خالد_قطر
23-06-2013, 10:46 AM
http://raya.com/writers/pages/3cda240d-1f7c-4b6a-b820-56022ccde9ab
هل أصبحت الاستغناءات الوظيفيّة الوطنيّة منهجًا متوارثًا في جدولة وخطط الهيكلة الجديدة للمؤسسات والهيئات والشركات الخاصّة في الدولة؟
إذن!! أين سياسة الدولة وبرامجها في تعزيز التوطين الوظيفي، وحتميّة شموليّته ورفع سقفه المئوي في مختلف القطاعات الوظيفيّة الحكوميّة والخاصّة ونحن نرى الاستغناءات الوطنيّة ممتدّة ولم تحط رحالها!
ها هي الشركة الاتصالية الوطنية Ooredoo (أوريدو) أعلنت منذ أيام في الصحف عن الاستغناء عن (26) موظفًّا قطريًّا ابتداء من يوليو وإحالتهم للتقاعد ضمن هيكلة الشركة الجديدة، ودمج بعض الإدارات والأقسام وإلغاء بعض الوظائف واستحداث أقسام ووظائف جديدة، وكأنها تسير في عكس اتجاه سياسة الدولة في التوطين دون أن تضع في خططها الجديدة البدائل الأخرى للحفاظ على منهجيّة ارتفاع سقف التوطين داخل إطارها الوظيفي الجديد والذي يقدر كما ذُكر بـ 42%.
استغربت عندما علمت أن أغلب القطريين الذين أحيلوا للتقاعد الستة والعشرين موظفًّا والمراد الاستغناء عنهم هم من صغار السن ولم تتجاوز مدّة خدمات بعضهم ثماني سنوات، والأغرب أن التقييم السنوي لأغلبهم ما بين الجيد والجيد جدًّا.
فما هي الأسباب والمبرّرات التي تستدعي شركة كيوتل/ أوريدو للاستغناء عن هؤلاء خاصة إذا علمنا أن مجموع رواتب هؤلاء السنوية لا تتجاوز 6.5 مليون ريال في السنة، مثل هذا المبلغ تنفقه أوريدو على سفريات وبدلات ومكافآت ثلاثة أو أربعة أجانب يعملون في إطارها أو بدل علاوات لأحد من أعضاء مجلس إداراتها! إذا كان السبب هو توفير في بند الرواتب كان من الأجدى الاستغناء عن ثلاثة خبراء من الأجانب الذين نعتقد أن رواتبهم السنوية أضعاف رواتب 26 موظفًّا قطريًّا مجتمعة، وإذا كان السبب عدم وجود وظائف لهم في الهيكلة الجديدة، فالمرء لو دخل المبنى الرئيسي ومباني كيوتل / أوريدو فإنه يرى المكاتب متكدّسة بالموظفين والموظفات الأجانب وبعضهم -مع الأسف- لا يحملون أيّ شهادات مقارنة بالقطريين والقطريات المستغنى عنهم.
أصبح الموظف القطري في أوريدو هو الضحيّة الأولى في أيّ إعادة للهيكلة الجديدة، بينما لا يمسّ الأجانب أيّ تغيير، فعند خروجهم من الباب يعودون إلى الشركة من أبواب شركات أوريدو الفرعيّة مثل ستارلينك وغيرها إلى وظائفهم الأصلية في أوريدو/ كيوتل.
أمّا إذا كانت الأسباب كبر السن فعودة لمدير شؤون الموظفين في كيوتل/ أوريدو إلى قائمة الموظفين الأجانب لمعرفة أعمارهم الذين تجاوز البعض منهم ستين عامًا وما زالوا على رأس عملهم - ومنهم من تمّ الاستغناء عنهم- ومن ثمّ تمّت إعادته بدرجة خبير.
