كحيلان
23-07-2006, 04:34 AM
دعوني أعود بكم إلى الورى إلى الأسبوع الذي سبق الحادثه حين كثر حديثى عن الموت على غير عادتي وكررت سؤالي لأهلي ماحالكم ياترى إذا مت وتركتكم؟؟ وكثر دعائي لأبنائي كأنه دعاء مودع وقد لاحظ زملائي في العمل قله كلامي وكثره سكوتي وانصرافي عنهم إلى عالم أخر سكنت إليه بعد زيارتي لمريض قبل أربعة أسابيع من الحادثه مريض لم أكن اعرفه من قبل وإنما اصطحبني لزيارته صديق عزيز , مريض ملقى على ظهره منذ 14 عاما لايستطيع الحركة مع ذلك فاننى لم أرى في حياتي رجل أكثر منه حيوية وإقبال على الدنيا ورضى بحاله تلك على أنها بابه إلى مرضاة ربه وطريق لأدراك أعلى مرتبه الجنة يحدث زائريه فتخرج كل كلمة من فمه روحا تعمل في نفوسهم عملها بأكثر مما يظن قائلها أنها تحدث في إذن سامعيه وكان عجزة عن الحركة هذه المدة كلها مع تسليمه ورضاه يجعل في كلماته تلك الحركة العجيبة في قلوب من يراه كلمات بسيطه تخرج من فمه بلا تكلف أو تصنع إلا أنها صبغت بروح السماء فكان بينها وبين القلوب نسبا ورحا علويا
وقفه تأمل :
خرجت من بيت ذلك الرجل إنسانا أخر فكلماته عملت في نفسي عمله وكان حديثي طول شهري ذلك الذي سبق محنتي في البحر عن هذا الرجل عن ايه مرضه
كان شهري ذلك هو شهر إعادة حساباتي واسترجاع لشريط أحداث حياتي إما صديقي إلى ساقنى مدينا له لأنه عرفني عل هذا الرجل فقد اكتشف أنه مصاب بسرطان القالون وتم استئصال السرطان وجزاء من الأمعاء وبقى تحت العلاج الكيميائي فكان بمثابة ايه ثانيه لي ورأيت فيهما رسالتين كأني أنا المعنى بهما فبدأت أنظر إلى الحياة نظرة أخرى فمثلا بعد أن كنت أتكاسل عن رويه والدي أصبحت احرص عل أن أراهما يوميا ولو لبضع دقائق وجاء يوم الخميس الموافق الثامن عشر من شهر مايو لعام 2006 م وقد اعتدت مع صديقين لي أن نذهب للغوص والصيد مرتين في الشهر وفى هذه اليوم أنهيت عملي متأخر وخشيت أن أؤخر صديقي ولكنهما انتظراني
أما الصديق الأول (طلعت مدني) فقد اعتدت الذهاب معه منذ عام 1994 م أما صديقي الأخر فاسمه Manning فلبيني الجنسية وقد اسلم قبل عام وسمى نفسه بيوسف وخرجنا للبحر كعادتنا وسجلنا في مكتب حرس الحدود في أبحر وقت عودتنا كما توقعناها اناذاك الساعة السابعة من مساء نفس اليوم واتجهنا بالقارب إلى منطقه تسمى (( الوسطانى )) وهي حوالي 20 كم غرب جدة ووصلنا في الساعة الثانية عشر والنصف بعد منتصف النهار ونزلنا المرساة الأولى ولكنها لم تثبت بسبب الأمواج إلا بعد عدة محاولات ووضعنا مرساه أخرى اضافيه زيادة في الحرص حيث كان لي قبل عدة سنوات تجربه قاسيه انفصل فيها القارب عن المرساة ولكنني استطعت بفضل الله أن أصل إليه بعد 5 ساعات من السباحة المتواصلة .
