moonبنتnight
12-05-2013, 07:39 AM
مستشفى الولادة بلا خصوصية والأطباء يتجولون في الغرف دون استذان
الدوحة - العرب | 2013-05-12
لا شك أن القيم والموروثات الثقافية التي يتقيد بها المجتمع القطري والعربي بشكل عام والتي تنبع من آداب الإسلام محل اعتزاز وفخر لكل أفراده وصمام أمان محكم للمحافظة عليه من أي تهديدات.. الرسالة التي نقوم بعرضها لا تعني المواطنة التي قامت بإيصالها للصحيفة بقدر ما أنها تعبر عن سائر المواطنات، وفي الآونة الأخيرة كثيرا ما استمعنا لذات الشكاوى والكثير من المطالب المنادية بضرورة توفير طبيبات وعدم السماح للأطباء بالدخول على المريضات في غرف الولادة.
وتقول المواطنة التي فضلت حجب اسمها: إن ترددها على مستشفى النساء والولادة التابعة لمؤسسة حمد الطبية والمواقف التي مرت بها هناك كشفت لها عمق الظاهرة البشعة التي تقبع داخل أروقة تلك المستشفى والتي تتمثل في قيام أطباء بمتابعة عمليات التوليد والتحرك دون استئذان داخل غرف الولادة.. وقبل أن تسترسل في سرد حادثها الأخير الذي كان في الأيام الماضية كتبت هناك حقائق لا بد من الوقوف عندها على رأسها:
أن مستشفى النساء والولادة يعتبر الأعرق والأكفاء من حيث خبرة الكوادر والإمكانات في التعامل مع حالات الولادة في دولة قطر، ما يجعله الوجهة الأولى لدى كثير من المواطنات القطريات.
ثانيا: هو المستشفى الحكومي لمواطني دولة قطر ما يعني أنه من البديهي أن تتم مراعاة أبسط مستويات الأدب في التعامل مع المواطنات، وتوفير الخصوصية والستر واحترام الدين والأعراف.
وتشير كاتبة السطور إلى أنها خلال ترددها على العيادات الخارجية لاحظت أمرا آخر وهو أن إدارة مستشفى النساء والولادة تعتمد على كوادر أجنبية -غير عربية وغير مسلمة- والكثير من المناصب الإشرافية الإدارية تم شغلها بكوادر أجنبية.
بداية القصة
تقول: عندما بلغ حملي الشهر الثامن تم تحويلي لاستكمال المراجعة الطبية من المركز الصحي إلى مستشفى النساء والولادة، وهذا إجراء روتيني معتاد، لكن في أول موعد مراجعة بمستشفى النساء والولادة بعد تحويلي فوجئت وأنا داخل غرفة الكشف أن من يجلس داخل الغرفة طبيب رجل! أبديت استيائي وممانعتي للممرضة المسؤولة على تلك الوحدة وطلبت أن أدخل على طبيبة امرأة جاء الرد لا توجد حاليا طبيبة في هذه العيادة، وأضافوا يوجد حل واحد إذا أردت الدخول على طبيبة سنبحث لك عن موعد آخر وبتاريخ آخر مع طبيبة امرأة وافقت على ذلك، وعندما تم البحث كان أقرب موعد متوافر هو بعد تاريخ ولادتي المتوقع! أي بصيغة أخرى: إما أن أدخل على هذا الطبيب أو أن أبقى دون مراجعة طبية خلال الشهر التاسع لعدم توافر المواعيد.
في نهاية المطاف اضطررت أن أقبل بالدخول على الطبيب بشرط ألا يقوم بلمسي أو فحصي فتوجهت الممرضة للطبيب وأبلغته بذلك قبل دخولي، وعندما دخلت الغرفة وجدت أن الغرفة بها الطبيب وطبيبة امرأة وهي التي قامت بالكشف علي والاطمئنان على نبض الجنين أثناء جلوس الطبيب وراء المكتب. يبقى السؤال إذا كانت الطبيبة متوافرة لماذا يتم إقحام الطبيب وفرضه بهذه الطريقة؟ بعد أن تم فحصي وفور خروجي من غرفة الطبيب قمت بتقديم شكوى ووضعها في صندوق الاقتراحات في العيادة.
والآن أترك أسئلة أخرى للقائمين على الأمر علهم يسعفونا بالإجابة عنها..
