شمعة الحب
26-07-2006, 10:34 AM
السوق السعودية والجاذبية .. هل بقي شيء؟!
راشد محمد الفوزان - 01/07/1427هـ
Fax4035314@hotmail.com
يطرح الآن سؤال يتردد باستمرار وإلحاح: هل فقدت السوق السعودية للأسهم جاذبيتها؟ وأقصد بها طبعا جاذبيتها الاستثمارية أو حتى المضاربة بها. ونظرا لما حدث من انهيار في السوق السعودية منذ شباط (فبراير) الماضي وحتى اليوم, وهي لم تخرج من هذه الغيبوبة المستمرة حتى الآن, لكن نطرح السؤال مرة أخرى: هل فقدت السوق السعودية جاذبيتها؟ في تقديري وتقدير كل الأسواق الدولية, أن الأسواق لا تنتهي بانهيار أو غيره, فهي دورات حياتية ككل دورة تتكون. نعم سيكون هناك خارجون وأيضا هناك داخلون جدد, وهذه سنة الحياة الطبيعية, كالحياة والموت, يجب أن ندرك أن مستوى الوعي والثقافة في السوق السعودية ليس عالياً ومقنعاً, ولا توجد عندي دراسات وإحصاءات لقياس هذا المستوى, ولكن ألاحظ ذلك من رسائل واتصالات وحوارات وغيرها. يجب أن نعترف أن المستوى متدن بنسبة كبيرة, ولا يعني أن مستوى الوعي والثقافة يمنع الانهيارات فهي تحدث في الأسواق الأوروبية والولايات المتحدة واليابان وغيرها, ولكنها تقلل حجم الضرر والخطورة حين تتوافر. لا أريد الخوض في تفصيلات دقيقة عن الممارسات الخاطئة في السوق، ويكفي أن نرى سهم "بيشة الزراعية" يفوق سهم "سابك", ويفوق أسهما استثمارية كثيرة, بأي منطق وتحليل يمكن الاقتناع بشراء هذا السهم مثلا وغيره؟ كذلك لا نغفل أن السوق مازالت غير متكاملة كأنظمة وتشريعات وهيكلة, فلا توجد بورصة (سوق مالية حقيقة) لا يوجد وسطاء, لا توجد صناديق استثمارية خارجية, لا يوجد مستثمرون من الخارج. سوق مقيدة ومكبلة, سوق اختلطت فيها شركات خاسرة منذ تأسيسها بشركات تحقق نموا سنويا لا يقل عن 20 و30 في المائة, سوق لا يتوافر فيها قياس النمو الحقيقي, لأننا نجد قطاعات ضمن قطاع, لننظر إلى قطاع الخدمات " مثلا " مسمى خدمات, واختلط بهذا القطاع العقار والسياحة والإعلام وغيرها. هنا كيف يمكن قياس النمو؟ وينطبق أيضا على القطاع الصناعي, مابين شركات بتروكيماويات وأغذية ومنتجات أخرى لا رابط بينها. كل هذه العوامل وغيرها لا تعطي قراءة حقيقية وسليمة عن السوق, فيصعب القراءة والتحليل بالرؤية العامة, لذا يتم اللجوء إلى تحليل كل شركة منفردة ولا يمكن ربط القطاعات, وهذا خلل.
السوق السعودية تتمتع بدعم كبير من خلال اقتصاد إنفاقي كبير وهائل من قبل الدولة واستثمارات القطاع الخاص, وهذا يدعم السوق باستمرار على المديين المتوسط والطويل, بشرط تقنين تدفق الشركات للسوق, حتى لا يمتص وقود السوق وهي السيولة. ولا أعرف سبب التركيز على أن السيولة الفائضة أنها مشكلة بقدر ما هي عامل جذب ودعم للسوق والاقتصاد الوطني. تظل الفرص في السوق موجودة ومتاحة, ورغم التقلبات التي تحدث الآن والتذبذبات العالية لكن أرى أنها ميزة لكي نضع السوق منطقة أساس تنطلق منها, وهي الآن في المراحل الدنيا المنخفضة وليس آخرها فقد تكون هناك بقية, لكن أصبحنا نجد مكررات كثير من الشركات منطقية, وأرباح مقارنة بالقيمة السوق منطقية جدا, وأسعار عادلة في شركات استثمارية, رغم أن هناك أسهم المضاربة عالية السعر بلا مبرر. وأظل أقول منطقي لأنها مضاربة ولا حدود للسعر, لكن يجب أن يدرك كل متعامل مع هذه الأسهم أي خطورة ممكن تحدث له نتيجة ذلك وألا يلوم أحدا على خسائره ويعتبر الأرباح شطارة كاملة من ذاته. يجب أن نكون موضوعيين, السوق السعودية ترتبط باقتصاد صلب وقوي, من خلال دخل عال, أسعار نفط مرتفعة, إنفاق, فوائض مالية. وما يحدث حاليا أجد أنه منطقي مرة أخرى بتقلباته لسبب أننا سوق تتشكل جديدة ليس لنا تاريخ ولا خبرة للمتعاملين, كنا 50 ألفا وأصبحنا بالملايين في ظرف سنتين أو ثلاث. تظل السوق السعودية جاذبة من خلال معطيات الاقتصاد الوطني, وبشروط اكتمال دور الهيئة الذي أرى أنها ما زالت مجتهدة وليس لكل مجتهد نصيب دائما, لكن أثق أن هناك إخلاصا وجهدا من قبل رئيس الهيئة ولمسته شخصيا, ولكن قد تكون اليد الواحدة لا تصفق بقدر ما تبعد بعض الغمام أحيانا.
