المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مداخل النفس الأمارة بالسوء



امـ حمد
02-06-2013, 04:43 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مداخل النفس الأمارة بالسوء
لو نظرنا إلى ما يحدث حولنا بل على مر تاريخ الإنسانية لوجدنا أن كل هذه المشاكل والخلافات والنزاعات،تعود إلى أهواء الإنسان،وأهواء النفس الأمارة بالسوء،ومن أهواءها وأمنياتها ومن شهواتها التي لا تنتهي،الطريق الأول،
جاءت التشريعات الربانية من لدن سيدنا آدم،كلها والقصص التي يذكرها القران الكريم للصالحين وللطالحين ولعباده المؤمنين ،وللكافرين،وكذلك للظالمين ليبين أهواء النفس،والله سبحانه وتعالى،في أكثر من الآية،قسم الإنسان حسب النفس إلى قسمين،حيث يقول(فَأَمَّا مَنْ طَغَىٰ وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَىٰ ،وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰفأنت الآن أمام أحد الطريقين، إما ان تسلك طريق النفس،وطريق الشيطان والأهواء فتكون النتيجة،في الدنيا العيش النكد والخوف،والطريق الثاني، أن تسلك طريق السعادة في الدنيا الآخرة، وتكون نفسك مطمئنة بالله سبحانه وتعالى، راضية مرضية لا ترضى إلا بعبّادة الله وبحب
العباد،ولا تتقاتل من أجل حطام ومتاع الدنيا،الذي كله قليل، فتكون سعيداً في الدنيا وسعيداً في الآخرة، فطريقك أن تضبط نفسك، وأن تبعده الأهواء وتحصنه من هذه المداخل السيئة التي تتربص بك، وقلبك في الداخل مثل الحصن،فإذا أردت أن
تحمي الحصن فعليك أن تغلق هذه الأبواب وتجعل عليها حراسات شديدة، فحينئذ تكون لك السعادة ورضاء الله في الدنيا والآخرة ،ويفصل بين الطريقين اختيارك لطريق الشقاء،أو طريق السعادة، فالإنسان خيره الله سبحانه وتعالى، ولكل من
هذه الطريقين وسائل وأسباب كما بينه الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم وكما فصله الرسول صلى الله عليه وسلم في أحاديث صحيحة وفي قصص مؤثرة، فمن أراد أن يسلك الطريق الراضية والقلب المطمئن، فعليه قبل كل شيء بتقوية
عقيدته وإيمانه بالله سبحانه وتعالى، وكذلك باليوم الآخر والخوف من الله سبحانه وتعالى، ولا يخاف إلا الله ولا يركع ولا يسجد إلا لله تعالى،إن أهم مدخل من مداخل النفس الأمارة بالسوء،المدخل الأول،هو الخوف من غير الله، والخوف من
زوال النعمة،والخوف من المستقبل إلى آخره من أنواع الخوف، لذلك يبين الله تعالى هذا الطريق الخطير فيقول(إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)لذلك إن جعلت خوفك في الله تعالى فقط فقد نجوت، كما قال
السلف الصالح،سجدة لله يغنيك من ألف سجدة لغير الله، وخوف حقيقي من الله يغنيك عن جميع أنواع الخوف،والمدخل الثاني هي الشهوة،شهوة الجنس والمال والجاه والقوة والإحساس بالعزة والاستكبار، هذه الشهوات يستغلها الشيطان فيجعلها سبباً لإغوائك ولإبعادك عن الطريق،لذلك عليك بضبط شهواتك وعواطفك بشرع الله سبحانه وتعالى، وبما أحل الله لك وبما حرمه عليك،وهذا ما فسره علي رضي الله تعالى عنه، حينما سأله أعرابي عن التقوى فقال،كيف تمشي وأنت حاف في أرض فيه أشواك فقال،لا أحرك رجلي إلى مكان إلا بعد أن أتثبت بأن ليس هناك شوكة، فقال علي، ذلك هي التقوى، ألا تقدم على عمل أو حركة أو نشطاً إلا بعدما عرضته على شرع الله،وأعلم أن شوكة الآخرة وهي النار،أشد من
شوك الدنيا الذي تؤذي رجلك،أما المدخل الثالث هي الأمنيات ،والتي لا ينجو منها أحد،وقد تكون هذه الأمنيات غايتها طيبة ولكن وسائلها غير مشروعة فتكون محرمة، لأن الشيطان له من التلبيسات الخطيرة إذا يئس من أن يدخل قلب الإنسان،من خلال الشر فيدخل على قلب الإنسان من خلال الخير، فمثلاً يأمرك بألا تسجد لأنه فيها الرياء وما إلى ذلك،وحينما تكثر الذنوب ويسيطر الشيطان على النفوس حينئذ لا يرى الإنسان الحق بل يرى الباطل حقاً،والحق باطلاً، كما بينه سبحانه
وتعالى (كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)وقد فسرت هذه الآية الكريمة بأن الإنسان حينما يذنب ذنباً وحينما يتبع الشيطان مرة ويحقق أهواء النفس مرة يقع على قلبه نكتة سوداء،ثم يذنب آخر، فتقع نكتة أخرى حتى يصبح القلب أسوداً،
حينئذ لا يرى الحق ولا يفقه الخير، وهذا على مستوى الأفراد أو الجماعات،والمدخل الرابع إلى النفس الإمارة بالسوء،
هو الحواس الخمسة من العين والسمع والحواس الأخرى، فإذا لم تضبط الحواس الخمس بضوابط الشرع ،فالشيطان يؤثر فيه، ويصبح أعمى،وليس المقصود بالأعمى في مفهومنا الإسلامي أنك لا ترى الأجسام وإنما أنك لا ترى الأشياء على حقيقتها(فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ)بل حينما تعمى القلوب والنفوس يصل إلى أعمى العين، كما يقول رب العالمين في آية أخرى (وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ)أي ،لا يبصرونك على حقيقتك،
وكل المشاكل التي تحدث للفرد في بيته وعمله وجماعته،يعود إلى النفس الإمارة بالسوء، وإلى هذا الشيطان الذي خلقه الله سبحانه وتعالى،حتى يختبرنا هل نصمد على الحق، مع أن الله سبحانه وتعالى،خلق النفس الأمارة بالسوء،وكذلك خلق الشيطان،ولكنه بجانب ذلك خلق داخل النفس الإنسانية الفطرة السليمة،وكذلك كما في حديث حسنه الترمذي والبيهقي، أن في القلب لَمّتين أي،أمرين لمّة الخير التي تأمر بالخير ووعد بالخير وتصديق بالوعد،ولمّة الشر التي فيها يعاد بالشر وتكذيب بالباطل وتخويف من الفقر ومن الذل، وهذا من الشيطان،وفي المقابل يأمرنا الله بالخير وبالعدل
والفضل والبركة مع كل ذلك لم يكتفي بهذا،إنما أنزل الشرائع لتبين لنا الحق حتى لا يبقى لنا حجة أمام الله سبحانه وتعالى،ولكن الله بفضله لا يحاسبنا حتى يبعث فينا الرسل كما في قوله(وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً )لذا علينا بمراجعة أنفسنا فإما طريق سعادة الدنيا والآخرة، أو طريق الشقاء في الدنيا والنزاعات والمشاكل، وكلا الطريقين مرتبط بنفسك، إما أن تحول نفسك إلى نفس مطمئنة الراضية المرضية اللّوامة التي تلومك على فعل الشر، وحتى تلومك
في التقصير في عمل الخير، أو لا سامح الله تترك المجال للأهواء والأمنيات والخوف وللشيطان فتضيع في الدنيا والآخرة.

