امـ حمد
13-05-2013, 05:14 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسباب الأمن
إن نعمة الأمن من أجّل النعم،فإن جميع النعم الدنيوية وإن اجتمعت بغير نعمة الأمن لم ينتفع الإنسان منها،وكان عيش الإنسان ضنكاً
وإذا وجدت نعمة الأمن مع أقل القليل من النعم الدنيوية انتفع الإنسان بما وُجد من النعم وكان عيشه طيباً،أن الإنسان لا يعرف نعمة الأمن
إلا إذا فقدها،فكيف ينام الإنسان ويأكل ويشرب،ويقضى حوائجه والأمن مفقود،لذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(من أصبح منكم
آمناً في سربه ،معافاً في جسده،عنده طعام يوم،فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها)رواه البخاري،والترمذي،وقال الشيخ الألباني رحمه الله ،حديث حسن،الأسباب التى إن أخذنا بها تحصلنا على نعمة الأمن،أولاً،التوحيد الخالص الذى لا تشوبه أى شائبة من شوائب الشرك،
قال الله تعالى(الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الأمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ)أي،هؤلاء الذين أخلصوا العبادة لله وحده لا
شريك،له، ولم يشركوا به شيئا هم الآمنون يوم القيامة، المهتدون في الدنيا والآخرة)فهذا إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام لما أقام
التوحيد الخالص وأفرد الله عز وجل وحده بالعبادة وألقاه قومه فى النار كانت النار بردا وسلاما بأمر الله لما كانت العبادة خالصة
لله،قال تعالى عن قوم إبراهيم(قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ،قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ)وامتن الله على
أهل مكة بنعمة الأمن وأمرهم أن يقابلوا هذه النعمة بشكر الله بأن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً،وقال تعالى(وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا قَرْيَةً كَانَتْ
آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْهُمْ
فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ وَهُمْ ظَالِمُونَ)النحل،فالتوحيد الذى ضاع من حياتنا إلا من رحم الله يا أمة التوحيد،فكيف يصح توحيد من يحلف
بغير الله،ويذبح لغير الله،ومن يدعو غير الله،وينذر لغير الله،ويطلب المدد من غير الله،ثانياً،إقامة العدل بين الناس وعدم الظلم،
فإذا أخذ كل إنسان حقه ورُد الظالم عن ظلمه كان ذلك سبباً للأمن،أما إذا ضاع العدل وحل محله الظلم ضاع الأمن فى المجتمع(العدل)يدعو
إلى الألفة ويبعث على الطاعة وتنعم به الأرض،وتنمو به الأموال ويكثر معه العمران ويعم معه الأمان،قال الهرمزان لعمر حين رآه نائماً بالمسجد مبتذلاً(عدلت فأمنت فنمت ياعمر)ثالثاً،إقامة دين الله تعبداً وتحكيم الشريعة فى الحدود،وفى إقامة حدود الشريعة من حد الزنا والسرقة والقتل نشر للأمن والأمان فى ربوع البلاد،فإذا قُتل القاتل أمن الناس على أنفسهم،وإذا قُطعت يد السارق أمن الناس على أموالهم،وإذا جُلد الزانى إن لم يكن متزوجاً،ورُجم إن كان متزوجاً، أمن الناس على أعراضهم،لا تُعظم الدنيا فى قلبك،فها أنت قد رأيت
الدنيا من حازوها، واستأثروا بها لأنفسهم ماذا فعلت بهم،وماذا أغنت عنهم،وقال الثوري،إذا مررت بدورهم، يعني السلاطين،فلا تنظر إليها فإنما بنوها لينظر إليها، ثم تلا قوله تعالى(و لا تمدن عينيك)الحجر،
و أنشد لأبي العتاهية ويروى لأبي نواس،
والموت لا يخفى على أحد،،،ممن أرى وكأنه يخفى
