المسك1969
29-07-2013, 08:52 PM
بقلم نجاة اليافعي:
رمضان شهر العبادة أصبح كأنه حفلة مناسبات، تطبخ الأغلبية فيه ما لذ وطاب من الطعام بل ان البعض يتفنن كل يوم بطبق، وتتسابق السيدات والأنسات أثناء العمل لتبادل أنواع الطبخات المختلفة من الحلو والمالح، غير متابعة الطبخات عبر مواقع التواصل والتلفاز. ليس في ذلك بأس إن كان يؤكل أو يعطى كما تفعل أغلب الأسر عند الأفطار أو بعده لمن يحتاجه، ولكن التبذير فيه حررررام، والاسراف في النفقة أيضا حرررام، ومن يرسل له قد لا يكون محتاجا له، وقد لا يعجبه كما تظن فيرميه، ثم إنه إرهاق على من يطبخ حيث يستنفد كل قوته في خمس ساعات طبخ من الثانية عشرة حتى الخامسة إن لم يبدأ مبكرا لطبخات تحتاح وقتا أكثر، تضيع عليه قراءة القرآن وقد تتأخر فيها صلواته (إن كان مسلما) لأنه يكون منشغلا بالطبخ. وهذا أمر لا ينبغي أن يكون في شهر الصيام!
وللأسف أن الخادم رغم أنه أجير إلا أنه في الحقيقة ملك لصاحبه، يتحكم بوقت نومه وجلوسه وبما يفعل في منزله وهذا ما يقوم به الجميع، وكما أن هناك من يرأف بخدمه إلا أننا نجد هناك من يتفنن في إرهاقهم بل تكليفهم بما لا يطيقون، وإن كانت ربة البيت بدون خادم نجدها هي من تحدد وقت راحتها وعملها وما تنجزه من عمل وما تتركه لوقت آخر تخفف فيه عن نفسها الارهاق والتعب، فلما عندما يصل الأمر للخادم (رجلا كان أو امرأة) لا نراعي هذا الأمر فيه! ونعامله وكأنه آلة لا ترهق ولا تحس بالتعب!؟ ومع أن الآلة يأتي لها يوم وتنتهي وتموت، بل تنتهي وتموت من كثرة الاستهلاك والاستعمال الخاطئ.
وهناك من يُسهر الخادمة طوال الليل فقط لأن أهل البيت سهارى، ثم يُطلب منها أن تفيق باكرا لرعاية طفل أو للذهاب لاحضار أغراض من الجمعية، أو للتنظيف والمسح والكنس، ثم البدء بالطبخ، وهكذا لا ينتهي يومها ولا ترتاح في ليلها، وعمل وراءه عمل لا ينتهي وطلبات...إلخ، وهم يسهرون ولكن ينامون لنصف النهار، وهذا أمر لا ينبغي أن يكون في رمضان ولا غيره، فالخادم إنما هو بشر ولا يتحمل كثرة الضغط، ولا تعتقد ربة المنزل أنها عندما تدخل لساعة أو ساعتين وتقوم بطبخة ما أنها قد ساعدت الخادمة، بعكس ما تكون قد اذتها بتركها كمية من الأواني ومكان غير نظيف يحتاج لتنظيف. نحن لا نقدر أن نكون في إرهاق طوال اليوم لأننا نتعب ويضيع وقتنا في طبخ وخلافه، فكيف بنا نرضى لغيرنا بهذا الضغط كله، ولنذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخدم حيث قال:"اخوانكم خولكم" فجاء التصريح ليرتفع بدرجة الخادم إلى درجة الأخ. وهناك للأسف من ربات البيوت مع كثرة الخير من تترك الفتات للخادم ليفطر عليه بحجة ألا يخترب شكل الطبق، وأنه سيزيد فلتأكل فيما بعد، والحق أنه لابد أن يُقسم للخادم من الطعام قبل أهل المنزل، قال صلى الله عليه وسلم:"إذا أتى أحدكم خادمه بطعام فإن لم يجلسه معه فليتناول لقمة أو لقمتين أو أكلة أو أكلتين فإنه ولي علاجه (أي طبخه وأعده)" فبما أنه هو من طبخ وأعد فدعه يذوق مما طبخ. وهناك من يجعل التوبيخ واللوم على خطأ واحد في نهاية يوم عمل الخادم بدل الشكر والمدح على ما قدم وهو كثير. ويجب أن تضع ربة المنزل نفسها مكان الخادم وتذكر أنها إن كانت موظفة وحاولت الاخلاص في عملها وإنجازه على أكمل وجه ثم فشل جزء منه فوبخها عليه المسئول، بل وُجه لها إنذارا مثلا، كيف ستكون نفسيتها؟ أو حرمت من مكافأة أو كلمة شكر؟ وبهذا حتى يتقى المسلم الله فيمن عنده. نعلم أن الخدم لهم مساوئ عدة، وجاءونا بعادات وتقاليد وقد يكونون بدين مختلف عنا، وبرغم هذا فنحن لابد أن نحاول أن نغير أمورا فيهم، وسيتغيرون بإذن الله.
