المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رفقاً بالقوارير



امـ حمد
31-05-2013, 11:54 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قول الرسول صلى الله عليه وسلم(رفقا بالقوارير)انها كلمة لو اردنا تصوير المرأة بما تحمل من رقة الانوثة وجمال الانسانية
وعذوبة الروح وتألق النفس بكلمة واحدة،لما وجدنا خيراً من هذه الكلمة النبوية المعجزة,فانك مهما قلبت فيها وجوه الرأي وجدت
لها جمالاً خاصاً وعذوبة وسراً بديعاً،فمادة الرفق في اللغة تضمر المعاني التالية،اللطف,اللين,السهولة,الاستعانة,التمهل والأناة,قال الإمام الفارسي في معجم مقاييس اللغة،الراء والفاء والقاف أصلٌ واحدٌ يدلُّ على موافقةٍ ومقاربةٍ بلا عُنف،ويجب عليك أيها
الزوج أن تعامل زوجتك بما يوافق معاني الأنوثة،ويقارب روعة الجمال الإنساني فيها,وليس يتحقق لك هذا ولا تستشعره الزوجة
منك إلا إن مزجت هذه المعاني المتدفقة بالجمال الساحر والعذوبة اللذيذة في الكلمة,في النظرة,في اللمسة,في الحركة,في
الموقف,حتى في العتاب الجميل,وما استعمال النبي صلى الله عليه وسلم هذه الكلمة بهذه الصيغة،رفقاً,وهي صيغة تأكيد إلا دلالة
على ما قلت لك فكأن التقدير فيها،أيها الزوج احرص على الرفق بزوجتك بل بالغ في الرفق بها والليونة معها والموافقة لها والمقاربة بها إلى ما تعشقه بحس أنوثتها وصفاء إنسانيتها،أما كلمة،قوارير،فتلك الكلمة الفارعة والتشبيه البديع الموحي بجمال وعمق نظرة النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الجنس اللطيف، المرأة،
وهذا التشبيه المدهش،إلى فضاءات راقية لا تزال تتدفق بالرقة والحنان وتفيض بالعذوبة والجمال,فمعلوم أن القارورة تتخذ من الزجاج ومن ثَم فهي سهلة الكسر,وبالتالي يكون القاسم
المشترك بين القارورة والمرأة هو سهولة كسرها,وما كسر المرأة إلا الكلمة الجارحة,الموقف المؤلم,بل ما كسر المرأة في حكم
الحقيقة إلا إهمال تفتيق معاني الأنوثة فيها وإلا عدم تحسيسها بقيمتها الجميلة في حس زوجها،وإلا عدم تنبيهها إلى روعة
إنسانيتها الجميلة،بل انظر لقسم اخر وهو ان الزجاج معلوم ان ادنى شئ ممكن ان يشوه صفاءه ورقته,فكذلك الزوجة بحكم رقة
الأنوثة فيها وطبيعة تركبيتها الإنسانية التي تتسم بالضعف في كل شئ،فإن ادنى شئ يمكن ان يشوه جمالها ويكسر انسانيتها،فكذلك
الزوجة مهما ملأها الزوج بشئ من المعاني فاضت به واظهرته في شتى صور علاقتها مع زوجها،وموقف الرسول صلى الله عليه
وسلم مع السيدة صفية رضي الله عنها،دستور ومنهج للحياة الزوجية السعيدة،النبي صلى الله عليه وسلم،يثني ركبتيه لتركب زوجته الناقة،وبسبب دموع السيدة صفية رضي الله عنها يوقف قافلة الحجاج،يظن بضع الرجال أن احترامه لزوجته أمام الآخرين،
وتقديرها، والنزول على رغبتها تقلل من شأنه،وينقص من رجولته،وتفقده قوامته،والعكس صحيح فاحترام الزوجة،وتقديره مشاعرها يجعلها تكن لزوجها في نفسها كل حب،واحترام،وتقدير،واعتراف بفضله وكرمه،ولنا في رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ،ير قدوة،فقد كان يعيش بين أزواجه رجلاً ذا قلب وعاطفة ووجدان،حياته مليئة