فكيف يُحال القطريون الـ 26 موظفًّا للتقاعد دون استثمارهم للوظائف الجديدة في الهيكلة من خلال إلحاقهم بالدورات التدريبيّة والتطويريّة والمعرفيّة المؤهّلة لإدارة وتشغيل الوظائف الجديدة باختلاف مسمياتها وخططها التي أكد عليها الرئيس التنفيذي في شركة أوريدو للاتصالات حين قال في حديثه للصحافة: إن انتداب القطريين يُعتبر من أولويات الشركة وسياسة الشركة استقطاب القطريين والمحافظة عليهم. وأضاف أن الشركة لديها عدة برامج تدريب مخصصة للخطط الوظيفية المتوسطة وبرامج تدريب لتسليم المناصب الادارية.. الخ. فأين هؤلاء الـ 26 موظفًّا من الخطط التدريبية والتأهيلية لتمكينهم من الوظائف الجديدة في الهيكلة، فهل يُعجز الشركة استمرار 26 موظفًّا في نطاقها الوظيفي الجديد تحت مظلة التدريب والتأهيل للوظائف المستحدثة في الهيكلة وفي الوقت نفسه تلجأ الشركة إلى استقطاب خبراء أجانب وتسند لهم الوظائف القيادية وبرواتب مجزية وخدمات مجانية دون الاستشعار بالتحسين والجودة في الخدمات إلى جانب أنهم يخضعون لدورات وبرامج تأهيلية فكيف وهم في مسمياتهم خبراء!
وقد ذكر مسؤول بالشركة أن نسبة التقطير وصلت 42% وهذا مؤشر مئوي جيّد إذا ما قيس بالشركات الأخرى ولكن يبقى السؤال؟ هل هذه النسبة قبل أو بعد الاستغناء عن 26 موظفًّا، ولو دققنا النظر فيها فإنها لا تعكس الواقع، فإن هذا الرقم كما علمنا يشمل جميع القطريين من موظفين ومتدرّبين ومبتعثين للدراسات في الداخل والخارج وأغلبهم من الموظفين القطريين ويشغلون وظائف دنيا وبرواتب متدنية مقارنة بالآخرين ولو أجرينا مقارنة بين رواتب 42% وما يتقاضاه القطريون وما يتقاضاه الأجانب فإن مجموع رواتب الأجانب يصل إلى عشرة أضعاف.
.. إن
ما تنفقه كيوتل/ أوريدو على برامجها الإعلامية والإعلانية ومشاركتها المجتمعية في المناسبات وبنود النثريات والضيافة يفوق رواتب هؤلاء وما دفعته لمؤسسة لاعب برشلونة يكفي لتغطية رواتب هؤلاء لعشرة أعوام قادمة والأقربون أولى بالمعروف يا أوريدو.
كان من الأجدى على الشركة استثمار هذه الطاقات الوطنية بدل إحلالها من خلال الدورات والبرامج والتدريب والبحث عن وظائف لهم وإحلالهم بدل لأجانب الذين تغصّ بهم الشركة!
..إذن
هذا العدد ٢٦ لا يُستهان به ولا يتماشى مع سياسة الدولة في التقطير كما أنه يتنافى مع مبدأ الاستقطاب الذي ترفع شعاره الشركة في المعرض المهني السنوي، ونخشى أن تحذو الشركات والمؤسسات الأخرى مع التغيير في خططها وهيكلتها حذو شركة أوريدو إذا لم يكن هناك من يُوقف هذا الامتداد في تقليص نسبة القطريين.
.. لذا
لا بدّ أن يكون لهيئة التقاعد دور في عدم قبول طلبات التقاعد التي تصل إليها من شركة كيوتل/ أوريدو وغيرها والتصدّي لها ورفضها ما دام الموظف القطري لم تنطبق عليه شروط التقاعد وقادرًا على العطاء، كما ندعو وزارة العمل إلى التحقيق في مثل هذه المواقف وعدم ترك الشركات والهيئات والمؤسسات تعبث بمصير الموظفين القطريين كما هي كيوتل/ أوريدو بإحالة ٢٦ قطريًّا للتقاعد أغلبهم بحاجة للوظيفة للإنفاق على أهليهم وعوائلهم في مثل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة.
ولا بدّ من مساءلة مجلس إدارة الشركة الذي وافق على تسريح ٢٦ موظفًّا قطريًّا وإنهاء خدماتهم بلا مبرّرات، كان الأجدى أن يتمّ تأهيلهم وتدريبهم والبحث عن وظائف لهم وإحلالهم بدل العنصر الأجنبي، وعلى المسؤولين في الدولة عدم ترك مثل هذا الموضوع دون مساءلة وإعادة هؤلاء لوظائفهم. حتى لا يُصبح تقليص القطريين من الوظائف سنّة متوارثة تسير على نهجها القطاعات الوظيفيّة الأخرى في الدولة.