ولابد أن نذكر هنا أن هناك وجهة طيبة مضيئة من ربات البيوت اللاتي يخفن الله فيمن عندهن من خدم فلا يكلفن عليهن بما لا يطقن ويتركن بعض العمل ليوم آخر فعمل البيت لا ينتهي، ومن حسن أخلاق بعضهن أن تسمح لخدمها بالذهاب لصلاة التراويح وهي بهذا تؤجر إن رغبت الخادمة بالذهاب. سيكون لي قريبا مقال أو اثنين عن تربية الخدم بإذن الله.
همسة لكل من له خادم/ة:
قال صلى الله عليه وسلم:"ما خففت عن خادمك من عمله كان لك أجراً في موازينك" والحديث شامل رمضان وغيره، وليس بعد هذا الحديث كلام
تقبل الله صيامكم وقيامكم
رمضان شهر العبادة أصبح كأنه حفلة مناسبات، تطبخ الأغلبية فيه ما لذ وطاب من الطعام بل ان البعض يتفنن كل يوم بطبق، وتتسابق السيدات والأنسات أثناء العمل لتبادل أنواع الطبخات المختلفة من الحلو والمالح، غير متابعة الطبخات عبر مواقع التواصل والتلفاز. ليس في ذلك بأس إن كان يؤكل أو يعطى كما تفعل أغلب الأسر عند الأفطار أو بعده لمن يحتاجه، ولكن التبذير فيه حررررام، والاسراف في النفقة أيضا حرررام، ومن يرسل له قد لا يكون محتاجا له، وقد لا يعجبه كما تظن فيرميه، ثم إنه إرهاق على من يطبخ حيث يستنفد كل قوته في خمس ساعات طبخ من الثانية عشرة حتى الخامسة إن لم يبدأ مبكرا لطبخات تحتاح وقتا أكثر، تضيع عليه قراءة القرآن وقد تتأخر فيها صلواته (إن كان مسلما) لأنه يكون منشغلا بالطبخ. وهذا أمر لا ينبغي أن يكون في شهر الصيام!
وللأسف أن الخادم رغم أنه أجير إلا أنه في الحقيقة ملك لصاحبه، يتحكم بوقت نومه وجلوسه وبما يفعل في منزله وهذا ما يقوم به الجميع، وكما أن هناك من يرأف بخدمه إلا أننا نجد هناك من يتفنن في إرهاقهم بل تكليفهم بما لا يطيقون، وإن كانت ربة البيت بدون خادم نجدها هي من تحدد وقت راحتها وعملها وما تنجزه من عمل وما تتركه لوقت آخر تخفف فيه عن نفسها الارهاق والتعب، فلما عندما يصل الأمر للخادم (رجلا كان أو امرأة) لا نراعي هذا الأمر فيه! ونعامله وكأنه آلة لا ترهق ولا تحس بالتعب!؟ ومع أن الآلة يأتي لها يوم وتنتهي وتموت، بل تنتهي وتموت من كثرة الاستهلاك والاستعمال الخاطئ.
