المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أشجع نساء العرب



عضوو
29-07-2013, 09:15 AM
نسيبة بنت كعب
هي نسيبة بنت كعب بن عمرو الأنصارية الخزرجية، وكنيتها أم عمارة، كانت هي وإحدى أخواتها المرأتين اللتين شهدتا بيعة العقبة، وشهدها أيضا زوجها زيد بن عاصم بن كعب رضي الله عنه وابناها حبيب وعبد الله ابنا زيد، وحبيب هو الذي قتله مسيلمة الكذاب ومزق جسده قطعة قطعة وهو حي لكي يؤمن به فرفض، وكانت نسيبة تشهد القتال مع بعض نساء المسلمين، فيسقين العطشى ويسعفن الجرحى ويحملن القتلى، إلا أنها شاركت في الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد، وأصيبت يومئذ باثني عشر جرحا، وحاولت قتل المشرك الذي زعم أنه قتل النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد، إلا أنه فر منها.


هي أم عمارة نسيبة بنت كعب بن عمرو بن النجار وهي أم حبيب وعبد الله ابني زيد بن عاصم.

شهدت نسيبة بنت كعب أم عمارة وزوجها زيد بن عاصم بن كعب وابناها: حبيب وعبد الله ابنا زيد العقبة, وشهدت هي وزوجها وابناها أُحدًا.

عن محمد بن إسحاق قال: وحضر البيعة بالعقبة امرأتان قد بايعتا إحداهما نسيبة بنت كعب بن عمرو وهي أم عمارة, وكانت تشهد الحرب مع رسول الله , شهدت معه أحدًا هي وزوجها زيد بن عاصم وابناها حبيب بن زيد وعبد الله بن زيد.

من ملامح شخصية أم عمارة :
حبها للنبي :

ويظهر ذلك في القتال دونه يوم أحد, وأيضًا لما سألته مرافقته في الجنة. يقول النبي في غزوة أحد لزيد بن عاصم: "بارك الله عليكم من أهل البيت, مقام أمك خير من مقام فلان وفلان رحمكم الله أهل البيت, ومقام ربيبك يعني زوج أمه خير من مقام فلان وفلان رحمكم الله أهل البيت", قالت: ادع الله أن نرافقك في الجنة, فقال: "اللهم اجعلهم رفقائي في الجنة", فقالت: ما أبالي ما أصابني من الدنيا.

صبرها :

وذلك عندما قتل مسيلمة ابنها قالت: "لمثل هذا أعددته وعند الله احتسبته".

وابنها حبيب هو الذي أرسله رسول الله إلى مسيلمة الكذاب الحنفي صاحب اليمامة فكان مسيلمة إذا قال له: أتشهد أن محمدًا رسول الله قال: نعم, وإذا قال: أتشهد أني رسول الله, قال: أنا أصم لا أسمع ففعل ذلك مرارًا, فقطعه مسيلمة عضوًا عضوًا فمات شهيدًا .

جهادها :

وشهدت العقبة وبايعت ليلتئذ ثم شهدت أحدًا والحديبية وخيبر وعمرة القضية والفتح وحنينًا واليمامة.

وكانت تشهد المشاهد مع رسول الله . وشهدت بيعة العقبة وشهدت أحدًا مع زوجها زيد بن عاصم ومع ابنها حبيب وعبد الله في قول ابن إسحاق.

وشهدت بيعة الرضوان وشهدت يوم اليمامة فقاتلت حتى أصيبت يدها وجرحت يومئذ اثنتي عشرة جراحة.

وعن أم سعد بنت سعد بن الربيع قالت: رأيت نسيبة بنت كعب ويدها مقطوعة فقلت لها: متى قطعت يدك؟ قالت: يوم اليمامة, كنت مع الأنصار فانتهينا إلى حديقة فاقتتلوا عليها ساعة, حتى قال أبو دجانة الأنصاري واسمه: سماك بن خرشة: احملوني على الترسة حتى تطرحوني عليهم فأشغلهم, فحملوه على الترسة وألقوه فيهم فقاتلهم حتى قتلوه رحمه الله, قالت: فدخلت وأنا أريد عدو الله مسيلمة الكذاب فعرض إلي رجل منهم فضربني فقطع يدي, فوالله ما عرجت عليها ولم أزل حتى وقعت على الخبيث مقتولاً وابني يمسح سيفه بثيابه فقلت له: أقتلته يا بني؟ قال: نعم يا أماه, فسجدت لله شكرًا قال: وابنها هو: عبد الله بن زيد بن عاصم.

من مواقف أم عمارة مع النبي :
موقف أم عمارة في غزوة أحد :

شهدت أم عمارة بنت كعب أحدًا مع زوجها غزية بن عمرو وابنيها وخرجت معهم بشن لها في أول النهار تريد أن تسقي الجرحى فقاتلت يومئذ وأبلت بلاء حسنًا, وجرحت اثني عشر جرحًا بين طعنة برمح أو ضربة بسيف, فكانت أم سعيد بنت سعد بن ربيع تقول: دخلت عليها فقلت: حدثيني خبرك يوم أحد, قالت: خرجت أول النهار إلى أحد وأنا أنظر ما يصنع الناس ومعي سقاء فيه ماء, فانتهيت إلى رسول الله وهو في أصحابه والدولة والريح للمسلمين..

فلما انهزم المسلمون انحزت إلى رسول الله فجعلت أباشر القتال وأذب عن رسول الله بالسيف وأرمي بالقوس حتى خلصت إلي الجراح قالت: فرأيت على عاتقها جرحًا له غور أجوف، فقلت: يا أم عمارة من أصابك هذا؟ قالت: أقبل ابن قميئة وقد ولى الناس عن رسول الله يصيح دلوني على محمد فلا نجوت إن نجا, فاعترض له مصعب بن عمير وناس معه فكنت فيهم فضربني هذه الضربة, ولقد ضربته على ذلك ضربات ولكن عدو الله كان عليه درعان..

فكان ضمرة بن سعيد المازني يحدث عن جدته وكانت قد شهدت أحدًا تسقي الماء قالت: سمعت رسول الله يقول: "لمقام نسيبة بنت كعب اليوم خير من مقام فلان وفلان", وكان يراها يومئذ تقاتل أشد القتال, وإنها لحاجزة ثوبها على وسطها حتى جرحت ثلاثة عشر جرحًا, وكانت تقول: إني لأنظر إلى ابن قميئة وهو يضربها على عاتقها وكان أعظم جراحها فداوته سنة ثم نادى منادي رسول الله إلى حمراء الأسد, فشدت عليها ثيابها, فما استطاعت من نزف الدم, ولقد مكثنا ليلتنا نكمد الجراح حتى أصبحنا, فلما رجع رسول الله من الحمراء ما وصل رسول الله إلى بيته حتى أرسل إليها عبد الله بن كعب المازني يسأل عنها فرجع إليه يخبره بسلامتها فسر بذلك النبي ..

أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا عبد الجبار بن عمارة عن عمارة بن غزية قال: قالت أم عمارة: قد رأيتني وانكشف الناس عن رسول الله فما بقي إلا في نفير ما يتمون عشرة وأنا وابناي وزوجي بين يديه نذب عنه, والناس يمرون به منهزمين ورآني لا ترس معي, فرأى رجلاً موليًا معه ترس, فقال لصاحب الترس: "ألق ترسك إلى من يقاتل", فألقى ترسه, فأخذته فجعلت أتترس به عن رسول الله, وإنما فعل بنا الأفاعيل أصحاب الخيل لو كانوا رجالة مثلنا أصبناهم إن شاء الله, فيقبل رجل على فرس فضربني وتترست له فلم يصنع سيفه شيئًا وولى وأضرب عرقوب فرسه, فوقع على ظهره فجعل النبي يصيح: "يا ابن أم عمارة أمك أمك", قالت: فعاونني عليه حتى أوردته شعوب..

أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن عمرو بن يحيى عن أمه عن عبد الله بن زيد قال: جرحت يومئذ جرحًا في عضدي اليسرى ضربني رجل كأنه الرقل ولم يعرج علي ومضى عني وجعل الدم لا يرقأ, فقال رسول الله: "اعصب جرحك", فتقبل أمي إليَّ ومعها عصائب في حقويها قد أعدتها للجراح, فربطت جرحي, والنبي واقف ينظر إلي ثم قالت: انهض بني فضارب القوم, فجعل النبي يقول: "ومن يطيق ما تطيقين يا أم عمارة", قالت: وأقبل الرجل الذي ضرب ابني, فقال رسول الله: "هذا ضارب ابنك", قالت: فأعترض له فأضرب ساقه فبرك، قالت: فرأيت رسول الله يتبسم حتى رأيت نواجذه, وقال: "استقدت يا أم عمارة", ثم أقبلنا نُعِلُّه بالسلاح حتى أتينا على نفسه, فقال النبي : "الحمد لله الذي ظفرك وأقر عينك من عدوك وأراك ثأرك بعينك".

أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي صعصعة عن الحارث بن عبد الله قال: سمعت عبد الله بن زيد بن عاصم يقول: شهدت أحدًا مع رسول الله, فلما تفرق الناس عنه دنوت منه أنا وأمي نذب عنه, فقال: "ابن أم عمارة", قلت: نعم, قال: "ارم", فرميت بين يديه رجلاً من المشركين بحجر وهو على فرس, فأصبت عين الفرس فاضطرب الفرس حتى وقع هو وصاحبه, وجعلت أعلوه بالحجارة حتى نضدت عليه منها وقرًا, والنبي ينظر يتبسم, ونظر جرح أمي على عاتقها, فقال: "أمك أمك, اعصب جرحها, بارك الله عليكم من أهل البيت, مقام أمك خير من مقام فلان وفلان رحمكم الله أهل البيت, ومقام ربيبك يعني زوج أمه خير من مقام فلان وفلان رحمكم الله أهل البيت", قالت: ادع الله أن نرافقك في الجنة, فقال: "اللهم اجعلهم رفقائي في الجنة", فقالت: ما أبالي ما أصابني من الدنيا.

وعن موسى بن ضمرة بن سعيد عن أبيه قال: أُتي عمر بن الخطاب بمروط فكان فيها مرط جيد واسع, فقال بعضهم: إن هذا المرط لثمن كذا وكذا, فلو أرسلت به إلى زوجة عبد الله بن عمر صفية بنت أبي عبيد, قال: وذلك حدثان ما دخلت على ابن عمر, فقال: أبعث به إلى من هو أحق به منها, أم عمارة نسيبة بنت كعب, سمعت رسول الله يقول يوم أحد: "ما التفت يمينًا ولا شمالاً إلا وأنا أراها تقاتل دوني".

وعن أم عمارة بنت كعب الأنصارية أن النبي دخل عليها فقدمت إليه طعامًا فقال: "كلي", فقالت: إني صائمة, فقال رسول الله : "إن الصائم تصلي عليه الملائكة إذا أكل عنده حتى يفرغوا", وربما قال: "حتى يشبعوا".

وقالت أم عمارة الأنصارية أنها أتت النبي فقالت: ما أرى كل شيء إلا للرجال, وما أرى النساء يذكرن بشيء؟ فنزلت هذه الآية: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} [الأحزاب: 35] الآية.

وفاة أم عمارة :
توفيت أم عمارة في خلافة عمر رضي الله عنهما عام 13هـ.


يتبع أن شاء الله

كازانوفا
29-07-2013, 09:33 AM
رحمة الله عليها
اللهم اجعلني مثلها يارب العالمين ومثل الصحابيات

جزيت خيرا

امـ حمد
29-07-2013, 09:56 AM
بارك الله في حسناتك
وجزاك ربي جنة الفردوس
اللهم احشرنا مع الصحابيات

