لعديد
02-05-2013, 04:07 PM
موت يتولد من الحياة
إنها الحالة الشعورية القاتلة، والتي أصابت المتقاعدين من وظائفهم، خاصة إذا كان هذا التقاعد إجبارياً وفي عنفوان الشباب ودون أسباب معروفة أو حتى مقنعة، لا يبدو الرجل مقتنعاً بخطواته القادمة، خاصة في مواجهة هذا الطريق الحالك الظلمة، خاصة أنه انتهى قبل أن يبدأ، وتعثر قبل أن يقوم، وأحيل إلى الموت وهو يحمل بطاقة الحياة.
إذا أردت أن تسعد امرأة وترفع من مستوى شعورها بالحياة فأحلها إلى التقاعد، فهي في نهاية المطاف ستمارس رغباتها الحقيقية من سفر وتسوق وتربية أطفال وشاي الضحى وشاي العصر، وتلك النوعية من المهمات العظيمة التي يدركها من انتسب إلى عالم النساء!! أما إذا أردت أن تنحر رجلاً فأحله إلى التقاعد، خاصة أنك سلبت منه الحبيب الأول، وقديماً قيل حب المرأة للرجل كل حياتها أما حب الرجل للمرأة جزء من حياته، ولعله الجزء الضئيل؛ لأن الرجل في أصل تركيبته يستمد وجوده الحقيقي من إنجازاته وطموحاته وعمله... نعم لا ينافس المرأة على قلب الرجل إلا عمله، بينما في عقله هي الطرف الأكثر خسارة. فعليها أن لا تراهن على ذلك كثيراً. ولذلك يؤلمني رؤية الكثير من الشباب وقد أحيلوا إلى التقاعد دون أسباب تذكر، والمعضلة أن الدولة لم توجد فرص عمل أخرى تتناسب مع مهنيتهم، وهذا والله لهو البلاء بتعطيل الطاقات الشابة من جهة والرجوع بمؤشرات التنمية البشرية من جهة أخرى. ما معنى أن الرجل أحيل إلى التقاعد المبكر؟ ما معنى أن رجلاً يأتي عليه الصباح الباكر لا يدري ماذا يفعل وإلى أين يتجه؟ فقد انقلبت الموازين، الرجل بالبيت والمرأة بالعمل، وقانون يفرض عليها أن تعمل إلى الخمسين، وعليها أن تصل إلى هذا السن بكامل قواها العقلية، خاصة إذا كانت من منتسبي المدارس المستقلة!!
ما معنى أن يتساوى الليل والنهار لرجل وهو يرى حياته تتسرب من يديه ولا صنعة لديه إلا تلك التي عشقها (أعني وظيفته السابقة) ولا سبيل للعودة إليها.
هل فكرتم في يوم من الأيام بإعادة تأهيلهم وخلق فرص عمل تناسب إمكاناتهم؟ وعندما أحلتم عسكريين وضباطاً إلى التقاعد هل أنشأتم معاهد أمنية تستغل إمكاناتهم كمدربين ومحاضرين وألحقتموهم بمعاهد أمنية عالمية للاستفادة من كل ما هو جديد؟ فأي مهارة عالمية ستكتسبها تلك الخبرات إذا صقلت مرة أخرى ووجهت لتدريب جميع الشباب والشابات في جميع مناحي الدولة من مدارس وإعلام، استكمالاً لمشروع الثقافة الأمنية ودفعاً لعجلة التنمية.
هل فكرتم بالمتقاعدين المدنيين وإعادة تأهيلهم لوظائف شاغرة في التعليم، خاصة أن القطريين هم العملة النادرة في هذه الوظائف؟
متى ستعترفون أن المدارس النموذجية، خاصة من الصف الرابع، يجب أن تكون تحت قيادة رجالية تلافياً لكثير من الحوادث السلوكية والأخلاقية والتعليمية والتربوية التي لا تخفى علينا جميعاً؟!
وهناك من سينادي باتجاه المتقاعدين للأعمال الحرة أو التجارة، ولكن علينا أن نعترف أن المهارة في التجارة ليست متاحة لكل الناس، لا على المستوى العقلي ولا حتى على المستوى المادي، فالمشاريع تحتاج اليوم إلى ميزانيات ضخمة، وقد يخاف الكثير من المغامرة، وأتوقع زيارة واحدة للسجون ولأقسام الشرطة تحيل الموضوع إلى ضرب من المستحيل!
تحياتي لكل المتقاعدين من الرجال، مع تمنياتي لهم بفرص عمل تناسب طموحاتهم، وللمتقاعدات من النساء وقد استرجعن حيويتهن وشبابهن!!
وقفة:
لماذا للرجل مثل حظ الأنثيين في كل شيء ولا يطبق علينا في العمل؟ فإذا كان سن التقاعد للرجل ستين فيجب أن يكون للمرأة ثلاثين، وتجاوزاً أربعين، أما خمسون فعليها أن تودع الحياة، لأنها ستلعب الكرة في الوقت الضائع.
