المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قرب الاكتتاب في «الدوحة للاستثمار العالمي» يدفع مواطنين لبيع



رمــــــاح
22-06-2013, 12:38 PM
تجار «سلوى» يشتكون تفوق العرض على الطلب ويأملون تبدد كساد نشاطهم

قرب الاكتتاب في «الدوحة للاستثمار العالمي» يدفع مواطنين لبيع سياراتهم الفارهة




يبرر ملاك متاجر السيارات المستعملة اضمحلال نشاطهم في هذه المرحلة بقرب بدء الاكتتاب بأسهم شركة الدوحة للاستثمار العالمي، فضلا عن حلول موسم الإجازات الذي يتقلص خلاله الطلب، ريثما يعود المواطنون والمقيمون من البلدان التي قصدوها صيفاً.
وتسبب هذا الواقع في غلبة دفة عروض بيع المواطنين على حساب الطلب الموسمي الشحيح أساسا، وهو ما زاد من ضائقة تجار المركبات المستعملة الذين كرروا امتعاضهم من الأثر الذي تخلفه الحفريات المستمرة على طريق سلوى على واقع تجارتهم.
وكان من المقرر إجراء أحد أكبر الاكتتابات في السوق القطرية مطلع الشهر الحالي، بيد أن الدكتور حسين علي العبدالله نائب رئيس مجلس إدارة «شركة قطر القابضة» أعلن عن تأجيل الاكتتاب على أسهم «شركة الدوحة للاستثمار العالمي» إلى حين استكمال جميع المتطلبات والحصول على الموافقات اللازمة من الجهات المعنية.
وأكد الدكتور العبدالله حينها حرص الشركة على إبلاغ جمهور المستثمرين بالموعد الجديد بعد التأكد من تلبية جميع الشروط المحددة من قبل الجهات المعنية والاتفاق على موعد محدد لبدء عمليات الاكتتاب.
وسيكون تأسيس «الدوحة للاستثمار العالمي» برأسمال مقداره 45 مليار ريال، على أن تمتلك «قطر القابضة» نسبة %50 من أسهمها وأن تطرح النسبة المتبقية للأفراد القطريين وللشركات والمؤسسات القطرية، وأن تكون القيمة الاسمية للسهم الواحد عشرة ريالات المدفوع منها %50 أي خمسة ريالات.
ويقدر تجار طريق سلوى عدد متاجرهم بنحو 100 معرض تحوز قرابة 5 آلاف مركبة مستعملة.

يشتكي تجار المركبات المستعملة المتمركزون على امتداد طريق سلوى من ضعف مبيعاتهم في هذا الوقت من العام، مرجعين ذلك إلى رغبة المواطنين في ادخار أموالهم لأغراض المشاركة في الاكتتاب بأسهم شركة الدوحة للاستثمار العالمي المملوكة جزئيا لـ «قطر القابضة».
وقال بعض التجار لـ «العرب» إن مواطنين يقدمون على بيع سياراتهم الفارهة الزائدة عن حاجاتهم بغية المشاركة في الإصدار الأول من نوعه منذ سنوات طويلة.
كما ذكر هؤلاء أن طول أمد الإصلاحات التي يشهدها طريق سلوى أثرت كثيرا على إقبال المشترين لمعارضهم التي تعاني أساسا ضيق الأماكن المخصصة لعرض المركبات المعروضة.
وبين هؤلاء أن السماسرة المتجولين والمواقع الإلكترونية والسوق السعودية وتضييق خناق البنوك على المستهلكين كلها أسباب جوهرية في كساد سوق السيارات.
بيد أن بعضهم أبدى تفاؤلا حيال انتعاش تدريجي مرتقب للسوق تدريجيا بداية من منتصف رمضان المقبل.
ولمست «العرب» استمرار هيمنة السيارات اليابانية على النصيب الأكبر من الطلب تليها نظيراتها الألمانية.

