المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا خص الله الصوم بهذا التخصيص



امـ حمد
30-06-2013, 11:18 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لماذا خص الله سبحانه وتعالى الصوم بهذا التخصيص‏
روى البخاري،ومسلم،عن أَبي هريرة رضي اللَه عنه قال،قال
رسول اللَه صلى اللَه عليه وسلم(قال اللَّه،كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به)ولما كانت الأعمال كلها لله وهو
الذي يجزي بها،اختلف العلماء في قوله( الصيام لي وأنا أجزي به )وقد ذكر الحافظ ابن حجر رحمه الله من كلام أهل العلم،أن
الصوم لا يقع فيه الرياء كما يقع في غيره،قال القرطبي،لما كانت الأعمال يدخلها الرياء،والصوم لا يطلع عليه بمجرد فعله إلا الله
فأضافه الله إلى نفسه ولهذا قال في الحديث (يدع شهوته من أجلي)وقال ابن الجوزي،جميع العبادات تظهر بفعلها وقلّ أن يسلم
ما يظهر من شوبٍ ( يعني قد يخالطه شيء من الرياء )بخلاف الصوم،والمراد بقوله( وأنا أجزى به )أني أنفرد بعلم مقدار ثوابه
وتضعيف حسناته،قال القرطبي،معناه أن الأعمال قد كشفت مقادير ثوابها للناس وأنها تضاعف من عشرة إلى سبعمائة إلى ما شاء
الله إلا الصيام فإن الله يثيب عليه بغير تقدير،ويشهد لهذا رواية مسلم،عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال،قال رسول اللَه صلى اللَه
عليه وسلم(كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف،قال اللَّه عز وجل،إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي
به)أي أجازي عليه جزاء كثيراً من غير تعيين لمقداره ، وهذا كقوله تعالى( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب )ومعنى
قوله( الصوم لي )أي أنه أحب العبادات إلي والمقدم عندي،قال ابن عبد البر،كفى بقوله( الصوم لي ) فضلاً للصيام على سائر
العبادات،وروى النسائي،عن أبي أمامة قال،قال رسول اللَه صلى اللَه عليه وسلم(عليك بالصومِ،فإنه لا مثل له)صححه الألباني في صحيح النسائي،
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله،وهذا الحديث الجليل يدل على فضيلة الصوم من وجوه عديدة،
الوجه الأول،
أن الله اختص لنفسه الصوم من بين سائرِ الأعمال، وذلك لشرفه عنده،ومحبته له،وظهور الإِخلاصِ له سبحانه فيه ،
لأنه سر بين العبد وربه لا يطلع عليه إلاّ الله،فإن الصائم يكون في الموضع الخالي من الناس متمكّناً من تناولِ ما حرم الله عليه
بالصيام،فلا يتناولُه،لأنه يعلم أن له ربّاً يطلع عليه في خلوته،وقد حرم عليه ذلك،فيتركه لله خوفاً من عقابه،ورغبة في ثوابه ،فمن
أجل ذلك شكر اللهُ له هذا الإِخلاص،واختص صيامه لنفسه من بين سائر أعماله ولهذا قال(يدع شهوته وطعامه من أجلي)وتظهر
فائدة هذا الاختصاص يوم القيامة كما قال سفيان بن عيينة رحمه الله،إذا كان يوم القيامة يحاسب الله عبده ويؤدي ما عليه من
المظالم من سائر عمله حتى إذا لم يبق إلاَّ الصوم يتحمل الله عنه ما بقي من المظالم ويدخله الجنه بالصوم،
الوجه الثاني،
أن الله قال في الصوم(وأنا أجزي به) فأضاف الجزاءَ إلى نفسه الكريمة،لأن الأعمال الصالحة يضاعف أجرها بالعدد،
الحسنة بعشْر أمثالها إلى سبعمائة ضعفٍ إلى أضعاف كثيرة،أما الصَّوم فإن اللهَ أضاف الجزاء عليه إلى نفسه من غير اعتبار عدد
،وهو سبحانه أكرم الأكرمين وأجود الأجودين،والعطية بقدر معطيها،فيكون أجر الصائم عظيماً كثيراً بلا حساب،والصيام صبر
على طاعةِ الله،وعن محارم الله،وصبر على أقدارِ الله المؤلمة مِنَ الجُوع،والعطش،وضعفِ البدن والنفس فقد اجتمعت فيه أنْواعُ
الصبر الثلاثة،وتحققَ أن يكون الصائم من الصابِرِين,وقد
