khaleel
24-07-2006, 04:32 PM
اجتهدت في موضوع ارجو من الله ان ينفع به كثير والموضوع طويل لكن هو الفصل بين التوحيد والشرك نعم بين التوحيد والشرك وهو حجة لكل جاهل فلا ياتي ويقول بعد ما قرأ كلام ربه لا اعرف او انا جاهل اللهم اني بلغت اللهم فاشهد
وأعلم اخي العزيز أن امامك خصمان يختصمان في الله
الأول يحضك على دعاء الله وحده
والآخر يحضك على دعاء الانبياء والاولياء والأئمة
فأي الخصمين أقرب الى الحق ؟
أنا ادعوك إلى التوحيد الى دعاء الله وحده دون سواه
يا من تدعوا غير الله القرآن يحكم بيننا
القرآن مليء بالآيات الناهية عن دعاء غير الله فلنذكر جملة من هذه الآيات حيث ان الله تعالى أمرنا بالرد اليه والى رسوله عند التنازع فقال "فإن تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا " والقرآن ما ترك شيئاً الا بينه كما قال الله تعالى" ما فرطنا في الكتاب من شيء"
الآية الأولى
: قوله تعالى " وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحد" ما أوضح هذه الآية لطالب الحق وهل بعدها مبرر للنزاع والجدل ؟
فقوله " أحداً" نكرة في سياق النهي تعم كل مدعو من دون الله . والمسجد ليس مكاناً للسجود فقط وإنما للدعاء أيضا فالصلاة التي تتضمن السجود تتضمن السجود تتضمن اكثر منه : وهو الدعاء فهل يجيز أحد أن يدعا غير الله في الصلاة ؟ فما الذي جعل دعاء غير الله داخل الصلاة محرماً وخارجها جائزاً
• وأي مضادة لله أعظم من أن يقول الله " إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم "
فيخالف البعض ربه ويقول : إن تدعوهم يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا استجلبوا لكم بل خرجوا من قبورهم لقضاء حوائجكم ولو من مكان بعيد . ويقول الله " وهم عن دعائهم غافلون " فيقول البعض : القائل بأنهم غافلون طعن بهم
الآية الثانية :
قوله تعالى " وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن وداً ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا"
الآية الثالثة
" أفرأيتم الات والعزى"
بعد ما بينا ان الأصنام التي كان يعبدها قوم نوح رجال مؤمنين
أيضاً كانت الآت والعزى
. وقيل : إن أوثان قوم نوح صارت إلى العرب فكانت ود بدومة الجندل ، وسواع برهاط لهذيل . وكان يغوث لبني غطيف من مراد ، وكان يعوق لهمدان ، وكان نسر لآل ذي الكلاع من حمير ، وكان اللات لثقيف . وأما العزى فلسليم وغطفان وجشم ونضر وسعد بن بكر .
• فهؤلاء المشركون الذين قاتلهم رسول الله منهم يعبد الأصنام المصورة على صورة الصالحين : ود وسواع ويغوث فيستشفعون بها ولا يزال كثيرون يجهلون أن أصنام مشركي الأمس ماهي الا رموز تذكارية للصالحين وأنهم ما عبدوا أصناماً لمجرد حبهم للحجر والحديد وإنما عبدوا الصالحين الذين صورت الأصنام بصورهم
الآية الرابعة
قوله تعالى " ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون"
فحكم على من دعا غيره بغاية الضلال, ولم يستثن من الضلالة من يدعون النبي او علي رضي الله عنه او أئمتكم كلهم وأن هذا المدعو لا يستجيب له بل هو غافل عن دعائه
الآية الخامسة
قوله تعالى " ويوم نحشرهم جميعاً ثم نقول للذين أشركوا مكانكم أنتم وشركاؤكم " فيقف العابدون والمعبودون " فزيلنا بينهم " أي فرقنا بينهم " وقال شركاؤهم ما كنتم إيانا تعبدون " ما كانت عبادتكم لنا" فكفي بالله شهيداً بيننا وبينكم إن كنا عن عبادتكم لغافلين" كنا موتى لا نسمع ولا نعلم بعبادتكم لنا كما قال الله " ويوم القيامة يكفرون بشرككم " وقوله " واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزاً كلا سيكفرون بعبادتكم ويكونون عليهم ضداً " وقوله " ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون واذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرون "
قال تعالى " هنالك تبلو كل نفس ما أسلفت وردوا الى الله مولاهم الحق وضل عنهم ما كانوا يفترون " أي عاينت وتحققت أن هذا العمل كان في حقيقته شركاً ظنوه استشفاعاً مشروعاً وإذا بهؤلاء المعبودين يتبرأون من عابديهم ويحلفون أنهم كانوا غافلين عما كانوا يشركون به مع الله فهذا موقف عظيم يحشر الله فيه الذين كانوا يدعون الأئمة أو الصالحين الذين كانوا أمواتاً غافلين عما كان يحدث عند قبورهم من طواف واستغاثة
الآية السادسة
قوله تعالى " ويوم نحشرهم جميعاً ثم نقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون " فيقولون " تبرأنا اليك ما كانوا إيانا يعبدون " وفي آية أخرى "قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون "
فهذا مآل دعوتهم : لم يكونوا يدعون الصالحين ولا يغوث ويعوق ونسراً :
بل كانوا يدعون الشيطان "إن يدعون من دونه الا إناثاً وإن يدعون إلا شيطاناً مريداً " وفي النهاية يتضح لهم الأمر فيندمون ويقولون " بل لم نكن ندعوا من قبل شيئاً " تلك حقيقة يتعامى عنها مشركو اليوم الذين يرجون للتوجه الى الأئمة والصالحين بالدعاء , إنهم يدعون الناس الى عبادة الشيطان والجن.