ولقد مررت على القبور فما،،،ميزت بين العبد والمولى
وحكى عن هرون الرشيد،أنه انتقى أكفانه بيده عند الموت وكان ينظر إليها ويقول،ما أغنى عني ماليه هلك عني سلطانيه،وفرش المأمون رماداً واضطجع عليه وكان يقول،يا من لا يزول ملكه،ارحم من قد زال ملكه،لما حضرت معاذا رضي الله عنه الوفاة،قال اللهم إني قد
كنت أخافك وأنا اليوم ارجوك،ولما حضرت بلالا الوفاة قالت امرأته،واحزناه فقال،بل واطرباه غداً نلقى الأحبة محمداً وحزبه، وقيل فتح عبد الله بن المبارك عينه عند الوفاة وضحك
وقال،لمثل هذا فليعمل العاملون،ولما حضرت إبراهيم النخعي الوفاة بكى فقيل له ما يبكيك قال،انتظر من الله رسولاً يبشرني بالجنة أو بالنار،ولما حضرت ابن المنكدر الوفاة بكى فقيل له
ما يبكيك فقال،والله ما أبكى لذنب أعلم أني أتيته،ولكن أخاف أني أتيت شيئاً حسبته هيناً وهو عند الله عظيم،ولما حضرت عامر بن عبد القيس الوفاة بكى فقيل له ما يبكيك قال، ما أبكى
جزعًا من الموت ولا حرصاً على الدنيا،ولكن ابكي على ما يفوتني من ظمأ الهواجر،وعلى قيام الليل في الشتاء،رابعاً،ومن أسباب الأمن،الخوف من الله تعالى ومراقبته فى السر والعلن،
فالذى يخشى الله ويراقبه لا تسول له نفسه أن يتجاوز
حدود الله،وقد قال رسول الله صل الله وسلم لما قال له السائل(مَا الإحسان قال أن تعبد اللَه كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإِنه يراك)صحيح البخاري،عن نافع عن عبد اللَه بن عمر رضي اللَه عنهما،أن رسول اللَه صلى اللَه عليه وسلم قال عذبت امرأه في هرّةٍ حبستها حتى
ماتت جوعاً فدخلت فيها النار قال فقال واللَه أعلم لا أنت أطعمتها ولا سقيتها حين حبستيها ولا أنت أرسلتها فأكلت من خشاش الأرض )صحيح البخاري.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسباب الأمن
إن نعمة الأمن من أجّل النعم،فإن جميع النعم الدنيوية وإن اجتمعت بغير نعمة الأمن لم ينتفع الإنسان منها،وكان عيش الإنسان ضنكاً
وإذا وجدت نعمة الأمن مع أقل القليل من النعم الدنيوية انتفع الإنسان بما وُجد من النعم وكان عيشه طيباً،أن الإنسان لا يعرف نعمة الأمن
إلا إذا فقدها،فكيف ينام الإنسان ويأكل ويشرب،ويقضى حوائجه والأمن مفقود،لذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(من أصبح منكم
آمناً في سربه ،معافاً في جسده،عنده طعام يوم،فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها)رواه البخاري،والترمذي،وقال الشيخ الألباني رحمه الله ،حديث حسن،الأسباب التى إن أخذنا بها تحصلنا على نعمة الأمن،أولاً،التوحيد الخالص الذى لا تشوبه أى شائبة من شوائب الشرك،
قال الله تعالى(الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الأمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ)أي،هؤلاء الذين أخلصوا العبادة لله وحده لا
شريك،له، ولم يشركوا به شيئا هم الآمنون يوم القيامة، المهتدون في الدنيا والآخرة)فهذا إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام لما أقام
التوحيد الخالص وأفرد الله عز وجل وحده بالعبادة وألقاه قومه فى النار كانت النار بردا وسلاما بأمر الله لما كانت العبادة خالصة
لله،قال تعالى عن قوم إبراهيم(قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ،قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ)وامتن الله على