قال الله تعالى(إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّـابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) الزمر،
هذا حديث عظيم وثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم،يرويه عن
ربه عز وجل أنه قال(كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به)رواه الإمام البخاري في صحيحه‏)فهذا الحديث فيه
فضيلة الصيام ومزيته من بين سائر الأعمال، وأن الله اختصه لنفسه من بين أعمال العبد،وقد أجاب أهل العلم عن قوله(‏الصوم
لي وأنا أجزي به‏)بعدة أجوبة منهم من قال،أن معنى قوله تعالى
(الصوم لي وأنا أجزي به)إن أعمال ابن آدم قد يجري فيها
القصاص بينه وبين المظلومين، فالمظلومين يقتصون منه يوم القيامة بأخذ شيء من أعماله وحسناته،كما في الحديث،أن الرجل
يأتي يوم القيامة بأعمال صالحة أمثال الجبال،ويأتي وقد شتم هذا وضرب هذا أو أكل مال هذا،فيؤخذ لهذا من حسناته ولهذا من
حسناته،حتى إذا فنيت حسناته ولم يبق شيء فإنه يؤخذ من سيئات المظلومين وتطرح عليه،ويطرح في النار إلا الصيام فإنه لا
يؤخذ للغرماء يوم القيامة،وإنما يدخره الله عز وجل للعامل يجزيه به ويدل على هذا قوله(كل عمل ابن آدم له كفارة إلا الصوم فإنه
لي وأنا أجزي به)أي،أن أعمال بني آدم يجري فيها القصاص ويأخذها الغرماء يوم القيامة إذا كان ظلمهم،إلا الصيام فإن الله
يحفظه ولا يتسلط عليه الغرماء ويكون لصاحبه عند الله عز وجل،
وقيل أن معنى قوله تعالى(الصوم لي وأنا أجزي به)أن الصوم عمل باطني لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى،فهو نية قلبية بخلاف
سائر الأعمال،فإنها تظهر ويراها الناس،أما الصيام فإنه عمل سري بين العبد وبين ربه عز وجل ولهذا يقول(الصوم لي وأنا
أجزي به)إنه ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي،وكونه ترك شهوته وطعامه من أجل الله هذا عمل باطني ونية خفية لا يعلمها
إلا الله سبحانه وتعالى بخلاف الصدقة مثلاً والصلاة والحج والأعمال الظاهرة هذه يراها الناس، أما الصيام فلا يراه أحد لأنه
ليس معنى الصيام ترك الطعام والشراب فقط،أو ترك المفطرات لكن مع ذلك لابد أن يكون خالصاً لله عز وجل،وهذا لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى،
ومن العلماء من يقول أن معنى قوله تعالى(الصوم لي وأنا أجزي به)أن الصوم لا يدخله شرك بخلاف سائر الأعمال،فإن المشركين
يقدمونها لمعبوداتهم كالذبح والنذر وغير ذلك من أنواع العبادة ،وكذلك الدعاء والخوف والرجاء،فإن كثيراً من المشركين يتقربون
إلى الأصنام ومعبوداتهم بهذه الأشياء،بخلاف الصوم،فالصوم إنما هو خاص لله عز وجل،فعلى هذا يكون معنى قوله(الصوم لي وأنا
أجزي به)أنه لا يدخله شرك لأنه لم يكن المشركون يتقربون به إلى أوثانهم وإنما يتقرب بالصوم إلى الله عزوجل.

عضوو
01-07-2013, 03:55 AM
جزاك الله خير يأم محمد موضوع مفيد جدا حمسني على صيام الأثنين والخميس اللي مهملينها

امـ حمد
01-07-2013, 04:49 AM
جزاك الله خير يأم محمد موضوع مفيد جدا حمسني على صيام الأثنين والخميس اللي مهملينها

بارك الله في حسناتك اخوي عضوو
وجزاك ربي جنة الفردوس

كازانوفا
01-07-2013, 08:53 AM
جزيتي خيرا يارب حبيبتي في الله
جعله المولى في ميزان حسناتك يارب

امـ حمد
02-07-2013, 01:40 AM
جزيتي خيرا يارب حبيبتي في الله
جعله المولى في ميزان حسناتك يارب

تسلمين حبيبتي كازانوفا
ويزاااج ربي جنة الفردوس

قطريه ماتهاب
02-07-2013, 08:30 AM
جزاج الله خير

امـ حمد
02-07-2013, 04:01 PM
جزاج الله خير

تسلمين حبيبتي
ويزاااج ربي جنة الفردوس يالغلا