امـ حمد
14-07-2013, 04:32 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كم من مسلمٍ يفرح بقدوم رمضان، فيتوب مؤقتًا ويؤدي عبادات شكلية، ثم يظن إنه قد فاز ونجا،والنبي صلى الله عليه وسلم،يقول
(رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش ورب قائم حظه من قيامه السهر)رواه الطبراني في الكبير وإسناده لا بأس به،رواه
ابن ماجه وقال الشيخ الألباني،حسن صحيح،قال شيخ الإسلام عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى،في كتابه،في الصيام(ومما أذهب
الحسنات وجلب السيئات الانشغال بالفوازير والمسلسلات،والأفلام والتسكع في الطرقات، مع الأشرار،حتى صار شهر التهجد والذكر
والعبادة،عند كثير من الناس،شهر نوم بالنهار لئلا يحصل الإحساس بالجوع، ويضيع من جرّاء ذلك ما يضيع من الصلوات،وبعضهم يستقبل الشهر بالضجر من الملذات،
الحكمة من فرض الصيام هي التقوى،
فعلى الصائم أن يحرص على تحقيق التقوى حال صومه ويقوى إرادة الخير ويثمر التقوى فى قوله تعالى(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ
عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) سورة البقرة،والواجب على الصائم ان يكف عن كل قول او فعل يتنافى مع
صومه حتى لا يكون حظه من صيامه الجوع والعطش والحرمان،
والعطش وهو،
من يفطر على الحرام أو على لحوم الناس أو من لا يحفظ جوارحه عن الآثام،عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال قال رسول اللَّه صلى
اللَّه عليه وسلم(من لم يدع قول الزورِ والعمل به فليس لِلَّه حاجةٌ في أن يدع طعامه وشرابه)رواه البخارى واحمد واصحاب
السنن،وعن ثابت عن أنس قال،إذا اغتاب الصائم أفطر،وعن مجاهد قال،خصلتان من حفظهما يسلم له صومه الغيبة
والكذب،وعن حفصة،عن أبي العالية، قَال،الصائم في عبادة ما لم يغتب)قال الأوزاعي إن الغيبة تفطر الصائم وتوجب عليه قضاء ذلك اليوم،
فلا تقنع بالظاهر وتُهدر الأصل، فيحبط عملك،عش الحقيقة،ولا تخدع نفسك بالوهم،لذا ينبغي عليك أن تنظر لرمضان نظرة إيمانية،
جديدة وواقعية تناسب هذا الزمان،رمضان يشبه البحـر،فعلى الرغم من إن الله عزَّ وجلَّ قد امتن علينا بتسخير هذا البحر العظيم لنا،
لكن ليس كل من يدخل البحر ينال من خيراته وكنوزه،فكم حمل البحر أقواماً لمنافعهم وأعطاهم ومنحهم، وكم ابتلع البحر من
غرقى وأهلكهم،وهكذا رمضــان،كم فيه من ناجٍ،وكم فيه من خاسر،تأمل النفحات التي تُرسل وتفيض مع أول لحظة من لحظات
رمضان،عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم،قال(إذا كانت أول ليلة من رمضان صفدت الشياطين ومردة
الجن،وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب،وفتحت أبواب الجنة فلم يُغلق منها باب،ونادى مناد،يا باغي الخير أقبل،ويا باغي الشر
أقصر، ولله عتقاء من النار، وذلك في كل ليلة)رواه ابن ماجه وصححه الألباني،لكن الانتفاع بهذه النفحات ليس لكل من أدركها،
فالإيمان والاحتساب شرطان لحصول الأجر والفوز ببركات رمضان،عن أبي هريرة رضي الله عنه قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(من صام رمضان إيماناً واحتساباً،غُفر له ما تقدَّم من ذنبه،ومن قام رمضان إيماناً واحتساباً،غفر له ما تقدَّم من ذنبه،
ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً،غفر له ما تقدَّم من ذنبه)متفق عليه،أما مجرد إدراك رمضان بلا توفيق،فليس فقط خسارة
حسنات، وإنما شقاء وعذاب،عن كعب بن عجرة رضي الله عنه قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(احضروا المنبر، فحضرنا،
فلما ارتقى درجة، قال،آمين، فلما ارتقى الدرجة الثانية،قال،آمين، فلما ارتقى الدرجة الثالثة قال،آمين،فلما نزل، قلنا،يا رسول الله، لقد
سمعنا منك اليوم شيئاً ما كنا نسمعه،قال،إن جبريل عليه السلام عرض لي فقال،بَعُد من أدرك رمضان فلم يغفر له، قلت،آمين، فلما
رقيت الثانية،قال،بعُدَ من ذكرت عنده فلم يصلِّ عليك، فقلت،آمين، فلما رقيت الثالثة، قال،بَعُدَ من أدرك أبويه الكبر عنده أو أحدهما
فلم يدخلاه الجنة، قلت،آمين)صحيح الترغيب والترهيب،فإذا استقر عندك مدى خطورة إدراك رمضان دون أن يُغفر لك،
فهلم إلى مركب الاستعداد لاغتنام بركاته،فِرَّ إلى سفينة النجاة من النار،اركب فلك التهيؤ لعلو الهمة في العبادة،اركب سفينة النجاة
إذا كان نوح عليه السلام قد نادى ابنه في طوفان يُغرِق، فتَهلك به الأجساد،وأنت اركب سفينة النجاة من وسط طوفانات الفتن،
اركب ولا تخسر رمضان،لنُبحِر نحو الفردوس الأعلى من الجنة ،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(إن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها،وسيصيب آخرها بلاء وأمور تنكرونها،وتجيء فتنة فيرقق
بعضها بعضاً،وتجيء الفتنة فيقول المؤمن،هذه مهلكتي،ثم تنكشف وتجيء الفتنة،فيقول المؤمن،هذه،فمن أحب أن يزحزح عن النار
ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن باللَه واليوم الآخر)صحيح مسلم،اللهمَّ نجنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن،
كم من شخص ممن يتقلب في مزالق المعاصي والغفلة،والله يكرمه بالهداية،هيا أدرك نفسك،خذ مكانك في سفينة النجاة،
سفينة الوصول إلى ربك،الذي يناجيك ويناديك كل ليلة(هل من سائل فأعطيه،هل من مستغفر فأغفر له،هل من تائب فأتوب عليه)صحيح الجامع،وهذا رمضان يناديك(يا باغي الخيـر أقبل،ويا باغي الشر أقصر)
ومن فضائل الصوم أن ثوابه لا يتقيد بعدد معين بل يعطى الصائم أجرَه بغير حساب، ففي الصحيحين عن أبي هريرة
رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم،قال الله تعالى(كل عمل ابن آدم له يضاعف الحسنة بعشر
أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله تعالى إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به يدع شهوته وطعامه من أجلي)رواه مسلم،
فاجتهدوا في إتقانِ صيامِكم وحفظِ حدوده، وتوبوا إلى ربكم من تقصيركم في ذلك،
أن للصائم فرحتين،
فرحة عند فطره،وفرحة عند لقاء ربه،
أما فرحه عند فطره
فيفرح بما أنعم الله عليه من القيام بعبادة الصيام الذي هو من أفضل الأعمال الصالحة، وكم أناسٍ حرموه فلم يصوموا،ويفرح بما أباح الله له من الطعام والشراب الذي كان محرماً عليه حال الصوم،
وأما فرحه عند لقاء ربه
فيفرح بصومه حين يجد جزاءه عند الله تعالى موفراً كاملاً في وقت هو أحوج ما يكون إليه حين يقال(أين الصائمون ليدخلوا الجنة من باب الريان الذي لا يدخله أحد غيرهم)