عضوو
30-07-2013, 12:27 PM
صفية بنت عبدالمطلب

اكتنف المجد صفية بنت عبدالمطلب من كل جانب.
فأبوها عبدالمطلب بن هاشم جد النبي-صلى الله عليه وسلم- وزعيم قريش وسيدها المطاع.
وأمها هاله بنت وهب أخت آمنه بنت وهب والدة الرسول عليه السلام.
وزوجها الأول،الحارث بن حرب أخو أبي سفيان بن حرب زعيم بني أمية ، وقد توفي عنها.
زوجها الثاني ، العوام بن خويلد أخو خديجه بنت خويلد سيدة نساء العرب في الجاهلية وأولى أمهات المؤمنين في الإسلام.
وابنها ، الزبير بن عوام حواري الرسول صلى الله علي وسلم ، وقبل هذا كله وبعده فهي عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أفبعد هذا رف تطمح إليه النفوس غير شرف الإيمان ؟؟..
اتصفت السيدة فيه بنت عبدالمطلب بأنها سيدة رصينة ذات رأي صائب يحسب لها الرجال ألف حساب.
وقد عرفت أيضاً بأنها أول صحابية قتلت مشركاً في سبيل الإسلام.
وقد توفي عن السيدة صفية بنت عبد المطلب زوجها العوام بن خويلد وترك لها طفلاً صغيراً
هو ابنها (الزبير) فنشّأته على الخشونه والبأس وربّته على الفروسية والحرب.
وجعلت لعبه الأساسية هي بري السّهام وإصلاح القسيِّ. ودأبت على تقذفه في كل مخوفةٍ وتقحمه في كل خطر.
فإذا رأته أحجم أو تردد ضربته ضرباً مبرحاً حتى أنها عوتبت في ذلك من قبل أحد أعمامه حين قال لها:
ماهكذا يُضرب الولد.. إنك تضربينه ضرب مبغضه لاضرب أم.
فارتجزت قائله:
من قال قد ابغضته فقد كذبْ
وإنما اضربه كي يَلِبْ
ويهزم الجيش ويأتي بالسلبْ
ولما بعث الله نبيه بدين الهدى والحق، وأرسله نذيراً وبشيراً للناس، وأمره بأن يبدأ بذوي قرباه،
جمع بني عبدالمطلب نساءهم ورجالهم، كبارهم وصغارهم، وخاطبهم قائلاً:
(يافاطمه بنت محمد ، ياصفية بنت عبدالمطلب إني لا أملك لكم من الله شيئاً).
ثم دعاهم إلى الإيمان بالله، وحضّهم على التصديق برسالته.
فأقبل على الاسلام والإيمان منهم من أقبل وأعرض عن الهدى من أعرض. وكانت صفية بنت عبدالمطلب في الرعيل الأول من المؤمنين المصدِّقين.
وعند ذلك جمعت صفية المجد من أطرافه: سؤدد الحب وعز الإسلام.
انضمت صفية بنت عبدالمطلب رضي الله عنها إلى مركب النور هي وفتاها الزبير بن عوام، وعانت ماعاناه المسلمون السابقون من بأسِ قريش وعنتها وطغيانها.
فلما أذن الله لنبيه والمؤمنين بالهجرة إلى المدينة خلّفت السيدة صفية وراءها مكة بكل مافيها من طيوب الذكريات،
وضروب المفاخر والمآثر، ويممت وجهها شطر المدينة مهاجرة بدينها إلى الله ورسوله.
وعلى الرغم من أن ّ السيدة العظيمة كانت يومئذ قد قاربت الستين من العمر ،
فقد كان لا في ميادين الجهاد مواقف لايزال يذكرها التاريخ بلسان ندي بالإعجاب وطيب بالثناء. وحسبنا من هذه المواقف مشهدان اثنان:
كان أولهما يومَ أحُد فهو أنها خرجت مع جند المسلمين في ثلة من النساء جهاداً في سبيل الله.
فجعلت تنقل الماء وتروي العطاش وتبري السهام وتصلح القِسيِّ.
وكان لها مع ذلك غرض آخر هو أن ترقب المعركة بمشاعرها كلها. وذلك لأن ابن أخيها محمد عليه الصلاه والسلام
في ساحة المعركة وكذلك أخوها حمزة ابن عبدالمطلب وهناك أيضاً ابنها الزبير بن العوام
وفي المعركة -قبل ذلك وفوق كل ذلك- مصير الإسلام الذي اعتنقته راغبة، وهاجرت في سبيله محتسبة، وأبصرت من خلاله طريق الجنّة.
ولمّا رأت المسلمون ينكشفون عن رسول الله إلا قليلاً منهم ووجدت المشركون يوشكون أن يصلوا إلى النبي صلوات الله عليه وسلامه
طرحت سقاءها أرضاً وهبّت كاللبوءة التي هُوجم أشبالها وانتزعت من يد أحد المنهزمين رمحه
ومضت تشق به الصفوف، وتضرب بسنانه الوجوه، وتزأر في المسلمين قائله:
ويييحكم ، انهزمتم عن رسول الله !!!
فلما رآها النبي عليه الصلاة والسلام مُقبلة خشي عليها أن ترى أخاها حمزة وهو صريع
وقد مثّل به المشركون أبشع تمثيل فأشار إلى ابنها الزبير قائلاً: (المرأة يازبير...المرأة يازبير).
فأقبل عليها الزبير وقال:
يا أمّهْ إليك .. إليك يا أمهْ “ويقصد بها يا أماه”.
فقالت: تنحَّ لا أمّ لك.
فقال: إن رسول الله يأمرك أن ترجعي.
فقالت: ولمَ؟! إنه قد بلغني أنه مُثِّل بأخي، وذلك في الله.
فقال الرسول عليه الصلاه والسلام : خلِّ سبيلها يا زُبير.
فخلّى سبيلها.
ولمّا وضعت المعركة أوزراها.. وقفت صفية على أخيها حمزة فوجدته قد بُقرَ بطنه، وأخرجِت كبده،
وجُدع أنفه، وصُلِمَتْ أذناه، وشُوِّه وجهه، فاستغفرت له، وجعلت تقول:
إن ذلك في الله .. لقد رضيت بقضاء الله.
والله لأصبرِنَّ، ولأحتسبنَّ إن شاء الله. كان ذلك موقف صفيه رضي الله عنها وارضاها يوم أحد
أي إيمان هذا ؟؟؟
أما موقفها يوم الخندق فله قصة مثيرة سداها الدهاء والذكاء ولحمتها البسالة والحزم. فإليكم خبرها كما وعته كتب التاريخ.
لقد كان من عادة رسول الله صلوات الله عليه وسلامه إذا عزم على غزوة من الغزوات أن يضع النساء والذراري في الحصون
خشية أن يغدر بالمدينة غادر في غيبة حماتها. فلما كان يوم الخندق جعل نساءه وعمّته وطائفة من نساء المسلمين
في حصنٍ لحسان بن ثابت ورثه عن آبائه، وكان من أمنع حصون المدينة وأبعدها منالاً.
وبينما كان المسلمون يرابطون على حواف الخندق في مواجهة قريش وأحلافها وقد شغلوا عن النساء والذراري بمنازلة العدو.
أبصرت صفية بنت عبدالمطلب شبحاً يتحرك في عتمة الفجر. فأرهفت له السمع وأحدّت إليه البصر.
فإذا هو يهودي أقبل على الحصن، وجعل يطيف به متحسساً أخباره متجسساً على من فيه.
فأدركت أنه عين على الحصن لبني قومه جاء ليعلم أفي الحصن رجال يدافعون عمَّن فيه أم أنه لايَضمُّ بين جدرانه غير النساء والأطفال.
فقالت في نفسها: إن يهود بني قريظة قد نقضوا العهد بينهم وبين رسول الله وحالفوا قريشاً ضد المسلمين.
وليس بيننا وبينهم أحد من المسلمين يدافع عنّا، ورسول الله عليه الصلاه والسلام ومَنْ معه مرابطون في نحور العدو.
فإن استطاع عدو الله أن ينقل إلى قومه حقيقة أمرنا سبى اليهود النساء واسترقوا الذراري، وكانت الطامة على المسلمين.
عند ذلك بادرت إلى خمارها فلفته على رأسها وعمدت إلى ثيابها فشدتها على وسطها، وأخذت عموداً على عاتقها
ونزلت إلى باب الحسن فشقته في أناة وحِذْقٍ، وجعلت ترقب من خلاله عدو الله في يقظة وحذر
حتى إذا ايقنت أنه غدا في موقف يمكّنها منه، حمت عليه حملة حازمة صارمة، وضربته بالعمود على رأسه فطرحته أرضاً.
ثم عززت الضربة الأولى بثانية وثالثة حتى أجهزت عليه، وأخمدت أنفاسه.
ثم بادرت إليه فاحتزت رأسه بسكين كانت معها وقذفت بالرأس من أعلى الحصن.
فطفق يتدحرج على سفوحه حتى استقر بين أيدي اليهود الذين كانوا يتربصون في أسفله. فلما رأى اليهود رأس صاحبهم قال بعضهم لبعض:
قد علمنا أن محمداً م يكن ليترك النساء والأطفال من غير حماةٍ، ثم عادوا أدراجهم.
رضي الله عن صفية بنت عبدالمطلب فقد كانت مثلاً عظيماً للمرأة المسلمة.
عاشت السيدة صفية بنت عبدالمطلب ثلاثاً وسبعين سنة وتوفيت في خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ودفنت بالبقيع.

كازانوفا
30-07-2013, 01:56 PM
جمعنا الله واياكم فيهم جميعا ان شالله

عضوو
31-07-2013, 04:27 PM
أسماء بنت أبي بكر (ع)

عبد الله بن أبي قحافة عثمان. أم عبد الله القرشية التيمية ، المكية ، ثم المدنية .