كاتبة قطرية
wamda.qatar.@gmail.com[/B][/SIZE][/COLOR][/FONT]
هل أصبحت الاستغناءات الوظيفيّة الوطنيّة منهجًا متوارثًا في جدولة وخطط الهيكلة الجديدة للمؤسسات والهيئات والشركات الخاصّة في الدولة؟
إذن!! أين سياسة الدولة وبرامجها في تعزيز التوطين الوظيفي، وحتميّة شموليّته ورفع سقفه المئوي في مختلف القطاعات الوظيفيّة الحكوميّة والخاصّة ونحن نرى الاستغناءات الوطنيّة ممتدّة ولم تحط رحالها!
ها هي الشركة الاتصالية الوطنية Ooredoo (أوريدو) أعلنت منذ أيام في الصحف عن الاستغناء عن (26) موظفًّا قطريًّا ابتداء من يوليو وإحالتهم للتقاعد ضمن هيكلة الشركة الجديدة، ودمج بعض الإدارات والأقسام وإلغاء بعض الوظائف واستحداث أقسام ووظائف جديدة، وكأنها تسير في عكس اتجاه سياسة الدولة في التوطين دون أن تضع في خططها الجديدة البدائل الأخرى للحفاظ على منهجيّة ارتفاع سقف التوطين داخل إطارها الوظيفي الجديد والذي يقدر كما ذُكر بـ 42%.
استغربت عندما علمت أن أغلب القطريين الذين أحيلوا للتقاعد الستة والعشرين موظفًّا والمراد الاستغناء عنهم هم من صغار السن ولم تتجاوز مدّة خدمات بعضهم ثماني سنوات، والأغرب أن التقييم السنوي لأغلبهم ما بين الجيد والجيد جدًّا.
فما هي الأسباب والمبرّرات التي تستدعي شركة كيوتل/ أوريدو للاستغناء عن هؤلاء خاصة إذا علمنا أن مجموع رواتب هؤلاء السنوية لا تتجاوز 6.5 مليون ريال في السنة، مثل هذا المبلغ تنفقه أوريدو على سفريات وبدلات ومكافآت ثلاثة أو أربعة أجانب يعملون في إطارها أو بدل علاوات لأحد من أعضاء مجلس إداراتها! إذا كان السبب هو توفير في بند الرواتب كان من الأجدى الاستغناء عن ثلاثة خبراء من الأجانب الذين نعتقد أن رواتبهم السنوية أضعاف رواتب 26 موظفًّا قطريًّا مجتمعة، وإذا كان السبب عدم وجود وظائف لهم في الهيكلة الجديدة، فالمرء لو دخل المبنى الرئيسي ومباني كيوتل / أوريدو فإنه يرى المكاتب متكدّسة بالموظفين والموظفات الأجانب وبعضهم -مع الأسف- لا يحملون أيّ شهادات مقارنة بالقطريين والقطريات المستغنى عنهم.
أصبح الموظف القطري في أوريدو هو الضحيّة الأولى في أيّ إعادة للهيكلة الجديدة، بينما لا يمسّ الأجانب أيّ تغيير، فعند خروجهم من الباب يعودون إلى الشركة من أبواب شركات أوريدو الفرعيّة مثل ستارلينك وغيرها إلى وظائفهم الأصلية في أوريدو/ كيوتل.
أمّا إذا كانت الأسباب كبر السن فعودة لمدير شؤون الموظفين في كيوتل/ أوريدو إلى قائمة الموظفين الأجانب لمعرفة أعمارهم الذين تجاوز البعض منهم ستين عامًا وما زالوا على رأس عملهم - ومنهم من تمّ الاستغناء عنهم- ومن ثمّ تمّت إعادته بدرجة خبير.
