امـ حمد
19-07-2013, 06:07 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هاهي العشر الأولى من رمضان انقضت،ونحن على أعتاب العشر الثانية من رمضان،آمل ألا يكون نصيبي ونصيبك قول الله عز وجل(رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ الْخَوَالِفِ)
حرارة الفرحة التي عشناها في مقدم رمضان تساؤلنا،هل لا زالت قلوبنا تجل الشهر،
وتدرك ربيع أيامه،أم أن عواطفنا عادت كأول وهلة باردة في زمن الخيرات،ضعيفة في أوقات الطاعات،ورحم الله سلفنا الصالح،كانت
امرأة مسروق تقول،والله ماكان مسروق يصبح ليلة من الليالي إلا وساقاه منتفختان من طول القيام،وإذا طال عليه الليل وتعب صلى
جالساً ولا يترك الصلاة، وكان إذا فرغ من صلاته يزحف كما يزحف البعير من الضعف،قال أبو مسلم،أيظن أصحاب محمد صلى
الله عليه وسلم،أن يسبقونا عليه،والله لأزاحمهم عليه حتى يعلموا أنهم خلّفوا بعدهم رجالاً،ويا تُرى كم من صلاة في الجماعة ضاعت،وكم
نافلة في صراع الأعمال تاهت،وكم من لحوم إخواننا هتكناها بأنيابنا،وخطت أقدامنا من خطو آثم،كم ،وكم ،من عالم الحرمات
هتّكت فيه الأسوار بيننا وبين الخالق،والمعصية أياً كانت،وهي كما
قال بعض العلماء(أي خلال المعصية لا تزهدك فيها،الوقت الذي تقطعه من نفيس عمرك حين تواقعها،وليس يضيع سدى،بل يصبح
شؤماً عليك،أم الأخدود الذي تحفره في قلبك وعقلك ثم تحشوه برذائل الاعتياد والإلف السيء والإدمان الخبيث،والذكريات الغابرة
التي يحليها لك الشيطان ليدعوك إلى مثلها،ويشك إليها،ام استثقال الطاعة والعبادة والملل منها وفقد لذتها وغبطتها،أم اعراض الله عنك
وتخليته بينك وبين نفسك حتى وقعت فيما وقعت،أم الوسم الذي تميزك به حين جعلتك في عداد الأشرار والفجار والعصاة،أم الخوف
من تحول قلبك عن الإسلام حين تجد حشرجة الموت وكرباته وغصصه،فيا ويلك إن مت على غير ملة الإسلام والإيمان
ها قد مر الوقت وأقبلت العشرة الثانية من رمضان،فيجب علينا
أن نرجع إلى الله ونتوب من كل ذنب اجترأنا فيه على ملك
الملوك،لا تيأس أبداً من عفو الله ورحمته لأن رحمته وسعت كل شيء، وقد قال تعالى(قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ يُغْفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ)فما بالك بنا أمة الحبيب،محمد صلى الله عليه
وسلم،وقال(وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى)فهذا وعد من الله الذي لا يخلف الميعاد،بل إن الله تعالى يعد كل عاصٍ إذا تاب،وبدأ في الأعمال الصالحة بأن يبدل مكان سيئاته حسنات(إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ)
فهنيئا لمن سيتوب ويستغفر من ذنوبه،أما الشيء الثاني الذي نحصل به على عفو الله ومغفرته،فهو أن نعفو نحن عن بعضنا البعض،وعن كل من أساء إلينا فإن الله عفو يحب
العفو،قال تعالى(وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ)فاعفُ عن غيرك حتى يعفو الله عنك،فتذكر أن من صفات أهل الجنة المتقين،أنهم يعفون عن من أساء إليهم،روى
الترمذي،وصححه الألباني،قال صلى الله عليه وسلم(من صمت نجا )فمن قل كلامه،قل
خطؤه،ومن داوى قلبه بقلة الكلام ، وشغل اللسان بالذكر والقرآن أوشك أن يعافى،نحتاج إلى شيء من العزلة لإصلاح القلب ، ونحتاج لوقفة محاسبة في العشر الثانية، حتى نستدرك ما فاتنا في العشر الأوائل،
رحلت العشر الأول من رمضان،ولئن كنا فرطنا فلا ينفع بكاءنا،وما بقي أكثر مما فات،فلنري الله من أنفسنا خيراً،فالله الله أن يتكرر
شريط التهاون،وأن تستمر دواعي الكسل،ورحيل الإنسان مُنتظر ، فوداعاً ياعشر رمضان الأولى،سائلاً الله تعالى أن يكتب لك النجاة ، وأن يجعلك في عداد الفائزين،وأن يعينك على ما بقي من شهر الخير،
