امـ حمد
18-05-2013, 02:27 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لايعلم الغيب إلا الله
لو جاءك أنسان وقال لك أنت سوف يحصل لك مكروه اليوم،فهل تصدقه ام انك تقول في نفسك يريد أخافتي فقط فأنا لا اخافه بل
متوكل على الله واعلم ان الله يعلم الغيب،وبأني على يقين بأن انّه لن يصيبني الاّ ما كتب الله لي،ولكن يأتي عدو الله (الشيطان
الرجيم) ويحول تفكيرك كله على كلام هذا الشخص الذي يظن نفسه يعلم كل شئ،فتبدأ بالتفكير وتتغير نفسيتك وتخاف من
المستقبل وتنسى كلامك بأنه لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا،ويقل عندك الايمان فالايمان يزيد وينقص،فالمسلم كلما زادت معرفته
بالله ازداد ايمانه ويقينه به عز وجل، فمن الذي يستطيع ان يصد شيطانك ويجعلك لا تصدق ما تراه وتسمع،حتى لو حدث ما قاله
ضارب الودع فربما تكون قدراّ مقدورا،فتصبح تثق في ضارب الودع اكثر من ثقتك بالله،ممكن أن تقول وتطمئن نفسك بهذا الفعل
المحرم شرعاً بانك لست هكذا،بالله عليك ما هذا الاطمئنان الذي ممكن أن يجعلك تكفر بالله بمجرد سماعك وتصديقك له،فالانسان
الذي يكون عنده مخافة الله يثق بالله عز وجل ويعلم علم اليقين انه لا يعلم الغيب الا هو،فلا تدمر نفسك وحياتك بخرافات وأكاذيب
وتجعل تفكيرك منصب فقط على كلام هذا المشعوذ،الا تعلم بأن الشيطان يسري في جسدك مسرى الدم،فهو يعمل جاهداً لابعادك
عن الله وعن جنة عرضها كعرض السموات والارض،قال تعالى(قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ إِلَى يَوْمِ
الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ
مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ (سورة ص،هل تصدقون العرافين،انهم يتكسبون من التلاعب بعقول العامة،وأوصيكم بوصية حبيبنا صلى الله عليه
وسلم(لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه(أو قال لجاره )ما يحب لنفسه)الراوي،أنس بن مالك المحدث،مسلم،المصدر،صحيح
مسلم،ان العرافين يستعينون بالشياطين فهل ترضون ان تجلسوا مع من يلازمهم الشياطين،ومن يشركون بالله،هل
ترضون ان تذهب اعمالكم هباءاً منثوراً ولا تقبل منكم،وان تصلوا الى الكفر،ضاربات الودع،مشعوذات،وهو ادعائهن بمعرفة الغيب
والتكهن بالمستقبل،قال تعالى(قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ)سورة النمل،فأصبح الذهاب للمشعوذين
أمراً طبيعياً،بل أصبح هذا الأمر محبباً لبعض النفوس بسبب البعد عن منهج الكتاب والسنة ، وما علم أولئك أن اقتراف هذا الأمر
يخرج صاحبه من ملة الإسلام كلية،فعن ابنِ مسعودٍ رضِي اللهُ عنه قال(من أتى عرَّافًا أو ساحرًا أو كاهنًا فسأله فصدَّقه بما يقولُ،فقد
كفر بما أُنزِل على محمَّد)المحدث،المنذري،المصدر،الترغيب
والترهيب،خلاصة حكم المحدث،إسناده جيد،وكذا انتشار الحقد
والحسد والضغينة بين الناس وبين الاقارب انفسهم،والإنسان الذي يعي حقيقة أنه خلق حراً ليعبد الله ويوحده،ويوقن إيقاناً تاماً أن الله
هو الذي رزقه وهو الذي قدر كل شيء في حياته قبل أن يأتي إلى هذه الأرض،سيجنح بعقله وقلبه إلى اتباع الحقيقة ويترك
خزعبلات وأوهام السحرة والمشعوذين والدجالين،الذين خطرهم كبير على حياتنا،فلذلك علينا بالقرآن الكريم والسنة النبوية،ففيهما
الشفاء الكامل،ونسأل الله العلي القدير ان يحفظنا ويحمينا ويقينا من شرهم انه على كل شيئ قدير،قال تعالى(وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى
الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)الزمر،ومن الشرك،أن يعبد غير الله عبادة كاملة ,فإنه يسمى
شركاً،فمن أعرض عن الله بالكلية وجعل عبادته لغير الله،فهذا أعظم كفراً وأشد شركاً،أما الوسيلة المذكورة فى قول الله عزو جل
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ}المائدة،فالمراد التقرب إليه سبحانه بطاعته،وهذا معناه عند أهل العلم
جميعاً ,فالصلاة قربه إلى الله فهى وسيلة ,والذبح لله وسيلة وهكذا،أما ظن بعض الناس أن الوسيلة هى التعلق بالأموات
والاستغاثة بالأولياء،فهذا ظن باطل،وهذا اعتقاد المشركين الذين قال الله فيهم(وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ
وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ)فرد الله عليهم سبحانه بقوله(قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى
عَمَّا يُشْرِكُونَ)يونس،
علم الغيب إلى الله عز وجل،وليس عند الرسول صلى الله عليه وسلم،ولا غيره يعلم الغيب، فهو
مختص بالله عز وجل، كما قال سبحانه وتعالى(قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ)وقوله سبحانه وتعالى،لنبيه صلى
الله عليه وسلم،في سورة الأعراف( قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا
مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)ويقول سبحانه وتعالى(وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ)فالغيب عند الله عز
وجل ومختص به سبحانه وتعالى، يعلم ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف يكون، يعلم ما يكون في الآخرة وما في الجنة
والنار ويعلم الناجين من الهالكين، ويعلم أهل الجنة ويعلم أهل النار ويعلم كل شيء سبحانه وتعالى، والرسل إنما يعلمون ما
جاءهم به الوحي، فما أوحى الله به إليهم يعلمونه، كما قال سبحانه وتعالى(عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا،إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن
رَّسُولٍ)فالله يوحي إلى الرسل ما شاء كما أوحى إلى نبينا صلى الله عليه وسلم،أشياء كثيرة من أمر الآخرة وأمر القيامة وأمر الجنة
والنار وما يكون في آخر الزمان من الدجال ومن المسيح وأمر الكعبة ويأجوج ومأجوج وغير ذلك مما يكون آخر الزمان، كل هذا
من علم الغيب، أوحى الله به إلى نبيه صلى الله عليه وسلم،وعلمنا إياه وصار معلوماً للناس،أما بعد وفاته فلا يعلم ما يكون في العالم
ولا يدري عما يحدث،لأنه بموته انقطع علمه بأحوالنا عليه الصلاة والسلام،إنما تعرض عليه من أمته الصلاة والسلام عليه،حيث قال
(صلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم)حديث صحيح، والمقصود،أن علم الغيب لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى، وما
أوحاه الله إلى الرسل هو من علم الغيب الذي أطلعهم عليه سبحانه وتعالى،في حياتهم وهم أطلعوا الناس عليه وعلموه للناس،والذين
يردون الحوض،والذين يذادون عنه،ثبت في صحيح مسلم،من حديث أبي ذر،وقد صح عن رسول صلى الله عليه وسلم،أنه قال
(يذاد أناس عن حوضي يوم القيامة فأقول،يا رب أمتي)وفي لفظ يقول(أصحابي أصحابي،فيقال،إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك إنهم لم
يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم فأقول،سحقاً سحقاً لمن بدل بعدي)فبين صلى الله عليه وسلم،أنه لا يعلم ما أحدث الناس
بعده،فهو صلى الله عليه وسلم يعلم ما أوحاه الله إليه، وما كان عند الله من الغيب لا يعلمه سواه سبحانه وتعالى.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لايعلم الغيب إلا الله