والدة الخليفة عبد الله بن الزبير ، وأخت أم المؤمنين عائشة ، وآخرالمهاجرات وفاة .

روت عدة أحاديث . وعمرت دهرا . وتعرف بذات النطاقين وأمها : هي قُتَيْلَة بنت عبد العزى العامرية .

حدث عنها ابناها : عبد الله ، وعروة ، وحفيدها عبد الله بن عروة ، وحفيده عباد بن عبد الله ، وابن عباس ، وأبو واقد الليثي ، وصفية بنت شيبة ، ومحمد بن المنكدر ، ووهب بن كيسان ، وأبو نوفل معاوية بن أبي عقرب ، والمطلب بن عبد الله بن حنطب ، وفاطمة بنت المنذر بن الزبير ، ومولاها عبد الله بن كيسان ، وابن أبي مليكة ، ونافلتها عباد بن حمزة بن عبد الله بن الزبير ; وعدة .

وكانت أسن من عائشة ببضع عشرة سنة .

هاجرت حاملا بعبد الله . وقيل : لم يسقط لها سن .

وشهدت اليرموك مع زوجها الزبير .

وهي ، وأبوها ، وجدها ، وابنها ابن الزبير ، أربعتهم صحابيون .

أخبرنا أحمد بن هبة الله : أنبأنا المؤيد الطوسي : أخبرنا أبو عبد الله الفراوي : أخبرنا عبد الغافر الفارسي ، أخبرنا ابن عمروية ، أخبرنا إبراهيم بن سفيان ، حدثنا مسلم ، حدثنا داود بن عمرو ، حدثنا نافع بن عمر ، عن ابن أبي مليكة ، قال : قالت أسماء بنت أبي بكر ، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : إني على الحوض أنظر من يَرِد علي منكم .

شعبة ، عن مسلم القري قال : دخلنا على أم ابن الزبير ; فإذا هي امرأة ضخمة عمياء -نسألها عن متعة الحج. فقالت : قد رخص رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيها .

قال عبد الرحمن بن أبي الزناد : كانت أسماء أكبر من عائشة بعشر .

هشام بن عروة ، عن أبيه ، وفاطمة بنت المنذر ، عن أسماء ، قالت : صنعت سفرة النبي -صلى الله عليه وسلم- في بيت أبي حين أراد أن يهاجر ; فلم أجد لسفرته ولا لسقائه ما أربطهما ، فقلت لأبي : ما أجد إلا نطاقي ، قال : شقيه باثنين ، فاربطي بهما ; قال : فلذلك سميت : ذات النطاقين .

ابن إسحاق : حدثني يحيى بن عباد عن أبيه ، عن أسماء ، قالت : لما توجه النبي -صلى الله عليه وسلم- من مكة حمل أبو بكر معه جميع ماله - خمسة آلاف ، أو ستة آلاف -فأتاني جدي أبو قحافة وقد عمي ، فقال : إن هذا قد فجعكم بماله ونفسه . فقلت : كلا ، قد ترك لنا خيرا كثيرا .

فعمدت إلى أحجار ، فجعلتهن في كُوَّة البيت ، وغطيت عليها بثوب ، ثم أخذت بيده ، ووضعتها على الثوب ، فقلت : هذا تركه لنا . فقال : أما إذ ترك لكم هذا ، فنعم .

ابن إسحاق : حدثت عن أسماء ، قالت : أتى أبو جهل في نفر ، فخرجت إليهم ، فقالوا : أين أبوك ؟ قلت : لا أدري -والله- أين هو؟ .

فرفع أبو جهل يده ، ولطم خدي لطمة خر منها قرطي . ثم انصرفوا . فمضت ثلاث لا ندري أين توجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ; إذ أقبل رجل من الجن يسمعون صوته بأعلى مكة ، يقول : جـزَى اللـهُ ربُّ النـاسِ خـيْرَ جزَائِـهِ



رَفِـيـقَيْـنِ قَـالا خَـيْمَـتَيْ أمِّ مَـعْبَـدِ



قال ابن أبي مليكة : كانت أسماء تصدع ، فتضع يدها على رأسها ، وتقول : بذنبي ، وما يغفره الله أكثر .

وروى عروة عنها ، قالت : تزوجني الزبير ، وما له شيء غير فرسه ; فكنت أسوسه وأعلفه ، وأدق لناضحه النوى وأستقي ، وأعجن ، وكنت أنقل النوى من أرض الزبير ، التي أقطعه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، على رأسي -وهي على ثلثي فرسخ فجئت يوما ، والنوى على رأسي ، فلقيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومعه نفر ، فدعاني ، فقال : إخّ ، إخّ ، ليحملني خَلفه ; فاستحييت ، وذكرت الزبير ، وغيرته .

قالت : فمضى .

فلما أتيت ، أخبرت الزبير . فقال : والله ، لحملك النوى كان أشد عليَّ من ركوبك معه! قالت : حتى أرسل إليّ أبو بكر بعد بخادم ، فكفتني سياسة الفرس ، فكأنما أعتقني .

وعن ابن الزبير ، قال : نزلت هذه الآية في أسماء ; وكانت أمها يقال لها : قُتَيْلة ، جاءتها بهدايا ; فلم تقبلها ، حتى سألت النبي -صلى الله عليه وسلم- ، فنزلت : لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ .

وفي "الصحيح" قالت أسماء : يا رسول الله ، إن أمي قدمت ، وهي راغبة ، أفأصِلُها ؟ قال : نعم ، صِلِي أُمَّك .

عبد الله بن محمد بن يحيى بن عروة ، عن هشام ، أن عروة ، قال : ضرب الزبير أسماء ، فصاحت بعبد الله ابنها ، فأقبل . فلما رآه ، قال : أمك طالق إن دخلت . فقال : أتجعل أمي عرضة ليمينك؟! فاقتحم ، وخلَّصها . قال : فبانت منه .

حماد بن سلمة ، عن هشام بن عروة : أن الزبير طلق أسماء ; فأخذ عروة ، وهو يومئذ صغير .

أسامة بن زيد ، عن محمد بن المنكدر ، قال : كانت أسماء بنت أبي بكر سخية النفس .

هشام بن عروة ، عن القاسم بن محمد : سمعت ابن الزبير يقول : ما رأيت امرأة قط أجود من عائشة وأسماء ; وجودهما مختلف : أما عائشة ، فكانت تجمع الشيء إلى الشيء ، حتى إذا اجتمع عندها وضعته مواضعه ، وأما أسماء ، فكانت لا تدخر شيئا لغد .

قال مصعب بن سعد : فرض عمر للمهاجرات : ألفا ألفا ، منهن : أم عبد ، وأسماء .

هشام بن عروة ، عن فاطمة بنت المنذر : أن أسماء كانت تَمْرَضُ المَرْضَة ، فتعتق كل مملوك لها .

قال الواقدي : كان سعيد بن المسيب من أعبر الناس للرؤيا ، أخذ ذلك عن أسماء بنت أبي بكر ، وأخذت عن أبيها .

معن بن عيسى : حدثنا شعيب بن طلحة ، عن أبيه : قالت أسماء لابنها : يا بني عش كريما ، ومت كريما ، لا يأخذك القوم أسيرا .

