المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجار قبل الدار



امـ حمد
26-05-2013, 04:55 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجار قبل الدار
وعن ابي هريره رضي الله عنه قال،قال رسول الله صلي الله عليه وسلم(والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن,قيل،من يارسول
الله،قال،الذي لا يأمن جاره بوائقه،رواه مسلم،والبوائق،الغوائل والشرور،وقال العلامه بن عثيمين رحمة الله،في شرح رياض
الصالحين،يعنى غدرته وخيانته وظلمه وعدوانه، فالذي لا يأمن جاره من ذالك ليس بمؤمن,وفي هذا دليل على تحريم العدوان على الجار سواء كان ذالك بالقول او الفعل، اما بالقول،
فأن يسمع منه ما يزعجه ويقلقه كالذين يفتحون الراديو أو التلفاز او غيرهما مما
يسمع ويزعج الجيران،فان هذا لا يحل له حتى لو فتحه على كتاب الله،وهو مما يزعج الجيران بصوته،ولا يحل له ان يفعل ذالك،وأما بالفعل، فيكون بألقاء الكناسه حول بابه والتضييق عليه عند مداخل بابه،او بالدق،مما يضره،فاٍن ذالك من بوائق الجار فلا يحل له فعل ذالك،وإيذاء الجار سبب دخول النار،
ولا شك أن الأذية الظاهرة للجار من المعاصي الموجبة لفسق صاحبها،فقد قيل
للرسول صلى الله عليه وسلم،يا رسول الله(إن فلانة تقوم الليل وتصوم النهار،وتفعلُ، وتصدقُ،وتؤذي جيرانها بلسانها،فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم،لا خير فيها،هي من أهل النار)رواه البخاري،وأحمد وصححه الألباني،قالوا،وفلانة تصلي المكتوبة،
وتتصدَّق ولا تؤذي أحداً،فقال رسول الله،هي من أهل الجنة،ولفظ الإمام أحمد،ولا تؤذي بلسانها جيرانها،شهادة النبي له بالخيرية قال،صلى الله عليه وسلم(خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره،فضل الإحسان إلى الجار في الإسلام،
لقد عظَّم الإسلام حق الجار، وظل جبريل عليه السلام يوصي نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم،بالجار حتى ظنَّ النبي أن الشرع سيأتي بتوريث الجار(مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سَيُورِّثه)وقد أوصى القرآن بالإحسان إلى الجار
(وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ
بِالْجَنْبِ)النساء،وانظر كيف حض النبي صلى الله عليه وسلم على الإحسان إلى الجار وإكرامه(ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر
فليكرم جاره)وعند مسلم(فليحسن إلى جاره)بل وصل الأمر إلى درجة جعل فيها الشرع محبة الخير للجيران من الإيمان، قال صلى
الله عليه وسلم(والذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتى يحب لجاره ما يحب لنفسه)والذي يحسن إلى جاره هو خير الناس عند الله(خير
الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه، وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره)من هو الجار، الجار هو مَن جاورك، سواءٌ كان مسلمًا أو كافراً،وأن ما تعارف عليه الناس أنه يدخل في حدود الجوار فهو الجار،
من صور الجوار،يظن بعض الناس أن الجار،هو فقط من جاوره في السكن، ولا ريب أن هذه الصورة هي واحدة من أعظم صور الجوار،ولكن لا شك فهناك الجار في العمل، والسوق، والمزرعة، ومقعد الدراسة،وغير ذلك من صور الجوار، من حقوق الجار،أولاً،رد السلام وإجابة الدعوة،وهذه وإن كانت من الحقوق
العامة للمسلمين بعضهم على بعض،إلا أنها تتأكد في حق الجيران لما لها من آثار طيبة في إشاعة روح الألفة والمودة،
ثانياً،كف الأذى عنه،
نعم فهذا الحق من أعظم حقوق الجيران،والأذى وإن كان حراماً بصفة عامة فإن حرمته تشتد إذا كان متوجهاً إلى الجار،وجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشكو إليه أذى جاره،فقال،اطرح متاعك في الطريق،ففعل،وجعل الناس يمرون به
ويسألونه،فإذا علموا بأذى جاره له لعنوا ذلك الجار،فجاء هذا الجار السيئ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم،يشكو أن الناس
يلعنونه،فقال صلى الله عليه وسلم،فقد لعنك الله قبل الناس)(رواه ابو داوود،والبخاري فى الادب المفرد) ثالثاً،تحمل أذى الجار،
إذ يستطيع كثير من الناس أن يكف أذاه عن الآخرين،لكن أن يتحمل أذاهم صابراً محتسباً فهذه درجة عالية(ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ)المؤمنون،ويقول الله تعالى(وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ)الشورى،وقد ورد عن الحسن،رحمه الله،قوله،ليس
حُسْنُ الجوار كفّ الأذى،حسن الجوار الصبر على الأذى،رابعاً،تفقده وقضاء حوائجه،إن رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول(ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم به)اخرجه الحاكم،وحسنه الالباني،وسألت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم(إن لي جارين،فإلى أيهما أهدي،قال،إلى أقربهما منكِ باباً)أخرجه البخاري،بإسناد
صحيح،خامساً،ستره وصيانة عرضه،وإن هذه لمن أوكد الحقوق،فبحكم الجوار قد يطَّلع الجار على بعض أمور جاره فينبغي
أن يوطن نفسه على ستر جاره مستحضراً أنه إن فعل ذلك ستره الله في الدنيا والآخرة،أما إن هتك ستره فقد عرَّض نفسه لجزاء من جنس عمله(وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ)فصلت،وقد كان العرب يفخرون بصيانتهم أعراض الجيران،وأخيراً فإننا نؤكد على أن سعادة المجتمع وترابطه وشيوع المحبة بين أبنائه،وإن واقع كثير
من الناس ليشهد بقصور شديد في هذا الجانب حتى إن الجار قد
لا يعرف اسم جاره الملاصق له في السكن،وإن بعضهم ليخون جاره ويعبث بعرضه وحريمه، وهذا والله من أكبر الكبائر،فعلى المسلم،إذا أراد أن يسكن بيتاً أنْ يجتهد في اختيار جيرانه,فإنَّ بهم صلاحَ السكنى وفسادها،وقد قيل، اطلب لنفسك جيراناً تجاورهم،،،لا تصلح الدارُ حتى يصلحَ الجارُ
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث(أربع من السعادة،المرأة الصالحة والمسكن الواسع والجار الصالح والمركب الهنيء،وأربع من الشقاوة،الجار السوء والمرأة السوء والمركب السوء والمسكن الضيق ) فمن سعادة الحياة أن يرزقك الله جاراً صالحاً تسعد به في دنياك, يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه(الجار قبل الدار,والرفيق قبل الطريق)وإذا ابتُليت بجارٍ
مؤذٍ،فاصبر على ما بُليت به حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً,فإنَّ من حسن الجوار الصبر على أذى الجار, حتى قال الحسن البصري(ليس حسنُ الجوار كفّ الأذى, حسن الجوار الصبر على الأذى)فلا تقابل الإساءةَ بالإساءة, بل اصبر على ذلك،فإن الله
ناصرُك,واعلم أن النصر مع الصبر،وقد استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم،من جار السوء فقال(اللهم إني أعوذ بك من جار السوء في دار المقامة)وما استعاذ النبي،من جار السوء إلا لعظم ضرره،حيث إنه مطلعٌ على أسرار جاره, قريبٌ من الأحداث التي
تمرُّ به, ولذلك فإنه يبلغ في أذاه ما لم يبلغه غيره،فالواجب على المسلم كف أذاه عن جاره فلا يؤذيه بقوله أو فعله،كاطّلاعه على محارمه،أو إفشاء أسراره، أو تتبع عوراته،أو أنه لا يكف أبناءه عن أذية جاره،كمن يرى تعدي أولاده على بيت جاره بالأذى ولا
يأخذ بأيديهم، فإنَّ هذا من سوء الجوار المخالف للآداب الإسلامية والأخلاقِ الممدوحة ،قال عمر بن الخطاب(من حق الجار أن تبسط
إليه معروفك،وتكف عنه أذاك)وكان لأبي الأسود الدؤلي بالبصرة دار،وله جارٌ يتأذى منه في كل وقت، فباع داره,فقيل له،بعت دارَك،قال،بل بعت جاري،وباع رجلٌ منزله بثمن رخيص فعوتب على ذلك،
فقال،يلومونني إذ بعت بالرخص منزلي،،،وما علموا جاراً هناك ينغِّصُ
فقلت لهم كفوا الملامَ فإنها،،،بجيرانها تغلو الديار وترخصُ
وقديماً قال بعضهم ( الجار قبل الدار )

