المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ابتسم للحياة



امـ حمد
05-05-2013, 02:24 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابتسم للحياة
لا شيء يضيع ملكات الشخص ومزاياه كتشاؤمه في الحياة، ولا شيء يبعث الأمل،ويقرب من النجاح وينمِّي الملكات،ويبعث على
العمل النافع لصاحبه وللناس،كالإبتسام للحياة،ليس المبتسمون للحياة أسعد حالاً،لأنفسهم فقط،بل هم كذلك أقدر على العمل،
وأكثر احتمالاً للمسئولية، وأصلح لمواجهة الشدائد، ومعالجة الصعاب، والإتيان بعظائم الأمور التي تنفعهم، وتنفع الناس،

لو خيَّرت بين مال كثير،أو منصب خطير،وبين نفسٍ راضية باسمة، لاخترت الثانية،فما المال مع العبوس،وما المنصب مع

انقباض النفس،وما كل ما في الحياة إذا كان صاحبه ضيقاً حرجاً كأنه عائد من جنازة حبيب،وما جمال الزوجة إذا عبست،وقلبت

بيتها جحيماً،لخير منها ألف مرة زوجة،لم تبلغ مبلغها في الجمال،وجعلت بيتها جنة،ولا قيمة للبسمة الظاهرة،إلا إذا كانت

منبعثةً عن نفس باسمةٍ،وإنما يأتي العبوس مما يعتري طبيعة الإنسان من شذوذ،وكان الإنسان بطبعه باسماً،لولا ما يعرض له

من طمع، وشر،وأنانية تجعله عابساً،ومن أجل هذا لا يرى الجمال من عبست نفسه،ولا يرى الحقيقة من تدنس قلبه،فكل

إنسان يرى الدنيا من خلال عمله وفكره، وبواعثه،فإذا كان العمل طيباً،والفكر نظيفاً،والبواعث طاهرة، كان منظاره الذي يرى به

الدنيا نقياً،فرأى الدنيا جميلة كما خلقت،وإلا تغبَّش منظاره، وأسود زجاجة،فرأى كل شيء أسود مغبشاً،هناك نفوس تستطيع

أن تخلق من كل شيء شقاءً، ونفوس تستطيع أن تخلق من كل شيء سعادة، هناك المرأة في البيت لا تقع عينها إلا على الخطأ،

فاليوم أسود،لأن طبقاً كسر،ولأن نوعاً من الطعام زاد الطاهي في ملحه،أو أنها عثرت على قطعة من الورق في الحجرة،فتهيج،

وتسب،ويتعدى السباب إلى كل من في البيت،وإذا هو شعلة من نار،وهناك رجل ينغص على نفسه،وعلى من حوله من كلمة

يسمعها،أو يؤولها تأويلاً سيئاً،أو من عمل تافه حدث له،أو من ربح كان ينتظره فلم يحدث،أو نحو ذلك،فإذا الدنيا كلها سوداء

في نظره،ثم هو يسودها على من حوله،هؤلاء عندهم قدرة المبالغة في الشر،فيجعلون من الحبة قبة،ومن البذرة شجرة،

وليس عندهم قدرة على الخير، فلا يفرحون بما أوتوا ولو كثيراً، ولا ينعمون بما نالوا ولو عظيماً،الحياة فن،وتعلم،ولخير للإنسان

أن يجد الحب في حياته،من أن يجد في تكديس المال في جيبه،ما الحياة إذا وجهت كل الجهود فيها لجمع المال،ولم يوجه أي

جهد من الرحمة،والحب فيها،ليس يعبس النفس والوجه كاليأس،فإن أردت الابتسام فحارب اليأس،إن الفرصة سانحة لك

وللناس،والنجاح مفتوح بابه لك وللناس، فعود عقلك تفتح الأمل،وتوقع الخير في المستقبل،إذا اعتقدت أنك مخلوق للصغير

من الأمور لم تبلغ في الحياة إلا الصغير، وإذا اعتقدت أنك مخلوق لعظائم الأمور شعرت بهمة تكسر الحدود والحواجز،فمن

دخل مسابقة مائة متر شعر بالتعب إذا هو قطعها، ومن دخل مسابقة أربعمائة متر لم يشعر بالتعب من المائة

والمائتين،فالنفس تعطيك من الهمة بقدر ما تحدد من الغرض، حدد غرضك،وليكن سامياً صعب المنال،ولكن لا عليك في ذلك ما

دمت كل يوم تخطو إليه خطواً جديداً،إنما يصد النفس،ويعبسها،ويجعلها في سجن مظلم،اليأس، وفقدان

الأمل،والعيشة السيئة برؤية الشرور، والبحث عن معايب الناس،وليس يوفق الإنسان في كل شيء كما يوفق إلى مربّ

ينمي ملكاته الطبيعية،ويوسع أفقه،ويعوِّده السماحة وسعة الصدر،ويعلمه أن خير غرض يسعى إليه أن يكون مصدر خيرٍ

للناس بقدر ما يستطيع،وأن تكون نفسه شمساً مشعةً للضوء،وأن يكون قلبه مملوءاً،عطفاً،وبراً،وإنسانية،وحباً لإيصال الخير لكل

من اتصل به،النفس الباسمة ترى الصعاب فتتغلب عليها فتبسم،والنفس العابسة لا ترى صعاباً فتخلقها،وإذا رأتها أكبرتها

