تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : لاتجعل يوم فطرك ويوم صومك سواء



امـ حمد
24-07-2013, 04:51 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عن‏ ‏أبي هريرة رضي الله عنه،عن النبي ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال(‏من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة أن
يدع طعامه وشرابه)أخرجه أحمد،والبخاري،والترمذي،يعني،أنَّ الله لا يريد منَّا أن ندع الطَّعام والشراب،وإنَّما يريد منَّا أن ندع قول
الزُّور والعمل به، والجهل،وقول الزور هو،كل قول محرم،والعَمَل بِالزُّورِ هو،كل عملٍ محرم،والجهل هو،كل عدوان على
النَّاس،فالذي لا يترك هذه الأشياء لم يصم حقيقةً،مسكين والله إن كان ليله معموراً بالقيل والقال وسوء الأقوال والأفعال،وفي الوقت
الذي يصف المصلون أقدامهم ويركعون ويسجدون يدعون ويستغيثون ويباهي الله بهم ملائكته،ومسكين هو يبقى يقلب القناة
بعد القناة،وإن كان نهاره نوماً عن الصلاة وهجراً للقرآن،وإن لم يتعرض لنفحات الرضوان في هذا الشهر الكريم،فمتى
يتعرض،محروم هو يمضي رمضان وتنصرم أيامه وتودع لياليه، وهو في سكر الشهوة هائم،ولقيد الكسل والتفريط أسير،عافانا الله
وإياكم،وعلينا أن نعلم جميعاً أن حقيقة الصوم ليس مجرد ترك الطعام والشراب،بل شرع الله تعالى الصيام لأجل أن نحصِّل
التقوى،ولذا كان الصيام الحقيقي هو الصيام عن المعاصي بتركها وهجرها والكف عنها،وهو صوم القلب،لا فقط صوم الجوارح،وكذا
جاء في كلام أهل العلم ما يبينه ويوضحه،عن أبي هريْرة رضي الله عنه قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(رب صائم حظه من
صيامه الجوع والعطش،ورب قائم حظه من قيامه السهر)رواه أحمد،وصححه الألباني،وقد كان الصحابة وسلف الأمة يحرصون
على أن يكون صيامهم طُهرة للأنفس والجوارح،وتَنزُّهًا عن المعاصي والآثام،وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه،ليس الصيام
من الشراب والطعام وحده،ولكنه من الكذب والباطل واللغو،وقال جابر بن عبد الله الأنصاري،إذا صمتَ فليصم سمعك وبصرك
ولسانك عن الكذب،والمأثم،وليكن عليك وقار وسكينة يوم صومك ، ولا تجعل يوم فطرك ويوم صومك سواء،وقال الشيخ محمد بن
صالح العثيمين رحمه الله،يجب أن يصوم الإنسان عن المعاصي،لأن هذا هو المقصود الأول في الصوم، لقول الله تبارك
وتعالى(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)البقرة،لم يقل،لعلكم تجوعون،أو لعلكم
تعطشون،أو لعلكم تمسكون عن الأهل،لا،قال(لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)هذا هو الصوم الحقيقي،عن معاصي الله عز وجل،فمن صام صوماً ظاهريّاً
جسديّاً،ولكنه لم يصم صوماً قلبيّاً،فإنَّ صومه ناقص,لا نقول،إنه باطل،لكن نقول إنه ناقص,كما نقول في الصلاة,المقصود من
الصلاة الخشوع والتذلل لله عز وجل,وصلاة القلب قبل صلاة الجوارح,لكن لو أن الإنسان صلّى بجوارحه ولم يصلِ بقلبه،كأن يكون قلبه في كل وادٍ،فصلاته ناقصة,
وقد قسَّم العلماء الصبر إلى ثلاثة أقسام،
الصبر على الطاعة،والصبر عن المعصية،والصبر على القدَر،وقد جمع الصيام جميع أنواع الصبر،
قال ابن رجب الحنبلي رحمه الله،أفضل أنواع الصبر،الصيام،
فإنه يجمع الصبر على الأنواع الثلاثة،لأنه صبر على طاعة الله عز وجل،وصبر عن المعاصي،لأن العبد يترك شهواته لله ونفسه قد تنازعه إليها،ولهذا جاء في الحديث الصحيح أن الله عز وجل يقول (كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به،لأنه ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي )وفيه أيضاً،صبر على الأقدار
المؤلمة بما قد يحصل للصائم من الجوع والعطش،فمن حقَّق صيامه كما شرعه الله تعالى فإنه يحصِّل ثواباً عظيماً،
وأجراً جزيلاً من ربه تبارك وتعالى،ويكفيه قوله تعالى(إِنَّمَا يُوفَّى الصَّابِرونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ)قال ابن القيم رحمه الله،الصبر عن
المعصية من وظائف الصدِّيقين،كما قال بعض السلف،أعمال البر يفعلها البر والفاجر،ولا يقوى على ترك المعاصي إلا صدِّيق،
قال ابن القيم رحمه الله،قاعدة الصبر عن المعصية ينشأ من أسباب عديدة،
أحدها،
علم العبدِ بقبحها،ورذالتها،ودناءتها،وأن الله إنما حرَّمها، ونهى عنها،وحماية عن الدنايا والرذائل ، كما يحمي الوالدُ ولدَه عما يضرُّه،وهذا السبب يحمل العاقل على تركها،
السبب الثاني
لحياء من الله سبحانه،فإن العبد متى علم بنظره إليه،ومقامه عليه ،وأنه بمرأى منه ومسمع وكان حيِّيّاً،استحيى من ربه أن يتعرض لمساخطه،
السبب الثالث،
مراعاة نعَمه عليك،وإحسانه إليك،فإن الذنوب تزيل النعم،فما أذنب عبدٌ ذنباً إلا زالت عنه نعمة من الله بحسب ذلك الذنب،فإن تاب،وراجع,رجعت إليه أو مثلها،ولا تزال الذنوب تزيل عنه نعمة حتى تُسلب النعمُ كلها،قال الله تعالى(إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)
إذا كنتَ في نعمة فارعها،،،فإن المعاصي تزيل النعَم
السبب الرابع
محبة الله،فإن المحب لمن يحب مطيع،وكلما قوي سلطان المحبة في القلب،كان اقتضاؤه للطاعة،فخير الدنيا والآخرة بحذافيره في
طاعة الله،وشر الدنيا والآخرة بحذافيره في معصيته،فصبر العبد عن المعاصي،إنما هو بحسب قوة إيمانه،فكلما كان إيمانه
أقوى،كان صبره أتم،وإذا ضعف الإيمان،ضعف الصبر،
ومن أعظم الأشياء ضرراً على العبد،بطالته،وفراغه،فإن النفس لا تقعد فارغة،بل إن لم يشغلها بما ينفعها شغلته بما يضره.



اللهم قوي إيماننا،وإملإ قلوبنا باليقين و ثبتنا على هذا الدين،دين حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم.

teef3beer
24-07-2013, 04:54 AM
الله يجزيكم خير عالكلام الطيب

امـ حمد
24-07-2013, 04:57 AM
الله يجزيكم خير عالكلام الطيب

بارك الله في حسناتك
وجزاك ربي جنة ىالفردوس