أهل مكة بنعمة الأمن وأمرهم أن يقابلوا هذه النعمة بشكر الله بأن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً،وقال تعالى(وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا قَرْيَةً كَانَتْ
آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْهُمْ
فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ وَهُمْ ظَالِمُونَ)النحل،فالتوحيد الذى ضاع من حياتنا إلا من رحم الله يا أمة التوحيد،فكيف يصح توحيد من يحلف
بغير الله،ويذبح لغير الله،ومن يدعو غير الله،وينذر لغير الله،ويطلب المدد من غير الله،ثانياً،إقامة العدل بين الناس وعدم الظلم،
فإذا أخذ كل إنسان حقه ورُد الظالم عن ظلمه كان ذلك سبباً للأمن،أما إذا ضاع العدل وحل محله الظلم ضاع الأمن فى المجتمع(العدل)يدعو
إلى الألفة ويبعث على الطاعة وتنعم به الأرض،وتنمو به الأموال ويكثر معه العمران ويعم معه الأمان،قال الهرمزان لعمر حين رآه نائماً بالمسجد مبتذلاً(عدلت فأمنت فنمت ياعمر)ثالثاً،إقامة دين الله تعبداً وتحكيم الشريعة فى الحدود،وفى إقامة حدود الشريعة من حد الزنا والسرقة والقتل نشر للأمن والأمان فى ربوع البلاد،فإذا قُتل القاتل أمن الناس على أنفسهم،وإذا قُطعت يد السارق أمن الناس على أموالهم،وإذا جُلد الزانى إن لم يكن متزوجاً،ورُجم إن كان متزوجاً، أمن الناس على أعراضهم،لا تُعظم الدنيا فى قلبك،فها أنت قد رأيت
الدنيا من حازوها، واستأثروا بها لأنفسهم ماذا فعلت بهم،وماذا أغنت عنهم،وقال الثوري،إذا مررت بدورهم، يعني السلاطين،فلا تنظر إليها فإنما بنوها لينظر إليها، ثم تلا قوله تعالى(و لا تمدن عينيك)الحجر،
و أنشد لأبي العتاهية ويروى لأبي نواس،
والموت لا يخفى على أحد،،،ممن أرى وكأنه يخفى
ولقد مررت على القبور فما،،،ميزت بين العبد والمولى
وحكى عن هرون الرشيد،أنه انتقى أكفانه بيده عند الموت وكان ينظر إليها ويقول،ما أغنى عني ماليه هلك عني سلطانيه،وفرش المأمون رماداً واضطجع عليه وكان يقول،يا من لا يزول ملكه،ارحم من قد زال ملكه،لما حضرت معاذا رضي الله عنه الوفاة،قال اللهم إني قد
كنت أخافك وأنا اليوم ارجوك،ولما حضرت بلالا الوفاة قالت امرأته،واحزناه فقال،بل واطرباه غداً نلقى الأحبة محمداً وحزبه، وقيل فتح عبد الله بن المبارك عينه عند الوفاة وضحك
وقال،لمثل هذا فليعمل العاملون،ولما حضرت إبراهيم النخعي الوفاة بكى فقيل له ما يبكيك قال،انتظر من الله رسولاً يبشرني بالجنة أو بالنار،ولما حضرت ابن المنكدر الوفاة بكى فقيل له
ما يبكيك فقال،والله ما أبكى لذنب أعلم أني أتيته،ولكن أخاف أني أتيت شيئاً حسبته هيناً وهو عند الله عظيم،ولما حضرت عامر بن عبد القيس الوفاة بكى فقيل له ما يبكيك قال، ما أبكى
جزعًا من الموت ولا حرصاً على الدنيا،ولكن ابكي على ما يفوتني من ظمأ الهواجر،وعلى قيام الليل في الشتاء،رابعاً،ومن أسباب الأمن،الخوف من الله تعالى ومراقبته فى السر والعلن،
فالذى يخشى الله ويراقبه لا تسول له نفسه أن يتجاوز
حدود الله،وقد قال رسول الله صل الله وسلم لما قال له السائل(مَا الإحسان قال أن تعبد اللَه كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإِنه يراك)صحيح البخاري،عن نافع عن عبد اللَه بن عمر رضي اللَه عنهما،أن رسول اللَه صلى اللَه عليه وسلم قال عذبت امرأه في هرّةٍ حبستها حتى
ماتت جوعاً فدخلت فيها النار قال فقال واللَه أعلم لا أنت أطعمتها ولا سقيتها حين حبستيها ولا أنت أرسلتها فأكلت من خشاش الأرض )صحيح البخاري.