واستصغرت همتها بجانبها،فهربت منها،وقبعت في جحرها تسب الدهر والزمان والمكان،إنه يود النجاح في الحياة ولا يريد أن

يدفع ثمنه،حتى تمطر السماء ذهباً، أو تنشق الأرض عن كنز،إن الصعاب في الحياة أمور نسبية،فكل شيء صعب عند النفس

الصغيرة،ولا صعوبة عند النفس العظيمة، وبينما النفس العظيمة تزداد عظمة بمغالبة الصعاب،إذا بالنفوس الهزيلة تزداد سقماً

بالفرار منها،ثم لا شيء أقتل للنفس من شعورها بصغر شأنها، وقلة قيمتها،وأنها لا يمكن أن يصدر عنها عمل عظيم، ولا ينتظر

منها خير كبير،هذا الشعور يفقد الإنسان الثقة بنفسه،والإيمان بقوتها،فإذا أقدم على عمل ارتاب في مقدرته، وفي إمكان نجاحه،

وعالجه بفتور،ففشل فيه،الثقة بالنفس فضيلة كبرى عليها عماد النجاح في الحياة، وشتان بينها وبين الغرور الذي يعد رذيلة، والفرق بينهما أن الغرور اعتماد النفس على الخيال، وعلى الكبر

الزائف،والثقة بالنفس اعتمادها على مقدرتها على تحمل المسئولية، وعلى تقوية ملكاتها،وتحسين استعدادها،فالنفس في

حاجة كبرى إلى كميات كبيرة من الابتسامات الصادقة الدالة على النفوس الراضية الآملة الطامحة،تفرس في الوجوه،فقلما ترى إلا

وجوهاً مقطبة الجبين،ورءوساً أثقلها الهم،فخفضها،وعيوناً ساهمةً قد فقدت بريق السرور،ولمعان الحيوية،فلا ترى إلا

العبوس،واستبعد البسمات المزيفة المتصنعة في المقابلات،فهل ترى إلا انقباضاً وانكماشاً،فما السر في هذا كله،سرُّه في الفقر،

فهم يحملون الهم المضني، كيف يأكلون ويعيشون،وكيف يسدون حاجات أسرتهم ومن تعلَّق في رقبتهم، والمنافذ ضيقة في

وجوههم،والثروة قد ضاعت من أيديهم،فلنتغلب على هذه الصعوبات جميعاً،ولنبتسم للحياة ولو تكلفنا،وينقلب التكلف بعد

حين تطبعاً،إذا أغلق الشتاء أبواب بيتك،وحاصرتك تلال الجليد من كل مكان،فانتظر قدوم الربيع،وافتح نوافذك لنسمات الهواء
النقي،وانظر بعيداً فسوف ترى أسراب الطيور وقد عادت تغرد،
وسوف ترى الشمس وهي تلقي خيوطها الذهبية فوق أغصان

الشجر،لتصنع لك عمراً جديداً،وحلماً جديداً،وانظر إلى مئات الأشجار التي تحتويك بظلها،وتسعدك بثمارها،لا تحاول أن تعيد

حساب الأمس،وما خسرت فيه،فالعمر حينما تسقط أوراقه لن تعود مرة أخرى،ولكن مع كل ربيع جديد سوف تنبت أوراق

أخرى،فانظر إلى الأوراق التي تغطي وجه السماء،ودعك مما سقط على الأرض فقد صار جزءاً منها، إذا كان الأمس

ضاع،فبين يديك اليوم ،وإذا كان اليوم سوف يجمع أوراقه ويرحل،فلديك الغد،لا تحزن على الأمس فهو لن يعود،ولا تأسف

على اليوم فهو راحل،واحلم بشمسٍ مضيئةٍ في غدٍ جميل إشراقة،لا يمكن تخيل مدى الأمراض التي

يحدثها تبادل الكلمات الجارحة،ابتسم للطفل في مهده،وللصانع في عمله،وابتسم لأولادك وأنت تربيهم، وابتسم للتاجر وأنت

تعامله،وابتسم للصعوبة تعترضك، وابتسم إذا نجحت،وإذا فشلت،وانثر البسمات.

ضوى
05-05-2013, 02:30 AM
ما اروع هالكلام يستحق ان يحفظ في المفضلة

جزاج الله خير

بومحمد المطاوعه
05-05-2013, 12:18 PM
بارك الله فيج اختي ام محمد

كلام قمه الروعه


أسأل الله ان يجعل وجوهنا دائمه مبتسمه وقلوبنا مرتاحه

امـ حمد
05-05-2013, 03:35 PM
ما اروع هالكلام يستحق ان يحفظ في المفضلة

جزاج الله خير

بارك الله في حسناتك ضوى
وجزاك ربي جنة الفردوس

امـ حمد
05-05-2013, 03:36 PM
بارك الله فيج اختي ام محمد

كلام قمه الروعه


أسأل الله ان يجعل وجوهنا دائمه مبتسمه وقلوبنا مرتاحه
اللهم امين
بارك الله في حسناتك اخوي بو محمد
وجزاك ربي جنة الفردوس

-العز-
16-05-2013, 10:29 AM
جزاك الله خيرا

امـ حمد
16-05-2013, 04:46 PM
جزاك الله خيرا


بارك الله في حسناتك
وجزاك ربي جنة الفردوس