تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الصوم جنه



امـ حمد
16-07-2013, 05:07 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الصيام جنه
إن غاية مقصد العقلاء الفوز،ولا يوجد فوز أعظم من النجاة من النار،قال الله تعالى(فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ)آل
عمران،وقال تعالى(قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ)الزمر،

والصيام عبادة جعلها الله تعالى لصاحبها وقاية من النار،ففي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري،قال،سمعت النبي صلى الله
عليه وسلم،يقول(من صام يوماً في سبيل اللَه،بعد اللَه وجهه عن النار سبعين خريفاً)رووه أحمد والنسائي وابن ماجة،وعن أبي

أمامة الباهلي،عن النبي صلى الله عليه وسلم،قال(من صام يوماً في سبيل اللَّه،جعل اللَه بينه وبين النار خندقاً كما بين السماء
والأرض)رواه الترمذي،فهذه أحاديث على أن الصيام يزحزح صاحبه عن النار،فيكون من الفائزين،روى أحمد عن أبي

هريرة،عن النبي صلى الله عليه وسلم،قال(الصيام جنة وحصن حصين من النار)والجنة،الوقاية والحماية، فهي ما يتقي به المرء
ويحتمي،قال ابن عبد البر،الجنة،هي الوقاية والستر عن النار،ومانع من الآثام،وقال ابن العربي،إنما كان الصوم جنة من

النار لأنه إمساك عن الشهوات،والنار محفوفة بالشهوات،وقال ابن حجر،أنه إِذا كف نفسه عن الشهوات في الدنيا،كان ذلك
ساتراً له من النار في الآخرة،وحسبك بهذا فضلاً للصائم،وقال بعض السلف،الغيبة تخرق الصيام،والاستغفار يرقعه،وقالت

حفصة،الصيام جنة ما لم يخرقها صاحبها،بالغيبة،فينبغي للصائم أن يصون صيامه مما يفسده وينقص ثوابه،فتأمل،بيان النبي
صلى الله عليه وسلم،لك،كيف تحفظ صيامك وتصونه ليكون لك جنة،فنهاك عن الرفث،والمراد به،الكلام الفاحش،كالشتم

والغيبة،وأن تغضب صاحبك بما يسوءه،فإن رأى الصائم من امرئ مبادأة بالشتم أو المقاتلة،فلا يقابل ذلك بمثله،فإن الجهل لا
يليق بحال الصائم،بل عليه أن يقول(إني صائم،إني صائم)ففيها تذكرة له بأن الصيام جنة فلا يجهل،ولا يقابل الجهل بمثله،كما

أن فيها تذكرة لمن يريد أن يشاتمه أو يقاتله،فلعله أن يكف،فمن عفا عُفي عنه،ومن غفر غفر له،والله تعالى يقول(وَلْيَعْفُوا
وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)النور،إن الصائم متعلق بثواب الله تعالى وفضله،فليكن حريصاً على تحصيل

هذا الثواب والفضل بالإتيان بشروطه واجتناب موانعه، والصيام يُكسب الصائم وقاية حتى من الرد على من يسبه أو يريد الشجار
معه،كما يمنعه من فحش الكلام والصخب الذي يزعج الآخرين ويُذهب وقار الإنسان،إنه صائم،فلابد أن يكون خلقه خلق

الربانيين الملتزمين أوامر الله المنتهين عن نواهيه،المتخلقين بما أمر من أخلاق
أنه جنة بمعنى حماية وحاجز من الفحشاء والفجور،والوقاية من سوء الخلق والسفه والجهل ولزوم الوقار ومكارم الأخلاق،وجنة

من المعاصي ووقاية للعبد من مقارفة الحرام،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة
في أن يدع طعامه وشرابه)رواه البخاري،والصوم جنة للعبد،ولزوم العفو وحسن الخلق،فقد قال النبي صلى الله عليه

وسلم(والصيام جنة،وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب،فإن سابّه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم)رواه
البخاري ومسلم،والصوم جنة للعبد بمعنى وقاية وحصن من كل ما يشينه في الدنيا ويهينه في الآخرة،لأنه يقوم سلوكه ويهذّب خلقه

ويطهّر قلبه ويزّكي نفسه ويزيد إيمانه ويكون مآله بذلك النجاة من النار والفوز بالجنة،فهو من أعظم حصون المسلم الواقية
من المهالك،وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(الصيام جنة وهو حصن من حصون المؤمن وكل عمل لصاحبه إلا الصيام،

يقول الله تعالى(الصيام لي وأنا أجزي به)رواه الطبراني وحسنه الألباني،وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم(الصيام جنة وحصن حصين من النار)رواه أحمد،وهذا أعظم أهداف المتقين النجاة من النار والزحزحة عنها،
لقد جمع الصوم من المنافع شيئاً عظيماً وقدراً
فمن هذه الفوائد

تنمية مراقبة الله تعالى في قلب العبد ونفسه،
وتدريب العبد على التحكم في نفسه وشهواته وكبح جماحها،

وتمكين العبد من تمّلك زمام نفسه وإلزامها العفو،وفي هذا تحقيق قوة الإيمان وشدته،
الصائم أجدر الناس بشكر نعمة الله تعالى عندما يفرح بفطره فيشرب على الظمأ ويطعم على الجوع،

الصيام يربي العبد على ترك المحرمات لأنه إذا ترك شهواته من الحلال فهو أجدر أن يتوقى الحرام،
الصيام أعظم ما يزود العبد من التقوى التي هي ثمرة العبادة،وصدق الحكيم الخبير إذ يقول(يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون)فلما كانت التقوى ثمرة
العباد فأعظم أسبابها الصيام كما قال تعالى(يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون)

اللهم تقبل صيامنا وقيامنا,ولا تردنا خائبين,وتقبل منّا إنك أنت السميع العليم وتُب علينا إنك أنت التواب الرحيم,واغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا وما أسررنا وما أعلنا,
اللهم بلغنا ليلة القدر،واجعلنا فيها من المقبولين إنك على كل شيء قدير.

فويرط
16-07-2013, 06:07 AM
جزاك الله خير

امـ حمد
16-07-2013, 04:12 PM
جزاك الله خير

وجزاك ربي جنة الفردوس