إعادة تمركز
قال السيد محمود سليمان مدير مبيعات سوق الخليج للسيارات إن المواطنين يبيعون بعض مركباتهم الفاخرة وكل الأشياء الثمينة الزائدة عن حاجاتهم للاستثمار والاكتتاب في شركة الدوحة للاستثمار والبالغ رأسمالها نحو 11 مليار ريال وتم الإعلان عنها مؤخرا.
وأضاف «هذا الاكتتاب من أهم أسباب الضعف الكبير للإقبال على سوق السيارات مما جعل الأخيرة تشهد نوعا من الكساد».
وزاد «زيادة رواتب القطريين ومضاعفتها في كثير من الأحيان جعل هؤلاء يتجهون نحو الوكالات لشراء الجديد، وهو ما أثر على معارض السيارات المستعملة».
وتعرض محمود إلى الأنظمة التي تمنح تصدير السيارات من صناعة عام 2008 فما دون والتي يحظر تصديرها للأسواق الخليجية، وهو الأمر الذي أدى لانخفاض أثمانها بشكل ملحوظ، ما أفضى لزيادة الأعباء الملقاة على كاهل المعارض.
وبين سليمان أن هناك العديد من التجار الجدد القادمين للسوق دون معارض ولا يملكون سندا قانونيا لتجارة السيارات.. وكشف سليمان أنه يوجد في الدوحة حاليا نحو 150 معرضا أقلها يحوي 20 سيارة وأكبرها مئات السيارات، مؤكداً على أن الخليج للسيارات يعرض نحو 70 سيارة حاليا أغلبها من النوع الفاخر، حيث يبلغ قيمتها ما يزيد على 30 مليون ريال.. وتحدث سليمان عن نوع آخر من المشاكل التقنية والمتعلقة بتغيير موديلات السيارات الفخمة سنويا والتي تخفض سعر المركبة بنسبة كبيرة.
حجم كبير
وقدر سليمان حجم مبيعات المركبات المستعملة داخل المعارض بما يزيد على مليار ريال دون احتساب الوكالات التي تمتلك آلاف السيارات المستعملة.
وبين أن المبيعات داخل السوق المحلية تزيد عن نسبة %50.. وأرجع سليمان هذه النسبة الضعيفة في المبيعات إلى قانون البنوك الجديد حيث أثر على بيع السيارات، ويرى أن المستهلك الحاصل على قرض وتزيد التزامات تسديده عن نسبة %50 لا يمكنه الحصول على قرض سيارة، هذا إلى جانب ارتفاع سعر قطع غيار السيارات المعروضة نظرا لعدم وجود ضمان لها خاصة الفخمة منها.

علامات مطلوبة
وتحدث سليمان عن أهم العلامات التجارية المطلوبة في سوق الدوحة، فعلى مستوى المركبات العادية، تحتل اليابانية المرتبة الأولى في الإقبال تحديدا «تويوتا» و «لكزيس».
أما بالنسبة للسيارات الفخمة فيرى سليمان أن المرسيدس تليها «بي أم دبليو» تظل الأكثر تداولا في السوق.
أما تعاملات التجار مع الأسواق الإقليمية، فقد بين سليمان أن التصدير يتم نحو السعودية خاصة سيارات مرسيدس «أس 300» و «أس 500»، أما دبي فيتم تصدير سيارات فراري وبنتلي وغيرها من السيارات الفخمة.
ومقابل ذلك تستورد الكويت من معارض الدوحة المرسيدس خاصة e300 والسيارات الأميركية «كيرفات».. في حين تستورد البحرين من قطر المركبات الصغيرة التابعة لعلامتي تويوتا ونيسان.

مشاكل المرور
بدوره، بين السيد يوسف السيد صاحب معرض شو كار بطريق سلوى أن العرض أكثر من الطلب حاليا وهو ما تسبب في ركود السوق.
وأشار إلى أن الاكتتاب في شركة الدوحة للاستثمار وارتفاع البورصة خلال الفترة الحالية من الأسباب التي جعلت القطريين يعزفون عن شراء السيارات الفخمة.
لكن السيد بدا متفائلا حيث يرى أن السوق ستعود إلى بداية الانتعاش خلال شهر رمضان الفضيل.. مشيراً إلى أنه لا توجد مشاكل في السيارات الصغيرة فهي تباع بشكل يومي، لكن الإشكال في السيارات الفخمة التي يزيد أسعارها عن 300 ألف ريال فهي تشهد نوعا من الركود نتيجة دخول شهر الصيف والإجازات.
وناشد يوسف السيد إدارة المرور بإيجاد حلول كفيلة بالنسبة للمعارض التي تظل مفتوحة إلى غاية العاشرة ليلا في حين أن المرور يغلق الساعة السادسة مساء وترفض تسجيل سيارات المعارض بعد هذا التوقيت.. وأبان السيد أن هذا يؤثر بشكل سلبي على العملاء خاصة وأن طريق سلوى يعيش على وقع الأشغال منذ عامين إضافة لعدم وجود براكن السيارات، لذلك فإن فتح مرور المعمورة سيكون جيدا لاصطحاب المعارض لتخليص معاملاتهم بعيدا عن الزحام حسب رأي السيد.