تأكدنا من تثبيت المرساتين ونزل ثلاثتنا للغوص وكان هذا الخطاء إذ أننا لم نترك واحدا منا على ظهر القارب فقد غلبتنا رغبتنا في أن نكون سويا تحت البحر وألهتنا الثقة الزائدة بالنفس عن أخذ الحيطة نظرا لخبرتنا الطويلة بالغوص كان الموج قويا ذلك اليوم وكان الصيد وفيرا وبعد 40 دقيقه صعدنا إلى ظهر القارب للراحة وقلت لصاحبي ...طلعت : وقد أرهقتنا مشقه الغوص وجهد الترتيبات التي تسبقه مما يجعل لجهد مضاعفا – ظهر أننا نحتاج إلى رياضه أخرى فقد كبرنا في السن على هذه الرياضة المرهقة فأجاب طلعت : مطمئنا انه لازال أمامنا عشرة سنوات أخرى في هذه الرياضة اعرف من ناهز الستين من العمر ومازال يمارس الغوص
تأكدنا مرة أخرى من ثبات المرساتين ثم نزلنا للغطسه الثانية الساعة الثالثة والنصف ظهرا وكعادتنا طلبنا من احدنا أن يغوص قريبا من المرساة وبعد 30دقيقه وجدت أن المرساه مقطوعة فذهب طلعت من التأكد من المرساة فلم يجدها ولم استطيع الصعود لاننى احتاج إلى دقيقتين لتحقيق تعادل الضغط وعند صعودي رأيت في وجهه طلعت الذعر وهو يصرخ القارب الذي صار على بعد 300 مترا تقريبا وقاربنا طوله حوالي 22 مترا فتبادر إلى ذهني تجربتي التي حدثت قبل 5 سنوات وكيف اننى استطعت بعد 5 ساعات من السباحة المتواصلة للوصول إلى القارب وهنا كان خطأي الثاني وخدعتني مرة أخرى ثقتي الزائدة بالنفس ولو اننى استقبلت من امرئ مااستدبرت لاادركت في تلك اللحظة أن الأمر اليوم مختلف تماما فقد كان الجو آنذاك أفضل والأمواج اهدأ بل الذي ساهم في لحاقي بالقارب آنذاك أن المرساة المتدلية من القارب اصطدمت بالصخور فأبطأت حركته أما هذه المرة فليس ثمة صخور ولا شعب مرجانية بل بحر مفتوح وأمواج قويه وبدون تفكير وحرصا منى على أن اكسب كل دقيقه ألقيت بستره الغوص الطفويه واسطوانة الهواء والبندقية وانطلقت في اتجاه القارب بأسرع قوة وفى هذه الأثناء مر قارب صيد بيني وبين القارب فصرخت بأعلى صوتي ولكنهم لم يروني أو يسمعوني فأكملت السباحة وكان الوقت الرابعة عصرا ولكن سرعان ماادركت أن الموج مختلف هذه المرة وبعد سباحه ساعة من الزمن وجدت أن المسافة بيني وبين القارب ثابتة لاتتغير وبعد ساعتين في تمام الساعة السادسة أدركت أن المهمة لن تكون سهله فقد تغير مسار القارب عدة مرات وبدأت المسافة بين وبين القارب تزداد
لم افقد الثقة
ولم يكن هناك اى شعب مرجانية اوقطع صخريه فهذه منطقه تخلو من كل ذلك واقرب منطقة بها شعب مرجانه تسمى أبو طير ولكن الموج لن يساعدني في الذهاب إليها كما أن هدفي الأول هو اللحاق بالقارب وبالرغم من أن الشمس بدأت بالغروب والقارب مازال يبتعد إلا أن تجربتي الناجحة السابقة امتدت في حبل ثقتي الزائفة بنفسي فضاعفت قواي لألحق بالقارب ...وجن الليل وابتلع الظلام كل اثر للقارب وهنا توقفت انظر استرجع وألوم نفسي...
