امـ حمد
04-07-2013, 11:00 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من يصفد شياطين الإنس في رمضان
فتح الله سبحانه وتعالى، لعباده أبواب رحمته وجنته ليتوبوا إليه،ويسارعوا إلى نيل مرضاته ومغفرته،كما قال تعالى(يريد اللّه
ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم واللّه عليم حكيم،واللّه يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن
تميلوا ميلاً عظيماً،يريد اللّه أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفاً)النساء،والآية الكريمة أعم من أن يراد بمضمونها شعيرة إسلامية
دون أخرى،بل كل الشعائر طهرة للعبد من الخطايا وسبيل توبته إلى الله تعالى،فالله تعالى إنما يمهد لنا طريق مرضاته،ويعيننا على
السير فيه،وما ألقى خلال أيام رمضان ولياليه من منحه الوافرة وهباته الزاخرة،عن سليمان بن بلال قال حدثني أبو حازم عن
سهل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال(إن في الجنة بابا يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل
منه أحد غيرهم يقال أين الصائمون فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد)صحيح
البخاري،الترغيب والترهيب،وقال الإمام ابن القيم رحمه الله،فهو شاهد،يعني الصوم،إنما شرعه إحساناً إلى عباده ورحمة ولطفاً
بهم،لا بخلا عليهم برزقه،ولا مجرد تكليف وتعذيب،بل هو غاية الحكمة والرحمة والمصلحة،ولما كان مراد إبليس وأعوانه من
الجن مخالفاً لمراد الله تعالى، بعباده أتم فضله على الصائمين خاصة بتصفيد الشياطين،ومنعهم من صد عباده عما أعد لهم من
خير الصيام طيلة الشهر المبارك،كما قال النبي صلى الله عليه وسلم،في الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه(عن أبي
هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان أول ليلة من رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن وغلقت أبواب النار فلم يفتح
منها باب وفتحت أبواب الجنان فلم يغلق منها باب ونادى مناد يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار،وذلك
كل ليلة )حديث صحيح،رواه الترمذي،على شرط الشيخين،
فأعان الله تعالى كل صائم على دفع ما يكدر صفو تقواه،ويفسد عليه لذة نجواه،وترك مساخطه وإيثار مرضاته،كي لا يمضي
رمضان إلا وقد طهر قلبه مما يحجبه عن نور هدايته ،
وهذا لا يعني إسقاط التكليف عن العبد ، ولا الترخيص له في
والتهاون والتواكل،كما قال الإمام القرطبي رحمه الله(إذ لا يلزم من تصفيد الشياطين،أن لا يقع شر ولا معصية،لأن لذلك أسباباً غير
الشياطين،كالنفوس الخبيثة،والعادات القبيحة،والشياطين الإنسية)
إن إعانة الله الصائم على طاعته بتصفيد الشياطين يعني في تصور
كل عاقل أنه فرصة العمر،وذريعة اللبيب أن يحرز حنكة الاستقامة طيلة العام كله بدربة شهر واحد،فيستأنف سيره إلى ربه،بعد
انقضاء رمضان،وقد أبصر نور الطريق،وخبر مسالكها المنجية، وسبلها المردية،وعالج قاطع طريقه الشيطان،وعرف حيله وأنواع
مكائده،وشراسته وعلامات مصائده،فهو أشبه بنصر مؤزر يحرزه العبد طيلة شهر رمضان،فعليه الحفاظ على غنيمته الثمينة،والحذر
من الاسترخاء والغفلة عن سلاح المجاهدة والمصابرة،فإن إبليس لا تعييه الهزائم،وهو لا محالة راجع،فأقسم بعزة الله على تنفيذه
بعد أن أخرج من الجنة مذؤوماً مدحوراً(قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ)الأعراف،وممن يجب حذرهم ممن خالفوا
مراد الله تعالى(الذين يتبعون الشهوات)كما في الآية الكريمة ، فهؤلاء يريدون أن يميل العباد عن طاعة ربهم،وعما وراء اتباع
شرعه الحنيف من الخير لهم ،قال النبي صلى الله عليه وسلم(يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر
وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ) والحديث مخرج في الصحيحين،كما في الحديث القدسي الصحيح( الصيام جنة ، فإذا كان أحدكم صائما فلا يرفث ولا يجهل ، فإن امرؤ قاتله أو شاتمه،فليقل،إني صائم،إني صائم،
والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك،إنما يذر شهوته وطعامه وشرابه من أجلي،فالصيام لي وأنا
أجزي به،كل حسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف،إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به)أخرجه البخاري في صحيحه،فهؤلاء يتبعون
الشهوات،ويريدون أن يصرفوا الطائعين عن الهدى ليصيروا مثلهم فيلقوا مصيرهم،ومن عرف حرص كثير من الفضائيات على
الاستمرار في بث مايحض على اتباع الشهوات من اللهو والفجور خلال شهر رمضان،علم أن للشياطين المسلسلين نوابا وجندا
قاعدين للعباد صراط الله المستقيم،لا يفترون عن إغوائهم وصدهم عما أراد الله لهم من الخير بصيامهم،فليعلم الصائم أن خطر
شياطين الإنس وحربهم أشد،وليستعذ بالله من شرهم كما يستعيذ به من شر شياطين الجن،وليهجر رفثهم وفحشهم حفظاً لصيامه أن يحبط،فيصير جوعاً محضاً،وعطشاً بحتاً،وشقاءً خالصاً،
وتأمل حال الصائم الساعي وراء تلك الأفلام والمسلسلات والأغاني ،يقضي أوقات ليله ونهاره أو بعضها في تتبعها،هل يبقى له من صيامه شيء،وهل يكسب ثواباً أو إثماً،وهل يجد ثمة التقوى،
إنهم أعداء الأنبياء والرسل،كما قال تعالى(وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ
غُرُوراً)الأنعام،وفي الحديث الصحيح عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له( هَلْ تَعَوَّذْتَ بِاللَّهِ مِن
شَيَاطِينِ الْجِنِّ وَالْإِنسِ)قلت لا يا رسول الله،وهل للإنس من شياطين،قال( نَعَمْ،هُمْ شَرٌّ مِن شَيَاطِينِ الْجِنِّ)عمدة التفسير للشيخ المحدث أحمد شاكر رحمه الله،حيث أشار إلى صحته،
فنسأل الله جل وعلا أن يقينا شر أنفسنا، وشر الشيطان وشركه،
اللهم إنا نعوذ بك من شياطين الإنس والجن،واحفظنا من بين أيدينا ومن خلفنا،وعن أيماننا وعن شمائلنا، ونعوذ بعظمتك أن نغتال من تحتنا.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من يصفد شياطين الإنس في رمضان
فتح الله سبحانه وتعالى، لعباده أبواب رحمته وجنته ليتوبوا إليه،ويسارعوا إلى نيل مرضاته ومغفرته،كما قال تعالى(يريد اللّه
ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم واللّه عليم حكيم،واللّه يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن
تميلوا ميلاً عظيماً،يريد اللّه أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفاً)النساء،والآية الكريمة أعم من أن يراد بمضمونها شعيرة إسلامية
دون أخرى،بل كل الشعائر طهرة للعبد من الخطايا وسبيل توبته إلى الله تعالى،فالله تعالى إنما يمهد لنا طريق مرضاته،ويعيننا على
السير فيه،وما ألقى خلال أيام رمضان ولياليه من منحه الوافرة وهباته الزاخرة،عن سليمان بن بلال قال حدثني أبو حازم عن
سهل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال(إن في الجنة بابا يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل
منه أحد غيرهم يقال أين الصائمون فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد)صحيح
البخاري،الترغيب والترهيب،وقال الإمام ابن القيم رحمه الله،فهو شاهد،يعني الصوم،إنما شرعه إحساناً إلى عباده ورحمة ولطفاً
بهم،لا بخلا عليهم برزقه،ولا مجرد تكليف وتعذيب،بل هو غاية الحكمة والرحمة والمصلحة،ولما كان مراد إبليس وأعوانه من
الجن مخالفاً لمراد الله تعالى، بعباده أتم فضله على الصائمين خاصة بتصفيد الشياطين،ومنعهم من صد عباده عما أعد لهم من
خير الصيام طيلة الشهر المبارك،كما قال النبي صلى الله عليه وسلم،في الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه(عن أبي
هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان أول ليلة من رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن وغلقت أبواب النار فلم يفتح
