شمعة الحب
26-07-2006, 09:59 AM
شرق أوسط جديد!
عبدالله صايل - 01/07/1427هـ
كوندي تصرح.. وأتمنى أن أكون محظوظاً بما يكفي لأحيا وأرى هذا الشرق الأوسط الجديد! كل هذا البغاء السياسي من أجل عالم عربي جديد.. ومنه لمحيط يقبل ويرحب بافتتاح مكاتب وممثليات تجارية لأولمرت الذي ينشغل الشارع العربي كثيراً هذه الأيام بالتظاهر ضد أفعاله بنوبات من الضجيج والصرخات "المكبلهة" .. وبورك في الحناجر!
تعلمون أن الخلاف المسيحي اليهودي، الذي أخذ صوراً من الاضطهاد لم تعرفه حتى بعض المجتمعات العربية التي كان لليهود وجود فيها. هذا الخلاف الذي يوجب على الذهن استحضار ذكرى المعاملة الأوروبية لليهود في عصر النهضة عندما وقعت مذابح لهم في ألمانيا وما تبعها من انفجارات لوضعهم على الخريطة الأوروبية بمذابح تلتها في إنجلترا وفرنسا وكان أكبرها على الإطلاق حينذاك قد وقع في إسبانيا. ونتذكر أيضاً أن الدولة البابوية التي دامت سلطتها حتى أواخر القرن التاسع عشر كانت تفرض على اليهود العيش في أحياء محددة تسمى ghettos، وكان اليهود مرغمون حينها على حضور احتفالات لإعلان تخليهم عن اليهودية واتباع المسيحية وما تلاها من تخصيص مدارس لإعلان التوبة عن اليهودية فقد كانوا متهمين في عصر النهضة بشرب دماء أطفال المسيحيين.
أوروبا لم تتعب كثيراً في ذلك الوقت للتفتيش عن هذه التهمة وتعميمها كسبب وراء قتل اليهود، فأرضية الكره خصبة! وكان شكسبير قد نبه كثيراً لحقيقة العمل الدؤوب لليهود آنذاك ومحاولاتهم السيطرة على أوروبا اقتصادياً في مسرحيته تاجر البندقية The Merchant of Venice إلا أن هذا وحده لا يعتبر سبباً كافياً لما يكنه العالم من رعب تجاه الصهيونية وأبنائها. وما نقله اليهود للعالم على كونه مذكرات آن ماري، الطفلة اليهودية المزعوم نجاتها من المحرقة الآرية النازية، لم يكن كافياً لإشاعة الطمأنينة تجاه "أنسنة" شعب يزعم أنه وحده المختار!
الحقيقة أن اليهود لم يجدوا مجتمعاً يحكمون عليه سطوتهم الاقتصادية والسياسية كما وجدوا في المجتمع الأمريكي، الفرصة التي طالما بحث عنها اليهود جاءتهم على طبق من ذهب في العالم الجديد وتركيبته النوعية المتناحرة التي أدت لتتويه الولاء وتشريده في ذهن المواطن الأمريكي، فمن فيتنام إلى الصومال إلى العراق .. وكلها دروس في تأصيل تتويه الولاء وتهجير الإدراك، كيف لا وقد رأينا وسمعنا جورج بوش عندما قال لتوني بلير بدون اكتراث: "على سورية أن تقول لحزب الله أن يتوقف عن هذا الهراء!"، وهذا الكلام صادر عن رئيس أقوى دولة على وجه الأرض، وإن كان رئيس الدولة يقول هذا عن قناعة، فمن يا ترى يصنع قناعات الشعب الأمريكي وقائد مركبه؟
أمريكا تحاول أن تصنع شرق أوسط جديدا، وللإنصاف أقول إن أمريكا في خضم هذا الكم الهائل من الكذب تحاول أن تمرر شيئاً من الحقيقة، غير أن حقائقها التي طالما مررتها لنا على لسان وزراء خارجيتها لم نحسن قراءتها بسبب بحثنا عن الحقيقة المجردة من كل خلط! وهذا مستحيل في قاموس من استوعبوا سياسة الأقوياء على مر التاريخ، أما نحن فأنبنا عنا من يتمسك بتجريد الحقائق لدرجة السماح لها بالهروب!
المطلوب منا كشعوب في المنطقة أن نفتح موقعاً إلكترونيا لتسجيل تخيلاتنا عن الشرق الأوسط الجديد شكلاً ومضموناً وماهيّة! فالإدارة الأمريكية وصلت معنا لمرحلة رجمنا بالحقائق المزمعة مستقبلاً.. وكل ما علينا هو الالتفات لتفتيت الحجر ففيه رسالة ما!
