المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اجعل الله نصب عينيك



امـ حمد
06-06-2013, 02:00 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن المسلم يراقب الله عز وجل في جميع أعماله وأحواله،كأنه يراه،المراقبة هي دوام علم العبد وتيقنه باطلاع الحق عليه،على ظاهره وباطنه،قال تعالى(الّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ،وَتَقَلّبَكَ فِي السّاجِدِينَ)وقال تعالى(وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ )وقال تعالى(إِنَّ اللَّهَ لا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي
الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ) وقال صلى الله عليه وسلم،في حديث جبريل عليه السلام،المشهور لما سأله عن الإحسان قال(الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك )صحيح البخاري،ومسلم،أن تعبد الله عز وجل كأنك تراه
أمامك، فيوصلك هذا إلى دوام خشيته سبحانه وتعالى،عروة بن الزبير خطب،من ابن عمر،ابنته وهما في الطواف فلم يجبه، ثم لقيه بعد ذلك،أي،لقي ابن عمر،عروة ابن الزبير،فاعتذر إليه وقال،كنا في الطواف نتخايل الله بين أعيننا،هذا
هو أن تعبد الله كأنك تراه،ولكن قد يشق ذلك على الكثير منا، فيستعين على ذلك بإيمانه بأن الله يراه،ويطلع على سره وعلانيته، وباطنه وظاهره ، لا يخفى عليه شيء سبحانه وتعالى من أمره، فيسهل عليه بعد ذلك الانتقال للمقام
الأول،وهو استشعار قرب الله من العبد ومعيته له،فمن شق عليه أن يعبد الله كأنه يراه، فليعبد الله على أن الله يراه ويطلع عليه فيستحي من نظر الله إليه، فلا يجعل الله أهون الناظرين إليه،سئل النبي صلى الله عليه وسلم،عن كشف
العورة خالياً فقال(الله أحق أن يستحيا منه)خرج عمر بن الخطاب رضي الله عنه،إلى مكة في بعض أصحابه فاستراحوا في الطريق فانحدر عليهم راع من جبل،فقال له عمر،يا راعي الغنم بعنا شاة،فقال الراعي،إنه مملوك،أي أنا عبد
مملوك،قال له عمر،قل لسيدك أكلها الذئب،فقال الراعي،أين الله،فبكى عمر واشترى الغلام من سيده واعتقه،
راود بعضهم أَعرابية عن نفسها فقال لها،لا يرانا إلا الكواكب،فقالت له،أين مكوكبها،أي،أين خالقها ومصرفها ومدبرها
ألا يراك،الراوي،سهل بن سعد الساعدي،المحدث الألباني،المصدر،صحيح الترغيب،فالسعيد من أصلح ما بينه وبين الله،فإنه من يصلح ما بينه وبين الله،أصلح الله ما بينه وبين الخلق،وقال صلى الله عليه وسلم(اتق الله حيثما كنت،واتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن)رواه الإمام أحمد،والترمذي،اتق
الله حيثما كنت،أي،في أي مكان كنت حيث يراك الناس وحيث لا يرونك فإن الله تعالى يراه،فعلى المسلم أن يعود نفسه على مراقبة الله تبارك وتعالى،لأن الله مطلع عليها وعالم بأسرارها رقيب عليها،واتبع السيئة الحسنة تمحها،قال تعالى
(إن الحسنات يذهبن السيئات)فالإنسان إذا أساء سيئة في سريره فليحسن حسنة في سريره، وإذا أساء سيئة في علانية فليحسن حسنة في علانية،والحسنات التي تمحو السيئات كثيرة، منها الوضوء،الصلاة، الصيام،الحج ،ذكر الله عز
وجل،كلها مكفرات،أخرج الإمام ‏البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة ‏رضي الله عنه،‏أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم،‏قال صلى الله عليه وسلم(من قال سبحان الله وبحمده في يومه مئة مرة حُطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر)
أنظر إلى كرم الله عز وجل،وجوده وفضله،يعطي الأجر الجزيل على العمل اليسير،وقال صلى الله عليه وسلم(ما من رجل يذنب ذنباً ثم يقوم فيتطهر ثم يصلي ثم يستغفر الله إلا غفر الله له)رواه الترمذي،ثم قرأ قوله تعالى(واللذين إذا
فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم)وخالق الناس بخلق حسن،فمعاملة الناس بالأخلاق الحسنة من صفات المتقين،رقيب عليك في الباطن، فاحذر أن يكون قلبك محبًا لغيره تعالى،وأن تعرف قدر غيرته على محارمه ثم تتعرّض لها، وأن تذوق ألم الوحشة في معصيته ثم لا تطلب الأنس بطاعته، وأعجب من هذا كله أن تعلم أنك لا بد لك منه، وأنك أحوج إليه ثم تبتعد منه،وهو رقيب عليك في الظاهر من الأقوال والأفعال، فإن كنت تستحي من القبيح أمام إخوانك وجيرانك والناس أجمعين، فالله أولى
أن تستحيَ منه سبحانه،فمراقبة الله تبارك وتعالى عبادة عظيمة، وخصلةٌ إيمانية جليلة، لا يتصف بها إلا من آمن بالله ، وأخلصَ عمله لله وحده دون سواه، ومراقبة الله من أعلى مقامات الدين الحنيف،قال أبو سعيد،كان لي معلم يختلفُ إليَّ يعلمني الخوف ثم ينصرف،
فقال لي يوماً،إنِّي معلمك خوفاً يجمع لك كل شيء قلت،ماهو،قال،مراقبة الله عز وجل، فضيلة المراقبة،أن المراقبة من أسباب دخول الجنة،وبها يكسب العبد رضا الله سبحانه وتعالى عنه،وهي من أعظم البواعث على المسارعة إلى الطاعات،وبها يحصل العبد على
معيّة الله،وتعينه على ترك المعاصي والمنكرات،وهي من أفضل الطاعات،ومن خصال الإيمان وثمراته،وبها يسعد العبد وتصلح أحواله في الدارين،ها هو رسول الله يكثر في دعائه من أن يقول(يا مقلب القلوب ، ثبت قلبي على دينك)قالوا يارسول الله،آمنا بك وبما جئت به ، فما تخاف علينا،فقال( نعم إن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها )الراوي،أنس بن مالك المحدث،الألباني،خلاصة حكم المحدث، صحيح، اجعل الله تعالى نصب عينيك، واعلم أنه مطّلع عليك، فمن العيب أن يراك الله حيث نهاك، وألا يجدك حيث أمرك،هذه هي العقيدة التي ينبغي لنا أن نعقد قلوبنا عليها،

نسأل الله أن يزهدنا وإياكم في الحرام زهد من قدر عليه في الخلوة فتركه من خشيته آمين .

راعي ال VXR
06-06-2013, 07:29 AM
بارك الله فيكم وجعله الله في ميزان حسناتكم

امـ حمد
06-06-2013, 02:15 PM
بارك الله فيكم وجعله الله في ميزان حسناتكم

بارك الله في حسناتك

وجزاك ربي جنة الفردوس

الفزعه94
06-06-2013, 03:41 PM
حرم الله ايدينك عن النار وجزاك الله خير ص

امـ حمد
06-06-2013, 10:30 PM
حرم الله ايدينك عن النار وجزاك الله خير ص

بارك الله في حسناتك

وجزاك ربي جنة الفردوس

ابومبارك
07-06-2013, 10:34 PM
يعطيك العافيه .....

امـ حمد
07-06-2013, 11:16 PM
يعطيك العافيه .....

بارك الله في حسناتك
وجزاك ربي جنمة الفردوس