وهناك من يُسهر الخادمة طوال الليل فقط لأن أهل البيت سهارى، ثم يُطلب منها أن تفيق باكرا لرعاية طفل أو للذهاب لاحضار أغراض من الجمعية، أو للتنظيف والمسح والكنس، ثم البدء بالطبخ، وهكذا لا ينتهي يومها ولا ترتاح في ليلها، وعمل وراءه عمل لا ينتهي وطلبات...إلخ، وهم يسهرون ولكن ينامون لنصف النهار، وهذا أمر لا ينبغي أن يكون في رمضان ولا غيره، فالخادم إنما هو بشر ولا يتحمل كثرة الضغط، ولا تعتقد ربة المنزل أنها عندما تدخل لساعة أو ساعتين وتقوم بطبخة ما أنها قد ساعدت الخادمة، بعكس ما تكون قد اذتها بتركها كمية من الأواني ومكان غير نظيف يحتاج لتنظيف. نحن لا نقدر أن نكون في إرهاق طوال اليوم لأننا نتعب ويضيع وقتنا في طبخ وخلافه، فكيف بنا نرضى لغيرنا بهذا الضغط كله، ولنذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخدم حيث قال:"اخوانكم خولكم" فجاء التصريح ليرتفع بدرجة الخادم إلى درجة الأخ. وهناك للأسف من ربات البيوت مع كثرة الخير من تترك الفتات للخادم ليفطر عليه بحجة ألا يخترب شكل الطبق، وأنه سيزيد فلتأكل فيما بعد، والحق أنه لابد أن يُقسم للخادم من الطعام قبل أهل المنزل، قال صلى الله عليه وسلم:"إذا أتى أحدكم خادمه بطعام فإن لم يجلسه معه فليتناول لقمة أو لقمتين أو أكلة أو أكلتين فإنه ولي علاجه (أي طبخه وأعده)" فبما أنه هو من طبخ وأعد فدعه يذوق مما طبخ. وهناك من يجعل التوبيخ واللوم على خطأ واحد في نهاية يوم عمل الخادم بدل الشكر والمدح على ما قدم وهو كثير. ويجب أن تضع ربة المنزل نفسها مكان الخادم وتذكر أنها إن كانت موظفة وحاولت الاخلاص في عملها وإنجازه على أكمل وجه ثم فشل جزء منه فوبخها عليه المسئول، بل وُجه لها إنذارا مثلا، كيف ستكون نفسيتها؟ أو حرمت من مكافأة أو كلمة شكر؟ وبهذا حتى يتقى المسلم الله فيمن عنده. نعلم أن الخدم لهم مساوئ عدة، وجاءونا بعادات وتقاليد وقد يكونون بدين مختلف عنا، وبرغم هذا فنحن لابد أن نحاول أن نغير أمورا فيهم، وسيتغيرون بإذن الله.
ولابد أن نذكر هنا أن هناك وجهة طيبة مضيئة من ربات البيوت اللاتي يخفن الله فيمن عندهن من خدم فلا يكلفن عليهن بما لا يطقن ويتركن بعض العمل ليوم آخر فعمل البيت لا ينتهي، ومن حسن أخلاق بعضهن أن تسمح لخدمها بالذهاب لصلاة التراويح وهي بهذا تؤجر إن رغبت الخادمة بالذهاب. سيكون لي قريبا مقال أو اثنين عن تربية الخدم بإذن الله.
همسة لكل من له خادم/ة:
قال صلى الله عليه وسلم:"ما خففت عن خادمك من عمله كان لك أجراً في موازينك" والحديث شامل رمضان وغيره، وليس بعد هذا الحديث كلام
تقبل الله صيامكم وقيامكم