المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دار الجزاء والعمل



امـ حمد
30-05-2013, 03:55 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دار الجزاء والعمل
أعلموا أن للإنسان أربع دور يقطنها مرحلة مرحلة،فأول دار يكون فيها بطن أمه، حين يتم له أربعة اشهر فيبعث إليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات،بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي،أما سعيد،أما الدارالثانية،فهي دار الدنيا دار الابتلاء والامتحان دار العمل للآخرة،دارٌ يغبن فيها الناس في أعمالهم للآخرة فمنهم مؤمن،ومنهم كافر،ومنهم عدل،ومنهم فاسق،ومنهم جائر،ومنهم ظالم،فيختلف الناس فيها اختلافاً كثيرة ولكن الله يقول(انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً
أما الدار الثالثة،فهي دار البرزخ حينما ينتقل الإنسان من دار العمل إلى الدار الآخرة، فإن البرزخ،وهو القبر،أو ما كان قائماً مقامه منزلة بين الدنيا والآخرة،ولهذا
سمي برزخاً،والبرزخ هو الحائل بين شيئين أو الفاصل بين شيئين،قال الله عز وجل( وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ)هذا البرزخ،برزخ بين موت الإنسان الذي به قيام قيامته لأن من مات فقد قامت قيامته،وصار من أهل الآخرة،لا
من أهل الدنيا،ولكنه برزخ يبقي فيها الإنسان إلى أن تقوم الساعة الكبرى،
أما الدار الرابعة،فهي إما نار وإما جنة،
ليس للناس دار سواهما،فالناس إما من المؤمنين،فهم في الجنة، وإما من الكافرين،فهم في النار،اتقوا الله تعالى،واتقوا النار
التي أعدت للكافرين،وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون،اتقوا النار بطاعة الله بامتثال أوامره واجتناب نواهيه،فإنه لا نجاة لكم من النار إلا بهذا،اتقوا النار فإنها دار البوار دار البؤس والشقاء،و الخزي والعار،دار من لا يؤمن بالله واليوم
الآخر،ساكنوها شرار خلق الله من الشياطين واتباعهم،قال الله عز وجل مخاطباً إبليس ( فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ)(لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ)إنها دار فرعون وهامان وقارون وأبي بن خلف وغيرهم من طغاة الخلق
وفجارهم،ولئن سألتم عنها فإنها في أسفل السافلين،أبعد ما يكون عن دار رضي رب العالمين،فهي دار عقاب الله،وهي أبعد شي عن رحمة الله،لأنها دار عدل الله عز وجل،يؤتي بها يوم القيامة لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف
ملك يجرونها،حرها شديد وقعرها بعيد،ثبت في الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم،أنه قال(ناركم هذه ما يوقد بنو آدم جزء واحد من سبع من سبعين جزء من نار جهنم)رواه الترمذي، وقال حديث حسن صحيح،وعن أبي
هريرة رضي الله عنه قال،كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فسمعنا صوت شي سقط،فقال النبي صلى الله عليه وسلم، أتدرون ما هذا قالوا،الله ورسوله أعلم،قال هذا حجر أرسله الله في جهنم منذ سبعين خريفاً،يعنى سبعين سنة،فالآن حين
انتهى إلى قعرها)أخرجه البخاري،مسلم،هذا هو الذي يقابلون به عند دخولهم النار توبيخ وتقريع وإهانة وتنديم فتتقطع قلوبهم آسفاً وتذوب أكبادهم حزنا،ولكن ذلك لا ينفعهم،فإذا دخلوها فما أعظم عذابهم،وما أشد عقابهم،يغشاهم العذاب
من فوقهم ومن تحت أرجلهم،لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل،ذلك يخوف الله به عباده يا عبادي فاتقون،طعامهم الزقوم،وهو شجرٌ خبيث مر الطعم منتن الريح كريه المنظر يتزقمونه تزقماً لكراهيته وقبحه،ولكنهم