فكيف يُحال القطريون الـ 26 موظفًّا للتقاعد دون استثمارهم للوظائف الجديدة في الهيكلة من خلال إلحاقهم بالدورات التدريبيّة والتطويريّة والمعرفيّة المؤهّلة لإدارة وتشغيل الوظائف الجديدة باختلاف مسمياتها وخططها التي أكد عليها الرئيس التنفيذي في شركة أوريدو للاتصالات حين قال في حديثه للصحافة: إن انتداب القطريين يُعتبر من أولويات الشركة وسياسة الشركة استقطاب القطريين والمحافظة عليهم. وأضاف أن الشركة لديها عدة برامج تدريب مخصصة للخطط الوظيفية المتوسطة وبرامج تدريب لتسليم المناصب الادارية.. الخ. فأين هؤلاء الـ 26 موظفًّا من الخطط التدريبية والتأهيلية لتمكينهم من الوظائف الجديدة في الهيكلة، فهل يُعجز الشركة استمرار 26 موظفًّا في نطاقها الوظيفي الجديد تحت مظلة التدريب والتأهيل للوظائف المستحدثة في الهيكلة وفي الوقت نفسه تلجأ الشركة إلى استقطاب خبراء أجانب وتسند لهم الوظائف القيادية وبرواتب مجزية وخدمات مجانية دون الاستشعار بالتحسين والجودة في الخدمات إلى جانب أنهم يخضعون لدورات وبرامج تأهيلية فكيف وهم في مسمياتهم خبراء!
وقد ذكر مسؤول بالشركة أن نسبة التقطير وصلت 42% وهذا مؤشر مئوي جيّد إذا ما قيس بالشركات الأخرى ولكن يبقى السؤال؟ هل هذه النسبة قبل أو بعد الاستغناء عن 26 موظفًّا، ولو دققنا النظر فيها فإنها لا تعكس الواقع، فإن هذا الرقم كما علمنا يشمل جميع القطريين من موظفين ومتدرّبين ومبتعثين للدراسات في الداخل والخارج وأغلبهم من الموظفين القطريين ويشغلون وظائف دنيا وبرواتب متدنية مقارنة بالآخرين ولو أجرينا مقارنة بين رواتب 42% وما يتقاضاه القطريون وما يتقاضاه الأجانب فإن مجموع رواتب الأجانب يصل إلى عشرة أضعاف.
.. إن
ما تنفقه كيوتل/ أوريدو على برامجها الإعلامية والإعلانية ومشاركتها المجتمعية في المناسبات وبنود النثريات والضيافة يفوق رواتب هؤلاء وما دفعته لمؤسسة لاعب برشلونة يكفي لتغطية رواتب هؤلاء لعشرة أعوام قادمة والأقربون أولى بالمعروف يا أوريدو.
كان من الأجدى على الشركة استثمار هذه الطاقات الوطنية بدل إحلالها من خلال الدورات والبرامج والتدريب والبحث عن وظائف لهم وإحلالهم بدل لأجانب الذين تغصّ بهم الشركة!
..إذن
هذا العدد ٢٦ لا يُستهان به ولا يتماشى مع سياسة الدولة في التقطير كما أنه يتنافى مع مبدأ الاستقطاب الذي ترفع شعاره الشركة في المعرض المهني السنوي، ونخشى أن تحذو الشركات والمؤسسات الأخرى مع التغيير في خططها وهيكلتها حذو شركة أوريدو إذا لم يكن هناك من يُوقف هذا الامتداد في تقليص نسبة القطريين.
.. لذا
لا بدّ أن يكون لهيئة التقاعد دور في عدم قبول طلبات التقاعد التي تصل إليها من شركة كيوتل/ أوريدو وغيرها والتصدّي لها ورفضها ما دام الموظف القطري لم تنطبق عليه شروط التقاعد وقادرًا على العطاء، كما ندعو وزارة العمل إلى التحقيق في مثل هذه المواقف وعدم ترك الشركات والهيئات والمؤسسات تعبث بمصير الموظفين القطريين كما هي كيوتل/ أوريدو بإحالة ٢٦ قطريًّا للتقاعد أغلبهم بحاجة للوظيفة للإنفاق على أهليهم وعوائلهم في مثل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة.
ولا بدّ من مساءلة مجلس إدارة الشركة الذي وافق على تسريح ٢٦ موظفًّا قطريًّا وإنهاء خدماتهم بلا مبرّرات، كان الأجدى أن يتمّ تأهيلهم وتدريبهم والبحث عن وظائف لهم وإحلالهم بدل العنصر الأجنبي، وعلى المسؤولين في الدولة عدم ترك مثل هذا الموضوع دون مساءلة وإعادة هؤلاء لوظائفهم. حتى لا يُصبح تقليص القطريين من الوظائف سنّة متوارثة تسير على نهجها القطاعات الوظيفيّة الأخرى في الدولة.
كاتبة قطرية
wamda.qatar.@gmail.com[/B][/SIZE][/COLOR][/FONT]