اللهم احفظ صيامنا واجعله شافعاً لنا، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع سنة محمد عليه الصلاة والسلام.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كم من مسلمٍ يفرح بقدوم رمضان، فيتوب مؤقتًا ويؤدي عبادات شكلية، ثم يظن إنه قد فاز ونجا،والنبي صلى الله عليه وسلم،يقول
(رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش ورب قائم حظه من قيامه السهر)رواه الطبراني في الكبير وإسناده لا بأس به،رواه
ابن ماجه وقال الشيخ الألباني،حسن صحيح،قال شيخ الإسلام عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى،في كتابه،في الصيام(ومما أذهب
الحسنات وجلب السيئات الانشغال بالفوازير والمسلسلات،والأفلام والتسكع في الطرقات، مع الأشرار،حتى صار شهر التهجد والذكر
والعبادة،عند كثير من الناس،شهر نوم بالنهار لئلا يحصل الإحساس بالجوع، ويضيع من جرّاء ذلك ما يضيع من الصلوات،وبعضهم يستقبل الشهر بالضجر من الملذات،
الحكمة من فرض الصيام هي التقوى،
فعلى الصائم أن يحرص على تحقيق التقوى حال صومه ويقوى إرادة الخير ويثمر التقوى فى قوله تعالى(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ
عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) سورة البقرة،والواجب على الصائم ان يكف عن كل قول او فعل يتنافى مع
صومه حتى لا يكون حظه من صيامه الجوع والعطش والحرمان،
والعطش وهو،
من يفطر على الحرام أو على لحوم الناس أو من لا يحفظ جوارحه عن الآثام،عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال قال رسول اللَّه صلى
اللَّه عليه وسلم(من لم يدع قول الزورِ والعمل به فليس لِلَّه حاجةٌ في أن يدع طعامه وشرابه)رواه البخارى واحمد واصحاب
السنن،وعن ثابت عن أنس قال،إذا اغتاب الصائم أفطر،وعن مجاهد قال،خصلتان من حفظهما يسلم له صومه الغيبة
والكذب،وعن حفصة،عن أبي العالية، قَال،الصائم في عبادة ما لم يغتب)قال الأوزاعي إن الغيبة تفطر الصائم وتوجب عليه قضاء ذلك اليوم،
فلا تقنع بالظاهر وتُهدر الأصل، فيحبط عملك،عش الحقيقة،ولا تخدع نفسك بالوهم،لذا ينبغي عليك أن تنظر لرمضان نظرة إيمانية،
جديدة وواقعية تناسب هذا الزمان،رمضان يشبه البحـر،فعلى الرغم من إن الله عزَّ وجلَّ قد امتن علينا بتسخير هذا البحر العظيم لنا،
لكن ليس كل من يدخل البحر ينال من خيراته وكنوزه،فكم حمل البحر أقواماً لمنافعهم وأعطاهم ومنحهم، وكم ابتلع البحر من
غرقى وأهلكهم،وهكذا رمضــان،كم فيه من ناجٍ،وكم فيه من خاسر،تأمل النفحات التي تُرسل وتفيض مع أول لحظة من لحظات
رمضان،عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم،قال(إذا كانت أول ليلة من رمضان صفدت الشياطين ومردة
الجن،وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب،وفتحت أبواب الجنة فلم يُغلق منها باب،ونادى مناد،يا باغي الخير أقبل،ويا باغي الشر
أقصر، ولله عتقاء من النار، وذلك في كل ليلة)رواه ابن ماجه وصححه الألباني،لكن الانتفاع بهذه النفحات ليس لكل من أدركها،
فالإيمان والاحتساب شرطان لحصول الأجر والفوز ببركات رمضان،عن أبي هريرة رضي الله عنه قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(من صام رمضان إيماناً واحتساباً،غُفر له ما تقدَّم من ذنبه،ومن قام رمضان إيماناً واحتساباً،غفر له ما تقدَّم من ذنبه،
ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً،غفر له ما تقدَّم من ذنبه)متفق عليه،أما مجرد إدراك رمضان بلا توفيق،فليس فقط خسارة
حسنات، وإنما شقاء وعذاب،عن كعب بن عجرة رضي الله عنه قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(احضروا المنبر، فحضرنا،
فلما ارتقى درجة، قال،آمين، فلما ارتقى الدرجة الثانية،قال،آمين، فلما ارتقى الدرجة الثالثة قال،آمين،فلما نزل، قلنا،يا رسول الله، لقد
سمعنا منك اليوم شيئاً ما كنا نسمعه،قال،إن جبريل عليه السلام عرض لي فقال،بَعُد من أدرك رمضان فلم يغفر له، قلت،آمين، فلما
رقيت الثانية،قال،بعُدَ من ذكرت عنده فلم يصلِّ عليك، فقلت،آمين، فلما رقيت الثالثة، قال،بَعُدَ من أدرك أبويه الكبر عنده أو أحدهما
فلم يدخلاه الجنة، قلت،آمين)صحيح الترغيب والترهيب،فإذا استقر عندك مدى خطورة إدراك رمضان دون أن يُغفر لك،
فهلم إلى مركب الاستعداد لاغتنام بركاته،فِرَّ إلى سفينة النجاة من النار،اركب فلك التهيؤ لعلو الهمة في العبادة،اركب سفينة النجاة
إذا كان نوح عليه السلام قد نادى ابنه في طوفان يُغرِق، فتَهلك به الأجساد،وأنت اركب سفينة النجاة من وسط طوفانات الفتن،
اركب ولا تخسر رمضان،لنُبحِر نحو الفردوس الأعلى من الجنة ،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(إن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها،وسيصيب آخرها بلاء وأمور تنكرونها،وتجيء فتنة فيرقق
بعضها بعضاً،وتجيء الفتنة فيقول المؤمن،هذه مهلكتي،ثم تنكشف وتجيء الفتنة،فيقول المؤمن،هذه،فمن أحب أن يزحزح عن النار
ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن باللَه واليوم الآخر)صحيح مسلم،اللهمَّ نجنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن،
كم من شخص ممن يتقلب في مزالق المعاصي والغفلة،والله يكرمه بالهداية،هيا أدرك نفسك،خذ مكانك في سفينة النجاة،
سفينة الوصول إلى ربك،الذي يناجيك ويناديك كل ليلة(هل من سائل فأعطيه،هل من مستغفر فأغفر له،هل من تائب فأتوب عليه)صحيح الجامع،وهذا رمضان يناديك(يا باغي الخيـر أقبل،ويا باغي الشر أقصر)
ومن فضائل الصوم أن ثوابه لا يتقيد بعدد معين بل يعطى الصائم أجرَه بغير حساب، ففي الصحيحين عن أبي هريرة
رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم،قال الله تعالى(كل عمل ابن آدم له يضاعف الحسنة بعشر
أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله تعالى إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به يدع شهوته وطعامه من أجلي)رواه مسلم،
فاجتهدوا في إتقانِ صيامِكم وحفظِ حدوده، وتوبوا إلى ربكم من تقصيركم في ذلك،
أن للصائم فرحتين،
فرحة عند فطره،وفرحة عند لقاء ربه،
أما فرحه عند فطره
فيفرح بما أنعم الله عليه من القيام بعبادة الصيام الذي هو من أفضل الأعمال الصالحة، وكم أناسٍ حرموه فلم يصوموا،ويفرح بما أباح الله له من الطعام والشراب الذي كان محرماً عليه حال الصوم،
وأما فرحه عند لقاء ربه
فيفرح بصومه حين يجد جزاءه عند الله تعالى موفراً كاملاً في وقت هو أحوج ما يكون إليه حين يقال(أين الصائمون ليدخلوا الجنة من باب الريان الذي لا يدخله أحد غيرهم)
اللهم احفظ صيامنا واجعله شافعاً لنا، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع سنة محمد عليه الصلاة والسلام.