أسباب متعددة
من جانبه، قال التاجر نايف الغزالي إن سوق السيارات حاليا تعيش ضعفا وركودا كبيرا بسبب دخول شهر الصيف، حيث إن غالبية المواطنين مقبلون على إجازات وسفر.
وأضاف أن شهر رمضان أيضاً على الأبواب يليه العيد وهو ما يجعل التزامات المواطنين والمقيمين تجاه هذه الاستحقاقات أولوية.. كما أكد التاجر الغزالي على أن الاكتتاب في شركة الدوحة للاستثمار قد سحب سيولة كثيرة من السوق، مؤكداً على تضييق البنوك الخناق على المستهلك حيث إن التمويل البنكي يشترط على المواطن توفير ما لا يقل عن %20 من سعر السيارة وهو ما لا يتوافر حاليا.

تفاؤل
إلى ذلك، أبدى السيد محمود الشهابي صاحب معرض النسور لبيع وشراء السيارات تفاؤلا بالاقتصاد القطري واصفا إياه بالقوي.. وقال إن هناك العديد من المشاريع الكبرى وهناك زيادة في عدد السكان مستقبلا وهو ما سينعكس إيجابا على سوق السيارات.. وتوقع الشهابي عودة انتعاش وتعديل السوق خلال الأشهر القليلة المقبلة.. لكن الشهابي أبان وشاطر رأي سابقيه أن اكتتاب المواطنين في شركة الدوحة للاستثمار قد أثر بشكل كبير على السيولة في السوق وتوجه القطريين نحو شراء أو استبدال سياراتهم.
كما أرجع السيد الشهابي ركود السوق لكثرة المواقع الإلكترونية التي أثرت على السوق حيث إن أغلب المستهلكين يبيعون سياراتهم عبر النت ولا يستعملون المعارض.. لكنه استطرد بالقول إن معرض النسور لديه زبائنه الخاصون وهم من القدامى، معتبرا أن معرضه لم يتأثر حتى الآن.. كما أشار إلى السماسرة المتجولين الذين كثر عددهم علاوة على الزيادة الكبيرة في عدد المعارض والبالغ نحو 150 معرضا، مؤكداً أنها تتجاوز بكثير حاجيات وعدد السكان في الدولة.. وبين الشهابي أن الركود ليس في قطر فقط وإنما في كل الأسواق الخليجية التي كانت تستورد أعدادا كبيرة من السيارات القطرية.. وأرجع الشهابي تراجع واردات الدول المجاورة للسيارات المستعملة من قطر إلى تقارب الأسعار حاليا في كل المعارض الخليجية تقريبا.

السيارات الكبيرة
وقال إن معرضه كغيره من المعارض لا يزال يشهد إقبالا كبيرا على السيارات اليابانية خاصة كبيرة الحجم، في إشارة إلى لاند كروزر ولكزيس التي لا تفقد الكثير من سعرها رغم استعمالها.. وأثار قضية تغيير موديلات السيارات الفخمة خاصة التي تغير من شكلها وتعيش الموديلات القديمة ركودا كبيرا.. ومع ذلك، لا يزال محمود الشهابي يؤكد على أن قوة الاقتصاد القطري ووجود الفرص الاستثمارية في شتى المجالات وخاصة الارتفاع الكبير للبورصة هي الأكثر جذبا للمواطنين.. كما ألمح الشهابي إلى أن الزيادات الأخيرة في رواتب المواطنين خفضت حجم السوق لاهتمام القطريين ببناء المنازل وعقاراتهم الخاصة إضافة إلى المشاريع التجارية.

