المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ياعين لست أنت المخاطبة



امـ حمد
06-05-2013, 10:55 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ياعين لست آنت المخآطبة
عينيك،كم سفحت سيولاّ من الدمع لمصاب ألم بك،وكم ذرفت دموعاّ فرحاّ بحدث سررت به،لكن متى دمعة بدمعة الخضوع
والخشوع،دمعة تصفو بها النفس،ويقوى بها الإيمان،دمعة تكون السبب في الإستظلال تحت ظل الرحمن،دمعة الخشية
لله،فلعل المخاطب هنا هو القلب،فما أنت إلا مرآة تعكس ما يختلجه،ومعبرة عما يكتنفه،وهنا موجه الحديث للقلب العابث
اللاهي،الغافل عن سر سعادته،ولأن تكون ممن قال فيهم ربي(ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعاً ) سورة الإسراء،
وتطمع أن تكون من السبعة الذين يظلهم الله تحت ظله يوم لا ظل إلا ظله،حيث ذكر منهم النبي صلى الله عليه وسلم قائلاّ
(ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه)صحيح البخاري،وآمل أن تحرم علي النار بدمعة أسكبها خشية لله،فعن أبي هريرة
رضي الله عنه قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع ولا
يجتمع غبار في سبيل الله ودخان نار جهنم )رواه الترمذي وغيره بسند صحيح،رجاء يا قلب أفق،وأزل ما علق بك من
شوائب،واطرد القسوة عنك،فأنت الملك،وهمة جنودك تعلو بعلو همتك،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(ألا إن في
الجسد مضغة ،إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله،ألا وهي القلب)رواه البخاري،ومسلم،عد إلى
رشدك يا قلب،وتذكر في هذا الحديث الذي رواه الترمذي،من حديث أبي هريرة قال،قال رسول الله،صلى الله عليه وسلم(من
خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل ،ألا إن سلعة الله غالية ،ألا إن سلعة الله الجنة)
ولك أن تستنير من جديد بنور المعرفة وصدق الإيمان،
بالحرص على الطاعات والبعد عن المعاصي،
قال تعالى( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو
عن كثير) سورة الشورى،فهذا كرز بن وبرة،يدخل عليه بعض الناس وهو يبكي فيقول له،أتاك نعي بعض
أهلك،فيقول،أشد،فيقول له،وجع يؤلمك، فيقول،أشد،فيقول له،وما ذاك،فيجيبه،بابي مغلق،وستري مسبل،ولم أقرأ حزبي
البارحة،وما ذاك إلا بذنب أحدثته،
والإكثار من الذكر والدعاء، وردي فحقيقة القلب أنه مخلوق عابد لله(يسبح له
السماوات السبع والارض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم) سورة الإسراء،فمتى حاد
القلب عن الحق واتبع الباطل اضطرب، وإن سمع الذكر عاد إلى فطرته واطمأن،قال تعالى (الذين ءامنوا وتطمئن قلوبهم
بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب) سورة الرعد،وللوصول إلى درجة الإطمئنان لابد من الإستعانة بالدعاء الأخير الذي
يمثل قمة العبودية والخضوع،لما يتخلله من الحمد والثناء، وإحساس العبد بافتقاره لمولاه، وشعوره بقربه،لذا لا يكون
من العين حينها إلا أن تذرف دموعاّ فرحاّ بتشرف النفس بالقرب من ربها،وشوقاّ لرؤية باريها،
واستحضار الذهن عند الصلاة،
ذلك أن جوهر الصلاة في تحقق الخشوع، ولا يتم ذلك إلا باستحضار الذهن وتيقظ القلب،ومتى غاب أحدهما فقدت الصلاة روحها والحكمة منها،لتصبح مجرد حركات لا تزيد المصلي إلا جفاء،قال ابن مسعود رضي الله عنه ،من لم تأمره
صلاته بالمعروف وتنهاه عن المنكر لم يزدد بها من الله إلا بعداّ،
ومحاسبة النفس،

قال تعالى ( ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها) سورة الشمس،تذكر دموع النبي صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح،
إن العين شديدة التأثر بدموع الآخرين ،فإذا ما تعلق الأمر بسيد الخلق وصحبه ومن والاه،كان التأثر أشد وأبلغ ،لما يورثه هذا التذكر من الإحساس بالتقصير والحزن
والأسى على فراق الحبيب ومن على دربهم نرجوا أن نسير،عن عبد الله بن الشخير رضي الله عنه قال،أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم،وهو يصلي ولجوفه أزيز كأزيز المرجل
من البكاء،وهذا الصديق رضي الله عنه،كانت أدمعه لا تعرف قرارا إذا ما تلا القرآن،لأنه يقرؤه بقلبه لا بلسانه فقط،عن ابن عمر رضي الله عنهما قال،لما اشتد برسول الله صلى
الله عليه وسلم وجعه وقيل له في الصلاة ،قال،مروا أبابكر
فليصل بالناس،فقالت عائشة رضي الله عنها،إن أبا بكر رجل رقيق إذا قرأ غلبه البكاء،فهذه حفصة بنت سيرين قيل
لجاريتها،كيف رأيت مولاتك حفصة،قالت،إنها امرأة صالحة ،كأنها أذنبت ذنباّ عظيماّ،فهي تبكي الليل كله وتصلي،
وتذكر الموت،
إذا تذكرت أنك في الدنيا غريب،ونهايتك قريبة،وأنك محاسب على أي فعل اقترفته،أو قول تكلمت به،لتجازى إما
بجنات النعيم،أو العذاب الأليم،فلا شك أنك ستعمل على إيقاظ قلبك من غفلته،وأثير في العين دمعتها، الكيس من دان نفسه
وعمل لما بعد الموت،واجتناب الرياء،
إن أفضل ساعة تدمع فيها العين من خشية الله ساعة الخلوة،لأنها الساعة التي لا
يشوبها رياء،وتخلص فيها النية لطلب رضى الله ،فلا تتطلع فيها النفس إلى نيل الثناء من العباد ،
لذا كان خير دواء للرياء هو الخفاء،قال تعالى(إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتوتوها الفقراء فهو خير لكم ونكفر عنكم سيئاتكم والله بما تعملون خبير) سورة البقرة،

يا رب وفقنا لإزالة الغشاوة عن قلوبنا وأعنا أن نجعل نصب أعيننا قولك سبحانك(ألم يان للذين ءامنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق،ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون) سورة الحديد.

بـارود
07-05-2013, 05:25 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

آمين يا رب العالمين .. ؛

جزاك الله خير

امـ حمد
07-05-2013, 11:37 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

آمين يا رب العالمين .. ؛

جزاك الله خير

وجزاك ربي جنة الفردوس