لماذا توضع المريضة أمام الأمر الواقع في أن تدخل على طبيب رجل دون أن يترك لها الخيار أو تتوافر لها البدائل بوجود طبيبة امرأة وجو من الخصوصية التامة؛ فمسألة الحمل والولادة ذات حساسية شديدة وخصوصية عالية تتطلب أن يكون الطرف الذي تتعامل معه المريضة طرفا مريحاً لا أن أجبر على مناقشة أمور حملي مع رجل غريب؟
ثانيا: أين هي خصوصية المواطنة القطرية التي تراجع في مستشفى النساء والولادة؟ أين احترام العادات والدين، أين توفير الستر للمواطنة القطرية، تخيل أن العذر الذي كانت تسوقه لي جميع الممرضات عندما اعترضت على الدخول لغرفة الكشف بوجود الطبيب أن كثيرا من المراجعات يقبلن فلماذا اعتراضك أنت؟! بالطبع هؤلاء المراجعات اللاتي يقبلن لسن في معظمهن بقطريات بل خليط من الجنسيات والديانات التي لا تمثل ولا تعكس احتياج ورغبة المواطنة القطرية فكيف يتم تجاهل وإلغاء خصوصية المواطنة القطرية والتعامل على أن الوضع الطبيعي هو أن تقبل المريضة بالدخول على طبيب رجل والاستثناء هو أن ترفض المريضة الدخول على طبيب رجل؟
موقف آخر
يوم ولادتي توجهت إلى طوارئ النساء والولادة في ساعات الفجر الأولى بعد أن شعرت بآلام المخاض وبعد إجراء الفحوصات الأولية تبين أنني في حالة ولادة، لكن الوقت ما زال مبكرا على دخول حجرة الولادة، ما جعل الطبيبة تأمر بإدخالي للإقامة بالمستشفى لحين اقتراب وقت الولادة، تم تحويلي على غرفة في الدور الرابع في مستشفى النساء والولادة مع خيوط الشمس الأولى بعد ساعتين تقريبا بدأت أشعر بازدياد الألم وقرب ولادتي فقمت بمناداة الممرضة المسؤولة عني وأخبرتها بما أشعر حتى تنادي لي الطبيبة لتتأكد من قرب ولادتي وتأمر بإنزالي إلى جناح التوليد، انتظرت وصول الطبيبة بفارغ الصبر وأنا وسط آلام المخاض على السرير أخيراً وصلت الممرضة لتخبرني أن الطبيب قد وصل وهو يقف بالخارج فهل يدخل ليكشف عليك الآن ويقرر لك النزول إلى جناح التوليد؟ ارتفعت علامات الدهشة عندي والتعجب وتساءلت طبيب رجل؟!! رفضت طلبها كان ردها لماذا ترفضين؟ الجميع هنا يقبل، ثم إن هذا طبيب وليس رجلا -يا سبحان الله!-، وأردفت جميع الطبيبات الآن منشغلات بورشة عمل ولا يوجد سوى الطبيب. ستضطرين إلى الانتظار لحين نجد لك طبيبة امرأة تكشف عليك.
مساومة
هذا الحوار يدور وأنا في مرحلة متأخرة من المخاض وتتم مساومتي على أن يكشف علي رجل لأتمكن من الانتقال لحجرة الولادة حتى أضع طفلي بسلامّ رفضت وغادر الطبيب وجلست أنتظر لأكثر من ١٥ دقيقة وأنا في حالة تمر فيها الدقائق كالساعات من شدة الألم إلى أن وصلت الطبيبة وتبين أني أوشكت على الولادة ولا بد من توجهي إلى جناح التوليد فوراً، لكن المفاجأة الأخرى لا توجد أي غرفة في جناح التوليد شاغرة يمكن أن ينقلوني إليها، جلست أنتظر لنصف ساعة أخرى والممرضات ما زلن ينتظرن أن يتصل بهن أحد من جناح التوليد ليخبرهن بوجود شاغر لي أتمكن من النزول هناك والولادة. سألت الممرضة ماذا سيحدث إن لم يجدوا لي غرفة؟ فأجابت سننقلك للغرفة المجاورة هنا في آخر الممر في الطابق الرابع وتلدين بحضور الطبيبة؛ فالازدحام شديد في الأسفل وقد ولدت ٣ مريضات أطفالهن في حجرة الطوارئ من شدة الزحام ويوجد ٤ مريضات قد ولدن في جناح التوليد بسلامة لكن لا يوجد لهن شاغر في الغرف العامة ليخرجوهن من غرف الولادة حتى تتمكني من النزول إلى جناح التوليد. بعد ما يقارب الـ45 دقيقة من الألم جاء الخبر هناك غرفة شاغرة وعلي التوجه إليها قبل أن تُشغل -الحق ما تلحق- أخذوني إليها وأنا قد أوضحت مطالبي بألا يدخل علي طبيب رجل في أي حال من الأحوال إطلاقاً وتم التعميم على الممرضات وسمعتهن يتناقلن الطلب أثناء نقلي. تم إدخالي حجرة الولادة وهي حجرة مربعة لها بابان متقابلان والسرير من منتصف الحجرة تماما، باب يفتح على ممر داخلي في جناح التوليد؛ حيث بقية حجر التوليد والأطباء يتنقلون بينها وباب مقابل يفتح على منطقة الانتظار؛ حيث أهل المريضة ينتظرون خبر ولادتها بسلامة ويوجد ستار بين سرير المريضة وبين الباب الذي يفتح على جناح التوليد؛ حيث يكون الباب في الغالب مفتوحاً لسبب أجهله، وتكون الستارة هي الساتر الوحيد عن الممر الذي يعج بالأطباء الرجال دخلت وكانت الممرضة التي ستتابع سير ولادتي في انتظاري بدأت بأخذ البيانات والفحوص الأولية من ضغط وحرارة وأثناء قياسها للضغط أخبرتها أنني لا أريد أن يدخل أي رجل هذه الغرفة فطمأنتني أنها تعلم بذلك وأنه لا يمكن أن يتجرأ أحد على الدخول، وقبل أن تنهي جملتها سمعت صوت رجل يقترب فقد كان الباب مشرعاً وأصوات الأطباء والممرضات عالية فهم يتنادون والحالات جميعها طارئة، لكن هذا الصوت كان يقف بالباب فور إحساسي باقتراب الصوت سحبت ملاءة السرير لأغطي رأسي فقد قام ذلك الطبيب البجح بالدخول وكشف الستار فصرخت في وجهه أن يخرج فأجابني: «أنا دكتور!» فصرخت مرة أخرى: «وإن يكن، (ماذا يعني!!)» فخرج مستاءً!
أين نحن
لتبقى الآن أسئلة حائرة أين نحن حتى تنتهك الحرمات ويهتك الستر بهذه الطريقة الشنيعة في مستشفى يجدر به أن يكون أكثر البقع في قطر احتراما لخصوصية المريضة والمواطنة القطرية على وجه التحديد؟! أين الأدب في التعامل مع المريض واحترام رغباته باختيار الطبيب المعالج، هل ازدياد نسبة الأجانب اللاتي يقبلن بأن يخضعن للفحص والتوليد من قبل رجل يبرر العدد الهائل للأطباء الرجال الذين يتم توظيفهم في مستشفى النساء والولادة؟ أم أنها الإدارة الأجنبية التي لا يفرق معها أعراف أو حياء أو دين؟ ثم لماذا تضيع حقوق المواطنات في جودة الرعاية الطبية وتتم معاملتهن بموازين المقيمات والأجانب وليس بما يتماشى مع طبيعة وضع المواطنة القطرية؟
الوضع مأساوي
الوضع الحالي في مستشفى النساء والولادة بات مأساوياً -سداح مداح- فالمواطنة القطرية تمر في أسواء المواقف وتتعرض لأدنى مستويات الرعاية نتيجة الضغط الهائل وقلة الطاقة الاستيعابية وكالعادة القطريات هن الأقلية وتضيع حقوقهن وسط الخليط المتنوع من الأفواج والجنسيات التي باتت تتردد على المستشفى، قد وصل الحال أن يعتاد الأطباء على التجول بين غرف توليد النساء دون استئذان وهذا ما حصل معي لقد اقتحم ذاك الطبيب علي غرفة الولادة دون استئذان ودون مراعاة لأدنى مستويات الأدب والخصوصية التي من حقي الحصول عليها.
الآن لم يعد هناك أي اعتبار لخصوصية وضع المريضة القطرية وسط تعدد الجنسيات لا بد من أن تتخذ الإجراءات اللازمة لضمان حصول المريضة القطرية على المعاملة الطبية التي تليق بها والتي تحترم سترها وخصوصيتها -البيت بيت أبونا والغرب ناشونا!- لم يعد الوضع يتحمل أن نوضع في كفة واحدة مع باقي الجنسيات فإننا نرى حقوقنا تضيع أمام أعيننا ولن نقف بعد اليوم متفرجين.
