المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً



امـ حمد
03-06-2013, 06:10 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد الله القائل في كتابه(مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً)قال ابن عباس رضي الله عنه،مالكم لا تعظمون الله حق عظمته ولا تخافون

من بأسه ونقمته،قال الحسن رضي الله عنه،مالكم لا تعرفون لله حقاً ولا تشكرونه،قال ابن القيم،من أعظم الجهل والظلم أن تطلب

التعظيم والتوقير لك من الناس،وقلبك خال من تعظيم الله وتوقيره،بعض الأمثلة على هذه الآية الكريمة،الاشراك به واتخاذ

ندٌ معه، من عّظم الله حق التعظيم وحده وأناب إليه ولم يشرك معه إلهاً آخر كان سبباً لدخول الجنة لأن الشرك دلالة على الاستهانة

بعظمة الخالق وعدم إجلاله وتوقيره،وتقديم حق المخلوق على حق الخالق،فمن فعل ذلك فهو دلالة على ضعف وقار الله في قلبه

حيث آثر حق المخلوق على حقه تعالى،وهذا له أمثلة عديدة أهمها،أولاً،إذا تعارض حق الخالق مع حق المخلوق يؤثر ناحية

المخلوق على جناب الخالق،كما جاء في الحديث(من أرضى الناس بسخط الله،وكله الله إلى الناس ومن اسخط الناس برضى الله كفاه

الله مؤنة الناس)رواه الترمذي،وفي لفظ(من أرضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس، ومن أرضى الناس

بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس)أي،كيف يرضى مخلوقاً لا حول له ولا قوة ولا يملك له نفعاً ولا ضراً ولا دفعاً

بمقابل سخط الخالق الفعال لما يريد،ألا يدل ذلك على قلة وقار الله في قلبه،ثانياً،طاعة المخلوق في معصية الخالق،وهو دلالة على

قلة هيبة الله في قلبه،بحيث أنه لو تعارض أمره ونهيه تعالى،مع أمر ونهي المخلوق،ترى من لم يوقر الله حق التوقير يطيع

المخلوق في معصية الخالق،وقد جاء بالحديث(لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق،إنما الطاعة في المعروف)متفق عليه،ثالثاً،إذا

خاطبه المخلوق جمع له لبه وقلبه ومسامعه،وأمر الحاضرين بالإنصات وعدم التشويش،لكن لو خاطب هو الخالق في صلاته أو

قراءته للقرآن خاطبه بلسانه دون قلبه وجوارحه فلا يتعظ ولا يتدبر،رابعاً،أن يستحي من نظر المخلوق إليه،حين يعزم على فعل

المعصية وتراه يحاول أن يتوارى عنه قدر مايستطيع لكنه لا يستحي ولا يتورع من نظر الله إليه حال المعصية،وهو يعلم أن الله

قد حرمها عليه فيهاب من أعين الناس ولا يهاب من نظر الله إليه،قال الله تعالى(يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّهِ وَهُوَ

مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطاً)النساء،قال ابن القيم،هذا كله من عدم وقار الله في القلب،

فمن كان كذلك فإن الله لا يلقي له في قلوب الناس وقاراً ولا هيبة،بل يسقط وقاره وهيبته من قلوبهم، وإن وقروه مخافة شره

فذلك وقار بغض،لا وقار حب وتعظيم،والابتداع في الدين،فالمبتدع في دين الله،ما ليس منه لم يوقر الله تعالى حق التوقير، ويظهر

ذلك من وجوه أهمها اثنان،أولاً،أن المبتدع قد نزل نفسه منزلة المضاهي للشارع أو النظير له في الأمر والنهي فالزيادة أو

النقصان في الدين،ولو كان المبتدع يقدر الله حق قدره لما ولج هذا الباب وانزل نفسه منزلة الرب المشرع بين خلقه،كما قال تعالى(أَمْ

لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)الشورى،

ثانياً،أن المبتدع يستدرك على الشريعة ومشرعها لأن حاصل لسان حاله ومقاله،أن الشريعة لم تتم وأنه بقي فيها أشياء يجب

استدراكها ولو كان يعتقد كمالها وتمامها من كل وجه لما ابتدع ورغب الناس في البدعة،قال تعالى(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ

عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً)المائدة،وقال عليه السلام(ما تركت شيئاً مما أمركم الله به إلا وقد أمرتكم به ولا شيئاً مما

نهاكم عنه إلا وقد نهيتكم عنه)صحيح مسلم،وقد صحّحه الألباني في السلسلة الصحيحة،وعدم التحاكم الى شرعه،إن الله تعالى،هو

الذي خلق الخلق ويعلم ما يصلحهم في أمور دينهم ودنياهم،فأنزل لهم تشريعه وأمرهم بالتحاكم إلى حكمه حتى يتحقق لهم الأمن

والسعادة، ولم يجعل الأمر تحت اختيارهم ليختاروا ما شاءوا من أحكام وتشريعات،كما قال تعالى(وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ

إِلَى اللَّهِ)الشورى،وذلك سمى الله تعالى كل من يحكم بغير حكمه(كافراً،ظالماً،فاسقاً)فمن تحاكم إلى غير شرع الله تعالى ما وقّر الله

تعالى حق التوقير لأنه لو كان في قلبه إجلال وتوقير وتعظيم لخالقه لتحاكم وحكم شرعه ولما آثر عليه تشريعات وقوانين

وضعية قاصرة بقصور عقول واضعيها،والمجاهرة بالمعاصي وهتك ستر الله،من استتر عن أعين الخلق لعمل المعصية،فأنه لا

يستطيع التستر عن عين الخالق أبداً،لأنه يرى مكانه،وهذه دل ذلك على أنه لم يوقر الله حق التوقير، وهناك أمر آخر وهو أن هذا

العبد قد ستره الله تعالى،لكن بعض الناس يهتك ستر الله عليه ويجاهر بالمعصية ويحدث الناس بما فعل في الخفاء،فهذا أقبح من

الأول،لأنه لو وقر الله حق التوقير لتاب من معصيته واستغفر الله بدلاً من المجاهره،وأكل الربا والتعامل به جهاراً نهاراً،ونشاهد

الإعلانات والدعوات الكثيرة التي تدعو الناس إلى ذلك المنكر العظيم،إضافة إلى عرض صور للفائزين في المشاركات الربوية،

ولا يدرون إن هذا إيذان بحرب من الله ورسوله،فهل يبقى بعد ذلك كله وقار لله،والمرأة المتبرجة،المرأة المتبرجة التي تظهر زينتها

ومفاتنها للناس فتأثم وتؤثم غيرها، والعجب أنها تقول بملء فيها،أنا بحمد الله أصلي وأتصدق واقرأ القرآن، ولكنني لن أترك

الفن،والمعلوم من نصوص القرآن،أن كل عاص لله فهو جاهل،قال ابن عباس،ذنب المؤمن جهل منه،



اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين،وأصلح لي شأني كله،لا إله إلا أنت.

Qatar Angel
04-06-2013, 01:35 AM
الوقار هو اللالتزام والخشية من الله في السر والعلن
الله يجزاج خير ام حمد

امـ حمد
04-06-2013, 04:09 AM
الوقار هو اللالتزام والخشية من الله في السر والعلن
الله يجزاج خير ام حمد

بارك الله في حسناتك
وجزاك ربي جنة الفردوس

alkaptn_as
09-06-2013, 08:27 AM
بارك الله فيك

امـ حمد
09-06-2013, 02:18 PM
بارك الله فيك

بارك الله في حسناتك
وجزاك ربي جنة الفردوس