تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الاعتداء في الدعاء



المحبووووب
22-07-2006, 12:01 PM
قال تعالي: «ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ» (الأعراف/55) في قوله تعالى: «إنه لا يحب المعتدين» يريد الاعتداء في الدعاء وإن كان اللفظ عاما فالله تعالى لا يحب عموم الاعتداء ولكن السياق يقصره على الاعتداء في الدعاء وذلك بضم عجز الآية إلى صدرها. والمعتدي هو المجاوز للحد ومرتكب الحظر. وقد يتفاوت بحسب ما اعتدى فيه. وروي عن النبي -صَلَّى الله عَلَيْه وَآلِه وَسَلَّم- أنه قال: (سيكون قوم يعتدون في الدعاء). أخرجه ابن ماجة عن أبي بكر بن أبي شيبة سنن ابن ماجه كتاب الدعاء ـ باب كراهية الاعتداء في الدعاء. وفيه : أن عبد الله بن مغفل سمع ابنه يقول: اللهم إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة إذا دخلتها. فقال: أي بني، سل الله الجنة وعُذْ به من النار؛ فإني سمعت رسول الله -صَلَّى الله عَلَيْه وَآلِه وَسَلَّم- يقول: (سيكون قوم يعتدون في الدعاء).

والاعتداء في الدعاء على وجوه:

- منها الجهر الكثير والصياح.

- ومنها أن يدعو الإنسان في أن تكون له منزلة نبي.

- أو يدعو في محال؛ ونحو هذا من الشطط.

- ومنها أن يدعو طالبا معصية وغير ذلك.

- ومنها أن يدعو بما ليس في الكتاب والسنة؛ مما لا أصل لها ولا معول عليها، فيجعلها شعاره ويترك ما دعا به رسوله عليه السلام. وكل هذا قد يكون سببا في المنع من استجابة الدعاء.

أوقات استجابة الدعاء

وللدعاء أوقات وأحوال يكون الغالب فيها الإجابة بحول الله تعالى وقوته وفضله وذلك

كالسحر فهو من مظان القبول ووقت إجابة الدعاء. وقد سبق أن فصلنا فيه القول.

أثناء أو حال الصيام من الصائم مطلقا.

ووقت الفطر.

إذا قال مثل ما يقول المؤذن ثم دعا.

وما بين الأذان والإقامة.

عند القيام إلى الصلاة.

الدعاء بـين التكبـيرة والقراءة في الصلاة.

أثناء السجود.(عن أبي هريرة رَضِي اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ -صَلَّى الله عَلَيْه وَآلِه وَسَلَّم- قال: أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء) رَوَاهُ مُسلِمٌ.

دبر الصلوات المكتوبة. «وقد أثر عن النبي -صَلَّى الله عَلَيْه وَآلِه وَسَلَّم- أدعية وأذكار مخصوصة في دبر الصلوات»

«عند فيء الأفياء»: أي عند الزوال.

وعند رؤية الكعبة.

وأوقات الاضطرار .

بين المغرب والعشاء وهو وقت صلاة الأّوابين وغفلة الغافلين.

عند خشوع القلب واقشعرار الجلد. أخرج الحكيم الترمذي عن عائشة - رَضِيَ الله عنها - قالت: ما الوجل في قلب المؤمن إلا كضرمة السعفة، فإذا وجد أحدكم ذلك فليدع عند ذلك.وأخرج الحكيم الترمذي عن ثابت البناني - رَضِيَ الله عنه - قال: قال فلان: إني لأعلم متى يستجاب لي. قالوا: ومن أين يعلم ذاك؟ قال: إذا اقشعر جلدي، ووجل قلبي، وفاضت عيناي، فذاك حين يستجاب لي. عند قشعريرة البدن : وورد أن أم الدرداء قالت لشهر بن حوشب: يا شهر، ألا تجد القشعريرة؟ قلت: نعم. قالت: فادع اللّه فإن الدعاء مستجاب عند ذلك.

ومن أوقات استجابة الدعاء:

في حالة السفر.

وحالة المرض حتى يبرأ من المرض.

وعند نزول المطر .

والمظلوم حتى ينتصر.

وعند لقاء العدو في الحرب

والصف في سبيل اللّه. كل هذا جاءت به الآثار عن سهل بن سعد رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ -صَلَّى الله عَلَيْه وَآلِه وَسَلَّم-: ثنتان (اثنتان) لا تردان أو قلما تردان: الدعاء عند النداء، وعند البأس، حين يلحم بعضهم بعضاً رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد صحيح.

ودعوة الغازي أو المجاهد والمرابط حتى يرجع

وما بين ظهر وعصر يوم الأربعاء قال جابر بن عبد الله - رَضِيَ الله عنه - : دعا رسول اللّه -صَلَّى الله عَلَيْه وَآلِه وَسَلَّم- في مسجد الفتح ثلاثا يوم الاثنين ويوم الثلاثاء فاستجيب له يوم الأربعاء بين الصلاتين فعرفت السرور في وجهه. قال جابر: ما نزل بي أمر مهم غليظ إلا توخيت تلك الساعة فأدعو فيها فأعرف الإجابة.

يوم عرفة إلى أن تغرب الشمس وفي الموقف لمن يكون بعرفة.

يوم الجمعة من وقت الزوال إلى أن تغرب الشمس.

ودعاء الغائب للغائب. أو دعاء الأخ لأخيه بظهر الغيب.

ودعاء عبد رفع يديه إلى اللّه تعالى.

ودعاء الإمام العادل.

ودعاء تقدمه الثناء على اللّه تعالى والصلاة والسلام على نبيه -صَلَّى الله عَلَيْه وَآلِه وَسَلَّم-. وقد علَّمنا الله تعالى ذلك في افتتاحية أم الكتاب فقبل أن يقول ( اهدنا ) قد أثني على نفسه تعالى الله تعالى كثيرا قبلها لو تأملت.