التوقيع.. مواطنة قطرية
جريدة العرب
http://www.alarab.qa/details.php?issueId=1978&artid=242676
الدوحة - العرب | 2013-05-12
لا شك أن القيم والموروثات الثقافية التي يتقيد بها المجتمع القطري والعربي بشكل عام والتي تنبع من آداب الإسلام محل اعتزاز وفخر لكل أفراده وصمام أمان محكم للمحافظة عليه من أي تهديدات.. الرسالة التي نقوم بعرضها لا تعني المواطنة التي قامت بإيصالها للصحيفة بقدر ما أنها تعبر عن سائر المواطنات، وفي الآونة الأخيرة كثيرا ما استمعنا لذات الشكاوى والكثير من المطالب المنادية بضرورة توفير طبيبات وعدم السماح للأطباء بالدخول على المريضات في غرف الولادة.
وتقول المواطنة التي فضلت حجب اسمها: إن ترددها على مستشفى النساء والولادة التابعة لمؤسسة حمد الطبية والمواقف التي مرت بها هناك كشفت لها عمق الظاهرة البشعة التي تقبع داخل أروقة تلك المستشفى والتي تتمثل في قيام أطباء بمتابعة عمليات التوليد والتحرك دون استئذان داخل غرف الولادة.. وقبل أن تسترسل في سرد حادثها الأخير الذي كان في الأيام الماضية كتبت هناك حقائق لا بد من الوقوف عندها على رأسها:
أن مستشفى النساء والولادة يعتبر الأعرق والأكفاء من حيث خبرة الكوادر والإمكانات في التعامل مع حالات الولادة في دولة قطر، ما يجعله الوجهة الأولى لدى كثير من المواطنات القطريات.
ثانيا: هو المستشفى الحكومي لمواطني دولة قطر ما يعني أنه من البديهي أن تتم مراعاة أبسط مستويات الأدب في التعامل مع المواطنات، وتوفير الخصوصية والستر واحترام الدين والأعراف.
وتشير كاتبة السطور إلى أنها خلال ترددها على العيادات الخارجية لاحظت أمرا آخر وهو أن إدارة مستشفى النساء والولادة تعتمد على كوادر أجنبية -غير عربية وغير مسلمة- والكثير من المناصب الإشرافية الإدارية تم شغلها بكوادر أجنبية.
بداية القصة
تقول: عندما بلغ حملي الشهر الثامن تم تحويلي لاستكمال المراجعة الطبية من المركز الصحي إلى مستشفى النساء والولادة، وهذا إجراء روتيني معتاد، لكن في أول موعد مراجعة بمستشفى النساء والولادة بعد تحويلي فوجئت وأنا داخل غرفة الكشف أن من يجلس داخل الغرفة طبيب رجل! أبديت استيائي وممانعتي للممرضة المسؤولة على تلك الوحدة وطلبت أن أدخل على طبيبة امرأة جاء الرد لا توجد حاليا طبيبة في هذه العيادة، وأضافوا يوجد حل واحد إذا أردت الدخول على طبيبة سنبحث لك عن موعد آخر وبتاريخ آخر مع طبيبة امرأة وافقت على ذلك، وعندما تم البحث كان أقرب موعد متوافر هو بعد تاريخ ولادتي المتوقع! أي بصيغة أخرى: إما أن أدخل على هذا الطبيب أو أن أبقى دون مراجعة طبية خلال الشهر التاسع لعدم توافر المواعيد.
في نهاية المطاف اضطررت أن أقبل بالدخول على الطبيب بشرط ألا يقوم بلمسي أو فحصي فتوجهت الممرضة للطبيب وأبلغته بذلك قبل دخولي، وعندما دخلت الغرفة وجدت أن الغرفة بها الطبيب وطبيبة امرأة وهي التي قامت بالكشف علي والاطمئنان على نبض الجنين أثناء جلوس الطبيب وراء المكتب. يبقى السؤال إذا كانت الطبيبة متوافرة لماذا يتم إقحام الطبيب وفرضه بهذه الطريقة؟ بعد أن تم فحصي وفور خروجي من غرفة الطبيب قمت بتقديم شكوى ووضعها في صندوق الاقتراحات في العيادة.
والآن أترك أسئلة أخرى للقائمين على الأمر علهم يسعفونا بالإجابة عنها..