قال هشام بن عروة : كثر اللصوص بالمدينة ; فاتخذت أسماء خنجرا زمن سعيد بن العاص : كانت تجعله تحت رأسها .

قال عروة : دخلت أنا وأخي ، قبل أن يُقتل ، على أمنا بعشر ليال ، وهي وجعة ، فقال عبد الله : كيف تجدينك ؟ قالت : وجعة . قال : إن في الموت لعافية . قالت : لعلك تشتهي موتي ; فلا تفعل ، وضحكت ، وقالت : والله ، ما أشتهي أن أموت ، حتى تأتي على أحد طرفيك : إما أن تقتل فأحتسبك ; وإما أن تظفر فتقر عيني . إياك أن تعرض على خطة فلا توافق ، فتقبلها كراهية الموت .

قال : وإنما عنى أخي أن يقتل ، فيحزنها ذلك .

وكانت بنت مائه سنة .

ابن عيينة : حدثنا أبو المحياة ، عن أُمَّه ، قال : لما قتل الحجاج ابن الزبير ، دخل على أسماء وقال لها : يا أمه ، إن أمير المؤمنين وصاني بك ، فهل لك من حاجة ؟ قالت : لست لك بأم ، ولكني أم المصلوب على رأس الثنية ، وما لي من حاجة ; ولكن أحدثك : سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول : يخرجُ في ثقيف كذَّابٌ ، ومُبِير فأما الكذاب ، فقد رأيناه -تعني المختار- وأما المُبِير ، فأنت .

فقال لها : مُبِيرُ المُنافقين .

أحمد بن يونس : حدثنا أبو المحياة يحيى بن يعلى التيمي ، عن أبيه ، قال : دخلت مكة بعد قتل ابن الزبير بثلاث -وهو مصلوب- فجاءت أمه عجوز طويلة عمياء ، فقالت للحجاج : أما آن للراكب أن ينزل ؟ فقال : المنافق ؟ قالت : والله ، ما كان منافقا ، كان صوَّامًا قوّامًا برًّا . قال : انصرفي يا عجوز ، فقد خَرِفْتِ . قالت : لا-والله- ما خرِفت منذ سمعت رسول الله يقول : في ثقيف كذَّابٌ ، ومُبِير ... الحديث .

ابن عيينة ، عن منصور بن صفية ، عن أمه ، قالت : قيل لابن عمر : إن أسماء في ناحية المسجد -وذلك حين صلب ابن الزبير- فمال إليها ، فقال : إن هذه الجُثث ليست بشيء ، وإنما الأرواح عند الله ; فاتقي الله واصبري .

فقالت : وما يمنعني ، وقد أهدي رأس يحيى بن زكريا إلى بغي من بغايا بني إسرائيل .

أيوب ، عن ابن أبي مليكة ، قال : دخلت على أسماء بعد ما أصيب ابن الزبير ، فقالت : بلغني أن هذا صلب عبد الله ; اللهم لا تمتني حتى أوتَى به ، فأحنطه وأكفنه .

فأُتيت به بعد ، فجعلت تحنطه بيدها ، وتكفنه ، بعد ما ذهب بصرها .

ومن وجه آخر -عن ابن أبي مليكة- : وصلَّت عليه ; وما أتت عليه جمعة إلا ماتت .

شريك ، عن الركين بن الربيع ، قال : دخلت على أسماء بنت أبي بكر ، وقد كبرت ، وهي تصلي ، وامرأة تقول لها : قومي ، اقعدي ، افعلي ، من الكبر .

قال ابن سعد : ماتت بعد ابنها بليال . وكان قتله لسبع عشرة خلت من جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين .

قلت : كانت خاتمة المهاجرين والمهاجرات .

إسحاق الأزرق ، عن عوف الأعرابي ، عن أبي الصديق الناجي : أن الحجّاج دخل على أسماء ، فقال : إن ابنك أُلحد في هذا البيت ، وإن الله أذاقه من عذاب أليم . قالت : كذبت. كان برًّا بوالدته ، صوَّامًا ، قوّامًا ، ولكن قد أخبرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : أنه سيَخْرُجُ من ثقيف كذَّابَان : الآخر منهما شَرٌّ من الأول ، وهو مُبِيرٌ .

مسندها ثمانية وخمسون حديثا .

اتفق لها البخاري ومسلم على ثلاثة عشـر حديثا . وانفرد البخاري بخمسة أحاديث ، ومسلم بأربعة .

