تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : إلى متى يانفسي هذا التمادي



امـ حمد
11-07-2013, 05:41 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إلى متى يا نفسي هذا التمادي وأنت تعلمين المصير والمآل،ما هذا الكسل وهذا الجبن،ما هذا الفتور الذي تعيشينه،إنه لا يخفى عليك
الأجر العظيم للطائفين الذاكرين الساجدين الصائمين المنفقين المستغفرين بالأسحار،ومع ذلك كله سيطر عليك الشيطان وقيد
همتك،والأعظم من ذلك أنك يا نفسي تخشين الموت ولا يفارقك أبداً،وتفكرين به ليل نهار،وتتمنين أنك لم تخلقي،تتساءلين دائماً
متى سيأتي عليك هادم اللذات،وأنت على أي حال وعلى أي عمل،ومع ذلك كله تفرطين،وأنت جالسة راكنة إلى هواك، قيدك
الشيطان بذنوبك،تشعرين بالذنب عند اقترافه ويحز فيك ولا تزالين تفكرين فيه وتستغفرين منه، ومع ذلك تتجرئين مرة أخرى على
نفس الذنب ونفس المعصية، وتعلمين علم اليقين أن ذلك مسجل في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها،وتعلمين أنه لا طاقة لك
على حر نار الله الموقدة،ألم تعلمي يا نفسي أن الله ذو مغفرة واسعة وذو عذاب شديد،إحذري يا نفسي أن تصيبك مصيبة عظيمة
ومن بعدها تفيقين من سباتك،فأرجعي ارجعي إلى بارئك،وإلى رب غفور ودود حليم يحب الطائعين ويرزقهم أمنا وطمأنينة وسعادة وانشراح صدر،هلمي قبل فوات الأوان،
تفكر في آيات جلاله وجماله وحسنه وإحسانه وكرمه وإنعامه،
أنت أيها الإنسان الضعيف المبتلى في هذا الكون،السائر إلى مولاه
لا محالة،المسافر يوماً بعد يوم من غير رجعة،تذكر حالك ومصيرك وإصرارك،فسترى أنك مخلوق صغير في هذا الوجود،مشبع
بالغفلة،مغرور بمالك،واتباع الشهوات،واجه مصيرك بشجاعة،وستعلم كم هذه الدنيا مظلمة مقرفة،وكم نحن مساكين
وغافلون، نخوض ونلعب، ونتناسى ونصم آذاننا عن حقيقة وجودنا في هذه الحياة، وعن رسالة ربنا جلت قدرته لنا،وسترى أن لا منفذ
للخلاص من تلك الظلمة الملتهبة الكالحة إلا بالتفكر والتذكر والإقبال على المولى،جل وعلا،بالاستغفار والانكسار
والافتقار،والعودة الصادقة،رب اجعلني ممن ترضى عنهم،من أحبابك،حببهم إلي،وحببني إليهم،ولا تكلني إلى نفسي طرفة
عين،بك أستخير وبك أستجير،فلا تدعني غافلاً،لا تتركني بعيدا،ولا تعذبني ياالله،إلهي تب علي توبة تقربني منك،وتبعدني عمن
سواك،وأرني الدنيا كما أريتها عبادك الصالحين،استيقظ من نومك واصح من سكرك وانتبه من غفلتك،واخرج من سجنك،وكأن ما
بقي ليل ولا نهار من عمرك،وكأن منادي الرحيل ناداك باسمك وأجلك،فعلى أي حال أنت،وبأي وجه ستلقى ربك،فرصتك عمرك،إن
ضيعتها ضاع معناك وخار مبناك،فعد واعقد الصلح مع مولاك وتب إليه ليتوب عليك ويفرح بتوبتك،واخرج من قصورك وتقصيرك
وتسويفك،واهجر عادتك وطبعك،وفارق هواك وظنك وهواجسك،واقمع شيطانك وتسويفك،إلى متى ستسير في غفلتك
وإعراضك عن ربك،أما تستوحش من كثرة الذنوب و المعاصي،أما تحن إلى الرجوع إلى ربك وخالقك،أما تغار وأنت ترى عباد الله
يسارعون في الطاعات ،وأنت غارق في غفلتك وشهواتك،تخلص من غفلتك،ولا تؤجل ذلك إلى الغد،فإن الوقت أنفاس لا تعود،وإن
العمر أغلى من أن يضيع في اللهو واللعب،وصاحب الذين صدقوا وسبقوا،وتعلموا ليرتقوا،وللدرجات العلى طلبوا فحصلوا،وبكتاب
الله تعالى،حكموا،هم حسبك ونسبك وأحبابك وجلساؤك في الدنيا
والآخرة(وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ )مهما صرفك من هم(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)معهم حيث هم،[

