المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَادًا



امـ حمد
15-06-2013, 05:06 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول الله تعالى(فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ)القصص،ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم(من تشبه بقوم فهو منهم)رواه أحمد وأبو داود،لقد بدأ ينتشر في الأمة المسلمة اليوم العديد من الأمراض العقلية والقلبية,
ومن تلك الأمراض
الاحتفال بأعياد المغضوب عليهم،والضالين كعيد الحب وعيد الميلاد وعيد الأم,وغيرها من الأعياد التي ابتلي بها كثير من شباب وفتيات
الأمة المسلمة فأعجبوا واحتفلوا بها وتبادلوا الهدايا فيما بينهم،كل ذلك في جو تسوده المعاصي والفسق،إرضاء للنفس والهوى والشيطان،وتشبهاً بأعداء الرحمن في ملابسهم وسلوكياتهم وعاداتهم,
ومن الأسباب التي أدت إلى الإنتشار،
سيطرة الرذيلة على الكثير من وسائل الإعلام, وضعف الإيمان,والافتتان بكل ما يأتي من أرباب الفساد,وعدم
تطبيق ما فيها في واقع الأسرة بشكل عملي للمحافظة على صبغة الله( وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً)يامن ينتمي لأمة محمد صلى الله عليه وسلم،وينظر ما يسمى بـ،عيد الحب،ليحتفل به ويعيش معه،هل هو حب في الله ومن أجل الله،
ويقود إلى الفضيلة،كلا،إن هذا النوع من الحب طريق للمعاصي والتعاسة والرذيلة،أي حب هذا الذي يؤخذ من الضالين الذين أشركوا مع الله في المحبة،حتى قتلوا الإخلاص الذي هو شرط من شروط قبول عمل العبد،قال تعالى
(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ)البقرة،وهذا النوع من المحبة،هو أصل الشقاوة ورأسها،والله شديد العذاب،أي حب هذا الذي يؤخذ من أناس لا يتبعون رسول الله صلى الله عليه وسلم،كيف للمسلم أن يحتفل بعيد لم يقره الله ورسوله،وهو عيد أسموه،عيد العشاق،عشاق العلاقات الشاذة بين الذكور والإناث،والتي كانت
سبباً في غضب الرب سبحانه وتعالى،وهو عيد لعشاق قتل العفة والحياء وإحياء العلاقات المحرمة التي دمرت الكثير من الأسر ونشرت الأمراض المهلكة،هكذا هي الأعياد المصنوعة بأيدي البشر،الذين وإن وصلوا إلى أعلى درجات التقدم العلمي،إلا أنهم قد وصلوا إلى أنزل الدركات من الانحطاط والقذارة والتمزق
والضياع في الأسر والعلاقات الاجتماعية،وإلى أنزل الدركات في العيوب والقسوة في القلوب قال تعالى( فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ)الزمر،لأنهم ساروا على منهجهم وابتعدوا عن المنهج الرباني الذي إن
ساروا عليه تحقق فيهم قول الله تعالى(وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَة لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاء غَدَقًا)الجن،يا من ينتظر ما يسمى شهر،فبراير،ليحتفل بـ،عيد الحب،شتان شتان بين الشهور التي صنعها الإنسان،وبين شهور الرحمن ومواسم الطاعات
والنفحات,فلنقف قليلاً عند شهر ذي الحجة لنتعرف على بعض ما فيه من ثمرات وخيرات أنعم بها علينا رب الأرض والسموات،شهرنا ذي الحجة فيه يتجه المسلمون نحو مكة المكرمة ويقطعون المسافات الطويلة،ويهجرون الأهل
والأحباب ويتركون الدنيا ومشاغلها وملذاتها في رحلة مع الله طلبا في رضاه ليؤدوا فريضة الحج وليخرجوا كيوم ولدتهم أمهاتهم،فالمولود عندما تلده أمه على صبغة الله صبغة الطهر والصفاء والنقاء قلبه سليم من كل الأمراض
ليس فيه هم ولا غم ولا غيظ ولا شهوات،إذا أتته المنية،أتى الله بقلب سليم،وأدخله جنات النعيم،المولود فيه البراءة والطهر نفسه مطمئنة وقلبه أبيض صاف من أدران الدنيا كالحقد والكذب والغش والكبر والشك والحسد والجور، لا
يظلم الناس في أموالهم وأعراضهم وأبدانهم،يده لم تتلطخ بأكل أموال الناس بالباطل،يالجمال لسان هذا المولود فقد نظفه الله من اللعن والغيبة والنميمة وشهادة الزور والفسق والفجور في وجهه نور الكل لا يمل من النظر فيه تتناقله
الأيدي وتقبله مرة وتريد أن تقبله مرة أخرى لا يكرهه أحد يحبه الجميع ويحيطونه بالعناية والحب والحنان والقبول. المولود طهره الله من الشرك والكفر والذنوب صغيرها وكبيرها،عيدنا عيد مرح يحمل بين طياته كل معاني الحب
والرحمة والفرحة مبتعداً عن كل فسق وفجر ومجون،تتجسد فيه أنبل الصفات الإنسانية وأرقها وأجملها صفة الشعور بالآخر،يا خير أمة أخرجت للناس ديننا يدعو إلى الحب المشروع،الحب السامي العفيف،حب الله وحب الرسول