عضوو
31-07-2013, 04:29 PM
الفارسة
(خولة بنت الأزور)
سبق الفارس الملثَّم جيش المسلمين، وفى شجاعة نادرة اخترق صفوف الروم، وأعمل السيف فيهم، فأربك الجنود، وزعزع الصفوف، وتطايرت الرءوس، وسقطت الجثث على الأرض، وتناثرت الأشلاء هنا وهناك، وتعالت الصَّرَخات من الأعداء والتكبيرات من جيش المسلمين.
ليت شعري من هذا الفارس؟ وأيم اللَّه، إنه لفارس شجاع...كلمات قالها خالد بن الوليد قائد جيش المسلمين في معركة أجنادين عندما لمح الفارس وهو يطيح بسيفه هامات الأعداء، بينما ظن بعض المسلمين أن هذا الفارس لا يكون إلا خالدًا القائد الشجاع.لكن خالدًا قد قرب منهم، فسألوه في تعجب، من هذا الفارس الهُمام؟ فلا يجبهم، فتزداد حيرة المسلمين وخوفهم على هذا الفارس ولكن! ما لبث أن اقترب من جيش المسلمين وعليه آثار الدماء بعد أن قتل كثيرًا من الأعداء، وجعل الرعب يَدُبُّ فى صفوفهم، فصاح خالد والمسلمون: للَّه درُّك من فارس بذل نفسه فى سبيل اللَّه ! اكشف لنا عن لثامك. لكن الفارس لم يستجب لطلبهم، وانزوى بعيدًا عن المسلمين، فذهب إليه خالد وخاطبه قائلا: ويحك لقد شغلتَ قلوب الناس وقلبى لفعلك، من أنت؟ فأجابه: إننى يا أمير لم أُعرِضْ عنك إلا حياءً منك لأنك أمير جليل وأنا من ذوات الخدور وبنات الستور. فلما علم خالد أنها امرأة سألها -وقد تعجَّب من صنيعها-: وما قصتك؟ فقالت المرأة: علمتُ أن أخى ضرارًا قد وقع أسيرًا فى أيدى الأعداء، فركبتُ وفعلتُ ما فعلتُ.قال خالد: سوف نقاتلهم جميعًا ونرجو اللَّه أن نصل إلى أخيكِ فنفكه من الأسر.
واشتبك جيش المسلمين مع الأعداء وقتلوا منهم عددًا كبيرًا، وكان النصر للمسلمين، وسارت تلك الفارسة تبحث عن أخيها، وتسأل المسلمين عنه، فلم تجد ما يشفى صدرها ويريح قلبها، فجلست تبكى على أخيها وتقول: "يابن أمى ليت شِعْرِي... فى أية بَيْدَاء طَرَحُوكَ، أم بأى سِنَانٍ طعنوك، أم بالْحُسام قتلوكَ. يا أخى لك الفداء، لو أنى أراك أنقذكَ من أيدى الأعداء، ليت شِعْرِى أترى أنى لا أراك بعدها أبدًا؟
لقد تركتَ يابن أمى في قلب أختك جمرة لا يخمد لهيبها، ليت شعري، لقد لحقت بأبيك المقتول بين يدَى النبي (، فعليك منى السلام إلى يوم اللقاء. فما إن سمعها الجيش حتى بكوا وبكى خالد بن الوليد.
وما هى إلا لحظات حتى أتى الخبر بالبشرى بأن أخاها مازال على قيد الحياة، وأن جيش الأعداء قد أرسله إلى ملك الروم مكبَّلا بالأغلال، فأرسل "خالدٌ" "رافعَ بن عميرة" فى مائة من جيش المسلمين ليلحق بالأعداء ويفك أسْرَ أخيها، فما إن سمعتْ بخروج "رافع بن عميرة" حتى أسرعتْ إلى خالد تستأذنه للخروج مع المسلمين لفك أسر أخيها، فذهبتْ معهم حيث أعدوا كمينًا فى الطريق، وما إن مرَّ الأعداء بالأسير حتى هجموا عليهم هجمة رجل، واحد وما لبثوا أن قضوا عليهم وفكوا أسر أخيها وأخذوا أسلحة العدو.
تلك هي الفارسة الفدائية خولة بنت الأَزْوَر، صحابية جليلة، أَبْلت بلاء حسنًا فى فتوح الشام ومصر. وكانت من أشجع نساء عصرها.
وتمر الأيام، وتظهر بسالة تلك المرأة، ومدى دفاعها عن الإسلام، ففى موقعة "صجورا" وقعت هي ونسوة معها فى أسر جيش الروم. ولكنها أبت أن تكون عبدة فى جيش الروم، فأخذت تحث أخواتها على الفرار من الأسر، فقامت فيهن قائلة: يا بناتَ حِمْيَر وبقية تبع، أترضين لأنفسكن أن يكون أولادكن عبيدًا لأهل الروم، فأين شجاعتكن وبراعتكن التي تتحدث بها عنكن أحياء العرب؟ وإنى أرى القتل عليكن أهون مما نزل بكُنَّ من خدمة الروم. فألهبت بكلامها حماس النسوة، فأبَيْن إلا القتال والخروج من هذا الذُّل والهوان.
وقالت لهن: خذوا أعمدة الخيام، واجعلوها أسلحة لكُن، وكنَّ فى حلقة متشابكات الأيدى مترابطات، لعل اللَّه ينصرنا عليهم، فنستريح من معرَّة العرب. فهجمت وهجم معها النسوة على الأعداء وقاتلن قتال الأبطال حتى استطعن الخروج من معسكر الأعداء وتخلصن من الأسر.
ولم تنته معارك خَوْلة فى بلاد الشام، فقد أُسِرَ أخوها ضرار مرة أخرى فى معركة مرج راهط، فاقتحمت الصفوف من أجله.
وخاضت مع المسلمين معركة أنطاكية حتى تمَّ النصر فيها للمسلمين، كما اشتركتْ -أيضًا- فى فتح مصر، وغدتْ مفخرة نساء العرب ورجالهم.
وظلتْ السيدة خَوْلة -رضى الله عنها- على إيمانها وحبها للفداء والتضحية، ودفاعها عن دين الله، ورفْع لواء الإسلام حتى تُوُفِّيتْ فى آخر خلافة عثمان بن عفان -رضى الله عنه-.
*

عضوو
02-08-2013, 03:26 PM
نسب الخنساء:
هي تماضر بنت عمرو بن الحارث السلمية ولقبها الخنساء، وسبب تلقيبها بالخنساء لقصر أنفها وارتفاع أرنبتيه[1].

حال الخنساء في الجاهلية:
عرفت الخنساء رضي الله عنها بحرية الرأي وقوة الشخصية, ونستدل على ذلك من خلال نشأتها في بيت عـز وجاه مع والدها وأخويها معاوية وصخر، والقصائد التي كانت تتفاخر بها بكرمهما وجودهما، وأيضا أثبتت قوة شخصيتها برفضها الزواج من دريد بن الصمة أحد فرسان بني جشم؛ لأنها آثرت الزواج من أحد بني قومها، فتزوجت من ابن عمها رواحة بن عبد العزيز السلمي، إلا أنها لم تدم طويلاً معه؛ لأنه كان يقامر ولا يكترث بماله، لكنها أنجبت منه ولدًا، ثم تزوجت بعده من ابن عمها مرداس بن أبي عامر السلمي، وأنجبت منه أربعة أولاد.

وأكثر ما اشتهرت به الخنساء في الجاهلية هو شعرها وخاصة رثاؤها لأخويها صخر ومعاوية والذين ما فتأت تبكيهما حتى خلافة عمر, ومما يذكر في ذلك ما كان بين الخنساء وهند بنت عتبة قبل إسلامها, نذكره لنعرف إلى أي درجة اشتهرت الخنساء بين العرب في الجاهلية بسبب رثائها أخويها.

عندما كانت وقعة بدر قتل عتبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة، فكانت هند بنت عتبة ترثيهم، وتقول بأنها أعظم العرب مصيبة. وأمرت بأن تقارن مصيبتها بمصيبة الخنساء في سوق عكاظ، وعندما أتى ذلك اليوم، سألتها الخنساء: من أنت يا أختاه؟ فأجابتها: أنا هند بنت عتبة أعظم العرب مصيبة، وقد بلغني أنك تعاظمين العرب بمصيبتك فبم تعاظمينهم أنت؟ فقالت: بأبي عمرو الشريد، وأخي صخر ومعاوية. فبم أنت تعاظمينهم؟ قالت الخنساء: أوهم سواء عندك؟ ثم أنشدت هند بنت عتبة تقول:

أبكي عميد الأبطحين كليهما *** ومانعها من كل باغ يريدهـا

أبي عتبة الخيرات ويحك فاعلمي *** وشيبة والحامي الذمار وليدها

أولئك آل المجد من آل غالب *** وفي العز منها حين ينمي عديدها

فقالت الخنساء:

أبكي أبي عمرًا بعين غزيـرة *** قليل إذا نام الخلـي هجودهـا

وصنوي لا أنسى معاوية الذي *** له من سراة الحرتيـن وفـودهـا

وصخرًا ومن ذا مثل صخر إذا *** غدا بساحته الأبطال قــزم يقودها

فذلك يا هند الرزية فاعلمي *** ونيران حرب حين شب وقـودهـا

قصة إسلام الخنساء :
قال ابن عبد البر في الاستيعاب: "قدمت على رسول الله r مع قومها من بني سليم فأسلمت معهم".

وتعد الخنساء من المخضرمين؛ لأنها عاشت في عصرين: عصر الجاهلية وعصر الإسلام، وبعد ظهور الإسلام أسلمت وحسن إسلامها[2].

من أهم ملامح شخصية الخنساء :
1- قوة الشخصية :

عرفت بحرية الرأي وقوة الشخصية ونستدل على ذلك من خلال نشأتها في بيت عـز وجاه مع والدها وأخويها معاوية وصخر، والقصائد التي كانت تتفاخر بها بكرمهما وجودهما، وأيضا أثبتت قوة شخصيتها برفضها الزواج من دريد بن الصمة أحد فرسان بني جشم؛ لأنها آثرت الزواج من أحد بني قومها.

