المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ثمرات المرض



امـ حمد
15-05-2013, 07:44 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ثمرات المرض
إن في الدنيا مصائب ورزايا، ومحناً وبلايا، وآلاماً تضيق بها النفوس،فكم ترى من شاكٍ،وكم تسمع من مُتألمٍ، يشكو علةً وسقماً،
ويتألم تعباً ووجعاً،وتلك هي الدنيا،يوم تضحك،وآخر يبكي،شدة ورخاء، سراء وضراء، يوم في صحة وعافية، وآخر في مرض
وبلاء، كل هذا(لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُور)الحديد،الجميع يعرف قيمة الصحة والعافية،
فالصحة عند الإنسان أهم من ماله وأملاكه،لذلك ترى المريض ينفق الأموال الطائلة،ولا يسأل كم أنفق،أو كم بقي، وقد يمتد الأمر به إلى
أن يستدين،ولا يهتم بمقدار هذا الدين،فكل ما يعنيه أن تعود له صحته وعافيته،كما أن كثيراً من الناس إذا ابتلاه الله بمرض،فَقَدَ الثقة بربه،
واضطربت نفسه،وساء ظنه، وكثرت همومه، وضاقت عليه الأرض بما رحبت،وعجز عن تحمل الآلام،فلا ينظر إلا إلى مستقبل
أسود،وحياة مظلمة،وليس كما يشيع بين الناس أن الله إذا أنزل المرض على عبدٍ من عباده، كان ذلك دليلاً على عدم رضا الله عنه،
وغضبه عليه، بل على العكس من ذلك إنما هو رحمة ومنحة وعطية من الله أنزلها على عبده هذا،فمن فوائد المرض،
إرادة الخير من الله للعبد،فإذا ابتلى الله عبداً بالمرض فقد أراد به الخير العظيم،عن أبي هريرة،قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(من يرد الله به خيراً
يصب منه)أي،يبتليه الله بالأمراض،رواه البخاري،فكيف يكون الخير في المرض،أولاً،كفارة للذنوب،وزيادة للدرجات،فالابتلاء بالأمراض طب إلهي، ودواء رباني، يداوي الله به عباده من أمراض الذنوب المهلكة،فيكفر الذنوب التي اقترفها العبد بقلبه ولسانه وسمعه وبصره وسائر جوارحه،فعن أبي هريرة قال،قال رسول الله(ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في جسده،وفي ماله وولده حتى يلقى الله وما
عليه من خطيئة)حسن،ابن حبان وأحمد،عن أبي سعيد وأبي هريرة،أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول(ما يصيب
المؤمن من وصبٍ ولا نصبٍ ولا سقمٍ ولا حزنٍ حتى الهم يهمه إلا كفر به من سيئاته)رواه مسلم،والوصب،الوجع اللازم
الثابت،النصب،التعب،السقم،العلة التي تنحل الجسد،فعن عائشة قالت،سمعت رسول الله،قال(ما من مسلم يشاك شوكة فما فوقها إلا كتبت له بها درجة ومحيت عنه خطيئة)رواه مسلم،ثانياً،إخلاص النفوس لله،
فإن الابتلاء بالمرض من شأنه، أن ينقي نفس المؤمن من
الشوائب والذنوب، فتصفو نفسه،ويرق قلبه، فيتوجه لخالقه، ويتعلق به أمله، وتقوى علاقته بربه،قال الله تعالى(فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ)الأنعام،أي،نصيبهم بالأمراض والأسقام، ليتضرعوا إليه ويُخلصوا له في العبادة،ثالثاً،المرض علامة من علامات محبة الله للعبد،
فإن الله إذا أحب عبداً وأراد أن ينقيه من الذنوب ويطهره، وأن يقربه إليه ابتلاه بالمرض،فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم(إذا أحب الله قوما ابتلاهم فمن صبر فله الصبر ومن جزع فله الجزع)صحيح رواه أحمد،فمن أصابه الله بالمرض،
فليعلم أن الله يريده أن يعود إليه وأن يتذكره، فلا يسخط أو يتبرم، لينال الرضا والقبول من الله،
رابعاً بلوغ المنازل العالية في الجنة،
فإن المؤمن يصل بمرضه في الجنة، ما لم يصل به بعمله، قال رسول الله(إن العبد إذا سبقت له من الله منزلة لم يبلغها بعمله ابتلاه
الله في جسده أو في ماله أو في ولده، حتى يبلغه المنزلة التي سبقت له من الله تعالى)صحيح أبو داود وأحمد،
خامساً،حسد أهل الصحة والعافية لأهل المرض يوم القيامة،
ففي يوم القيامة عندما يرى أهل الصحة والعافية، ما ناله أهل الابتلاء من الأجر والثواب على مرضهم،عن جابر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(يود أهل العافية يوم القيامة حين يعطى أهل البلاء الثواب لو أن جلودهم كانت قرضت في الدنيا بالمقاريض)رواه الترمذي،
سادساً،ومن رحمة الله بعباده وفضله عليهم،أنه يكتب لعبده المريض، ما كان يعمل وهو صحيح معافى،
حتى لا يقول قائل،إذا مرض العبد، فإن فعله للطاعات والخيرات يقل،عما لو كان صحيحاً،وبالتالي تقل حسناته، أثناء
مرضه، نجيب عليه،هذا لو كنت تتعامل مع بشر،أما إذا كنت تتعامل مع أكرم الأكرمين، وأرحم الراحمين، فالأمر يختلف، نعم يختلف،فإن الله يكتب للمريض ثواب عمله، كما لو كان صحيحا معافى،كمن كان يصلي في جماعة، فمرض فمنعه المرض عن صلاة الجماعة،فإن الله
يعطيه أجر صلاة الجماعة، عن أبي موسى قال رسول الله( إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيما صحيحا)رواه البخاري،
سابعاً،إظهار الناس على حقيقتهم،
وتمييز أهل الصبر والصدق والإيمان والرضا بقضاء الله على أصحاب الهمم الضعيفة،
والنفوس الخائرة، قال الله(لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ)أي،للتمييز بين أهل السعادة والرضا بقضاء الله، وبين أهل الشقاوة والتعاسة
والسخط،لهذا قال رسول الله(فمن صبر فله الصبر،ومن جزع فله الجزع)رواه الأمام أحمد.

الصغيره
18-05-2013, 03:59 AM
اللهم لك الحمد ولك الشكر في السراء والضراء

ام حمد بارك الله فيك وجزيتي كل خير موضوع يستحق الوقوف والتمعن والنقل ايضا

امـ حمد
18-05-2013, 04:38 PM
اللهم لك الحمد ولك الشكر في السراء والضراء

ام حمد بارك الله فيك وجزيتي كل خير موضوع يستحق الوقوف والتمعن والنقل ايضا


تسلمين ياعمري الصغيره
وبارك الله في حسناتج حبيبتي
ويزاااج ربي جنة الفردوس يالغلا