ثلاث أرواح تذهب بسبب خطاء فادح كهذا...كيف يكون ذالك ؟؟
مااسخف أن يفقد الإنسان حياته بهذه ألطريقه وأخذت انظر إلى جدة من على بعد وأنا في قلب البحر الأحمر أراها متلائله مضيئة وكانت معالمها الواضحة ونافورتها امامى تبعث في نفسي شيئا من الطمأنينة وهناك في قلب البحر حيث لايسمعنى إلا الله ولايرانى إلا الله بدأت أناجى خالقي وادعوا أن يخرجني من كربي هذا لااله إلا أنت سبحانك انى كنت من الظالمين ادعوه دعاء يونس عسى الله أن يخرجني كما اخرج نبيه مما هو أعظم - لامن قلب لبحر فحسب بل من قلب الحوت تذكرت آنذاك انه قد فاتتنى صلاة العصر فتوضاءت من ماء البحر وصليت وقرأت المعوذات ولأول مرة في حياتي أجد للوضوء معنى غير المعنى الذي كنت أجده وأنا على اليابسة أمنا مطمئنا توضاءت من ماء البحر ولم يكن وضوء مثل الذي عهدت بل كان بمثابة وقاء ودرع يحوط بى ويحميني من كل مااخشى واحاذر أما الأجزاء التي لم يغطيها الوضوء فأخذت أقرء المعوذات وانفخ في يدي وامسح بها جسدي واحرص أن لااترك جزاء منه بغير درع ووقاية وأكثرت من دعائي باسم الله الذي لايضر مع اسمه شي في الأرض ولافى السماء وهو السمع العليم أعوذ بكلمات اله التامات من شر ماخلق أعوذ بكلمات الله التامات من شر مااجد وأحاذر
ولاتسالونى كيف لم يباغتني الذعر والخوف آنذاك فانا نفسي في عجب من ذلك إلا أنها رحمه من الله ولطفه وسكينته التي تنزل على عباده لم يكن هناك خوف بل اعتقاد كامل لاشك فيه أن الله الكريم القوى لعزيز سيخرجني من هذه المحنه وان هذا لمنظر المؤنس الذي أراه لمدينه جده من على بعد سيقربه الله لي ويأخذ بيدي لااصل إليه . كان لابد لي أن استمر في السباحة فالموج عالي والوقوف يعنى الغرق وليس لدى سترة سباحه تساعدني على الطفو فوق الماء ولأول مرة في حياتي أرى النجوم بهذا الوضوح وارى القمر بازغا مؤنسا في تلك الليلة ولااول مرة في حياتي اشعر اننى لااعدوا أن أكون نقطه في بحر لااختلف كثيرا عن اى نقطه أخرى ليس لها وزن وبدأت استعيد يومي واتسال عن اصدقائى الاثنين هل تحركوا في اتجاهي بدأت اصرخ لعلهم قريبون منى ولكن لا أحد يجيبني أرى أنوار بعض الصيادين من على بعد ثم تختفي رأيت من على بعد نافورة جدة وبرجا ومبنى كبير فقررت السباحة في اتجاه المبنى ولكن بعد ساعات من الجهد وجدت اننى لم أحقق اى تقدم فالمسافة بيني وبين المبنى أراها ثابتة لاتتغير فالمد القوى يعيدني إلى حيث بدأت واتجاه الريح ياخذنى نحو الميناء والذي فيه خطر على حياتي نظرا لوجود السفن العملاقة التي حتما ستسحقني أن دخلت تلك المنطقة
دعاء المضطر
وبدأت لمناجاة لله بأعلى صوتي والتركيز في الدعاء دعا المضطر وبدأت أراجع نفسي واسترجع سنوات عمري واسأل أغاضب أنت على يا ربى لاتاخذنى بعملي وعاملنى بفضلك ولطفك وكرمك أن لم يكن بك على غضب فلا أبالى العيش أو الموت اصرخ بأعلى صوتي وكانى املك المكان هو سبحانه وأنا والبحر وأصبحت في سباق مع الزمن كل دقيقه لها وزنها وقدرها فلا أدرى أتكون الدقيقة الاخيره وهل تكون هذه الدقيقة هي مابقى لي على الدنيا استغفر بها ربى واشترى بها رضاه والحياة الخالدة