ROSE
27-05-2013, 08:21 PM
الحمدلله كافين خيرنا شرنا بارك الله فيج اختي ام حمد

مواضيع ولا اروع وحكم ولا افضل

امـ حمد
28-05-2013, 02:13 AM
الحمدلله كافين خيرنا شرنا بارك الله فيج اختي ام حمد

مواضيع ولا اروع وحكم ولا افضل

نورتي صفحتي المتواضعه مشرفتنا الغاليه
بارك الله في حسناتج حبيبتي
ويزاااج ربي جنة الفردوس ياعمري

القبطان سلفر
28-05-2013, 08:28 AM
وعن ابي هريره رضي الله عنه قال،قال رسول الله صلي الله عليه وسلم(والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن,قيل،من يارسول
الله،قال،الذي لا يأمن جاره بوائقه، رواه مسلم،والبوائق،الغوائل



سبحان الله . لم يترك الاسلام شئ الا نظمه ووضع الاطار الشرعي والاخلاقي لكيفية التعامل معه . فالمتأمل لحال هذا الحديث الشريف يرى مدى سعة ومفهوم التعاليم النبويه الشريفه حتى في امور يعتقد البعض انها ثانويه وهي في الاساس اساسية ومفصلية . فكم مهم ان نجاور من يتقى الله فينا ولا يجعلنا نندم على اختيارنا لسكن هذا البيت . ومن سكن بقرب جار وذاق منه الويلات سوف يقدر معنى هذا الحديث . ولكن ولله الحمد ان هذا الحديث نبه الناس الى اهمية الاحسان في معاملة الجار وانه التزم ديني قبل كل شئ .

مشكوره اختي ام حمد .

امـ حمد
28-05-2013, 04:04 PM
سبحان الله . لم يترك الاسلام شئ الا نظمه ووضع الاطار الشرعي والاخلاقي لكيفية التعامل معه . فالمتأمل لحال هذا الحديث الشريف يرى مدى سعة ومفهوم التعاليم النبويه الشريفه حتى في امور يعتقد البعض انها ثانويه وهي في الاساس اساسية ومفصلية . فكم مهم ان نجاور من يتقى الله فينا ولا يجعلنا نندم على اختيارنا لسكن هذا البيت . ومن سكن بقرب جار وذاق منه الويلات سوف يقدر معنى هذا الحديث . ولكن ولله الحمد ان هذا الحديث نبه الناس الى اهمية الاحسان في معاملة الجار وانه التزم ديني قبل كل شئ .

مشكوره اختي ام حمد .

الشكر لله اخوي
بارك الله في حسناتك