المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إسرائيل والحرب المفتعلة



المراقب
17-07-2006, 10:38 PM
تشن إسرائيل الأن حربا مدمرة شاملة على لبنان، تضرب فيها جسوره وأبنيته ومطاراته وموانئه وتقتل أبناءه صغارا وكبرا دون رحمة أو إنسانية، وتسعى وبكل الوسائل لديها للقضاء على كل مقاوم فيه، وتتحجج بذلك بأنها تريد أن تدافع عن نفسها وتكبح جماح حزب الله وتقتل أمينه العام تحديدا، وتصفه بإبن لادن لبنان وتدعوا العالم للتعاون معها للقضاء عليه.

إن ما تقوم به إسرائيل الأن هو مخطط له ومدبر ومنذ مدة بعيدة ، وليس جراء إختطاف جنديين إسرائيليين من أرض فلسطين وواهم من يعتقد غير ذلك. فإن إزدهار لبنان واستقراره وتطوره ونموه وجعله قبلة للسائحين العرب والأجانب ومركز مالي وتجاري رئيس في المنطقة يقلق إسرائيل بشكل كبير، ومن ناحية أخرى النمو المستمر للمقاومين فيه وعلى رأسهم أعضاء حزب الله والذي يتحدى أمريكا وإسرائيل علنا والذي استطاع عام 2000 من إلحاق هزيمة شنعاء في الجيش الإسرائيلي ودفعه ليخرج من جنوب لبنان ومن غير شروط تاركا سلاحه ومتجاهلا إستغاثة عملائه من جيش لحد، فإنه لا بد من القضاء عليه سياسيا أولا وإن لم تفلح تلك الطريقة، فعسكريا.

فقد خططت إسرائيل زعزعة أمن وسلامة لبنان، بافتعال حاثة قتل رئيس وزرائه الشيخ رفيق الحريري، الذي عمر لبنان وكان عنصرا هاما في استقراره. فبمقتله إنقسمت العائلات السياسية في لبنان إلى قسميين كبيرا، الأول في الخط السوري الإيراني، والثاني في الخط الأوروبي الأمريكي. وقد فاز الخط الثاني في طرد سوريا من لبنان، وهي التي كانت توفر كل الدعم لرجال حزب الله، وعملت على إيجاد صيغة معينة لنزع سلاح الحزب، بحجة أن الدولة تريد أن تبسط سلطتها على كل أراضيها وهذا بالطبع حقها، وأنه لا يجوز وجود قوات مسلحة داخل أي بلد غير سلطت ذلك البلد. ولو حصل ذلك لكان بمثابة عيدا سعيدا لإسرائيل ولأمريكا، فهي ستضمن سلامتها من أي مقاومة وسوف تقوم بسلسة من الاغتيالات الإنتقائية تصطاد فيه من تشاء في لبنان، ولا يمكن للبنان الدولة الرد على ذلك، وليس بقدرته القيام بذلك، ولو فعل لقامت إسرائيل إما باجتياحه حيث أنه لا توجد مقاومة مسلحة، أو القضاء على جيشه الذي لا يملك مقومات الدفاع والتصدي.

فهم حزب الله ذلك تماما، وحاول مرارا شرح ذلك للفريق الثاني عبر النقاشات المستمرة على مدى شهور، دون جدوى. فإن أمريكا كانت مصرة على ذلك ولا ترضى بغيره، وهذه هي فرصتها الذهبية في القضاء على هذا الحزب ورموزه وأعوانه. وعندما فشل الخط الأول بذلك، ولم تفلح سياسته في التعامل مع حزب الله ونزع سلاحه، كان لا بد من ضربه والقضاء عليه.

فهذه المعركة بالنسبة لإسرائيل لا بد أن تحدث، عاجلا أم أجلا وأن هذا الحزب هو الوحيد في العالم الذي يهدد أمنها ويقول لأمريكا لا، والأن هذه فرصتها الذهبية، والتي تتلخص بدعم أمريكي كامل، مع دعم دول العالم الكبرى لها وبصورة عمياء، فلماذا التأخير.

فقامت بالعمل على القضاء على حزب الله، وهو في الحقيقة سراب، فليست له قواعد عسكرية ولا ثكنات ولا أماكن تدريب، ولا وجود في مكان معين. فكان لا بد من القضاء على مناصريه، وهم أولا سكان الجنوب اللبناني ذو الغالبية الشيعية ثم سكان ضاحية بيروت وهم أيضا من الطائفة الشيعية، فقامت بقتلهم وبالقضاء على بيوتهم وتدمير ممتلكاتهم، كما قامت أيضا بتوجيه تحذير للدولة اللبنانية العاجزة عن فعل أي شيئ، فقامت بقصف كل مقوماتها وبنيتها التحتية.