يداي تجدف بكل قواها خشيه الغرق وعقلي يسترجع بكل قواه شريط العمر وما قدمت يداي وقلبي يدعوا بكل قوة ليغسل كل ماجناه لعلى ألقى الله بقلب سليم وبالرغم من أن الله لم يخذلني من قبل وبالرغم من ثقتي برحمته ولطفه وكرمه إلا انه بداء يدخل في نفسي إحساس بان الموت قد يكون هوماكتب الله لي في هذه ألليله وبدأت افقد قواي أصبح احتمال الموت ولقاء الله هو أحلى الاحتمالات بدأت استسلم ورأيت المبنى الكبير يصغر ويصغر وابتلعني الظلام الحالك فقررت أن احتفظ بطاقتي وأحاول الطفو فوق سطح الماء مااستطعت رأيت بعض الصيادين فحاولت الوصول إليهم دون جدوى ورأيت كشافات أملت أن يكون حرس الحدود في طريقهم إلى ولكنهم غيروا اتجاههم فجاءه فاصابنى الإحباط لاادرى كيف مرت تلك ألليله بتلك السرعة بداء الليل ينقشع فوجدت نفسي قد ابتعدت كثيرا عن الشاطئ وبدأت أشعة النور تجلى ظلمه الليل فصليت الفجر
وفى هذا الوقت رأيت من على بعد مدخنه التحليه والتي كانت هي هدفي للوصول إليها ذلك الصباح وفجاءه رأيت صياد على مراى منى فأخذت أسبح إليه بكل قوتي وكلما اقتربت تبين لي انه يرفع المرساة فصرخت بكل صوتي فتوقف كالذي سمع صوتا ولكن الموج حال بين عينيه أن تراني واتخذ طريق في الاتجاه الأخر ولكن وجوده في هذه المنطقة أشعرني بالأمل من أن هذه منطقه يقصدها الصيادون ولابد لي أن أجد احد أخر وبالفعل رأيت صياد أخر وكررت نفس المحاولة السابقة ولكن مرة أخرى حال الموج بيني وبينه وقررت أن استغل يومي بان أسبح في اتجاه محطة التحليه حيث كان اتجاه الريح وسبحت لمدة 9 ساعات متتالية حتى توسطت الشمس قبة السماء وأشعه الشمس تحرق راسي كأنها نار منصبه على وبدله الغوص تقطع لحمى ...وأنا بين الدعاء والرحمة واللطف وملامة النفس عن الخطاء الفادح الذي أقحمت فيه نفسي إلى هذا الموقف العصيب المهلك وألوم عل ألقائي لستره التي بها استطيع أن اطفوا
للقصه بقيه
وقفه تأمل :
خرجت من بيت ذلك الرجل إنسانا أخر فكلماته عملت في نفسي عمله وكان حديثي طول شهري ذلك الذي سبق محنتي في البحر عن هذا الرجل عن ايه مرضه
كان شهري ذلك هو شهر إعادة حساباتي واسترجاع لشريط أحداث حياتي إما صديقي إلى ساقنى مدينا له لأنه عرفني عل هذا الرجل فقد اكتشف أنه مصاب بسرطان القالون وتم استئصال السرطان وجزاء من الأمعاء وبقى تحت العلاج الكيميائي فكان بمثابة ايه ثانيه لي ورأيت فيهما رسالتين كأني أنا المعنى بهما فبدأت أنظر إلى الحياة نظرة أخرى فمثلا بعد أن كنت أتكاسل عن رويه والدي أصبحت احرص عل أن أراهما يوميا ولو لبضع دقائق وجاء يوم الخميس الموافق الثامن عشر من شهر مايو لعام 2006 م وقد اعتدت مع صديقين لي أن نذهب للغوص والصيد مرتين في الشهر وفى هذه اليوم أنهيت عملي متأخر وخشيت أن أؤخر صديقي ولكنهما انتظراني
أما الصديق الأول (طلعت مدني) فقد اعتدت الذهاب معه منذ عام 1994 م أما صديقي الأخر فاسمه Manning فلبيني الجنسية وقد اسلم قبل عام وسمى نفسه بيوسف وخرجنا للبحر كعادتنا وسجلنا في مكتب حرس الحدود في أبحر وقت عودتنا كما توقعناها اناذاك الساعة السابعة من مساء نفس اليوم واتجهنا بالقارب إلى منطقه تسمى (( الوسطانى )) وهي حوالي 20 كم غرب جدة ووصلنا في الساعة الثانية عشر والنصف بعد منتصف النهار ونزلنا المرساة الأولى ولكنها لم تثبت بسبب الأمواج إلا بعد عدة محاولات ووضعنا مرساه أخرى اضافيه زيادة في الحرص حيث كان لي قبل عدة سنوات تجربه قاسيه انفصل فيها القارب عن المرساة ولكنني استطعت بفضل الله أن أصل إليه بعد 5 ساعات من السباحة المتواصلة .