بالحب،والحنان،والمودة، والرحمة،ويذكر لنا الأستاذ جاسم المطوع،خبير العلاقات الزوجية،قصتين للرسول،صلى الله عليه وسلم،مع زوجته السيدة صفية،رضي الله عنها،يبين فيهما مدي احترامه،صلى الله عليه وسلم،لمشاعر زوجته،مسح دموع صفية،رضي الله عنها،تحكي صفية بنت حيي أن النبي،صلى الله عليه وسلم،حج بنسائه، فلما كان في بعض
الطريق نزل رجل فساق بهن فأسرع، فقال النبي كذلك،سوقك بالقوارير،يعني النساء،فبينما هم يسيرون برك لصفية بنت حيي
جملها،وكانت من أحسنهن ظهراً،فبكت وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم،حين أخبر بذلك،فجعل يمسح دموعها بيده وجعلت
تزداد بكاء وهو ينهاها،إنه لموقف جميل من الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم،مع زوجته حين مسح دمعتها بيده، ثم أمر الناس
بالوقوف والنزول،علما بأنه لم يكن يريد أن ينزل،ففي هذه القصة فوائد جمة وكثيرة،يستطيع كل زوجين أن يتعاملا مع هذا الموقف
كدستور، ومنهج لحياتهم الزوجية،حتى تصبح سعيدة وجميلة،
فمسح الدموع بيد الزوج لزوجته،مواساة ودعمًا لعواطف ومشاعر
الزوجة،علما بأن سبب البكاء قد ينظر إليه الزوج من ناحيته على أنه سبب تافه، فالدموع والبكاء من أجل بروك جمل يعد من أحسن
الجمال،هذا هو السبب،ومع ذلك لم يحقر النبي صلى الله عليه وسلم،مشاعر صفية وعواطفها، بل احترمها ودعمها وأنزل
القافلة كلها من أجلها،إن الدموع تكون غالية وثمينة إذا عرف كل طرف قدرها،وكم دموعاً تنهمر من أزواج ومن زوجات،والطرف
الآخر لا يقدر هذه الدمعة ولا يحترمها، بل ويتمني لو تنهمر من غير توقف،إلا أن النبي،صلى الله عليه وسلم،مسح الدمعة
بيده،ولكنا نعرف أثر تمرير اليد على الخد،ففيه معان كثيرة على الرغم من أنه مسافر،وذاهب إلى الحج،ونفسية المسافر دائماً
مستعجلة حتى يصل إلى مراده، ومع ذلك تريث النبي صلى الله عليه وسلم،في التعامل مع عواطف المرأة ومشاعرها،
وعن أنس رضي الله عنه قال،خرجنا إلى المدينة،قادمين من خيبر، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم،يحوي لها (أي لصفية) وراءه
بعباءة، ثم يجلس عند بعيره، فيضع ركبته، وتضع صفية رجلها على ركبته حتى تركب عليها،ففيه بلاغة عظيمة في الاحترام، وإن
الغرب اليوم يتفاخرون في احترام المرأة، فيفتح لها الرجل باب السيارة، بينما حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم،وضع ركبته
لزوجته، وهو أعظم من تصرفهم وأبلغ،فحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم،يعلم البشرية أسس الاحترام وآدابه،فالاحترام منهج وسلوك يعمل به الشرفاء،
فانظر وقارن بين هذه الصورة التي رسمها الاعجاز النبوي بكلمتين(رفقا بالقوارير)وبين تصورات الناس وطبيعة علاقاتهم بزوجاتهم.

alkaptn_as
08-06-2013, 08:27 PM
بارك الله فيكى وجزاكى عن هذا الموضوع
حسن الجزاء

امـ حمد
09-06-2013, 01:45 AM
بارك الله فيكى وجزاكى عن هذا الموضوع
حسن الجزاء

بارك الله في حسناتك
وجزاك ربي جنمة الفردوس