطر،ودعاء المسلم لأخيه بظهر الغيب،أما موانع إجابة الدعاء فمنها،أولاً،أن يكون الدعاء ضعيفاً في نفسه،والاعتداء

هو سؤال الله عز وجل ما لا يجوز سؤاله،كأن يدعو الإنسان أن يخلده في الدنيا،أو الدعاء على النفس بالموت،فعن أبي هريرة رضي

الله عنه قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم)رواه مسلم،ثانياً،الوقوع في شيء

من محارم الله،مثل المال الحرام مأكلاً ومشرباً و ملبساً،ومسكناً ودخل الوظائف المحرمة،وأكل المال الحرام،وهو من أكبر موانع

استجابة الدعاء،قال تعالى(يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم)ثالثاً،استعجال الإجابة،فعن أبي هريرة رضي الله عنه

قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(يستجاب لأحدكم ما لم يعجل،يقول دعوت فلم يستجب لي )رواه البخاري ومسلم،وتعليق

الدعاء،مثل أن يقول اللهم اغفر لي إن شئت ، بل على الداعي أن يعزم في دعائه ويجد ويجتهد ويلح في دعائه،قال النبي صلى الله

عليه وسلم(لا يقولن أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت،ليعزم المسألة فإنه لا مستكره له )رواه البخاري و مسلم،ومن

الأمور أن يعلم العبد أن الاستجابة للدعاء تكون على أنواع،فإما أن يستجيب له الله عز وجل،فيحقق مرغوبه من الدعاء،أو أن يدفع عنه

به شراً،أو أن ييسر له ما هو خير منه،أو أن يدخره له عنده يوم القيامة حيث يكون العبد إليه أحوج،يقول تعالى في محكم الذكر

يخاطب حبيبه محمداً صلى الله عليه وسلم(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي

لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)البقرة،وهذا يدل على أن الله قريب منا يسمع دعاءنا ويستجيب لنا،فما هي الأشياء التي يجب أن نعملها حتى يُستجاب

دعاؤنا،إذا تأملنا دعاء الأنبياء والصالحين في القرآن،كيف استجاب لهم الله سبحانه وتعالى،هذا هو سيدنا نوح عليه السلام يدعو ربه أن

ينجيه من ظلم قومه، يقول تعالى(وَنُوحًا إِذْ نَادَى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ)الأنبياء،وهنا نلاحظ أن الاستجابة

تأتي مباشرة بعد الدعاء،ويأتي من بعده سيدنا أيوب عليه السلام بعد أن أنهكه المرض فيدعو الله أن يشفيه، يقول تعالى(وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى

رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ،فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآَتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ)

الأنبياء،وهنا نجد أن الاستجابة تأتي على الفور فيكشف الله المرض عن أيوب عليه السلام،أما سيدنا زكريا فقد كان دعاؤه مختلفاً،فلم

يكن يعاني من مرض أو شدة أو ظلم، بل كان يريد ولداً تقر به عينه، فدعا الله(وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ

الْوَارِثِينَ،فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ)الأنبياء،وقد استجاب الله دعاءه مع العلم أنه كان كبير السنّ ولا

ينجب الأطفال،وكانت زوجته أيضاً كبيرة السن،ولكن الله قادر على كل شيء،فبعدما ذكر الله تعالى دعاء أنبيائه واستجابته لهم،قال عنهم

(إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ)الأنبياء،والسرّ في استجابة الدعاء هو أن هؤلاء الأنبياء قد

حققوا ثلاثة شروط وهي،الخطوة الأولى،على طريق الدعاء المستجاب هي الإسراع للخير،فهم كانوا يذهبون بأنفسهم لفعل

الخير،بل يسارعون،لفعل أي عمل يرضي الله تعالى،الخطوة الثانية هي الدعاء،ولكن كيف ندعو(وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً)الرَّغَب، أي،

الرغبة بما عند الله من النعيم، والرَّهَب، هو الرهبة والخوف من عذاب الله تعالى،ينبغي أن يكون دعاؤنا موجّهاً إلى الله تعالى برغبة

شديدة وخوف شديد،والأمر الثالث هو،أن تكون ذليلاً أمام الله وخاشعاً له أثناء دعائك،والخشوع هو الخوف(وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ)

وهذا سرّ مهم من أسرار استجابة الدعاء،فبقدر ما تكون خاشعاً لله تكن دعوتك مستجابة،واعلم أن الدعوة التي لم تستجب لك في الدنيا،

إنما يؤخرها الله ليستجيبها لك في الآخرة،عندما تكون بأمس الحاجة لأي شيء في ذلك اليوم، أو أن الله سيصرف عنك من البلاء والشر والسوء ما لا تعلمه بقدر هذا الدعاء.


اللهم استجب دعائنا فأنت المستجيب سبحانك،واكشف الضر عنا وفرج همومنا يااكرم الاكرمين.

بـارود
02-05-2013, 04:23 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

اللهم آمين

اسأل الله أن يتقبل منا الدعاء

جزاك الله خير

امـ حمد
02-05-2013, 11:07 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

اللهم آمين

اسأل الله أن يتقبل منا الدعاء

جزاك الله خير

بارك الله في حسناتك اخوي بارود
وجزاك ربي جنة الفردوس