تراجع
بموازاة مع ذلك، أكد السيد عماد المسعود مدير معرض إتقان لتجارة السيارات الجديدة والمستعملة أن السوق متراجعة بشكل كبير حيث لا يوجد إقبال مثل السنوات الماضية، ومن بين الأسباب يرى المسعود أن السعوديين قاموا في وقت سابق من السنة بسحب سيارات المرسيدس والتويوتا والفورد من السوق وهو ما جعل الخيارات تنقص وتضعف السوق المحلية.. وقال إن ضعف الخيارات جعل القطريين وكذلك المقيمين يقبلون على السيارات الجديدة خاصة بالأقساط.. وأثار المسعود قضية الأشغال التي يعيشها طريق سلوى لمدة تزيد عن سنتين وهو ما أثر على السوق بشكل كبير نظرا لأن الغالبية أضحت تبحث عن ملاذات ثانية لشراء وبيع السيارات عبر الإنترنت.. وقال المسعود إن المعارض مرتبطة بعمولة وإيجارات حيث إن المعرض في طريق سلوى لا يقل إيجاره عن 30 ألف ريال شهريا، علاوة على مصاريف يومية تزيد عن 2000 ريال دون احتساب أجور الموظفين.
وزاد بالقول: «إن كل هذه الأعباء تجعل أصحاب المعارض يطلبون عمولات على السيارات عادة ما تكون في حدود 1000 ريال عن كل 50000 ريال، في حين يكون هناك اتفاق بين المعرض والمستهلك إذا تعلق الأمر بسيارة يصعب بيعها».

معارض
وكشف المسعود أن عدد المعارض بطريق سلوى وحده يبلغ نحو 100 معرض منهم نحو 90 معرضا مشتركا بالمواقع الإلكترونية خاصة «قطر سييل».. وبين أنه بمعارض طريق سلوى يوجد نحو 5000 سيارة مستعملة، مشيراً إلى أن المعدل الطبيعي للسيارات بالمعارض يتراوح بين 40 و60 سيارة.. كما أشار إلى أن أكثر السيارات المباعة في السوق المحلية هي تويوتا ورانج روفر.. وتحدث المسعود عن أسعار السيارات حيث أكد أن السيارات اليابانية تنخفض أسعارها في السوق بنسبة تتراوح بين 15 و%20 حال نزولها من الوكالة، لكنه أشار إلى أن السيارات الإنجليزية والإيطالية تخسر نسبة %40 من سعرها عند الوكالة حالة خروجها للسوق، في حين أن السيارات الألمانية تفقد نحو %30 نتيجة تغيير الموديلات في العام نفسه.

أشغال
ووافق السيد مضر الخطيب مدير معرض شركة نيسان طريق سلوى سابقيه بأن الأشغال وكثرة الازدحام وقلة براكن السيارات أكثر الأسباب عن هجر الحرفاء لمعارض طريق سلوى، مؤكداً على توجه الحرفاء نحو معارض ثانية أو الوكالات نفسها.. وتحدث الخطيب عن أن المعروض في السوق أكثر من الطلب ولم يخف ارتفاع الأسعار في العديد من المعارض دون تقديم ضمانات للسيارات.. وأرجع ركود السوق إلى السفر خلال الفترة القادمة خاصة لدى فئة الشباب، وتوجه هذه الفئة إلى السفر بعد امتحانات آخر السنة.. وحول مدى تأثير اكتتاب شركة الدوحة للاستثمار المطروح على المواطنين، بين الخطيب أن ركود السوق بدأ تدريجيا منذ الإعلان عن هذا الحدث، لكنه بدا متفائلا حيث أشار إلى أنه عند الانتهاء من الاكتتاب سيبيع القطريون أسهمهم وستعود سوق السيارات لسالف نشاطها.
وتوقع الخطيب أن يشهد النصف الثاني من شهر رمضان عودة النشاط للسوق تدريجيا بعد أن يعود القطريون من إجازاتهم والتأقلم مع الشهر الفضيل.. ولم يخف وجود العديد من القطريين والمقيمين الذين يبيعون سياراتهم حاليا بغرض السفر ثم يعاودون للشراء عند العودة وهو ما يتزامن مع بداية شهر سبتمبر القادم.. وفيما يتعلق بشركة نيسان، يقول الخطيب إن الشركة دائما أسعارها أرخص من المعرض لأنها تبيع سياراتها ولديها خدمات ما بعد البيع وهي تحرص دائما على تقديم أرقى الخدمات للزبون على عكس المعارض.. مؤكداً على أن شركة نيسان لديها حصة كبيرة بالسوق خاصة فيما يتعلق بالباصات والبيكاب علاوة على السيارات الصغيرة، مشيراً إلى أن غالبية الزبائن هم من المقيمين.. كما أبان أن تويوتا ونيسان تستحوذان على نصيب الأسد من السوق المحلية والخليجية بصفة عامة اعتبارا لتوفر قطع الغيار بكثافة وبأسعار منخفضه