أسال الله تعالى أن ترحمنا برحمة من عندك، تغنينا عن رحمة من سواك،وأن تهيئ لنا من أمر رشداً،وأن تعتق رقابنا جميعاً من النار.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هاهي العشر الأولى من رمضان انقضت،ونحن على أعتاب العشر الثانية من رمضان،آمل ألا يكون نصيبي ونصيبك قول الله عز وجل(رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ الْخَوَالِفِ)
حرارة الفرحة التي عشناها في مقدم رمضان تساؤلنا،هل لا زالت قلوبنا تجل الشهر،
وتدرك ربيع أيامه،أم أن عواطفنا عادت كأول وهلة باردة في زمن الخيرات،ضعيفة في أوقات الطاعات،ورحم الله سلفنا الصالح،كانت
امرأة مسروق تقول،والله ماكان مسروق يصبح ليلة من الليالي إلا وساقاه منتفختان من طول القيام،وإذا طال عليه الليل وتعب صلى
جالساً ولا يترك الصلاة، وكان إذا فرغ من صلاته يزحف كما يزحف البعير من الضعف،قال أبو مسلم،أيظن أصحاب محمد صلى
الله عليه وسلم،أن يسبقونا عليه،والله لأزاحمهم عليه حتى يعلموا أنهم خلّفوا بعدهم رجالاً،ويا تُرى كم من صلاة في الجماعة ضاعت،وكم
نافلة في صراع الأعمال تاهت،وكم من لحوم إخواننا هتكناها بأنيابنا،وخطت أقدامنا من خطو آثم،كم ،وكم ،من عالم الحرمات
هتّكت فيه الأسوار بيننا وبين الخالق،والمعصية أياً كانت،وهي كما
قال بعض العلماء(أي خلال المعصية لا تزهدك فيها،الوقت الذي تقطعه من نفيس عمرك حين تواقعها،وليس يضيع سدى،بل يصبح
شؤماً عليك،أم الأخدود الذي تحفره في قلبك وعقلك ثم تحشوه برذائل الاعتياد والإلف السيء والإدمان الخبيث،والذكريات الغابرة
التي يحليها لك الشيطان ليدعوك إلى مثلها،ويشك إليها،ام استثقال الطاعة والعبادة والملل منها وفقد لذتها وغبطتها،أم اعراض الله عنك
وتخليته بينك وبين نفسك حتى وقعت فيما وقعت،أم الوسم الذي تميزك به حين جعلتك في عداد الأشرار والفجار والعصاة،أم الخوف
من تحول قلبك عن الإسلام حين تجد حشرجة الموت وكرباته وغصصه،فيا ويلك إن مت على غير ملة الإسلام والإيمان
ها قد مر الوقت وأقبلت العشرة الثانية من رمضان،فيجب علينا
أن نرجع إلى الله ونتوب من كل ذنب اجترأنا فيه على ملك
الملوك،لا تيأس أبداً من عفو الله ورحمته لأن رحمته وسعت كل شيء، وقد قال تعالى(قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ يُغْفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ)فما بالك بنا أمة الحبيب،محمد صلى الله عليه
وسلم،وقال(وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى)فهذا وعد من الله الذي لا يخلف الميعاد،بل إن الله تعالى يعد كل عاصٍ إذا تاب،وبدأ في الأعمال الصالحة بأن يبدل مكان سيئاته حسنات(إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ)
فهنيئا لمن سيتوب ويستغفر من ذنوبه،أما الشيء الثاني الذي نحصل به على عفو الله ومغفرته،فهو أن نعفو نحن عن بعضنا البعض،وعن كل من أساء إلينا فإن الله عفو يحب
العفو،قال تعالى(وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ)فاعفُ عن غيرك حتى يعفو الله عنك،فتذكر أن من صفات أهل الجنة المتقين،أنهم يعفون عن من أساء إليهم،روى
الترمذي،وصححه الألباني،قال صلى الله عليه وسلم(من صمت نجا )فمن قل كلامه،قل
خطؤه،ومن داوى قلبه بقلة الكلام ، وشغل اللسان بالذكر والقرآن أوشك أن يعافى،نحتاج إلى شيء من العزلة لإصلاح القلب ، ونحتاج لوقفة محاسبة في العشر الثانية، حتى نستدرك ما فاتنا في العشر الأوائل،
رحلت العشر الأول من رمضان،ولئن كنا فرطنا فلا ينفع بكاءنا،وما بقي أكثر مما فات،فلنري الله من أنفسنا خيراً،فالله الله أن يتكرر
شريط التهاون،وأن تستمر دواعي الكسل،ورحيل الإنسان مُنتظر ، فوداعاً ياعشر رمضان الأولى،سائلاً الله تعالى أن يكتب لك النجاة ، وأن يجعلك في عداد الفائزين،وأن يعينك على ما بقي من شهر الخير،
أسال الله تعالى أن ترحمنا برحمة من عندك، تغنينا عن رحمة من سواك،وأن تهيئ لنا من أمر رشداً،وأن تعتق رقابنا جميعاً من النار.