لماذا توضع المريضة أمام الأمر الواقع في أن تدخل على طبيب رجل دون أن يترك لها الخيار أو تتوافر لها البدائل بوجود طبيبة امرأة وجو من الخصوصية التامة؛ فمسألة الحمل والولادة ذات حساسية شديدة وخصوصية عالية تتطلب أن يكون الطرف الذي تتعامل معه المريضة طرفا مريحاً لا أن أجبر على مناقشة أمور حملي مع رجل غريب؟
ثانيا: أين هي خصوصية المواطنة القطرية التي تراجع في مستشفى النساء والولادة؟ أين احترام العادات والدين، أين توفير الستر للمواطنة القطرية، تخيل أن العذر الذي كانت تسوقه لي جميع الممرضات عندما اعترضت على الدخول لغرفة الكشف بوجود الطبيب أن كثيرا من المراجعات يقبلن فلماذا اعتراضك أنت؟! بالطبع هؤلاء المراجعات اللاتي يقبلن لسن في معظمهن بقطريات بل خليط من الجنسيات والديانات التي لا تمثل ولا تعكس احتياج ورغبة المواطنة القطرية فكيف يتم تجاهل وإلغاء خصوصية المواطنة القطرية والتعامل على أن الوضع الطبيعي هو أن تقبل المريضة بالدخول على طبيب رجل والاستثناء هو أن ترفض المريضة الدخول على طبيب رجل؟
موقف آخر
يوم ولادتي توجهت إلى طوارئ النساء والولادة في ساعات الفجر الأولى بعد أن شعرت بآلام المخاض وبعد إجراء الفحوصات الأولية تبين أنني في حالة ولادة، لكن الوقت ما زال مبكرا على دخول حجرة الولادة، ما جعل الطبيبة تأمر بإدخالي للإقامة بالمستشفى لحين اقتراب وقت الولادة، تم تحويلي على غرفة في الدور الرابع في مستشفى النساء والولادة مع خيوط الشمس الأولى بعد ساعتين تقريبا بدأت أشعر بازدياد الألم وقرب ولادتي فقمت بمناداة الممرضة المسؤولة عني وأخبرتها بما أشعر حتى تنادي لي الطبيبة لتتأكد من قرب ولادتي وتأمر بإنزالي إلى جناح التوليد، انتظرت وصول الطبيبة بفارغ الصبر وأنا وسط آلام المخاض على السرير أخيراً وصلت الممرضة لتخبرني أن الطبيب قد وصل وهو يقف بالخارج فهل يدخل ليكشف عليك الآن ويقرر لك النزول إلى جناح التوليد؟ ارتفعت علامات الدهشة عندي والتعجب وتساءلت طبيب رجل؟!! رفضت طلبها كان ردها لماذا ترفضين؟ الجميع هنا يقبل، ثم إن هذا طبيب وليس رجلا -يا سبحان الله!-، وأردفت جميع الطبيبات الآن منشغلات بورشة عمل ولا يوجد سوى الطبيب. ستضطرين إلى الانتظار لحين نجد لك طبيبة امرأة تكشف عليك.
مساومة
هذا الحوار يدور وأنا في مرحلة متأخرة من المخاض وتتم مساومتي على أن يكشف علي رجل لأتمكن من الانتقال لحجرة الولادة حتى أضع طفلي بسلامّ رفضت وغادر الطبيب وجلست أنتظر لأكثر من ١٥ دقيقة وأنا في حالة تمر فيها الدقائق كالساعات من شدة الألم إلى أن وصلت الطبيبة وتبين أني أوشكت على الولادة ولا بد من توجهي إلى جناح التوليد فوراً، لكن المفاجأة الأخرى لا توجد أي غرفة في جناح التوليد شاغرة يمكن أن ينقلوني إليها، جلست أنتظر لنصف ساعة أخرى والممرضات ما زلن ينتظرن أن يتصل بهن أحد من جناح التوليد ليخبرهن بوجود شاغر لي أتمكن من النزول هناك والولادة. سألت الممرضة ماذا سيحدث إن لم يجدوا لي غرفة؟ فأجابت سننقلك للغرفة المجاورة هنا في آخر الممر في الطابق الرابع وتلدين بحضور الطبيبة؛ فالازدحام شديد في الأسفل وقد ولدت ٣ مريضات أطفالهن في حجرة الطوارئ من شدة الزحام ويوجد ٤ مريضات قد ولدن في جناح التوليد بسلامة لكن لا يوجد لهن شاغر في الغرف العامة ليخرجوهن من غرف الولادة حتى تتمكني من النزول إلى جناح التوليد. بعد ما يقارب الـ45 دقيقة من الألم جاء الخبر هناك غرفة شاغرة وعلي التوجه إليها قبل أن تُشغل -الحق ما تلحق- أخذوني إليها وأنا قد أوضحت مطالبي بألا يدخل علي طبيب رجل في أي حال من الأحوال إطلاقاً وتم التعميم على الممرضات وسمعتهن يتناقلن الطلب أثناء نقلي. تم إدخالي حجرة الولادة وهي حجرة مربعة لها بابان متقابلان والسرير من منتصف الحجرة تماما، باب يفتح على ممر داخلي في جناح التوليد؛ حيث بقية حجر التوليد والأطباء يتنقلون بينها وباب مقابل يفتح على منطقة الانتظار؛ حيث أهل المريضة ينتظرون خبر ولادتها بسلامة ويوجد ستار بين سرير المريضة وبين الباب الذي يفتح على جناح التوليد؛ حيث يكون الباب في الغالب مفتوحاً لسبب أجهله، وتكون الستارة هي الساتر الوحيد عن الممر الذي يعج بالأطباء الرجال دخلت وكانت الممرضة التي ستتابع سير ولادتي في انتظاري بدأت بأخذ البيانات والفحوص الأولية من ضغط وحرارة وأثناء قياسها للضغط أخبرتها أنني لا أريد أن يدخل أي رجل هذه الغرفة فطمأنتني أنها تعلم بذلك وأنه لا يمكن أن يتجرأ أحد على الدخول، وقبل أن تنهي جملتها سمعت صوت رجل يقترب فقد كان الباب مشرعاً وأصوات الأطباء والممرضات عالية فهم يتنادون والحالات جميعها طارئة، لكن هذا الصوت كان يقف بالباب فور إحساسي باقتراب الصوت سحبت ملاءة السرير لأغطي رأسي فقد قام ذلك الطبيب البجح بالدخول وكشف الستار فصرخت في وجهه أن يخرج فأجابني: «أنا دكتور!» فصرخت مرة أخرى: «وإن يكن، (ماذا يعني!!)» فخرج مستاءً!
أين نحن
لتبقى الآن أسئلة حائرة أين نحن حتى تنتهك الحرمات ويهتك الستر بهذه الطريقة الشنيعة في مستشفى يجدر به أن يكون أكثر البقع في قطر احتراما لخصوصية المريضة والمواطنة القطرية على وجه التحديد؟! أين الأدب في التعامل مع المريض واحترام رغباته باختيار الطبيب المعالج، هل ازدياد نسبة الأجانب اللاتي يقبلن بأن يخضعن للفحص والتوليد من قبل رجل يبرر العدد الهائل للأطباء الرجال الذين يتم توظيفهم في مستشفى النساء والولادة؟ أم أنها الإدارة الأجنبية التي لا يفرق معها أعراف أو حياء أو دين؟ ثم لماذا تضيع حقوق المواطنات في جودة الرعاية الطبية وتتم معاملتهن بموازين المقيمات والأجانب وليس بما يتماشى مع طبيعة وضع المواطنة القطرية؟
الوضع مأساوي
الوضع الحالي في مستشفى النساء والولادة بات مأساوياً -سداح مداح- فالمواطنة القطرية تمر في أسواء المواقف وتتعرض لأدنى مستويات الرعاية نتيجة الضغط الهائل وقلة الطاقة الاستيعابية وكالعادة القطريات هن الأقلية وتضيع حقوقهن وسط الخليط المتنوع من الأفواج والجنسيات التي باتت تتردد على المستشفى، قد وصل الحال أن يعتاد الأطباء على التجول بين غرف توليد النساء دون استئذان وهذا ما حصل معي لقد اقتحم ذاك الطبيب علي غرفة الولادة دون استئذان ودون مراعاة لأدنى مستويات الأدب والخصوصية التي من حقي الحصول عليها.
الآن لم يعد هناك أي اعتبار لخصوصية وضع المريضة القطرية وسط تعدد الجنسيات لا بد من أن تتخذ الإجراءات اللازمة لضمان حصول المريضة القطرية على المعاملة الطبية التي تليق بها والتي تحترم سترها وخصوصيتها -البيت بيت أبونا والغرب ناشونا!- لم يعد الوضع يتحمل أن نوضع في كفة واحدة مع باقي الجنسيات فإننا نرى حقوقنا تضيع أمام أعيننا ولن نقف بعد اليوم متفرجين.
التوقيع.. مواطنة قطرية
جريدة العرب
http://www.alarab.qa/details.php?issueId=1978&artid=242676