الله سبحانه وتعالى ينفي استجابة الميت والبعض تخالفه
الآية السابعة
قوله تعالى " ان الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم ان كنتم صادقين "
والنبي الذي هو افضل من الأئمة بشر مثلنا " قل إنما أنا بشر مثلكم " فالنهي عام عن دعاء جميع العباد وتخصيص الدعاء بالمعبود وحده
الله يتحدى الذين تدعونهم من دونه ان يستجيبوا والبعض يقول بل يستجيبون , ويغيثون الملهوف
وهذا نص واضح في أن المشركين كانوا يدعون بشراً لا أصناماً ولك ان تتأمل وصف الله للمدعوين هنا بأنهم " عباد " لله مثل الذين يدعونهم مما يدل على أن المراد بذلك الصالحين الذين نحتت الأصنام على صورهم فإن الأصنام لاتوصف بأنها عباد لله ولا يقال أن الأصنام مثل البشر ومعنى الآية ؛ أنتم عباد وهم عباد أمثالكم : فكيف يتوجه العباد بالدعاء الى العباد ؟
الآية الثامنة
قوله تعالى " إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذباباً ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئاً لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب " فالأصنام والقبور تشترك في صفات الضعف فكلها لا تقدر على خلق ذبابة ولا أستعادة ما يسلبه الذباب منها
" قل أرأيتم ما تدعون من دون الله أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السموات "
" هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه "
" واتخذوا من دونه الهة لا يخلقون شيئاً وهم يخلقون ولا يملكون لأنفسهم ضراً ولا نفعاً ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا"."ولا يملكون لكم رزقاً " " أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السماوات " " وما يملكون من قطمير" " فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا أنفسهم ينصرون " "فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا " وهذا كله شامل للأصنام والقبور بل وللأنبياء .
قال ابراهيم عليه السلام لأبيه "وما أملك لك من الله من شيء"
وأمر الله نبينا أن يقول " قل إني لا أملك لكم ضراً ولا رشداً " وقال له " ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئاً "
الآية التاسعة
قوله تعالى " والذين تدعون من دون الله لا يخلقون شيئاً وهم يخلقون . أموات غير أحياء وما يشعرون أيان يبعثون " هل تتحدث الآية عن بعث صنم الى الحياة بعد الموت ؟ لايمكن ذلك :
*لأن ( الذين ) من الأسماء الموصولة والأسماء الموصولة من صيغ العموم عند الأصوليين النحويين , فهي عامة في كل من دعي من دون الله . وهي لا يخبر بها إلا عن العقلاء ولو كان المراد بها الأصنام والحجارة لكان حق الكلام أن يقال (والتي تدعونها من دونه ما تملك من قطمير. إن تدعوها لا تسمع دعائكم ولو سمعت ما استجابت لكم )
والأصنام لا يحل بها الموت ولا بعث لأنها خارجة عن قانون الحياة والموت والبعث , ولأن الشعور يستعمل فيمن يعقل لا في الأحجار .