يانفسي تسيري في طرق الغفلة والضياع،غير عابئه بحلال أو حرام،أو أمر أو نهي،أو طاعة أو معصية أو بر أو فسوق، كلما
اشتهت شيئاً فعلته،وكلما اشتهت عينك نظرة أصبتها،وكلما اشتهت يدك بطشاً بطشته،وكلما اشتهت رجلاك سيراً إلى الحرام
أمضيته،وكلما اشتهت بطنك شيئاً محرماً لم تتورع وتناولته،أما تستحي من نظر الله إليك،أما تخشى عقابه،أما تخاف أخذه(إِنَّ أَخْذَهُ
أَلِيمٌ شَدِيدٌ)قال صلى الله عليه وسلم(إن الله ليمهل للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته )رواه البخاري ومسلم،
والظلم ثلاثة
الأول،أن يظلم الناسُ فيما بينهم وبين الله تعالى،وأعظمه الكفر والشرك والنفاق، ولذلك قال تعالى(إن الشرك لظلم عظيم)سورة لقمان، وإياه قصد بقوله(ألا لعنة الله على الظالمين)سورة هود،الثاني،ظلم بينه وبين الناس،قال تعالى(إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ)سورة الشورى،
الثالث،ظلم بين العبد وبين نفسه،قال تعالى(فمنهم ظالم لنفسه)سورة فاطر،وقوله على لسان نبيه موسى(رب إني ظلمت نفسي)سورة القصص،وكل هذه الثلاثة في
الحقيقة ظلم للنفس،فإن الإنسان في أول ما يهمُّ بالظلم فقد ظلم نفسه،قال الذهبي،الظلم يكون بأكل أموال الناس وأخذها ظلماً،وظلم
الناس بالضرب والشتم والتعدي والاستطالة على الضعفاء،ثم عدد صورًا من الظلم منها،أخذ مال اليتيم،المماطلة بحق الإنسان مع
القدرة على الوفاء،ظلم المرأة حقها من صداق ونفقة وكسوة ـ ظلم الأجير بعدم إعطائه الأجر،ومن الظلم البيِّن الجور في القسمة أو تقويم الأشياء،
وكف النفس عن الظلم ورد الحقوق لأصحابها،فالتوبة النصوح أن يندم الإنسان بالقلب ويقلع بالجوارح، وأن يستغفر باللسان، ويسعى
في إعطاء كل ذي حق حقه، فمن كانت لأخيه عنده مظلمة، من مال أو عرض، فليتحلل منه اليوم، قبل أن لا يكون دينار ولا درهم إلا الحسنات والسيئات، كما صح بذلك الخبر،


نسأل الله تعالى أن يجعلنا من عباده الطائعين،وأن ينجينا من طرق أهل الغفلة الخاسرين،وأن يوفقنا لما فيه الخير والصلاح في الدنيا،وأن يسكننا جنات الخلد في الآخرة،

الصغيره
15-07-2013, 05:55 AM
جزيت الجنه عزيزتي ام حمد
موضوع يستحق الوقوف والمطالعه والاستفاده

بارك الله فيك

وجعله الله في موازين اعمالك الصالحه ولا حرمك الله اجره

اللهم امين

امـ حمد
17-07-2013, 01:45 AM
جزيت الجنه عزيزتي ام حمد
موضوع يستحق الوقوف والمطالعه والاستفاده

بارك الله فيك

وجعله الله في موازين اعمالك الصالحه ولا حرمك الله اجره

اللهم امين







بارك الله في حسناتك
وجزاك ربي جنة الفردوس