المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وما زلت حيا



خوي الدرب
15-05-2013, 09:49 AM
...
ما زلت حيا !.
..
..
..

كانت ليلة : نصف مقمرة . ألا أنها كانت جد مغمرة .
قال قبل أن يفتح الباب ويترجل والسيارة مؤشكة على التوقف تماما
: انتبه : في الأسبوع الماضي على هذا الطريق الذي أنت فيه سائر.
: حدث أن طاردت سيارة مجهولة الهويّة ؛ سيارة إحدى العائلات وأطلقت عليها النار.
ألا أن الله سلّم . ولم تصب الرصاصة ألا مرآة السيارة اليمنى من مسافة بعيدة ! .
حاولت أن أزدرد لعابي الذي غدا كأنه صبابة أريقت على وجه سبخة في أحد نهارات " آب "
ألا أنه تصلّب.
حين يباغتنا الخوف ينحصر التفكير إلى كل مآل سيئ .
وتتعطل عجلة تنمية الأفكار.
لا أعرفه ؛ حتى أنه لم يدر بيننا حديث ذات عمق.
ألا أن تبادلنا التحايا . بعد أن ركب معي من بوابة
مركز " سلوى " الحدودي ؛ وسألني بعدها إلى أين وجهتي.
ألا أنه أصبح لدي رغبة جامحة في معرفة توابع ما قد أسلف من تحذير .
للأسف ليس لديه الكثير من التفاصيل عن الحادثة أو ماذا حدث بعد ذلك .
الساعة تشير إلى الواحدة والنصف من بعد منتصف الليل من بواكير العشر الأواخر من شهر رمضان.
سمعته والسيارة تعيد أدراجها إلى المسير يقول اقرأ الأحراز وتوكل. إن لم تتريث إلى فلقة الفجر
ليس بالإمكان التريث. فالطائرة ستقلع قبل الظهر من مطار " الدوحة " إلى مطار " دبي ".
ويجب أن لا تحط في مطار " دبي " ألا وقد حجزت سيارة الإسعاف ودفعت تأمين دخول المستشفى.
وهذا يتطلب أن أكون مع بداية العمل في حي " عود ميثا " بقرب المستشفى الأمريكي.
فصاحبي ؛ قد عهد إليّ بالمظروف المحتوي على المبلغ الذي حصل عليه عصر البارحة
بعد أن باع سيارته الجديدة التي قد اشتراها قبل رمضان بثلاثة أيام فقط .
فالظرف لا يحتمل التأخير. فوالدته التي لم تزل في متوسط العمر؛
وكانت بصحة جيدة قبل أن يجرى لها أحد " أطبائنا المرموقين " عملية مرارة.
جنح فيها مشرط " الطبيب المرموق " إلى الأمعاء فثقبها على مساحة لا تقل عن
"خمسة وعشرين" سانتي. وهي الآن في حالة حرجة .
بدأت الحالة تتدهور سريعا والطبيب المرموق الذي لا يزال حتى كتابة هذه السطور على رأس عمله. يقول إن ماذاك ألا حالة نفسية ليس ألا. حين راحت المريضة تدخل في حالات متلاحقات من الإغماءات. وأصبحت أشبه بالبالون المملوء بالهواء .
وظلت بعد الترقيع الذي حصل لها في المستشفى الأمريكي قرابة الثمانية عشر شهرا ببطن مفتوح. وظلت تعاني وقتا طويلا بتبعات تلك الجراحة حتى يومنا هذا . تلك حكاية أخرى.
الليل حالك السواد مع أن القمر وبحسب الوقت قد انعتق من المحاق . ألا أن الأحوال الجوية الغامرة أسبقت طلائها على محياه ؛ وبخار ملوحة البحر يدمدم ما بقي للنجم من مسرب.
فلا رؤية ألا ضوء السيارة الذي لا يتعدى حدود السبعين مترا أو يقل ألا انه لا يزيد على ذلك.
الرؤية عن يمين الطريق و يساره شبه منعدمة تماما.
الطريق شبه صامتة. فلم أرَ أي حراك على هذا الطريق في هذه الظلمة
إلا شاحنة بعد ما يقارب العشرة كيلو مترات. وكانت ماشية بتؤدة على نصف المسار الأيمن.
حين يتحفّز الحذر ويصبح الخوف طوقا في رقبته تطغى بعض الحواس على بعضها.
فأن كان الطاغي من الحواس ؛ حاسة السمع فأن باقي الحواس تصبح وكأنها شريكة له في مهمته. فلا يتحرك متحرك ولا يسكن ساكن ألا وتلتقطه جوارحك التي تحوّلت كلها إلى مجسات.
وأن كان الذوق فكذلك . وهلم جرا . الخوف غريزة طبيعية لكافة الكائنات الحية .
فنرى الأسد وهو سيّد الغابة حين يرى في غابته شيئا لا يعرف كنهه يبدو عليه التحفّز وعدم الاقتراب منه. وهو من ولد في الغابة وترعرع في عتمتها ومخلوقاتها الكثيرة المجبولة على العدوانية في الكثير من المواقف . فكيف بإنسان لم ينعزل عن غرفة والدته ؛
ألا بعد أن تجاوز عمره السابعة عشرة.