تأكدنا من تثبيت المرساتين ونزل ثلاثتنا للغوص وكان هذا الخطاء إذ أننا لم نترك واحدا منا على ظهر القارب فقد غلبتنا رغبتنا في أن نكون سويا تحت البحر وألهتنا الثقة الزائدة بالنفس عن أخذ الحيطة نظرا لخبرتنا الطويلة بالغوص كان الموج قويا ذلك اليوم وكان الصيد وفيرا وبعد 40 دقيقه صعدنا إلى ظهر القارب للراحة وقلت لصاحبي ...طلعت : وقد أرهقتنا مشقه الغوص وجهد الترتيبات التي تسبقه مما يجعل لجهد مضاعفا – ظهر أننا نحتاج إلى رياضه أخرى فقد كبرنا في السن على هذه الرياضة المرهقة فأجاب طلعت : مطمئنا انه لازال أمامنا عشرة سنوات أخرى في هذه الرياضة اعرف من ناهز الستين من العمر ومازال يمارس الغوص
تأكدنا مرة أخرى من ثبات المرساتين ثم نزلنا للغطسه الثانية الساعة الثالثة والنصف ظهرا وكعادتنا طلبنا من احدنا أن يغوص قريبا من المرساة وبعد 30دقيقه وجدت أن المرساه مقطوعة فذهب طلعت من التأكد من المرساة فلم يجدها ولم استطيع الصعود لاننى احتاج إلى دقيقتين لتحقيق تعادل الضغط وعند صعودي رأيت في وجهه طلعت الذعر وهو يصرخ القارب الذي صار على بعد 300 مترا تقريبا وقاربنا طوله حوالي 22 مترا فتبادر إلى ذهني تجربتي التي حدثت قبل 5 سنوات وكيف اننى استطعت بعد 5 ساعات من السباحة المتواصلة للوصول إلى القارب وهنا كان خطأي الثاني وخدعتني مرة أخرى ثقتي الزائدة بالنفس ولو اننى استقبلت من امرئ مااستدبرت لاادركت في تلك اللحظة أن الأمر اليوم مختلف تماما فقد كان الجو آنذاك أفضل والأمواج اهدأ بل الذي ساهم في لحاقي بالقارب آنذاك أن المرساة المتدلية من القارب اصطدمت بالصخور فأبطأت حركته أما هذه المرة فليس ثمة صخور ولا شعب مرجانية بل بحر مفتوح وأمواج قويه وبدون تفكير وحرصا منى على أن اكسب كل دقيقه ألقيت بستره الغوص الطفويه واسطوانة الهواء والبندقية وانطلقت في اتجاه القارب بأسرع قوة وفى هذه الأثناء مر قارب صيد بيني وبين القارب فصرخت بأعلى صوتي ولكنهم لم يروني أو يسمعوني فأكملت السباحة وكان الوقت الرابعة عصرا ولكن سرعان ماادركت أن الموج مختلف هذه المرة وبعد سباحه ساعة من الزمن وجدت أن المسافة بيني وبين القارب ثابتة لاتتغير وبعد ساعتين في تمام الساعة السادسة أدركت أن المهمة لن تكون سهله فقد تغير مسار القارب عدة مرات وبدأت المسافة بين وبين القارب تزداد
لم افقد الثقة
ولم يكن هناك اى شعب مرجانية اوقطع صخريه فهذه منطقه تخلو من كل ذلك واقرب منطقة بها شعب مرجانه تسمى أبو طير ولكن الموج لن يساعدني في الذهاب إليها كما أن هدفي الأول هو اللحاق بالقارب وبالرغم من أن الشمس بدأت بالغروب والقارب مازال يبتعد إلا أن تجربتي الناجحة السابقة امتدت في حبل ثقتي الزائفة بنفسي فضاعفت قواي لألحق بالقارب ...وجن الليل وابتلع الظلام كل اثر للقارب وهنا توقفت انظر استرجع وألوم نفسي...