ولأن (أموات غير أحياء) لا يصلح إضافتها الى الأحجار التي صنع منها الصنم إذ هي جماد لا يصح وصفه بالحياة ولا بالموت فلم يبق إلا أن الكلام متعلق بالصالحين الذين نحتت الأصنام على صورهم
الآية العاشرة
قوله تعالى " فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون"
كانت العرب تقر بوحدانية الله غير أنها كانت تشرك به في عبادته
فمجرد اعتقاد أن غير الله لا يخلق نفعاً لا يبرىء من الشرك بل لا بد من إخلاص التوحيد وذلك بأن يكون الدعاء لله وحده
فقوم ابراهيم لم يكونوا يعتقدون أن أصنامهم تملك نفعاً فضلاً عن أن تخلقه فلما سألهم " هل يسمعونكم إذ تدعون أو ينفعوكم أو يضرون " ما قالوا بلى تنفع وتضر
ولما كان دعاء غير الله شركاً عند ابراهيم قال لهم "وأعتزلكم وما تدعون من دون الله " فحكم عليهم في الآية التي تليها أن دعاءهم لها عبادة من دون الله " فلما اعتزلكم وما تعبدون من دون الله " وأكد ذلك في آية واحدة فقال " قل اني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله لما جائني البينات من ربي وأمرت ان أسلم لرب العالمين " وقد دلت الآية على أن دعاء غير الله عبادة تتعارض مع الاسلام لرب العالمين
*ولو كان يعلم عنهم أنهم كانوا يعتقدون فيها نفع والضر لما حاجهم بذلك ولأجابوه عن سؤاله " هل يسمعونكم إذ تدعون "(نعم) , إنها تنفع وتضر فلما عجزوا عن الإجابة قالوا "بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون " قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون " ثم قال " تعبدون " وفي آية أخرى " أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئا ولا يضركم "
أستغاثتهم بهم مسبوقة باعتقادهم فيهم
هذا ولا يوجد على الأرض من يدعو من يعتقد فيه انه لا يملك الاجابة والنفع والضر إلا ان يكون مجنوناً . فهل هناك عاقل يقول أغثني يا من لا تملك نفعاً ولا ضراً ؟! إلا ان يكون معتقداً فيهم التأثير وكشف الضر وتحصيل النفع إلا ان يكون مجنوناً فحينئذ لا يؤاخذه الله على شرك أكبر او أصغر
الحق انه لم يلتجيء اليهم الا اعتقاده فيهم النفع والضر . فإن مافي القلوب من الأعتقادات الفاسدة قد عبر عنه اللسان فصار يلهج بذكر غير الله أغثني يا حلال المشاكل ثم عبر عنه العمل فصار يقبل جدران القبور ويتمسحها بيديه وهناك من يسجد لها
وأعلم اخي العزيز أن امامك خصمان يختصمان في الله
الأول يحضك على دعاء الله وحده
والآخر يحضك على دعاء الانبياء والاولياء والأئمة
فأي الخصمين أقرب الى الحق ؟
أنا ادعوك إلى التوحيد الى دعاء الله وحده دون سواه
يا من تدعوا غير الله القرآن يحكم بيننا
القرآن مليء بالآيات الناهية عن دعاء غير الله فلنذكر جملة من هذه الآيات حيث ان الله تعالى أمرنا بالرد اليه والى رسوله عند التنازع فقال "فإن تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا " والقرآن ما ترك شيئاً الا بينه كما قال الله تعالى" ما فرطنا في الكتاب من شيء"
الآية الأولى
: قوله تعالى " وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحد" ما أوضح هذه الآية لطالب الحق وهل بعدها مبرر للنزاع والجدل ؟
فقوله " أحداً" نكرة في سياق النهي تعم كل مدعو من دون الله . والمسجد ليس مكاناً للسجود فقط وإنما للدعاء أيضا فالصلاة التي تتضمن السجود تتضمن السجود تتضمن اكثر منه : وهو الدعاء فهل يجيز أحد أن يدعا غير الله في الصلاة ؟ فما الذي جعل دعاء غير الله داخل الصلاة محرماً وخارجها جائزاً
• وأي مضادة لله أعظم من أن يقول الله " إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم "
فيخالف البعض ربه ويقول : إن تدعوهم يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا استجلبوا لكم بل خرجوا من قبورهم لقضاء حوائجكم ولو من مكان بعيد . ويقول الله " وهم عن دعائهم غافلون " فيقول البعض : القائل بأنهم غافلون طعن بهم
الآية الثانية :
قوله تعالى " وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن وداً ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا"
الآية الثالثة
" أفرأيتم الات والعزى"
بعد ما بينا ان الأصنام التي كان يعبدها قوم نوح رجال مؤمنين
أيضاً كانت الآت والعزى
. وقيل : إن أوثان قوم نوح صارت إلى العرب فكانت ود بدومة الجندل ، وسواع برهاط لهذيل . وكان يغوث لبني غطيف من مراد ، وكان يعوق لهمدان ، وكان نسر لآل ذي الكلاع من حمير ، وكان اللات لثقيف . وأما العزى فلسليم وغطفان وجشم ونضر وسعد بن بكر .
