المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وصل رحمك وأبق على الود، واحفظ العهد



امـ حمد
18-06-2013, 04:22 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة وبركاته
كيف تصل رحمك
لقد أمر الله بصلة الأرحام والبر والإحسان إليهم،ونهى وحذر عن قطيعتهم والإساءة إليهم،
وعلى الرغم من وصية الله ورسوله بالأقارب وعد الإسلام صلة الرحم من الحقوق العشرة التي
أمر الله بها أن توصل في قوله تعالى(وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى)البقرة،إلا أن جلّ المسلمين أضاعوا هذا الحق مثل إضاعتهم لغيره من الحقوق أو أشد ،مما جعل الحقد والبغضاء والشحناء تحل محل الألفة والمحبة والرحمة بين أقرب الأقربين وبين الأخوة في الدين على حد سواء،
تعريف الرحم،
هي كل من تربطك به صلة نسبية من جهة الأم أو الأب،والأصهار،
فضل صلة الرحم
صلة الرحم شعار الإيمان بالله واليوم الآخر،فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال(من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه)رواه البخاري،صلة الرحم سبب
لزيادة العمر وبسط الرزق،فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال(من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه)رواه البخاري ومسلم،فالذي
يصل رحمه يزيد الله في عمره،وصلة الرحم تجلب صلة الله للواصل،فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال(إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ من خلقه قالت الرحم،هذا مقام العائذ بك من القطيعة
قال نعم،أما ترضين أن أصل من وصلك واقطع من قطعك قالت،بلى يا رب قال فهو لك)رواه البخاري ومسلم،صلة الرحم من أعظم أسباب دخول الجنة،عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله
عنه،أن رجلا قال يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة،فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم(تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم)رواه البخاري ومسلم،
صلة الرحم طاعة لله عز وجل،فهي وصل لما أمر الله به أن يوصل، قال تعالى مثنيا على الواصلين(وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ)سورة الرعد،وشيوع المحبة بين الأقارب،فبسببها تشيع المحبة، وبهذا يصغو عيشهم وتكثر مسراتهم،فإن الإنسان إذا وصل أرحامه وحرص على إعزازهم أكرمه أرحامه وأعزوه وأجلوه،وكانوا عوناً له،
عقوبة تارك الرحم،
قاطع الرحم ملعون في كتاب الله،قال الله تعالى(فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ)
سورة محمد،قال علي بن الحسين لولده،يا بني لا تصحبن قاطع رحم فإني وجدته ملعونا في كتاب الله في ثلاثة مواطن،قاطع الرحم من الفاسقين الخاسرين،قال الله تعالى(وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ
الْفَاسِقِينَ الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ )البقرة،قاطع الرحم تعجل له العقوبة في الدنيا ولعذاب الأخرة أشد
وأبقى،عن أبي بكر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال(ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه بالعقوبة في الدنيا مع ما يدخر
له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم)رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه،لا يرفع له عمل ولا يقبله الله،عن أبي هريرة رضي الله عنه قال،سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول(إن أعمال
بني آدم تعرض على الله تبارك وتعالى عشية كل خميس ليلة الجمعة فلا يقبل عمل قاطع رحم)رواه أحمد،وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب،ومن قطعها قطع للوصل مع الله،عن
عائشة رضي الله عنه قالت،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(الرحم معلقة بالعرش تقول،من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله)رواه البخاري،ومسلم،وسبب في المنع من دخول