عاقبت إسرائيل الأبنية لأنها حمت المقاومين، والجسور لأنها مررت على ظهرها المقاومين وأسلحتهم، والمطارات والمرافئ البحرية لنفس الذنب.

تعتمد إسرائيل الأن على قدرتها التدميرية الهائلة، وتنتظر الناس الذين قتلوا وشردوا ودمرت بيوتهم بأن يقفوا ويقولوا كفى، ويصرخوا في وجه حزب الله ويتخلوا عنه، ومن ناحية أخرى، تنفذ مئونة حزب الله من الأسلحة وتشح ويتوقف عن ضرب الصواريخ على المدن الإسرائيلية، ولن يكون بمقدوره استيراد أسلحة جدية من سوريا وإيران، فكل الجسور الحيوية مدمرة وما تبقى هو تحت الحين الإسرائيلية، وأيضا الموانئ في كل لبنان من شماله وجنوبه ووسطه تم تدمريها، وبالتالي لن تكون قادرة على استلام دفعات من السلاح من الخارج.

غير أن ما يجرى، لا يسير على ما خططت له إسرائيل. فمعظم الناس الذين تشردوا وجرحوا وقتل أبنائهم ودمرت بيوتهم، لا زالوا يعلنون ولائهم للحزب ولنصر الله، حيث أن الأمر ديني عقائدي أكثر منه ولاء سياسي أو مادي. فهؤلاء الناس، يؤمنون بالإمام، ويفدونه بكل غالي ورخيص، وبالتالي لن تتهدم عزائمهم أو تلين. أما فيما يخص سلاح حزب الله، فهو لم يظهر للآن أي ضعف في قواته، فهو لا زال يبث إعلانه ويضرب صواريخه في كل مكان من شمال إسرائيل، وتتصدى قواته لعميلات التوغل الإسرائلية، والتي فشلت وللمرة السادسة من التقدم، فقد حاولت في إنزال في جبل عامل وفي صيدا وفي الخيام، وأرسلت دباباتها للتقدم على الشريط الحدودي، ولم تفلح، حيث جوبهت بنيران كثيفة، أجرتها على التقهقر السريع. فقامت الطائرات بغارات على تلك المناطق وطلبت من السكان المغادرة فورا، وإنتقمت منهم شر إنتقام بقتلهم عن بكرة أبيهم بصواريخ محرمة دوليا.

في نفس الوقت، تحاول إسرائيل طمأنة سكانها، بأن كل شيئ يسير على ما يرام، ولكن الحقيقة غير ذلك، فالمستعمرات الشمالية تعرضت كلها للصواريخ، مما سبب الهلع للسكان من غير أن يعلموا النهاية. ثم تحول القصف إلى طبريا، وكانت مفاجئة ليهود ذلك المنتجع، الذين جاؤوا للراحة والإستجمام، وفي غضون ساعات أصبحت تلك المنطقة خالية تماما، ثم تحول القصف إلى مدينة عكا وثم النقطة الحاسمة حيفا، وهنا نشير بأن سكان تلك المناطق لم يسبق لهم في تاريخ حياتهم أن تعرضوا للصواريخ، فدبت حالة من الذعر والخوف الشديد، وتحول نصف سكان إسرائيل إلى الملاجئ غير الموجودة أصلا، وأصبت كل محاولات الدولة بأن الأمور على ما يرام هباء منثورا. فالصواريخ تدق حيفا ولا زالت، ولم تفلح صواريخ الباتريوت من منعها من الوصول إلى أهدافها، إضافة إلى أن الصواريخ طالت البيوت ومحطات القطارات، والمطارات، بدقة متناهية. ثم بدأ التهديد بقصف أبعد من حيفا وهي تل أبيب، وهي قلب إسرائيل، ولو تم قصفها ستتوقف الحرب فورا، حيث أن على إسرائيل كلها أن تبات في الملاجئ وان تشل حركتها تماما.

ونرى هنا، تدخل الدول الغربية مباشرة، وجاءت وفودها مهرولة إلى بيروت لمحاولة لملمة الأمر، ليس حبا بلبنان بل خوفا على دولة إسرائيل من الهزيمة المعنوية على الأقل، وأن لا تتكرر هزيمة سنة 2000م. وسوف نرى خلال الأيام القادمة وصول الوفد الأمريكي إلى بيروت، والذي سيعد لبنان بتعميره ودعمه من جيد فقط لإيجاد حل لتلك الأزمة، أزمة إسرائيل.

لو حدث وحققت إسرائيل أهدافها في لبنان، فعلى الدنيا السلام. فسوف تدخل المنطقة كلها تحت الهيمنة الصهيونية.

المحبووووب
17-07-2006, 10:44 PM
يعطيك الف عافية وما لنا إلا الدعاء لهم بالنصر انشاء الله
اللهم انصرهم

relaax
17-07-2006, 11:07 PM
يعطيك العافيــــــــــه