• فهؤلاء المشركون الذين قاتلهم رسول الله منهم يعبد الأصنام المصورة على صورة الصالحين : ود وسواع ويغوث فيستشفعون بها ولا يزال كثيرون يجهلون أن أصنام مشركي الأمس ماهي الا رموز تذكارية للصالحين وأنهم ما عبدوا أصناماً لمجرد حبهم للحجر والحديد وإنما عبدوا الصالحين الذين صورت الأصنام بصورهم
الآية الرابعة
قوله تعالى " ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون"
فحكم على من دعا غيره بغاية الضلال, ولم يستثن من الضلالة من يدعون النبي او علي رضي الله عنه او أئمتكم كلهم وأن هذا المدعو لا يستجيب له بل هو غافل عن دعائه
الآية الخامسة
قوله تعالى " ويوم نحشرهم جميعاً ثم نقول للذين أشركوا مكانكم أنتم وشركاؤكم " فيقف العابدون والمعبودون " فزيلنا بينهم " أي فرقنا بينهم " وقال شركاؤهم ما كنتم إيانا تعبدون " ما كانت عبادتكم لنا" فكفي بالله شهيداً بيننا وبينكم إن كنا عن عبادتكم لغافلين" كنا موتى لا نسمع ولا نعلم بعبادتكم لنا كما قال الله " ويوم القيامة يكفرون بشرككم " وقوله " واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزاً كلا سيكفرون بعبادتكم ويكونون عليهم ضداً " وقوله " ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون واذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرون "
قال تعالى " هنالك تبلو كل نفس ما أسلفت وردوا الى الله مولاهم الحق وضل عنهم ما كانوا يفترون " أي عاينت وتحققت أن هذا العمل كان في حقيقته شركاً ظنوه استشفاعاً مشروعاً وإذا بهؤلاء المعبودين يتبرأون من عابديهم ويحلفون أنهم كانوا غافلين عما كانوا يشركون به مع الله فهذا موقف عظيم يحشر الله فيه الذين كانوا يدعون الأئمة أو الصالحين الذين كانوا أمواتاً غافلين عما كان يحدث عند قبورهم من طواف واستغاثة
الآية السادسة
قوله تعالى " ويوم نحشرهم جميعاً ثم نقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون " فيقولون " تبرأنا اليك ما كانوا إيانا يعبدون " وفي آية أخرى "قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون "
فهذا مآل دعوتهم : لم يكونوا يدعون الصالحين ولا يغوث ويعوق ونسراً :
بل كانوا يدعون الشيطان "إن يدعون من دونه الا إناثاً وإن يدعون إلا شيطاناً مريداً " وفي النهاية يتضح لهم الأمر فيندمون ويقولون " بل لم نكن ندعوا من قبل شيئاً " تلك حقيقة يتعامى عنها مشركو اليوم الذين يرجون للتوجه الى الأئمة والصالحين بالدعاء , إنهم يدعون الناس الى عبادة الشيطان والجن.
الله سبحانه وتعالى ينفي استجابة الميت والبعض تخالفه
الآية السابعة
قوله تعالى " ان الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم ان كنتم صادقين "
والنبي الذي هو افضل من الأئمة بشر مثلنا " قل إنما أنا بشر مثلكم " فالنهي عام عن دعاء جميع العباد وتخصيص الدعاء بالمعبود وحده
الله يتحدى الذين تدعونهم من دونه ان يستجيبوا والبعض يقول بل يستجيبون , ويغيثون الملهوف
وهذا نص واضح في أن المشركين كانوا يدعون بشراً لا أصناماً ولك ان تتأمل وصف الله للمدعوين هنا بأنهم " عباد " لله مثل الذين يدعونهم مما يدل على أن المراد بذلك الصالحين الذين نحتت الأصنام على صورهم فإن الأصنام لاتوصف بأنها عباد لله ولا يقال أن الأصنام مثل البشر ومعنى الآية ؛ أنتم عباد وهم عباد أمثالكم : فكيف يتوجه العباد بالدعاء الى العباد ؟
الآية الثامنة
قوله تعالى " إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذباباً ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئاً لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب " فالأصنام والقبور تشترك في صفات الضعف فكلها لا تقدر على خلق ذبابة ولا أستعادة ما يسلبه الذباب منها
" قل أرأيتم ما تدعون من دون الله أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السموات "
" هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه "
" واتخذوا من دونه الهة لا يخلقون شيئاً وهم يخلقون ولا يملكون لأنفسهم ضراً ولا نفعاً ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا"."ولا يملكون لكم رزقاً " " أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السماوات " " وما يملكون من قطمير" " فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا أنفسهم ينصرون " "فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا " وهذا كله شامل للأصنام والقبور بل وللأنبياء .