2- الخنساء شاعرة :

يغلب عند علماء الشعر على أنه لم تكن امرأة قبلها ولا بعدها أشعر منها. كان بشار يقول: إنه لم تكن امرأة تقول الشعر إلا يظهر فيه ضعف، فقيل له: وهل الخنساء كذلك، فقال: تلك التي غلبت الرجال.

أنشدت الخنساء قصيدتها التي مطلعها:

قذى بعينيك أم بالعين عوار *** أم ذرفت إذ خلت من أهلها الدار

وسئل جرير عن أشعر الناس فـأجابهم: أنا، لولا الخنساء، قيل: فيم فضل شعرها عنك؟ قال: بقولها:

إن الزمان ومـا يفنى له عجـب *** أبقى لنا ذنبًا واستؤصل الــرأس

3- البلاغة وحسن المنطق والبيان :

في يوم من الأيام طلب من الخنساء أن تصف أخويها معاوية وصخر، فقالت: إن صخرًا كان الزمان الأغبر، وذعاف الخميس الأحمر. وكان معاوية القائل الفاعل. فقيل لها: أي منهما كان أسنى وأفخر؟ فأجابتهم: بأن صخر حر الشتاء، ومعاوية برد الهواء. قيل: أيهما أوجع وأفجع؟ فقالت: أما صخر فجمر الكبد، وأما معاوية فسقام الجسد.

4- الشجاعة والتضحية :

ويتضح ذلك في موقفها يوم القادسية واستشهاد أولادها. فقالت: الحمد لله الذي شرفني باستشهادهم.

ولها موقف مع الرسول r فقد كان يستنشدها فيعجبه شعرها, وكانت تنشده وهو يقول: "هيه يا خناس". أو يومي بيده[3].

أثر الرسول في تربية الخنساء :
تلك المرأة العربية التي سميت بالخنساء، واسمها تماضر بنت عمرو، ونسبها ينتهي إلى مضر. مرت بحالتين متشابهتين لكن تصرفها تجاه كل حالة كان مختلفًا مع سابقتها أشد الاختلاف, متنافرًا أكبر التنافر, أولاهما في الجاهلية, وثانيهما في الإسلام. وإن الذي لا يعرف السبب يستغرب من تصرف هذه المرأة.

- أما الحالة الأولى فقد كانت في الجاهلية يوم سمعت نبأ مقتل أخيها صخر, فوقع الخبر على قلبها كالصاعقة في الهشيم, فلبت النار به, وتوقدت جمرات قلبها حزنًا عليه, ونطق لسانها بمرثيات له بلغت عشرات القصائد, وكان مما قالته:

قذى بعينك أم بالعين عوار *** أم ذرفت إذ خلت من أهلها الدار

كأن عيني لذكراه إذا خطرت *** فيض يسيل على الخدين مدرار

وإن صخرا لوالينا وسيدنا *** وإن صخرًا إذا نشتـوا لنـحـار

وإن صخرا لمقدام إذا ركبوا *** وإن صخرًا إذا جاعـوا لعقـار

وإن صخرا لتأتم الهداة به *** كــأنه عـلم في رأسـه نـار

حمال ألوية هباط أودية *** شهاد أنـديـة للجـيـش جـرار

ومما فعلته حزنًا على أخويها "صخر ومعاوية" ما روي عن عمر أنه شاهدها تطوف حول البيت وهي محلوقة الرأس, تلطم خديها, وقد علقت نعل صخر في خمارها.

- أما الحالة الثانية التي مرت بها هذه المرأة والتي هي بعيدة كل البعد عن الحالة الأولى: فيوم نادى المنادي أن هبي جيوش الإسلام للدفاع عن الدين والعقيدة ونشر الإسلام، فجمعت أولادها الأربعة وحثتهم على القتال والجهاد في سبيل الله، لكن الغريب في الأمر يوم بلغها نبأ استشهادهم, فما نطق لسانها برثائهم وهم فلذات أكبادها, ولا لطمت الخدود ولا شقت الجيوب, وإنما قالت برباطة جأش وعزيمة وثقة: "الحمد لله الذي شرفني باستشهادهم, وإني أسأل الله أن يجمعني معهم في مستقر رحمته"!

ومن لا يعرف السبب الذي حول هذه المرأة من حال إلى حال يظل مستغربًا, ويبقى في حيرة من أمره فهذه المرأة تسلل إلى قلبها أمر غــير حياتها, وقلب أفكارها, ورأب صدع قلبها, إنها باختصار دخلت في الإسلام, نعم دخلت في الإسلام الذي أعطى مفاهيم جديدة لكل شيء, مفاهيم جديدة عن الموت والحياة والصبر والخلود.

فانتقلت من حال اليأس والقنوط إلى حال التفاؤل والأمل، وانتقلت من حال القلق والاضطراب إلى حال الطمأنينة والاستقرار، وانتقلت من حالة الشرود والضياع إلى حالة الوضوح في الأهداف, وتوجيه الجهود إلى مرضاة رب العالمين.

نعم هذا هو الإسلام الذي ينقل الإنسان من حال إلى حال, ويرقى به إلى مصاف الكمال, فيتخلى عن كل الرذائل, ويتحلى بكل الشمائل, ليقف ثابتًا في وجه الزمن, ويتخطى آلام المحن, وليحقق الخلافة الحقيقية التي أرادها الله للإنسان خليفة على وجه الأرض[4].

من مواقف الخنساء مع الصحابة :
لها موقف يدل على وفائها ونبلها مع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فلم تزل الخنساء تبكي على أخويها صخرًا ومعاوية حتى أدركت الإسلام فأقبل بها بنو عمها إلى عمر بن الخطاب t وهي عجوز كبيرة فقالوا: يا أمير المؤمنين هذه الخنساء قد قرحت مآقيها من البكاء في الجاهلية والإسلام فلو نهيتها لرجونا أن تنتهي.

فقال لها عمر: اتقي الله وأيقني بالموت فقالت: أنا أبكي أبي وخيري مضر: صخرًا ومعاوية, وإني لموقنة بالموت, فقال عمر: أتبكين عليهم وقد صاروا جمرة في النار؟ فقالت: ذاك أشد لبكائي عليهم؛ فكأن عمر رق لها فقال: خلوا عجوزكم لا أبا لكم, فكل امرئ يبكي شجوه ونام الخلي عن بكاء الشجي[5].

من كلمات الخنساء :
كانت لها موعظة لأولادها قبيل معركة القادسية قالت فيها: "يا بني إنكم أسلمتم وهاجرتم مختارين, والله الذي لا إله غيره إنكم لبنو رجل واحد, كما أنكم بنو امرأة واحدة, ما خنت أباكم ولا فضحت خالكم, ولا هجنت حسبكم ولا غيرت نسبكم. وقد تعلمون ما أعد الله للمسلمين من الثواب الجزيل في حرب الكافرين. واعلموا أن الدار الباقية خير من الدار الفانية يقول الله U: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران: 200]. فإذا أصبحتم غدًا إن شاء الله سالمين, فاغدوا إلى قتال عدوكم مستبصرين, وبالله على أعدائه مستنصرين. وإذا رأيتم الحرب قد شمرت عن ساقها واضطرمت لظى على سياقها وجللت نارًا على أوراقها, فتيمموا وطيسها, وجالدوا رئيسها عند احتدام خميسها تظفروا بالغنم والكرامة في دار الخلد والمقامة"[6].