منقول عن جريدة العرب
للكاتبة/ سارة الخاطر
http://www.alarab.qa/details.php?issueId=1968&artid=241298
إنها الحالة الشعورية القاتلة، والتي أصابت المتقاعدين من وظائفهم، خاصة إذا كان هذا التقاعد إجبارياً وفي عنفوان الشباب ودون أسباب معروفة أو حتى مقنعة، لا يبدو الرجل مقتنعاً بخطواته القادمة، خاصة في مواجهة هذا الطريق الحالك الظلمة، خاصة أنه انتهى قبل أن يبدأ، وتعثر قبل أن يقوم، وأحيل إلى الموت وهو يحمل بطاقة الحياة.
إذا أردت أن تسعد امرأة وترفع من مستوى شعورها بالحياة فأحلها إلى التقاعد، فهي في نهاية المطاف ستمارس رغباتها الحقيقية من سفر وتسوق وتربية أطفال وشاي الضحى وشاي العصر، وتلك النوعية من المهمات العظيمة التي يدركها من انتسب إلى عالم النساء!! أما إذا أردت أن تنحر رجلاً فأحله إلى التقاعد، خاصة أنك سلبت منه الحبيب الأول، وقديماً قيل حب المرأة للرجل كل حياتها أما حب الرجل للمرأة جزء من حياته، ولعله الجزء الضئيل؛ لأن الرجل في أصل تركيبته يستمد وجوده الحقيقي من إنجازاته وطموحاته وعمله... نعم لا ينافس المرأة على قلب الرجل إلا عمله، بينما في عقله هي الطرف الأكثر خسارة. فعليها أن لا تراهن على ذلك كثيراً. ولذلك يؤلمني رؤية الكثير من الشباب وقد أحيلوا إلى التقاعد دون أسباب تذكر، والمعضلة أن الدولة لم توجد فرص عمل أخرى تتناسب مع مهنيتهم، وهذا والله لهو البلاء بتعطيل الطاقات الشابة من جهة والرجوع بمؤشرات التنمية البشرية من جهة أخرى. ما معنى أن الرجل أحيل إلى التقاعد المبكر؟ ما معنى أن رجلاً يأتي عليه الصباح الباكر لا يدري ماذا يفعل وإلى أين يتجه؟ فقد انقلبت الموازين، الرجل بالبيت والمرأة بالعمل، وقانون يفرض عليها أن تعمل إلى الخمسين، وعليها أن تصل إلى هذا السن بكامل قواها العقلية، خاصة إذا كانت من منتسبي المدارس المستقلة!!
ما معنى أن يتساوى الليل والنهار لرجل وهو يرى حياته تتسرب من يديه ولا صنعة لديه إلا تلك التي عشقها (أعني وظيفته السابقة) ولا سبيل للعودة إليها.
هل فكرتم في يوم من الأيام بإعادة تأهيلهم وخلق فرص عمل تناسب إمكاناتهم؟ وعندما أحلتم عسكريين وضباطاً إلى التقاعد هل أنشأتم معاهد أمنية تستغل إمكاناتهم كمدربين ومحاضرين وألحقتموهم بمعاهد أمنية عالمية للاستفادة من كل ما هو جديد؟ فأي مهارة عالمية ستكتسبها تلك الخبرات إذا صقلت مرة أخرى ووجهت لتدريب جميع الشباب والشابات في جميع مناحي الدولة من مدارس وإعلام، استكمالاً لمشروع الثقافة الأمنية ودفعاً لعجلة التنمية.
هل فكرتم بالمتقاعدين المدنيين وإعادة تأهيلهم لوظائف شاغرة في التعليم، خاصة أن القطريين هم العملة النادرة في هذه الوظائف؟
متى ستعترفون أن المدارس النموذجية، خاصة من الصف الرابع، يجب أن تكون تحت قيادة رجالية تلافياً لكثير من الحوادث السلوكية والأخلاقية والتعليمية والتربوية التي لا تخفى علينا جميعاً؟!
وهناك من سينادي باتجاه المتقاعدين للأعمال الحرة أو التجارة، ولكن علينا أن نعترف أن المهارة في التجارة ليست متاحة لكل الناس، لا على المستوى العقلي ولا حتى على المستوى المادي، فالمشاريع تحتاج اليوم إلى ميزانيات ضخمة، وقد يخاف الكثير من المغامرة، وأتوقع زيارة واحدة للسجون ولأقسام الشرطة تحيل الموضوع إلى ضرب من المستحيل!
تحياتي لكل المتقاعدين من الرجال، مع تمنياتي لهم بفرص عمل تناسب طموحاتهم، وللمتقاعدات من النساء وقد استرجعن حيويتهن وشبابهن!!
وقفة:
لماذا للرجل مثل حظ الأنثيين في كل شيء ولا يطبق علينا في العمل؟ فإذا كان سن التقاعد للرجل ستين فيجب أن يكون للمرأة ثلاثين، وتجاوزاً أربعين، أما خمسون فعليها أن تودع الحياة، لأنها ستلعب الكرة في الوقت الضائع.
منقول عن جريدة العرب
للكاتبة/ سارة الخاطر
http://www.alarab.qa/details.php?issueId=1968&artid=241298