قال ابراهيم عليه السلام لأبيه "وما أملك لك من الله من شيء"
وأمر الله نبينا أن يقول " قل إني لا أملك لكم ضراً ولا رشداً " وقال له " ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئاً "
الآية التاسعة
قوله تعالى " والذين تدعون من دون الله لا يخلقون شيئاً وهم يخلقون . أموات غير أحياء وما يشعرون أيان يبعثون " هل تتحدث الآية عن بعث صنم الى الحياة بعد الموت ؟ لايمكن ذلك :
*لأن ( الذين ) من الأسماء الموصولة والأسماء الموصولة من صيغ العموم عند الأصوليين النحويين , فهي عامة في كل من دعي من دون الله . وهي لا يخبر بها إلا عن العقلاء ولو كان المراد بها الأصنام والحجارة لكان حق الكلام أن يقال (والتي تدعونها من دونه ما تملك من قطمير. إن تدعوها لا تسمع دعائكم ولو سمعت ما استجابت لكم )
والأصنام لا يحل بها الموت ولا بعث لأنها خارجة عن قانون الحياة والموت والبعث , ولأن الشعور يستعمل فيمن يعقل لا في الأحجار .
ولأن (أموات غير أحياء) لا يصلح إضافتها الى الأحجار التي صنع منها الصنم إذ هي جماد لا يصح وصفه بالحياة ولا بالموت فلم يبق إلا أن الكلام متعلق بالصالحين الذين نحتت الأصنام على صورهم
الآية العاشرة
قوله تعالى " فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون"
كانت العرب تقر بوحدانية الله غير أنها كانت تشرك به في عبادته
فمجرد اعتقاد أن غير الله لا يخلق نفعاً لا يبرىء من الشرك بل لا بد من إخلاص التوحيد وذلك بأن يكون الدعاء لله وحده
فقوم ابراهيم لم يكونوا يعتقدون أن أصنامهم تملك نفعاً فضلاً عن أن تخلقه فلما سألهم " هل يسمعونكم إذ تدعون أو ينفعوكم أو يضرون " ما قالوا بلى تنفع وتضر
ولما كان دعاء غير الله شركاً عند ابراهيم قال لهم "وأعتزلكم وما تدعون من دون الله " فحكم عليهم في الآية التي تليها أن دعاءهم لها عبادة من دون الله " فلما اعتزلكم وما تعبدون من دون الله " وأكد ذلك في آية واحدة فقال " قل اني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله لما جائني البينات من ربي وأمرت ان أسلم لرب العالمين " وقد دلت الآية على أن دعاء غير الله عبادة تتعارض مع الاسلام لرب العالمين
*ولو كان يعلم عنهم أنهم كانوا يعتقدون فيها نفع والضر لما حاجهم بذلك ولأجابوه عن سؤاله " هل يسمعونكم إذ تدعون "(نعم) , إنها تنفع وتضر فلما عجزوا عن الإجابة قالوا "بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون " قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون " ثم قال " تعبدون " وفي آية أخرى " أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئا ولا يضركم "
أستغاثتهم بهم مسبوقة باعتقادهم فيهم
هذا ولا يوجد على الأرض من يدعو من يعتقد فيه انه لا يملك الاجابة والنفع والضر إلا ان يكون مجنوناً . فهل هناك عاقل يقول أغثني يا من لا تملك نفعاً ولا ضراً ؟! إلا ان يكون معتقداً فيهم التأثير وكشف الضر وتحصيل النفع إلا ان يكون مجنوناً فحينئذ لا يؤاخذه الله على شرك أكبر او أصغر
الحق انه لم يلتجيء اليهم الا اعتقاده فيهم النفع والضر . فإن مافي القلوب من الأعتقادات الفاسدة قد عبر عنه اللسان فصار يلهج بذكر غير الله أغثني يا حلال المشاكل ثم عبر عنه العمل فصار يقبل جدران القبور ويتمسحها بيديه وهناك من يسجد لها