ثلاث أرواح تذهب بسبب خطاء فادح كهذا...كيف يكون ذالك ؟؟
مااسخف أن يفقد الإنسان حياته بهذه ألطريقه وأخذت انظر إلى جدة من على بعد وأنا في قلب البحر الأحمر أراها متلائله مضيئة وكانت معالمها الواضحة ونافورتها امامى تبعث في نفسي شيئا من الطمأنينة وهناك في قلب البحر حيث لايسمعنى إلا الله ولايرانى إلا الله بدأت أناجى خالقي وادعوا أن يخرجني من كربي هذا لااله إلا أنت سبحانك انى كنت من الظالمين ادعوه دعاء يونس عسى الله أن يخرجني كما اخرج نبيه مما هو أعظم - لامن قلب لبحر فحسب بل من قلب الحوت تذكرت آنذاك انه قد فاتتنى صلاة العصر فتوضاءت من ماء البحر وصليت وقرأت المعوذات ولأول مرة في حياتي أجد للوضوء معنى غير المعنى الذي كنت أجده وأنا على اليابسة أمنا مطمئنا توضاءت من ماء البحر ولم يكن وضوء مثل الذي عهدت بل كان بمثابة وقاء ودرع يحوط بى ويحميني من كل مااخشى واحاذر أما الأجزاء التي لم يغطيها الوضوء فأخذت أقرء المعوذات وانفخ في يدي وامسح بها جسدي واحرص أن لااترك جزاء منه بغير درع ووقاية وأكثرت من دعائي باسم الله الذي لايضر مع اسمه شي في الأرض ولافى السماء وهو السمع العليم أعوذ بكلمات اله التامات من شر ماخلق أعوذ بكلمات الله التامات من شر مااجد وأحاذر
ولاتسالونى كيف لم يباغتني الذعر والخوف آنذاك فانا نفسي في عجب من ذلك إلا أنها رحمه من الله ولطفه وسكينته التي تنزل على عباده لم يكن هناك خوف بل اعتقاد كامل لاشك فيه أن الله الكريم القوى لعزيز سيخرجني من هذه المحنه وان هذا لمنظر المؤنس الذي أراه لمدينه جده من على بعد سيقربه الله لي ويأخذ بيدي لااصل إليه . كان لابد لي أن استمر في السباحة فالموج عالي والوقوف يعنى الغرق وليس لدى سترة سباحه تساعدني على الطفو فوق الماء ولأول مرة في حياتي أرى النجوم بهذا الوضوح وارى القمر بازغا مؤنسا في تلك الليلة ولااول مرة في حياتي اشعر اننى لااعدوا أن أكون نقطه في بحر لااختلف كثيرا عن اى نقطه أخرى ليس لها وزن وبدأت استعيد يومي واتسال عن اصدقائى الاثنين هل تحركوا في اتجاهي بدأت اصرخ لعلهم قريبون منى ولكن لا أحد يجيبني أرى أنوار بعض الصيادين من على بعد ثم تختفي رأيت من على بعد نافورة جدة وبرجا ومبنى كبير فقررت السباحة في اتجاه المبنى ولكن بعد ساعات من الجهد وجدت اننى لم أحقق اى تقدم فالمسافة بيني وبين المبنى أراها ثابتة لاتتغير فالمد القوى يعيدني إلى حيث بدأت واتجاه الريح ياخذنى نحو الميناء والذي فيه خطر على حياتي نظرا لوجود السفن العملاقة التي حتما ستسحقني أن دخلت تلك المنطقة