مقياس الحرارة الماثل في طبلون السيارة .
لم يعد يمثل حالة السائق . فبالرغم من أحساس الحرارة الداخلية ألا أن الأطراف
تنتابها القشعريرة بين الفينة والأخرى ؛ هي لم تك قشعريرة بشكلها المعهود
ولكن الإحساس بها يفرض نفسه . – اقرأ الإحراز . ما زالت كلمات الرجل ؛
تتردد في مسامعي وتتلقفها مسامات جسدي المؤشك على الرعشة .
هل كان لتلك العائلة التي تحدّث عنها الرجل قبل أن يترجل من سيارتي ؛
هل كان لها خصومة مع أحدا؟ أو إن ما تعرضت له كان هجوما عدوانيا
من أحد قاطعي الطريق؟.
هل عادت لنا حقبة " الحنشل " وقاطعي الطريق؟! لست أدري.
ولكن ما قد سمعنا من قصص قاطعي الطريق حتى لو كانت في أزمنة
غابرة ؛ فأن ظلال رعبها تترك ندبا في مخيلة المستمع.
محاولة لطرد تلك الوساوس وثقل وطئها أدرت مذياع السيارة
وفي دقيقة وأجزاء من الثواني تجاوزت كافة المحطات الإذاعية
المدرجة على لوحة الشاشة دون أن أركن لأي منها. فأغلقته .
وشوشة الريح من خلف نوافذ السيارة مع أن السرعة لم تتجاوز
الستين كيلو في الساعة تدخل من أذن وتخرج من أخرى.
كبوق عازف غير ماهر . الأفكار والوساوس أمام مخيلتي
كمن يقرأ نوتة موسيقية لأول مرة. أحرف وجمل متداخلة
دون الاهتداء لمعرفة أي منها. ألا أنه بين الفينة والأخرى ؛
يقطعها ذلك الصوت الحاد كبلطة ماضية وضعت على قالب من الزبد.
- اقرأ الأحراز . فيعود بي إلى مربع البداية. لست متأكدا بالضبط
ولكن أحسبني تجاوزت الستين كيلو أو قريب من ذلك.
وفي كل هذه المسافة لم أرَ إلا ثلاث شاحنات وسيارة على خط السير المعاكس.
الضباب بدأ يشتد ويتكاثف أمامي ؛ حتى غدت الرؤية جبال من العهن الأبيض.
بدأت أقلل في سرعة السيارة بشكل متلاحق حتى أني هممت في التوقف على جانب الطريق.
ألا أن كلمات صديقي وهو يسلمني المظروف الأبيض ؛ وبريق الرجاء في عينيه وهو
يحثني على إنجاز حجز سيارة الإسعاف ودفع تأمين مقابلة الطبيب قبل وصولهما ؛
لا تمنحني أي فرصة للتفكير في مثل ذلك.
فلا خيار غير مواصلة المسير تحت أي ظرف.

يتبع ...

كازانوفا
15-05-2013, 11:00 AM
اكمل بارك الله فيك .......

عشق الوطن
15-05-2013, 11:16 AM
ننتظر البقيه ،،،،،،

رآعي موآجيب
15-05-2013, 10:30 PM
مرحبا بكاتبنا المشوق

تحمل عتبي عليك :shy:

انت من الأشخاص اللي اتابعهم دائماً سواء بتسجيل دخولي أو من خلف الكواليس

لكن اذا بتسوي فينا نفس القصه اللي شطيتنا ولعبت في اعصابنا أشهر وعقب قلت ماراح اكملها ، فلا ترهقنا و اللي يرحم والديك :anger1:

كازانوفا
16-05-2013, 08:25 AM
مرحبا بكاتبنا المشوق

تحمل عتبي عليك :shy:

انت من الأشخاص اللي اتابعهم دائماً سواء بتسجيل دخولي أو من خلف الكواليس

لكن اذا بتسوي فينا نفس القصه اللي شطيتنا ولعبت في اعصابنا أشهر وعقب قلت ماراح اكملها ، فلا ترهقنا و اللي يرحم والديك :anger1:


نفس كلامي اللى قلته لنفسي امس:rolleyes2:
بالاخير نروح اندور على الكتاب باحدى المكاتب :nice:

رآعي موآجيب
19-05-2013, 11:59 PM
نفس كلامي اللى قلته لنفسي امس:rolleyes2:
بالاخير نروح اندور على الكتاب باحدى المكاتب :nice:


أبرك الساعات بناخذ الكتاب ، بس يكمل القصه :deal:

تغلبية
20-05-2013, 12:19 AM
سرد آخّـــاذّ ما شاءالله .. حسب مشاركات سابقة

ما ابي اقرا واتعذب شوقاً لانتظار الاجزاء .. لي قراءة بعد "تمت" إن شاءالله :victory:

intesar
20-05-2013, 12:25 AM
مرحباً أكمل..