عضوو
02-06-2013, 05:07 PM
موضوع روعه *

امـ حمد
03-06-2013, 02:05 AM
موضوع روعه *

بارك الله في حسناتك اخوي عضوو
وجزاك ربي جنة الفردوس

Qatar Angel
03-06-2013, 10:52 AM
بالفعل،، أصعب جهاد هو جهاد النفس الإمارة بالسوء
جزاج الله خير اختي ام حمد واستغرب قلة تواجد
الأعضاء في مثل هذه المواضيع المهمة

ضوى
03-06-2013, 11:16 AM
جزاج ربي الفردوس الاعلى برحمته وكرمه ولطفه اميييين يارب

امـ حمد
03-06-2013, 05:24 PM
بالفعل،، أصعب جهاد هو جهاد النفس الإمارة بالسوء
جزاج الله خير اختي ام حمد واستغرب قلة تواجد
الأعضاء في مثل هذه المواضيع المهمة

بارك الله في حسناتك اخوي
وجزاك ربي جنة الفردوس
وأنا استغرب من قلة الأعضاء في قسمي الإسلامي مع أنه أهم قسم

امـ حمد
03-06-2013, 05:26 PM
جزاج ربي الفردوس الاعلى برحمته وكرمه ولطفه اميييين يارب

اللهم آمين
تسلمين يالغاليه ضوى
يزاااج ربي جنة الفردوس

alkaptn_as
09-06-2013, 08:26 AM
بارك الله فيك

امـ حمد
09-06-2013, 04:31 PM
بارك الله فيك

بارك الله في حسناتك
وجزاك ربي جنة الفردوس