تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : دعك مما فات واستعد لما هو آت



امـ حمد
20-05-2013, 11:44 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دعك مما فات واستعد لما هو آت

في الصحيحين،أن النبي صلى الله عليه وسلم قال(ينزل ربنا كل ليله إلي سماء الدنيا حين يبقي الثلث الأخير من الليل فيقول،هل من
يدعونني فأستجيب له،هل من يسألني فأعطيه،هل من يستغفرني فأغفر له)فلو أن خطاياك ركاماً أسوداً كزبد البحر وإتجهت إلي الله
قصداً وانطلقت إليه ركضاً ما بقي شيئ من هذه الخطايا وانظر إلي الحديث القدسي الذي يفتح باب الأمل والرجاء،ففي صحيح الترمذي
من حديث أنس بن مالك أنه قال،سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم،يقول،قال الله تعالي(يا ابن آدم إنك ما دعوتنتي
ورجوتني غفرت لك علي ما كان منك ولا أبالي يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي يا ابن آدم
لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة)وهذا الحديث مثل الجُرعة التي تُحي الأمل في إرادة الإنسان المخدرة،والله تبارك وتعالي يفرح بعودة عبده المؤمن إليه،فلكي تنعم بعيش راض،لابد أن تجعل همك في اليوم،ولا تفكر في
الغد،لأن الغد بيد الله والأمس قد ولّى أو مضى،ففكر في اليوم الحالي ووفق هذه النصائح يأتي حديث النبي صلى الله عليه
وسلم،ففي صحيح الترمذي،قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم(من بات آمناً في سربه معافي في بدنه عنده قوت يومه
فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها)فهل رأيت قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم،الذي لا ينطق عن الهوي،فبإجتماع العناصر
الثلاثة ألا وهي الأمن،والمعافاه،والشبع،كأنك إمتلكت الدنيا بما فيها فإعمل جاهداً علي أن تعيش اليوم بيومه،ولا تحمل هم غداً،وإياك
أن تحتقر هذه النعم الثلاث فما من عبد تمرد وسخط على نعم الله إلا زالت هذه النعم،وأبدل الله حاله من النقيض إلي النقيض،
فلابد أن تعلم قدر الدنيا بالنسبة للآخره،لأن الدنيا ليست دار المقام،ولا دار الخلد، وإنما دار عمل،وكل إنسان فيها له ما سعى فلا تدع
القلق والهم يحطمانك،فإن رضيت بما قسم الله لك كنت أغنى الناس،فالإنسان كلما إقترب من الله عز وجل أصبحت الأوهام التي
تراوده والوساوس التي تكاد تقتله في الخوف من المستقبل لا أصل لها،ففي صحيح الترمذي وابن ماجة،من حديث عمر بن الخطاب
رضي الله عنه،أن النبي صلى الله عليه وسلم،قال(لو أنكم تتوكلون علي الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح
بطاناً)
فدعك مما فات من الخوف من المستقبل،وأقبل على الله وتوكل علي الله حق توكله,وكذلك تري بعض الأشخاص الذين
لديهم وقت فراغ ويتمتعون بهذه النعمة،التي ربما كثير من الناس غافلين عن هذه النعمة،لا يحسنون التصرف فيها،وفي صحيح
البخاري من حديث ابن عباس،أن النبي صلى الله علية وسلم قال(نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ)فالفراغ،إن
لم يُستغل الإستغلال الصحيح،يصبح بيئة لنمو آلاف الرذائل،وقد قال الإمام الحسن البصري،إن لم تشغل نفسك بالحق شغلتك
بالباطل،والفراغ لا يُظهر مواهبك الحقيقه،ولا يجعلك تُجيد إستغلالها،فربما تقل وتضمحل،فالفراغ مثل المناجم التي تضج
بمعادن الذهب والفضه،ولكن مجهوله ولم يتطرق إليها أحداً قط ليعرف ما بداخلها،فكما أنك لم تستغل مواهبك وتركتها تندثر،وتكاد
أن تختفي ظهرت الذنوب والمعاصي بالمقابل،فبنقصان أحد الفضائل تظهر رذيلة مكانها وإياك ومحقرات الذنوب فإنهن لا
يتركن أحد إلا ويجتعمن عليه حتي يهلكنه فأشغل وقتك بذكر الله وبطلب العلم الشرعي ومعرفة أمور دينك والتفقه فيها،فسيدنا محمد
صلي الله عليه وسلم،قال في الصحيحين من حديث معاوية بن أبي
سفيان(من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين)فإعمل جاهداً أن تكون
ممن أراد الله بهم خيراً فدعك مما فات من الذنوب والمعاصي والإستهانه بنظر الله إليك،وإستعد لحياة جديدة مليئة بطاعة الله،وأن
تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ،وهذه درجة الإحسان،وهي من أعلي مراتب الدين،وأقبل علي إشغال وقتك في
التفقه في أمور دينك فالعمر قصير والعلم كثير،فلا تسترسل لإرادة الشيطان حتي لا تذهب نفسك حسرات علي ما فرطت في حنب
الله،فالمؤمن الفطن الذكي هو الذي يستطيع إستغلال وقته،فليس كل الوقت يتعلم،هناك وقت لتعلم أمور دينه فيجب أن يكون ديدن
المؤمن إشغال وقته في طاعة الله حتى المأكل والمشرب ينوي بهما التقوّي علي عبادة الله،والملبس ينوي بها أن يري الناس أثار نعمة
الله عليه،ففي صحيح الترمذي،بإسناد حسن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال(إن الله يحب أن يرى أثر نعمته علي عبده) فكل شيئ تستطيع أن تجعله لله تعالي،وتنوي بذلك التقرب إلي الله وإن شاء الله سوف تؤجر علي ذلك،فيجب عليك أن تدع كل ما فاتك من
تضييع الأوقات وكثرة القلق والخوف من المستقبل،وإقتراف الذنوب والمعاصي،وإستعد إلي التوبة النصوحة،وأقبل علي الله
وإستغل وقتك أقصى إستغلال ولا تدع مجال للشيطان لكي يُلقي بأفكارة العفنه في ذهنك،لا يجزئه إلا الوقوع في الذنوب والمعاصي
فدائماً الإنسان المكبل بسلاسل الشهوه تراه في ذله ومهانه الشهوات تسيطر عليه وتُحركه كالدميه خافض الرأس،أما المؤمن
الذي يستغفر ربه بإستمرار تجده مرفوع الرأس بعيد عن ذل الشهوات والمعاصي،لذلك حاول أن يكون لسانك دائماً في ذكر الله،
وهو خير كثير وعمل يسير،ففي الترمذي وابن ماجه من حديث عبد الله بن بُسر،أن رجلاً أتى النبي صلي الله عليه وسلم،وقال له
يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت علي فأخبرني بشيئ أتشبث به،فقال له النبي صلي الله عليه وسلم(لا يزالُ لسانُك رطباً
من ذكر الله)فكن دائماً في حالة ذكر لله عز وجل،فلا يتطلب منك الجهد الكثير،ولكن سيدر عليك خير كثير،فترك ما فات وما مضى وتستعد لما هو آت.