دعاء المضطر
وبدأت لمناجاة لله بأعلى صوتي والتركيز في الدعاء دعا المضطر وبدأت أراجع نفسي واسترجع سنوات عمري واسأل أغاضب أنت على يا ربى لاتاخذنى بعملي وعاملنى بفضلك ولطفك وكرمك أن لم يكن بك على غضب فلا أبالى العيش أو الموت اصرخ بأعلى صوتي وكانى املك المكان هو سبحانه وأنا والبحر وأصبحت في سباق مع الزمن كل دقيقه لها وزنها وقدرها فلا أدرى أتكون الدقيقة الاخيره وهل تكون هذه الدقيقة هي مابقى لي على الدنيا استغفر بها ربى واشترى بها رضاه والحياة الخالدة
يداي تجدف بكل قواها خشيه الغرق وعقلي يسترجع بكل قواه شريط العمر وما قدمت يداي وقلبي يدعوا بكل قوة ليغسل كل ماجناه لعلى ألقى الله بقلب سليم وبالرغم من أن الله لم يخذلني من قبل وبالرغم من ثقتي برحمته ولطفه وكرمه إلا انه بداء يدخل في نفسي إحساس بان الموت قد يكون هوماكتب الله لي في هذه ألليله وبدأت افقد قواي أصبح احتمال الموت ولقاء الله هو أحلى الاحتمالات بدأت استسلم ورأيت المبنى الكبير يصغر ويصغر وابتلعني الظلام الحالك فقررت أن احتفظ بطاقتي وأحاول الطفو فوق سطح الماء مااستطعت رأيت بعض الصيادين فحاولت الوصول إليهم دون جدوى ورأيت كشافات أملت أن يكون حرس الحدود في طريقهم إلى ولكنهم غيروا اتجاههم فجاءه فاصابنى الإحباط لاادرى كيف مرت تلك ألليله بتلك السرعة بداء الليل ينقشع فوجدت نفسي قد ابتعدت كثيرا عن الشاطئ وبدأت أشعة النور تجلى ظلمه الليل فصليت الفجر
وفى هذا الوقت رأيت من على بعد مدخنه التحليه والتي كانت هي هدفي للوصول إليها ذلك الصباح وفجاءه رأيت صياد على مراى منى فأخذت أسبح إليه بكل قوتي وكلما اقتربت تبين لي انه يرفع المرساة فصرخت بكل صوتي فتوقف كالذي سمع صوتا ولكن الموج حال بين عينيه أن تراني واتخذ طريق في الاتجاه الأخر ولكن وجوده في هذه المنطقة أشعرني بالأمل من أن هذه منطقه يقصدها الصيادون ولابد لي أن أجد احد أخر وبالفعل رأيت صياد أخر وكررت نفس المحاولة السابقة ولكن مرة أخرى حال الموج بيني وبينه وقررت أن استغل يومي بان أسبح في اتجاه محطة التحليه حيث كان اتجاه الريح وسبحت لمدة 9 ساعات متتالية حتى توسطت الشمس قبة السماء وأشعه الشمس تحرق راسي كأنها نار منصبه على وبدله الغوص تقطع لحمى ...وأنا بين الدعاء والرحمة واللطف وملامة النفس عن الخطاء الفادح الذي أقحمت فيه نفسي إلى هذا الموقف العصيب المهلك وألوم عل ألقائي لستره التي بها استطيع أن اطفوا
للقصه بقيه