المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فاعملو أن الله عزيز حكيم



امـ حمد
10-05-2013, 07:03 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله الذي لنا رب حكيماً خبيراَ،مالكاً مدبراً مسيراً قادراً محكماً للأمور والحوادث،لا يعزب عنه مثقال ذرة،له مقاليد السموات

والأرض(لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ)الأنبياء،والحمد لله الذي خلقنا مسلمين ومن سنة الحبيب على قلوبنا وقرة عيوننا محمد صلى الله عليه وسلم،خير الخلق وسيد البشر،وأكمل

الناس وأفضل الأنبياء مقاماً،فإن الله تبارك وتعالى سمى نفسه في كتابه الكريم(الحكيم)ووصف نفسه بالحكمة المطلقة(فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ

عَزِيزٌ حَكِيمٌ)البقرة(وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ)الحكيم معناه،الحاكم،وهو الذي يُحكِم الأشياء ويتقنها، وقيل الحكيم

ذو الحكمة، والحكمة هي معرفة أفضل الأشياء بأفضل العلوم هذا فيما يتعلق بالبشر،ويقال لمن يحسن دقائق الصناعات ويتقنها حكيم

وتقول أحكم الأمر أي،أتقنه فالحكيم المتقن للأمور،قال البيهقي في كتابه الأسماء والصفات،في معنى الحكيم،الذي لا يقول ولا يفعل إلا

الصواب,وإنما ينبغي أن يوصف بذلك لأن أفعاله سديدة,وصنعه متقن,ولا يظهر الفعل المتقن السديد إلا من حكيم, كما لا يظهر الفعل

على وجه الاختيار إلا من حي عالم قدير،فالله تبارك وتعالى،هو الحكيم المدبر الذي ما خلق شئ إلا لحكمة يعلمها وقد يُطْلع عباده

على حكمته من بعض ما خلق إلا أنه سبحانه وتعالى،لم يطلع الناس على جميع حكمته وإلا فليس للإيمان معنى، فالإيمان إنما هو

غيب ودليل ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم(إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر)رواه الترمذي وأحمد والحاكم في

مستدركه،فالإنسان إذا ما غرغر فهو في سياقة الموت فهو يرى ملك الموت ومن معه من الملائكة،فقد شاهد وطالع الغيب فلا معنى

لإيمانه ساعة إذ، فإنه قد شاهد بعينه ما أُمِر أن يؤمن به وكان قبل يأبى(آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ)يونس،ولأن الإيمان غيب،فالله تبارك

وتعالى،هو عالم الغيب والشهادة(عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)التغابن،فما من شئ خلقه إلا لحكمة،وما من عطاء يعطيه

إلا لحكمة،وما من منع منعه إلا لحكمة،وما من تأخير مصلحة ظاهرة أو تفويتها إلا لحكمة،وما من تعجيل شر ظاهر إلا لحكمة،قال

تعالى(وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)البقرة،فالله عزو وجل يقرر

لنا هذا الأصل العظيم أننا كبشر ننظر بنظرتنا القاصرة،فقد نرى أشياء ونعتبرها شراً لنا وإنما هو الخير بعينه، لكن نظرتنا قاصرة

لا ترى المدى البعيد ولا تطلع على الغيب،وقد نرى أشياء نعتبرها خيراً لنا وإنما هي شر لنا بموجب هذا القانون العظيم وهو قانون

الحكمة،فهو الذي يضع الأشياء في مواضعها ويعلم خواصها ومنافعها،وهو الخبير بحقائق الأمور وما خفى،فالإنسان إن اتصف

بالحكمة،فإنما هي حكمة قاصرة على حد طاقته وقدرته ويحده من الأمور ما لا يستطيعها، فلا يتصف بالكمال في الحكمة ولا في شيء

إلا الله عز وجل،كما أن الإنسان يوصف بأنه حي،والله عز وجل حي،فحياة الله قائمة بذاتها ولا تفنى، أما حياة الإنسان وبقاؤه فإنما

يرتبطان بإبقاء الله له،فإذا ما جاء أمر الله ذهبت صفة الحياة عن الإنسان،فالإنسان يوصف بأنه كريم،والله يوصف بأنه كريم، ولكن

فارق بين كرم العبد القاصر،وكرم الله المطلق الذي لا يحده شيء، فلو تأملت قصة موسى عليه السلام مع الخضر عليه السلام لعلمت

معنى الحكمة،فإن الخضر لما خرق السفينة تعجب منه موسى عليه السلام،لماذا يخرق السفينة وهي لمساكين وليسوا أشرارا مثلا،

فظاهر الأمر أنه بلا حكمة بل أمر شنيع،وكذلك لما قتل الغلام فكان نفس التعجب،وكذلك لما أقام الجدار للقوم الذين أبوا ان

يضيفوهما،والله تبارك وتعالى قدر الحكمة،وكل فعله حكمة،في هذه الأمور الثلاثة،فأمر الخضر بخرق السفينة لأن هناك ملك سيمر

عليه هؤلاء المساكين ولو وجد السفينة سليمة سيأخذها منهم، أما إن كانت معيوبة فلن يأخذها، وقتل الغلام لأن الله أعلمه أن هذا

الغلام لو كبر سيرهق أباه وأمه وقد يكفرهما، وأقام الجدار لأن الله تعالى أعلمه أن تحت هذا الجدار كنز لو تهدم الجدار لظهر الكنز

ولأخذه الناس، ولكن الكنز هذا لأيتام فإقامة الجدار للمحافظة على الكنز لهؤلاء المساكين،الإنسان قد يظن أن تحصيل الأموال على أي

حال خير له، ويتضجر إذا كان مضيق عليه،هذا الذي يتضجر من هذا الأمر أيدري لو كان معه مال كيف كان يكون، أليس من الممكن

أن يطغى بماله هذا، أليس من الممكن أن يكفر بماله هذا،إذن فمنع المال عنه حكمة قد تكون رعاية له من الطغيان،أو أنه سفيه لا

يضع المال في موضعه،أو أنه شحيح لا يخرج حق المال، وهكذا،فهناك أحكام أظهر الله حكمتها للبشر، وهناك أشياء لم يظهر

حكمتها للبشر،فمثلاً ما الحكمة من قطع يد السارق،ردعه عن السرقة مرة أخرى،وردع غيره ممن يفكر في السرقة ،فهذه حكمة

ظاهرة في أمر من أوامر الله،فشريعة الله كلها حكمة،فماذا مثلاً عن
الطفل الصغير يتألم ويمرض،قد تكون الحكمة في ذلك أن أبواه

يصبران على مرضه ويبذلان ما في وسعهما فتكون رفعة لهما في الدرجات أو تكفيراً لهما عن السيئات،اللحية مثلاً،بعض الناس

يقولون ما الحكمة من إعفائها،لكن هي أمر من النبي صلى الله عليه وسلم،ففي الحديث الذي روه البخاري ومسلم،عن ابن عمر

رضي الله عنهما أنه قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(أعفوا اللحى)وأعفوا من الإعفاء،وعفا الشعر أي كثر وطال،وهي مخالفة
المشركين،

كازانوفا
13-05-2013, 10:47 AM
الموضوع طوووووووووووويل يا ام حمد انا خطفت خطف في قراءتي ههه

جزيتي خيرا

امـ حمد
13-05-2013, 02:55 PM
الموضوع طوووووووووووويل يا ام حمد انا خطفت خطف في قراءتي ههه

جزيتي خيرا
بارك الله في حسناتك
وجزاك ربي جنة الفردوس
ان شاء الله الموضوع القادم بقصر منه