المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رمضاننا مسروق



امـ حمد
02-07-2013, 05:41 PM
بسم الله الرحمن الرحيم



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رمضاننا مسروق
قد أتاكم شهر عظيم مبارك ألا وهو شهر رمضان فمبارك علينا وعليكم قدوم هذا الشهر العظيم،شهر الصيام،والقيام،شهر العتق
والغفران، شهر الصدقات والإحسان،شهر تفتح فيه أبواب الجنات، وتضاعف فيه الحسنات،وتقال فيه العثرات،وتُجاب فيه الدعوات
وترفع الدرجات وتُغفر فيه السيئات،شهر يجود الله فيه سبحانه على عباده بأنواع الكرامات ويجزل فيه لأوليائه العطيات،جعل الله
سبحانه وتعالى صيامه أحد أركان الإسلام،كان المسلمون يفرحون بقدوم رمضان ويستقبلونه بكل حفاوة وبهجة وسرور،شهر تصفد
فيه مردة الشياطين،ويقبل فيه الناس على العبادات بكل أنواعها، فذاك يقرأ القرآن، وذاك يقوم الليل، وذاك ينفق ماله في وجوه
الخير، وذاك يبذل للناس النصيحة والتوجيه، والسعيد من جمعها كلها فيه فنال الخير العظيم والجزاء الوفير من رب العالمين،
وقد ورد عن السلف أنهم كانوا يسألون الله ستة أشهر قبل رمضان أن يبلغهم رمضان ليدركوا ما فيه من الخير والفضل،فصيام
رمضان فريضة محكمة ، وهو عبادة عظيمة لها أثرها في تربية العقول والأرواح وتهذيب النفس وحملها على الأخلاق الكريمة،وقد

فرض الله على عباده صيام شهر رمضان في القرآن الكريم في قوله تعالى(شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس
وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه)وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم
انه قال(بُني الإسلام على خمس،شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله،وإقام الصلاة،وإيتاء الزكاة،وحج البيت،وصوم رمضان (حديث صحيح رواه مسلم)
وهذا بعض ما ورد في فضل رمضان
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال(من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه
حديث صحيح متفق عليه(رواه البخاري ومسلم والنسائي وابو داود)وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال(إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغُلَّقت أبواب النار وصُفِّدت الشياطين)حديث صحيح رواه مسلم،وعن أبي هريرة
رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال(كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر
أمثالها إلى سبع مائة ضعف إلى ما
شاء الله يقول الله إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به يدع شهوته وطعامه من أجلي للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند
لقاء ربه ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك)حديث صحيح رواه ابن ماجه،وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف

عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال(من صامه وقامه إيمانا واحتسابا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه)حديث صحيح رواه ابن ماجه،

كان الناس ومازالوا يستقبلون الشهر بشوق إليه ولهفة،ينتظرونه على أحر من الجمر بغية ما عند الله من الأجر الكبير والثواب

الجزيل، يستقبلونه وقلوبهم خاشعة مطمئنة وهم في لهفه لميدان التجارة مع الله، عمروا نهارهم بقراءة القرآن والصيام لينالوا(من

صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه )
وعمروا ليلهم بالقيام لينالوا( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر

له ما تقدم من ذنبه )ومع هذا فإن ثلة من الناس لا تأبى مثل هذا، فلا يرتاح لهم بال، ولا يروق لهم حال حتى يكدروا على المؤمنين

صفو الجو الإيماني في هذا الشهر، فتجدهم قد أعدوا العدة وشمروا الساعد وبذلوا كل شيء لإرضاء إبليس وإغضاب رب

العالمين،إن ما يفعله البعض من تفاهات ساقطات وحرب على الله ورسوله والمؤمنين في هذا الشهر لهو شيء عجب،فقد أعدوا كل

شيء إلا الفضيلة، وجهزوا كل شيء إلا المعروف،ووضعوا كل المقاييس في عملهم إلا العدل، فهم أبعد الناس عن الفضيلة

والمعروف والعدل،إن بعض المسلمين اليوم يعاني من سرقة لا ككل السرقات،ونهبة لا ككل النهبات،سرقة قلبية روحية،فهو يصوم

لكن بدون خشوع، ويقرأ القرآن لكن بدون تأمل،فالقلب معلق مع أولئك القوم في تلك الفضائيات،ينتظر الليل ليجن عليه بظلامه

ليخلو بهم،ويمتع ناظريه في النظر إليهم،حتى طلوع الفجر،وهكذا أصبح الحال،نوم في النهار وسهر في الليل على ما يغضب رب

العالمين(لو اطلعت عليهم لوليت منهم فراراً ولملئت منهم رعباً) نضّر لهم شرذمة من المفسدين، وأدارها حفنة من

المستهترين،وعمل فيها المستهزئين، لا يراعون في مسلم حرمة،ولا في مؤمن كرامة، همهم إشباع شهواتهم،وإضحاك الناس

ولو على حساب دينهم ودنياهم،إننا أصبحنا اليوم في ظل إعلام ساقط في الجملة لا نعرف قيمة رمضان بسببهم، ولا ندرك حرمة

الشهر بسبب أفعالهم المشينة، فأنسونا طعم رمضان، وألهونا عن عبادة الواحد المنان، وسرقوا منا رمضان ولذته، والصيام
ومتعته، والقيام وأثره، فهلاّ جادوا علينا بتركنا وحالنا،

جنوحاً عنهم إلى الخير،وتركاً لهم،واعتلاء بالنفس إلى العلية، كي نعيش رمضان بكل خشوع، وندرك الشهر،وننعم بجو إيماني خالٍ من السرقات، ونكتب فيه من المقبولين،وفقنا الله وإياكم للطاعة،
اتاكم شهر رمضان فعظموه بالنية الصالحة والاجتهاد في حفظ صيامه وقيامه والمسابقة فيه إلى الخيرات، والمبادرة فيه إلى

التوبة النصوح، من جميع الذنوب والسيئات واجتهدوا في التعاون على البر والتقوى والتواصي بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى كل خير،لتفوزوا بالكرامة والأجر العظيم.

نسأل الله أن يبلغنا وإياكم رمضان وأن يجعله شهر نصر لسنة حبيبنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام.

البانوش
23-08-2013, 08:42 PM
بارك الله فيكم
وجزاكم الله خيرا ًبما قدمتم

تقبل الله منا ومنكم
الدعاء وصالح الأعمال

امـ حمد
24-08-2013, 02:35 AM
بارك الله فيكم
وجزاكم الله خيرا ًبما قدمتم

تقبل الله منا ومنكم
الدعاء وصالح الأعمال

بارك الله في حسناتك
وجزاك ربي جنة الفردوس