المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أحببناها فكرهنا فراقها



امـ حمد
28-05-2013, 04:45 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحببناها فكرهنا فراقها فهل تستحق كل هذا،انها الدنيا،ومع هذا تشبثنا بك كثيراً،عمرناك على حساب اخرتنا،
التهينا بالتكاثر في الاموال والابناء،حرصنا على انتهاز الفرص
للحصول على المزيد وكل ما نريد،وبكل الطرق وقد نتجاوز الخطوط الحمراء ولا نبالي،وكأننا نعيش للأبد،تمسكنا بها حتى
كرهنا فراقها،وأخشى أن نكون ممن كره لقاء الله دون أن نشعر،عن أبي هريرة رضي الله عنه،أن رسول الله،صلى الله عليه
وسلم،قال،قال الله،إذا أحب عبدي لقائي أحببت لقاءه،وإذا كره لقائي كرهت لقاءه)أخرجه مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه،
فهل تستحق الدنيا كل هذا التشبث،صحيح أننا أمرنا بإعمار الأرض ولكن الوسطية مطلوبة لا إفراط ولا تفريط،نحن لا شيء امام
ملكوت الله العظيم فلم التجبر والتكبر،وعلى ماذا يعصي الخلق الخالق،اليست بنعم الله،قد غمسنا بنعم لا تعد ولا تحصى فهل
شكرناها،وما نحن امامها الا على صنفين الا من رحم الله، إما،متغافل عنها،متسخط دوما،يبحث باستمرار عن المفقودويتجاهل الموجود،فهو حزين مهموم،فهل الأمر يستحق كل هذا التسخط،وإما،صنف استشعر ما يحيط به من نعم لكنه بكل اسف
نسب الخير لنفسة،تكبر على الخلق،طغى وتجبر،ولم يتنبة انها ابتلاء ان لم يحسن شكرها،عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم،‏قال
(يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الرجال ‏ ‏يغشاهم الذل من كل مكان‏)سنن الترمذي, حسّنه الألباني,في كتاب صحيح الجامع،فهل تستحق الدنيا كل هذا التجبر والتكبر،
السنا على يقين أننا سنفارقها حتماً يوماً ما،فلما الحقد والحسد لا يزال بين أوساط المسلمين،ورد الإساءة بمثلها أو أكثر،لم التقصير في حقوق الغير،وفي المقابل تقوم الدنيا ولا تقعد لو احدهم اخطأ في
حقنا،فأين الايمان بالقضاء والقدر،قال صلى الله عليه وسلم(لايؤمن عبد حتى يؤمن بالقدر خيره وشره من الله ، وحتى يعلم أن ما
أصابه لم يكن ليخطئه،وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه )صحيح الترمذي،وصححه الألباني،الم يكافئ المولى المؤمن المتسامح بأن
أجره على الله وليس على احد من خلقة،قال تعالى(فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ)عفا عمن ظلمه،وأصلح بالعفو بينه وبين
ظالمه،أي،أن الله سبحانه يأجره على ذلك،الم يكرم الله الصابرين بمعيتة سبحانه،( ان الله مع الصابرين)بعد هذا كله فهل تستحق
الدنيا كل هذا الأنين والآهات،الم يعدنا ربنا ووعده حق ان يخلف لنا خيراً مما فقدنا،عن ام سلمه رضي الله عنها قالت،سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم، يقول(مامن عبد تصيبه مصيبة،فيقول،إنا لله وإنا إليه راجعون,اللهم أجرني في مصيبتي،واخلف لي خيراً
منها،إلا أجره الله تعالى في مصيبته وأخلف له خيراً منها)صحيح مسلم،فهل يستحق ما فات كل هذا الهم والحزن،اليست ايام قليلة
ونودعها،وهل سنأخذ معنا غير ما جنته يدانا،خيراً كان ام شر،وغير حفرة صغيرة نملكها،يحيط بنا تراب من كل الجهات،بعد هذا فهل تستحق ان نجتهد لارضاء الخلق بإغضاب الخالق،وأن نشيد أجمل القصور ونتباهى باجمل
الاثاث،والا كنا اتعس الناس،هل تستحق ان نمنع الفقراء من اموالنا ولو اليسير منها،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(اتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة) رواه البخاري ومسلم،فإن حرَّها شديد،
وقعرها بعيد،ومقامعها من حديد،قال رسول صلى الله عليه وسلم(إن النار اشتكت إلى ربها سبحانه وتعالى قائلة،يا رب،أكل بعضي بعضاً،فجعل لها نفسين، نفساً في الشتاء ونفساً في الصيف،فشدة ما تجدون من البرد من
زمهريرها، وشدة ما تجدون من الحر من سمومها)صحيح البخاري،وصححه الشيخ الألباني،
هذه النار التي لا تفنى ولا تبيد، والتي لأهلها الخالدين فيها زفير وشهيق، النار التي لا تمتلئ بل تطلب المزيد، النار
التي طعام أهلها الغسلين، وشرابهم الحميم، كشرب الهيم، الواجب على كل مسلم أن يقي نفسه ويسعى لوقاية أهلها منها،عملاً بوصية ربنا سبحانه وتعالى(يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة عليها
ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون)وقد أرشد رسولنا إلى ما هو أيسر من ذلك، إلى التصدق ولو بشق تمرة(ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما
قدم،وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة)رواه الترمذي،وقال،حديث حسن صحيح،وزاد ابن حجر،ولو بكلمة طيبة،وأعمال الخير كثيرة ومتنوعة،وأسباب
دخول الجنة والنجاة من النار لا تحصى، وكل ميسر لما خلق له، فمن الناس من يسر لقضاء حوائج الناس،ومنهم من فتح له في الصلاة،والصيام، ونشر العلم،وهذا من فضل الله علينا وعلى الناس،ولكن أكثر الناس لا
يشكرون،عيش في دنياك واعمرها بالخير والإصلاح،ولا تأسى كثيراً لما فاتك من خير،فالسعيد كل السعادة من زحزح عن النار وأدخل الجنة،والتعيس الشقي من حرم جنة عرضها السموات والأرض،
رزقني الله وأياكم اعمار الارض بالخير لتكون شاهدا لنا لا علينا،
وجمعني بكم في جنان الفردوس على سرر متقابلين .