المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ربي اتعبتني همومي



امـ حمد
20-06-2013, 10:50 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ربي اتعبتني همومي
صفعات الحياة قوية،ومهما كانت قوة الشخص يعجز أحياناً عن تحملها،كيف إستطاع الرسل نشر الدين،رغم ضعفهم وفقرهم
حينها،وجاهد أجدادنا مرارة العيش،هي كلمة واحدة فقط نكررها دون وعي،أسأل الله أن يلهمني وإياكم إياها،
إنه الصبر،
نعم الذي جعل أيوب عليه السلام يتغلب على مرضه بعد مشيئة الله،إنه الصبر،ومحمد صلى الله عليه وسلم،ينشر دينة،بعد مشيئة الله،
إنه الصبر،
وقوة الايمان الذي يأتي بعده النصر،والشفاء،والسعاده،ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال(وَاعْلَمْ أَنَّ فِي الصَّبْرِ عَلَى مَا
تَكْرَهُ خَيْرًا كَثِيرًا،وَأَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ،وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ،وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا) رواه أحمد،فينبغي للعبد أن يحسن ظنه بالله،وأن
يقوى يقينه بفرج من عنده سبحانه،فهو عز وجل عند حسن ظن عبده به،وأن يبذل أسباب الفرج من الصبر والتقوى،قال الله تعالى(وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا،ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنْزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا)الطلاق،قال الحافظ ابن
رجب رحمه الله،ومن لطائف أسرار اقتران الفرج بالكرب،واليسر بالعسر،أن الكرب إذا اشتد وعظم وتناهى وحصل للعبد اليأس،تعلق
قلبه بالله وحده،وهذا هو حقيقة التوكل على الله،فإن الله يكفي مَن توكل عليه،كما قال تعالى(وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)
إنه الصبر،
الذي قال الله تعالى عن أصحابه(وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ )
الصابرين الذين لم يجزعوا ولم يلهثوا وراء الأسباب،حينما علموا أن الله هو
المقدر،وتيقنوا أن ذلك كتب قبل خلق السموات والأرض،في غزوة أحد،لما كسرت رباعية الرسول عليه الصلاة والسلام وشج رأسه
قال،إشتد غضب الله على قوم شجوا وجه رسوله،ثم مكث ساعة فقال بأبي هو وامي(رب إغفر لقومي فإنهم لايعلمون) فنحن في
دنيانا نجاهد انفسنا على ترك ماحرمه الله رغم اننا نحب هذه الشهوات،بل ونعشقها،ولكن نقول لاخير في لذه من بعدها عن
النار،لم لن نرضي شهواتنا الشيطانيه،ونغضب رب السموات والارض،لا والله لن نفعلها لااله الا انت سبحانك انا كنا من
الظالمين،لا اله الا انت ماعبدناك حق عبادتك، قال تعالى(وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّموَاتُ
مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ)سنتحمل وسنصبرعلى كل شئ احبته أنفسنا وابغضه ربنا فيكفينا رضا الله والموعد الجنه باذن الله وسنجاهد
أنفسنا والشيطان،وهذا الجهاد اعظم من الجهاد في سبيل الله،جاهد نفسك على فعل الطاعات وترك الذنوب جاهد نفسك على الخشوع
في الصلوات،وعلى قيام الليل،وعلى غض البصر، والجزاء عند الله ستجده في دنياك واخرتك قال تعالى(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا
لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا)ولا بد لكل من أراد أن يسلك طريقاً أن يتصور صعوباته،ليكون على بينة من أمره،وهكذا هو طريق الدعوة إلى
الله،فلم ولن يكون مفروشاً بالورود والرياحين، بل هو طريق،تعب فيه آدم, وناح لأجله نوح, ورمى في النار الخليل,وبيع يوسف
بثمن بخس, ولبث في السجن بضع سنين،لأن الإيمان ليس كلمة تقال إنما هو حقيقة ذات تكاليف،وأمانة ذات أعباء؛ وجهاد يحتاج إلى صبر، وجهد يحتاج إلى احتمال،
فهل ستصبرون على ترك ماحرمه ربنا ام ستتناسون الامر،قال تعالى(فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا
يَجْحَدُونَ)الذين اتخذوا دينهم لهوا ولعبا وغرتهم الحياة الدنيا فاليوم ننساهم،نتركهم في النار،الذين حَرَمهم الله تعالى من نعيم
الآخرة هم الذين جعلوا الدين الذي أمرهم الله باتباعه باطلا ولهوًا، وخدعتهم الحياة الدنيا وشغلوا بزخارفها عن العمل للآخرة، فيوم
القيامة ينساهم الله تعالى ويتركهم في العذاب الموجع،كما تركوا العمل للقاء يومهم هذا،وينكرون مع علمهم بأنها حق،فاحذر وتب وارجع الى الله ولا تأجل لغد،والله لا تضمن هل تعيش غدا ام لا ،لكن انت مازلت تتنفس،وتستطيع تحدد مصيرك ماذا تريد جنه اونار فطريق
التوبه سهل في البدايه يحتاج الى مجاهده وصبر،وما تلبث الى ان تتعود وتألف الوضع الجديد ولا تنسى الدعاء فهو سلاح المؤمن،عليك بتأديه صلواتك باوقاتها فإنها نور ،واعلم ان من
يقول لك انت صغير وربنا غفور رحيم،وانت افضل من غيرك،هذا
كلام ابليس فعاند الشيطان وانتصر عليه فانت في معركه معه حتى
تلقى ربك،انظر لمن هم افضل منك واتخذ صحبه صالحه تعينك واحذر اصدقاء السوء فهم شياطين الانس،

اللهم اهدنا وهدي المسلمين واغفر زلاتهم وارزقهم التوبه النصوحه،
اللهم إنا نسألك صبر الأنبياء والصحابة والصالحين،صبراَ عظيماً يثلج صدورنا وتعفوا به عنا.