البانوش
22-05-2013, 05:36 AM
شكرا على الموضوع وجزاكم الله خير.

امـ حمد
23-05-2013, 02:37 AM
شكرا على الموضوع وجزاكم الله خير.

بارك الله في حسناتك
وجزاك ربي جنة الفردوس

Qatar Angel
23-05-2013, 01:28 PM
ونعم بالله،، مهما تعرض الإنسان لتجارب قاسية وفشل وكثرة ذنوب
فليجا الى الله ويطلب الرحمة والمغفرة والرضى ويصدق النية
وسوف تهل عليه السكينة والرضى وتفتح له أبواب الرزق
جزاج الله خير ام حمد

امـ حمد
23-05-2013, 03:19 PM
ونعم بالله،، مهما تعرض الإنسان لتجارب قاسية وفشل وكثرة ذنوب
فليجا الى الله ويطلب الرحمة والمغفرة والرضى ويصدق النية
وسوف تهل عليه السكينة والرضى وتفتح له أبواب الرزق
جزاج الله خير ام حمد

بارك الله في حسناتك
وجزاك ربي جنة الفردوس

نبض الدوحة
23-05-2013, 11:04 PM
جزاك الله خير

روز باريس
23-05-2013, 11:36 PM
جزاك الله خير

امـ حمد
24-05-2013, 02:01 AM
جزاك الله خير

بارك الله في حسناتك
وجزاك ربي جنة الفردوس

امـ حمد
24-05-2013, 02:02 AM
جزاك الله خير

بارك الله في حسناتك
وجزاك ربي جنة الفردوس