عبدالله صايل - 01/07/1427هـ
كوندي تصرح.. وأتمنى أن أكون محظوظاً بما يكفي لأحيا وأرى هذا الشرق الأوسط الجديد! كل هذا البغاء السياسي من أجل عالم عربي جديد.. ومنه لمحيط يقبل ويرحب بافتتاح مكاتب وممثليات تجارية لأولمرت الذي ينشغل الشارع العربي كثيراً هذه الأيام بالتظاهر ضد أفعاله بنوبات من الضجيج والصرخات "المكبلهة" .. وبورك في الحناجر!
تعلمون أن الخلاف المسيحي اليهودي، الذي أخذ صوراً من الاضطهاد لم تعرفه حتى بعض المجتمعات العربية التي كان لليهود وجود فيها. هذا الخلاف الذي يوجب على الذهن استحضار ذكرى المعاملة الأوروبية لليهود في عصر النهضة عندما وقعت مذابح لهم في ألمانيا وما تبعها من انفجارات لوضعهم على الخريطة الأوروبية بمذابح تلتها في إنجلترا وفرنسا وكان أكبرها على الإطلاق حينذاك قد وقع في إسبانيا. ونتذكر أيضاً أن الدولة البابوية التي دامت سلطتها حتى أواخر القرن التاسع عشر كانت تفرض على اليهود العيش في أحياء محددة تسمى ghettos، وكان اليهود مرغمون حينها على حضور احتفالات لإعلان تخليهم عن اليهودية واتباع المسيحية وما تلاها من تخصيص مدارس لإعلان التوبة عن اليهودية فقد كانوا متهمين في عصر النهضة بشرب دماء أطفال المسيحيين.
أوروبا لم تتعب كثيراً في ذلك الوقت للتفتيش عن هذه التهمة وتعميمها كسبب وراء قتل اليهود، فأرضية الكره خصبة! وكان شكسبير قد نبه كثيراً لحقيقة العمل الدؤوب لليهود آنذاك ومحاولاتهم السيطرة على أوروبا اقتصادياً في مسرحيته تاجر البندقية The Merchant of Venice إلا أن هذا وحده لا يعتبر سبباً كافياً لما يكنه العالم من رعب تجاه الصهيونية وأبنائها. وما نقله اليهود للعالم على كونه مذكرات آن ماري، الطفلة اليهودية المزعوم نجاتها من المحرقة الآرية النازية، لم يكن كافياً لإشاعة الطمأنينة تجاه "أنسنة" شعب يزعم أنه وحده المختار!
الحقيقة أن اليهود لم يجدوا مجتمعاً يحكمون عليه سطوتهم الاقتصادية والسياسية كما وجدوا في المجتمع الأمريكي، الفرصة التي طالما بحث عنها اليهود جاءتهم على طبق من ذهب في العالم الجديد وتركيبته النوعية المتناحرة التي أدت لتتويه الولاء وتشريده في ذهن المواطن الأمريكي، فمن فيتنام إلى الصومال إلى العراق .. وكلها دروس في تأصيل تتويه الولاء وتهجير الإدراك، كيف لا وقد رأينا وسمعنا جورج بوش عندما قال لتوني بلير بدون اكتراث: "على سورية أن تقول لحزب الله أن يتوقف عن هذا الهراء!"، وهذا الكلام صادر عن رئيس أقوى دولة على وجه الأرض، وإن كان رئيس الدولة يقول هذا عن قناعة، فمن يا ترى يصنع قناعات الشعب الأمريكي وقائد مركبه؟
أمريكا تحاول أن تصنع شرق أوسط جديدا، وللإنصاف أقول إن أمريكا في خضم هذا الكم الهائل من الكذب تحاول أن تمرر شيئاً من الحقيقة، غير أن حقائقها التي طالما مررتها لنا على لسان وزراء خارجيتها لم نحسن قراءتها بسبب بحثنا عن الحقيقة المجردة من كل خلط! وهذا مستحيل في قاموس من استوعبوا سياسة الأقوياء على مر التاريخ، أما نحن فأنبنا عنا من يتمسك بتجريد الحقائق لدرجة السماح لها بالهروب!
المطلوب منا كشعوب في المنطقة أن نفتح موقعاً إلكترونيا لتسجيل تخيلاتنا عن الشرق الأوسط الجديد شكلاً ومضموناً وماهيّة! فالإدارة الأمريكية وصلت معنا لمرحلة رجمنا بالحقائق المزمعة مستقبلاً.. وكل ما علينا هو الالتفات لتفتيت الحجر ففيه رسالة ما!