والأنبياء,والصحابة والصالحين،وهذه المحبة هي أصل السعادة ورأسها التي لا ينجو أحد من العذاب إلا بها،نتقرب الى الله بفعل الأوامر وترك كل النواهى، نتقرب إليه بالنوافل والطاعات لنحصل على الحب الذي يجعله في علاه ينادي
جبريل ليخبره بهذا الحب ويأمره أن ينادي في كل من في السماء ليخبرهم بهذا الحب وبأمرهم بأن يحبونه كما أحبه ثم يوضع له القبول في الأرض،نتقرب إليه بحبنا لخير خلق الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم،قال تعالى(قل إِن كنتم تحبون اللّه فاتبعوني يحببكم اللّه ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم)آل عمران
،لا يجد حلاوة الإيمان بل لا يذوق طعمه إلا من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما كما في الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم،قال(ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان،من كان الله ورسوله أحب
إليه مما سواهما, وأن يحب المرء لايحبه إلا لله, وأن يكره أن يرجع في الكفر بعد إذ أنقذه الله تعالى منه كما يكره أن يلقى في النار)حديث حسن صحيح رواه الترمذي،وابن ماجه،والنسائي،حبنا للأهل والوالدين والأزواج والأبناء وغير ذلك من محاب الدنيا المباحة لكنها محبة لا تزاحم حب الله
وحب رسوله,ولا تلهينا عن ذكر القائل جل في علاه(يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر اللَّه)المنافقون،
حبنا في الله ومن أجل الله وأوثق عرى الإيمان هو الحب في الله والبغض في الله،فنحن أذا أحببنا نحب لله ونبغض لله ونعطي لله ونمنع لله،عن النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلاً زار أخاً له في قرية أخرى فأرصد الله له على مدرجته
ملكاً أتى عليه قال،أين تريد،قال،أريد أخاً لي في هذه القرية،قال،هل لك عليه من نعمة تربها،قال،إني أحببته في الله عز وجل،قال،فإني رسول الله إليك بأن الله أحبك كما أحببته فيه،نحن،نحب في الله لأننا نعلم أن المتحابين في الله في ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله، يغبطهم بمكانهم النبيون والشهداء،إن فلذات أكبادكم من بنين وبنات أمانة في أعناقكم
ستسألون عنها يوم القيامة فلا تهملوا في تربيتهم، ذكروهم وحذروهم من السير مع قرناء السوء،فالرسول صلى الله عليه وسلم قال(المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل)رواه أبو داود،والترمذي،ومسلم،بإسناد صحيح،واعلم أيها الراعي أن الله قد توعد من فرط في حق رعيته،يقول،الرسول صلى
الله عليه وسلم في الحديث الصحيح(ما من راع يسترعيه الله رعيه يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة)رواه مسلم،إن أي محبة هدفها معصية الله تعالى،فستنقلب إلى عداوة يوم القيامة يقول الله تعالى(الْأَخِلَّاء
يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ)الزخرف،فتاة أو فتى يحتفل بعيد الحب معتقداً به أو مبتدع،وممارساً فيه لأنواع
المعاصي من شرب للخمر وسماع لمعازف الشيطان ومضيعاً للصلوات،فقد قتل قلبه وأماته وأصبح همه شهوته،إن
أحب أحب لهواه, وإن أبغض أبغض لهواه,وأن أعطى أعطى لهواه,وإن منع منع لهواه،يقول ابن القيم،إنه يخاف على من اتبع الهوى أن ينسلخ من الإيمان وهو لا يشعر،فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم،أنه قال(أخوف ما أخاف
عليكم شهوات الغي في بطونكم وفروجكم ومضلات الهوى)رواه البخاري وأصحاب السنن ، وصححه الألباني في صحيح الترغيب،
ويقول الفيضل بن عياض،من استحوذ عليه الهوى واتباع الشهوات انقطعت عنه موارد التوفيق،فهذه ذكرى لنبتعد عن طرق المغضوب عليهم،والضالين طرق الذل والهوان
والحسرة والندامة،يقول الله تعالى(وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا،يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا،لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا)الفرقان،

اللهم إني أسالك حبك وحب عمل يقربني إلى حبك،واجعلني أحبك بقلبي وأرضيك بجهدي, اللهم اجعل حبي كله لك وسعيي كله في مرضاتك.

بـارود
15-06-2013, 05:37 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

آمين ،، يا رب العالمين

جزاك الله خير

امـ حمد
15-06-2013, 10:44 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

آمين ،، يا رب العالمين

جزاك الله خير

بارك الله في حسناتك اخوي بارود
وجزاك ربي جنة الفردوس

كربيتر
16-06-2013, 06:02 PM
جزاج الله خير أختي

امـ حمد
16-06-2013, 11:12 PM
جزاج الله خير أختي


بارك الله في حسناتك
وجزاك ربي جنة الفردوس