فلما وصل إليها نبأ استشهادهم جميعًا قالت: "الحمد لله الذي شرفني بقتلهم وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته".

وفاة الخنساء :
توفيت بالبادية في أول خلافة عثمان t سنة 24هـ.

عضوو
05-08-2013, 03:30 PM
هنا بعض المعلومات العامه عن الصحابيات رضوان الله عليهم وبعض التابعيات

أروى بنت عبد المطلب (توفيت 15 هـ)‏
‏عمة رسول الله ومن فضليات النساء في الجاهلية والإسلام، كانت راجحة الرأي، تقول الشعر الجيد.
*
أسماء بنت أبي بكر (توفيت 73 هـ)‏
‏صحابية من الفضليات، كانت من السابقين إلى الإسلام، أبلت في الهجرة بلاء حسنا، ولقبت بذات النطاقين، شهدت معركة اليرموك وأبلت فيها بلاء حسنا، كانت فصيحة تقول الشعر، هي أم عبد الله بن الزبير، وآخر المهاجرين والمهاجرات وفاة.
أسماء بنت يزيد الأنصارية (توفيت 30 هـ)‏
‏من أخطب نساء العرب، عرفت بالشجاعة والإقدام، محدثة حضرت معركة اليرموك، فسقت وضمدت الجراح، ولما اشتدت الحرب أخذت عمود خيمتها ودخلت المعركة وصرعت تسعة من الروم.
*
أم الدرداء (خيرة بنت أبي حدرد الأسلمي) (توفيت 30 هـ)‏
‏صحابية من فضليات النساء وذوات الرأي فيهن، حفظت الحديث عن رسول الله، وروى عنها جماعة من التابعين منهم صفوان بن عبد الله، أقامت بالمدينة، وتوفيت بالشام.
*
أم حرام (مليكة بنت ملحان بن خالد الأنصارية) (توفيت 28 هـ)‏
‏صحابية كانت تخرج مع الغزاة وتشهد الوقائع، حضرت فتح قبرص مع زوجها فسقطت عن بغلتها واستشهدت بها.
*
أم عطية الأنصارية (نسيبة بنت الحارث) (توفيت 8 هـ)‏
‏من كبار نساء الصحابة، بايعت الرسول (صلى الله عليه وسلم)، وروت عنه وغزت معه سبع غزوات، فكانت تصنع الطعام للمجاهدين، وتداوي جرحاهم، وتقوم على مرضاهم.
*
أم عمارة (نسيبة بنت كعب) (توفيت 13 هـ)‏
‏صحابية اشتهرت بالشجاعة، تعد من أبطال المعارك، شهدت بيعة العقبة وأحدا والحديبية وخيبر وحنينا، كانت تقاتل وتسقي الجرحى، وجرحت يوم "أحد" اثني عشر جرحا، وقطعت يدها يوم "اليمامة".
*
أم قيس بنت محصن‏
‏آمنة بنت محصن الأسدية، أم قيس، أسلمت قديما، هاجرت وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم، هي التي أتت النبي صلى الله عليه وسلم بابن صغير لها فوضعه النبي صلى الله عليه وسلم في حجره فبال عليه فدعا النبي صلى الله عليه وسلم بماء فأتبعه بوله ولم يغسله.
*
أم كلثوم بنت عقبة بن معيط (توفيت 40 هـ)‏
‏أسلمت في مكة، وكانت أول من هاجر من النساء، ومشت على قدميها من مكة إلى المدينة.
*
أم هانئ بنت أبي طالب (توفي 40 هـ)‏
‏هي فاختة وقيل فاطمة بنت أبي طالب بن هاشم، ابنة عم النبي صلى الله عليه وسلم وأخت علي بن أبي طالب، روت عددا من الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.
*
أم ورقة بنت عبد الله بن الحارث (توفيت 15 هـ)‏
‏أسلمت وبايعت الرسول (صلى الله عليه وسلم)، كانت تجمع القرآن، شهدت بدرا، فكانت تداوي الجرحى وتقوم على المرضى .
*
الخنساء بنت عمرو (تماضر بنت عمرو بن الحارث) (توفيت 24 هـ)‏
‏شاعرة مشهورة، وفدت على رسول الله في قومها وأسلمت وأنشدته من شعرها فأعجبه، حضرت حرب القادسية ومعها بنوها الأربعة، وهي تحثهم على القتال فقتلوا جميعا.
*
الربيع بنت معوز بن الحارث الأنصارية (توفيت 45 هـ)‏
‏صحابية من ذوات الشأن في الإسلام، بايعت الرسول (صلى الله عليه وسلم) بيعة الرضوان، وصحبته في غزواته، فكانت تسقي المجاهدين وتخدمهم وتداوي الجرحى وترد القتلى والجرحى إلى المدينة.
*
الرميصاء بنت ملحان ( توفيت 30 هـ )‏
‏صحابية جليلة، أم أنس بن مالك، شاركت في الحروب، كانت يوم "أحد" تسقي العطشى وتداوي الجرحى، وكانت يوم "حنين" مع عائشة تملآن القرب وتسقيان المسلمين، والحرب دائرة، وترجعان فتملآنها.
*
الشفاء بنت عبد الله العدوية القرشية (توفيت 20 هـ)‏
‏صحابية من فضليات النساء، كانت تكتب في الجاهلية، وعلمت حفصة (أم المؤمنين) الكتابة، أقطعها النبي دارا بالمدينة، كان عمر بن الخطاب يقدمها في الرأي.
*
جويرية بنت أبي سفيان (توفيت 54 هـ)‏
‏مجاهدة جليلة، جاهدت في ساحات الوغى في وقعة اليرموك، فقاتلت الأعداء قتالا شديدا، وجالت جولات في الحروب دلت على فروسيتها وشدة بأسها.
*
خولة بنت الأزور الأسدي (توفيت 35 هـ)‏
‏شاعرة من أشجع النساء في عصرها، وتشبهت بخالد بن الوليد في حملاتها، ولها أخبار كثيرة في فتوح الشام، وفي شعرها جزالة وفخر.
*
رفيدة الأنصارية (توفيت 35 هـ)‏
‏صحابية كانت تداوي الجرحى، وتحتسب نفسها على خدمة المجاهدين، أول ممرضة في الإسلام، حمل سعد بن أبي وقاص إلى خيمتها يوم الخندق وكانت هي التي ضمدت جراحه.
*
*
زينب بنت علي بن أبي طالب (توفيت 62 هـ)‏
‏هي شقيقة الحسن والحسين، حضرت مع أخيها الحسين وقعة كربلاء، وكانت خطيبة فصيحة، رفيعة القدر.
*
سبيعة بنت الحارث‏
‏سبيعة بنت الحارث الأسلمية، صحابية، كانت تحت سعد بن خولة من بني عامر من بني لؤي، وكان شهد بدرا فتوفي عنها في حجة الوداع، روى عنها عمر بن عبد الله بن الأرقم في (الطلاق).
*
*