لو جاءك أنسان وقال لك أنت سوف يحصل لك مكروه اليوم،فهل تصدقه ام انك تقول في نفسك يريد أخافتي فقط فأنا لا اخافه بل
متوكل على الله واعلم ان الله يعلم الغيب،وبأني على يقين بأن انّه لن يصيبني الاّ ما كتب الله لي،ولكن يأتي عدو الله (الشيطان
الرجيم) ويحول تفكيرك كله على كلام هذا الشخص الذي يظن نفسه يعلم كل شئ،فتبدأ بالتفكير وتتغير نفسيتك وتخاف من
المستقبل وتنسى كلامك بأنه لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا،ويقل عندك الايمان فالايمان يزيد وينقص،فالمسلم كلما زادت معرفته
بالله ازداد ايمانه ويقينه به عز وجل، فمن الذي يستطيع ان يصد شيطانك ويجعلك لا تصدق ما تراه وتسمع،حتى لو حدث ما قاله
ضارب الودع فربما تكون قدراّ مقدورا،فتصبح تثق في ضارب الودع اكثر من ثقتك بالله،ممكن أن تقول وتطمئن نفسك بهذا الفعل
المحرم شرعاً بانك لست هكذا،بالله عليك ما هذا الاطمئنان الذي ممكن أن يجعلك تكفر بالله بمجرد سماعك وتصديقك له،فالانسان
الذي يكون عنده مخافة الله يثق بالله عز وجل ويعلم علم اليقين انه لا يعلم الغيب الا هو،فلا تدمر نفسك وحياتك بخرافات وأكاذيب
وتجعل تفكيرك منصب فقط على كلام هذا المشعوذ،الا تعلم بأن الشيطان يسري في جسدك مسرى الدم،فهو يعمل جاهداً لابعادك
عن الله وعن جنة عرضها كعرض السموات والارض،قال تعالى(قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ إِلَى يَوْمِ
الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ
مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ (سورة ص،هل تصدقون العرافين،انهم يتكسبون من التلاعب بعقول العامة،وأوصيكم بوصية حبيبنا صلى الله عليه
وسلم(لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه(أو قال لجاره )ما يحب لنفسه)الراوي،أنس بن مالك المحدث،مسلم،المصدر،صحيح
مسلم،ان العرافين يستعينون بالشياطين فهل ترضون ان تجلسوا مع من يلازمهم الشياطين،ومن يشركون بالله،هل
ترضون ان تذهب اعمالكم هباءاً منثوراً ولا تقبل منكم،وان تصلوا الى الكفر،ضاربات الودع،مشعوذات،وهو ادعائهن بمعرفة الغيب
والتكهن بالمستقبل،قال تعالى(قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ)سورة النمل،فأصبح الذهاب للمشعوذين
أمراً طبيعياً،بل أصبح هذا الأمر محبباً لبعض النفوس بسبب البعد عن منهج الكتاب والسنة ، وما علم أولئك أن اقتراف هذا الأمر
يخرج صاحبه من ملة الإسلام كلية،فعن ابنِ مسعودٍ رضِي اللهُ عنه قال(من أتى عرَّافًا أو ساحرًا أو كاهنًا فسأله فصدَّقه بما يقولُ،فقد
كفر بما أُنزِل على محمَّد)المحدث،المنذري،المصدر،الترغيب
والترهيب،خلاصة حكم المحدث،إسناده جيد،وكذا انتشار الحقد
والحسد والضغينة بين الناس وبين الاقارب انفسهم،والإنسان الذي يعي حقيقة أنه خلق حراً ليعبد الله ويوحده،ويوقن إيقاناً تاماً أن الله
هو الذي رزقه وهو الذي قدر كل شيء في حياته قبل أن يأتي إلى هذه الأرض،سيجنح بعقله وقلبه إلى اتباع الحقيقة ويترك
خزعبلات وأوهام السحرة والمشعوذين والدجالين،الذين خطرهم كبير على حياتنا،فلذلك علينا بالقرآن الكريم والسنة النبوية،ففيهما
الشفاء الكامل،ونسأل الله العلي القدير ان يحفظنا ويحمينا ويقينا من شرهم انه على كل شيئ قدير،قال تعالى(وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى
الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)الزمر،ومن الشرك،أن يعبد غير الله عبادة كاملة ,فإنه يسمى
شركاً،فمن أعرض عن الله بالكلية وجعل عبادته لغير الله،فهذا أعظم كفراً وأشد شركاً،أما الوسيلة المذكورة فى قول الله عزو جل
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ}المائدة،فالمراد التقرب إليه سبحانه بطاعته،وهذا معناه عند أهل العلم
جميعاً ,فالصلاة قربه إلى الله فهى وسيلة ,والذبح لله وسيلة وهكذا،أما ظن بعض الناس أن الوسيلة هى التعلق بالأموات
والاستغاثة بالأولياء،فهذا ظن باطل،وهذا اعتقاد المشركين الذين قال الله فيهم(وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ
وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ)فرد الله عليهم سبحانه بقوله(قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى
عَمَّا يُشْرِكُونَ)يونس،
علم الغيب إلى الله عز وجل،وليس عند الرسول صلى الله عليه وسلم،ولا غيره يعلم الغيب، فهو
مختص بالله عز وجل، كما قال سبحانه وتعالى(قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ)وقوله سبحانه وتعالى،لنبيه صلى
الله عليه وسلم،في سورة الأعراف( قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا
مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)ويقول سبحانه وتعالى(وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ)فالغيب عند الله عز
وجل ومختص به سبحانه وتعالى، يعلم ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف يكون، يعلم ما يكون في الآخرة وما في الجنة
والنار ويعلم الناجين من الهالكين، ويعلم أهل الجنة ويعلم أهل النار ويعلم كل شيء سبحانه وتعالى، والرسل إنما يعلمون ما
جاءهم به الوحي، فما أوحى الله به إليهم يعلمونه، كما قال سبحانه وتعالى(عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا،إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن
رَّسُولٍ)فالله يوحي إلى الرسل ما شاء كما أوحى إلى نبينا صلى الله عليه وسلم،أشياء كثيرة من أمر الآخرة وأمر القيامة وأمر الجنة
والنار وما يكون في آخر الزمان من الدجال ومن المسيح وأمر الكعبة ويأجوج ومأجوج وغير ذلك مما يكون آخر الزمان، كل هذا
من علم الغيب، أوحى الله به إلى نبيه صلى الله عليه وسلم،وعلمنا إياه وصار معلوماً للناس،أما بعد وفاته فلا يعلم ما يكون في العالم
ولا يدري عما يحدث،لأنه بموته انقطع علمه بأحوالنا عليه الصلاة والسلام،إنما تعرض عليه من أمته الصلاة والسلام عليه،حيث قال
(صلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم)حديث صحيح، والمقصود،أن علم الغيب لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى، وما
أوحاه الله إلى الرسل هو من علم الغيب الذي أطلعهم عليه سبحانه وتعالى،في حياتهم وهم أطلعوا الناس عليه وعلموه للناس،والذين
يردون الحوض،والذين يذادون عنه،ثبت في صحيح مسلم،من حديث أبي ذر،وقد صح عن رسول صلى الله عليه وسلم،أنه قال
(يذاد أناس عن حوضي يوم القيامة فأقول،يا رب أمتي)وفي لفظ يقول(أصحابي أصحابي،فيقال،إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك إنهم لم
يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم فأقول،سحقاً سحقاً لمن بدل بعدي)فبين صلى الله عليه وسلم،أنه لا يعلم ما أحدث الناس
بعده،فهو صلى الله عليه وسلم يعلم ما أوحاه الله إليه، وما كان عند الله من الغيب لا يعلمه سواه سبحانه وتعالى.