منها باب وفتحت أبواب الجنان فلم يغلق منها باب ونادى مناد يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار،وذلك
كل ليلة )حديث صحيح،رواه الترمذي،على شرط الشيخين،
فأعان الله تعالى كل صائم على دفع ما يكدر صفو تقواه،ويفسد عليه لذة نجواه،وترك مساخطه وإيثار مرضاته،كي لا يمضي
رمضان إلا وقد طهر قلبه مما يحجبه عن نور هدايته ،
وهذا لا يعني إسقاط التكليف عن العبد ، ولا الترخيص له في
والتهاون والتواكل،كما قال الإمام القرطبي رحمه الله(إذ لا يلزم من تصفيد الشياطين،أن لا يقع شر ولا معصية،لأن لذلك أسباباً غير
الشياطين،كالنفوس الخبيثة،والعادات القبيحة،والشياطين الإنسية)
إن إعانة الله الصائم على طاعته بتصفيد الشياطين يعني في تصور
كل عاقل أنه فرصة العمر،وذريعة اللبيب أن يحرز حنكة الاستقامة طيلة العام كله بدربة شهر واحد،فيستأنف سيره إلى ربه،بعد
انقضاء رمضان،وقد أبصر نور الطريق،وخبر مسالكها المنجية، وسبلها المردية،وعالج قاطع طريقه الشيطان،وعرف حيله وأنواع
مكائده،وشراسته وعلامات مصائده،فهو أشبه بنصر مؤزر يحرزه العبد طيلة شهر رمضان،فعليه الحفاظ على غنيمته الثمينة،والحذر
من الاسترخاء والغفلة عن سلاح المجاهدة والمصابرة،فإن إبليس لا تعييه الهزائم،وهو لا محالة راجع،فأقسم بعزة الله على تنفيذه
بعد أن أخرج من الجنة مذؤوماً مدحوراً(قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ)الأعراف،وممن يجب حذرهم ممن خالفوا
مراد الله تعالى(الذين يتبعون الشهوات)كما في الآية الكريمة ، فهؤلاء يريدون أن يميل العباد عن طاعة ربهم،وعما وراء اتباع
شرعه الحنيف من الخير لهم ،قال النبي صلى الله عليه وسلم(يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر
وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ) والحديث مخرج في الصحيحين،كما في الحديث القدسي الصحيح( الصيام جنة ، فإذا كان أحدكم صائما فلا يرفث ولا يجهل ، فإن امرؤ قاتله أو شاتمه،فليقل،إني صائم،إني صائم،
والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك،إنما يذر شهوته وطعامه وشرابه من أجلي،فالصيام لي وأنا
أجزي به،كل حسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف،إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به)أخرجه البخاري في صحيحه،فهؤلاء يتبعون
الشهوات،ويريدون أن يصرفوا الطائعين عن الهدى ليصيروا مثلهم فيلقوا مصيرهم،ومن عرف حرص كثير من الفضائيات على
الاستمرار في بث مايحض على اتباع الشهوات من اللهو والفجور خلال شهر رمضان،علم أن للشياطين المسلسلين نوابا وجندا
قاعدين للعباد صراط الله المستقيم،لا يفترون عن إغوائهم وصدهم عما أراد الله لهم من الخير بصيامهم،فليعلم الصائم أن خطر
شياطين الإنس وحربهم أشد،وليستعذ بالله من شرهم كما يستعيذ به من شر شياطين الجن،وليهجر رفثهم وفحشهم حفظاً لصيامه أن يحبط،فيصير جوعاً محضاً،وعطشاً بحتاً،وشقاءً خالصاً،
وتأمل حال الصائم الساعي وراء تلك الأفلام والمسلسلات والأغاني ،يقضي أوقات ليله ونهاره أو بعضها في تتبعها،هل يبقى له من صيامه شيء،وهل يكسب ثواباً أو إثماً،وهل يجد ثمة التقوى،
إنهم أعداء الأنبياء والرسل،كما قال تعالى(وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ
غُرُوراً)الأنعام،وفي الحديث الصحيح عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له( هَلْ تَعَوَّذْتَ بِاللَّهِ مِن
شَيَاطِينِ الْجِنِّ وَالْإِنسِ)قلت لا يا رسول الله،وهل للإنس من شياطين،قال( نَعَمْ،هُمْ شَرٌّ مِن شَيَاطِينِ الْجِنِّ)عمدة التفسير للشيخ المحدث أحمد شاكر رحمه الله،حيث أشار إلى صحته،
فنسأل الله جل وعلا أن يقينا شر أنفسنا، وشر الشيطان وشركه،
اللهم إنا نعوذ بك من شياطين الإنس والجن،واحفظنا من بين أيدينا ومن خلفنا،وعن أيماننا وعن شمائلنا، ونعوذ بعظمتك أن نغتال من تحتنا.