الجنة،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(لا يدخل الجنة قاطع رحم)رواه الترمذي،كان أبوبكر رضي الله عنه ينفق على إبن خالته لأنه كان فقيرا، ولما كان حديث الإفك عن عائشة أم
المؤمنين رضي الله عنها تكلم عنها ابن خالته مع من تكلموا في حقها، فلما بلغ ذلك أبابكر قطع عليه النفقة وهذا في نظرنا أقل ما يمكن فعله، ولكن الله سبحانه وتعالى أنزل في ذلك قرآناً
كريماً ليسطر لنا مثلاً عظيماً في التعامل الاجتماعي بين الناس فنزل قوله تعالى(وَلَا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا
وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ِ)النور،
قال أبوبكر رضي الله عنه،بلى،أي،بلى أحب أن يغفر الله لي وأن يعفو عني،فرد أبوبكر رضي الله عنه النفقة التي كان ينفقها على ابن خالته رغم ماكان منه في حق أم المؤمنين رضي الله عنه،
أصلهم ويقطعوني،
عن أبي هريرة رضي الله عنه،أن رجل جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال،إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني،وأحسن إليهم ويسيئون إليَّ وأحلم عنهم
ويجهلون عليَّ، فقال صلى الله عليه وسلم(لئن كنت قلت فكأنما تسفهم المل،ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك)رواه مسلم،والمل هو،الرماد الحار،فكانه شبه ما يلحقهم من الألم
والإثم،بما يلحق آكل الرماد الحار،كما قال صلى الله عليه وسلم(ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل إذا قطعت رحمه وصلها)رواه البخاري،ومعنى الحديث،إن صلة الرحم ليست في أن
يكتفي الإنسان بصلة من وصله فهذه تسمى مكافأة، بل أعظم ما يكون من الصلة هي في وصل من حصلت منه القطيعة، صلة الرحم لا تزيد كمية الرزق ولا في مدة العمر من حيث هو،لأن
الأرزاق مقسومة والآجال مضروبة،كما ورد ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولكنها تزيد في بركة هذا وذاك فيكثر خير الرزق ويعظم نفعه كما يكثر العمل الصالح ويوفق الإنسان إليه
بما يتسبب فيه أثناء زيارته لذوي رحمه ولا سيما إذا كان من الصالحين الذين يقتدى بهم فإنه يؤثر فيهم بصلاحه فيكون له مثل أجورهم لأنه تسبب فيها،وقد قال صلى الله عليه وسلم(من
أعان على خير فله مثل أجر فاعله)رواه مسلم فيكون عمره بذلك مباركا لكثرة ثوابه عند الله تعالى،
يا من آمنوا بالله ورسوله انظروا حالكم في أقاربكم،هل قمتم بما يجب لهم
عليكم من صلة،وأطلقتم الوجوه لهم،وشرحتم الصدور عند لقائهم،وهل قمتم بما يجب لهم من محبة وتكريم واحترام،وعدتموهم في مرضهم إحتفاء وسؤالاً،وبذلتم ما يجب بذله لهم من نفقة وسداد حاجة،استعذ بالله من الشيطان الرجيم،ومن وساوس النفس وصل
رحمك وأبق على الود، واحفظ العهد، وأنثر المحبة والسعادة والسلام،فصل من قطعك وأَعط من حرمك وأعفُ عمن ظلمك،فإن صلة الأرحام من أعظم القربات إلى الله وأجلها،قال تعالى(وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ)النساء،والمسلم في هذه الدنيا يجدّ في
السير إلى رحاب جنة عرضها السموات والأرض،نحن على أبواب شهر رمضان الفضيل،وأمر الله جل في علاه بصلة الرحم والبر والإحسان إليهم،ونهى وحذر عن قطيعتهم والإساءة إليهم،والصلة لم تقتصر على الوالدين فقط،بل الى الأقربون كالعم والعمة
والخال والخالة وابن العم وابن الأخت والجد والجدة،لقد وصى جبريل عليه السلام،رسولنا الكريم بالجار الذي ليس له عليك سوى حق الجيرة فقط،حتى ظن بأنه سيورثه ، فما بالكم بالأرحام،إن روابط الأخوة والأبوة متينة وفطرة إلهية فطرنا بها ،فإن تحللت
وتلاشت،يعني بأن القلب تحجر،فلنصل أرحامنا فالدنيا لن تدوم لأحد،ولنتغاضى عن خلافاتنا،فقد نفقد عزيزاً وحبيباً منهم،فلا ينفع عندها الحزن والندم.

Qatar Angel
19-06-2013, 02:34 PM
جزاج الله خير ،،

امـ حمد
19-06-2013, 02:44 PM
جزاج الله خير ،،

بارك الله في حسناتك
وجزاك ربي جنة الفردوس