يلجئون إلى ذلك لشدة جوعهم فلا يسمن ولا يغني من جوع،وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم،أنه قال(اتقوا الله حق تقاته فلو أن قطرة من الزغوم، قطرة في بحار الدنيا لأفسدت على أهل الأرض معيشتهم)رواه
النسائي،والترمذي،وقال حسن صحيح،فإذا ملئوا بطونهم من هذا الطعام الخبيث الذي لا يسمن ولا يغني من جوع،التهبت أكبادهم عطشاً،فلا يهيئ لهم الشراب لأول مرة، ولكنهم يستغيثون وإن يستغيثوا(يغاثوا بماء كالمهل)وهو
الرصاص المذاب يشوي الوجوه،حتى تتساقط لحومها بئس الشراب يشربونه على كره واضطرار،شرب الهيم وهي الإبل العطاش التي لا تروى من الماء،فإذا سقط في أجوافهم قطع أمعاءهم هذا شرابهم،أعاذني الله وإياكم من
ذلك،كالمهل في حرارته وكالصديد في نتنه وخبثه،قال الله عز وجل(وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ يَتَجَرَّعُهُ وَلا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ)أما لباسهم،فلباس الشر
والعار والعذاب،قطعت لهم ثياب من نار على قدر أبدانهم لا تقيهم حر جهنم ،ولكن تزيدها اشتعالاً،وحرارة سرابيلهم من قطران وتغشى وجههم النار،في عذاب مستمر دائم لا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون،كل ما نضجت جلودهم بدلهم الله
جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب،وكلما خبت نارها زادها الله سعيراً(كَلَّا إِنَّهَا لَظَى نَزَّاعَةً لِلشَّوَى تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى وَجَمَعَ فَأَوْعَى) يرتفع بهم لهبها إلى أعلاها فكلما أرادوا أن يخرجوا منها وفرحوا أعيدوا فيها وأهينوا،وقيل لهم ذوقوا عذاب
النار الذي كنتم به تكذبون،ينوع عليهم العذاب فلا يستريحون، فيقولون لخزنة جهنم أدعو ربكم يخفف عنا يوماً من العذاب،ولكن الملائكة لا تجيبهم إلا بالتوبيخ والتهكم تقول لهم(أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ)أى،بالأدلة الواضحات
فيقلون بلى فتقول الملائكة فادعوا وما دعاء الكافرين إلا في ضلال،فلن يستجاب لهم لأنهم لم يستجيبوا إلى الرسل حين دعوهم إلى الله وعبادته في الدنيا،وحينئذٍ يتمنون الموت من شدة العذاب،فيقولون يا مالك،وهو خازن النار،ليقضي علينا
ربك،أى،ليهلكنا ويمتنا،فيقول لهم إنكم ماكثون،ويقال لهم لقد جئناكم بالحق ولكن أكثركم للحق كارهون(كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ)يتوجهون إلى رب العالمين،ذي العظمة والجلال والعدل في الحكم
والفعال فيقولون (رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْماً ضَالِّينَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ)فيقول لهم أحكم الحاكمين(قَالَ اخْسَأُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ
الرَّاحِمِينَ فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيّاً حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ)و ولله إن هذا الكلام من رب العالمين،أن يقول لهم،لأشد على الإنسان من كل شي لأنهم حينئذ ييئسون من كل خير ولا يجدون إلا ما عملوا حاضراً،

اللهم أنجنا من النار وأدخلنا الجنة دار المتقين الأبرار اللهم ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمه إنك أنت الوهاب.

الصغيره
31-05-2013, 08:40 AM
بارك الله فيك وجزيت الجنه والفردوس الاعلى مقام

اللهم امين

امـ حمد
31-05-2013, 02:40 PM
بارك الله فيك وجزيت الجنه والفردوس الاعلى مقام

اللهم امين

بارك الله في حسناتج حبيبتي
ويزاااج ربي جنة الفردوس

alkaptn_as
08-06-2013, 08:33 PM
سلم يارب سلم واعتقنا من النار

امـ حمد
09-06-2013, 01:44 AM
سلم يارب سلم واعتقنا من النار

بارك الله في حسناتك
وجزاك ربي جنمة الفردوس