راشد محمد الفوزان - 01/07/1427هـ
Fax4035314@hotmail.com
يطرح الآن سؤال يتردد باستمرار وإلحاح: هل فقدت السوق السعودية للأسهم جاذبيتها؟ وأقصد بها طبعا جاذبيتها الاستثمارية أو حتى المضاربة بها. ونظرا لما حدث من انهيار في السوق السعودية منذ شباط (فبراير) الماضي وحتى اليوم, وهي لم تخرج من هذه الغيبوبة المستمرة حتى الآن, لكن نطرح السؤال مرة أخرى: هل فقدت السوق السعودية جاذبيتها؟ في تقديري وتقدير كل الأسواق الدولية, أن الأسواق لا تنتهي بانهيار أو غيره, فهي دورات حياتية ككل دورة تتكون. نعم سيكون هناك خارجون وأيضا هناك داخلون جدد, وهذه سنة الحياة الطبيعية, كالحياة والموت, يجب أن ندرك أن مستوى الوعي والثقافة في السوق السعودية ليس عالياً ومقنعاً, ولا توجد عندي دراسات وإحصاءات لقياس هذا المستوى, ولكن ألاحظ ذلك من رسائل واتصالات وحوارات وغيرها. يجب أن نعترف أن المستوى متدن بنسبة كبيرة, ولا يعني أن مستوى الوعي والثقافة يمنع الانهيارات فهي تحدث في الأسواق الأوروبية والولايات المتحدة واليابان وغيرها, ولكنها تقلل حجم الضرر والخطورة حين تتوافر. لا أريد الخوض في تفصيلات دقيقة عن الممارسات الخاطئة في السوق، ويكفي أن نرى سهم "بيشة الزراعية" يفوق سهم "سابك", ويفوق أسهما استثمارية كثيرة, بأي منطق وتحليل يمكن الاقتناع بشراء هذا السهم مثلا وغيره؟ كذلك لا نغفل أن السوق مازالت غير متكاملة كأنظمة وتشريعات وهيكلة, فلا توجد بورصة (سوق مالية حقيقة) لا يوجد وسطاء, لا توجد صناديق استثمارية خارجية, لا يوجد مستثمرون من الخارج. سوق مقيدة ومكبلة, سوق اختلطت فيها شركات خاسرة منذ تأسيسها بشركات تحقق نموا سنويا لا يقل عن 20 و30 في المائة, سوق لا يتوافر فيها قياس النمو الحقيقي, لأننا نجد قطاعات ضمن قطاع, لننظر إلى قطاع الخدمات " مثلا " مسمى خدمات, واختلط بهذا القطاع العقار والسياحة والإعلام وغيرها. هنا كيف يمكن قياس النمو؟ وينطبق أيضا على القطاع الصناعي, مابين شركات بتروكيماويات وأغذية ومنتجات أخرى لا رابط بينها. كل هذه العوامل وغيرها لا تعطي قراءة حقيقية وسليمة عن السوق, فيصعب القراءة والتحليل بالرؤية العامة, لذا يتم اللجوء إلى تحليل كل شركة منفردة ولا يمكن ربط القطاعات, وهذا خلل.
السوق السعودية تتمتع بدعم كبير من خلال اقتصاد إنفاقي كبير وهائل من قبل الدولة واستثمارات القطاع الخاص, وهذا يدعم السوق باستمرار على المديين المتوسط والطويل, بشرط تقنين تدفق الشركات للسوق, حتى لا يمتص وقود السوق وهي السيولة. ولا أعرف سبب التركيز على أن السيولة الفائضة أنها مشكلة بقدر ما هي عامل جذب ودعم للسوق والاقتصاد الوطني. تظل الفرص في السوق موجودة ومتاحة, ورغم التقلبات التي تحدث الآن والتذبذبات العالية لكن أرى أنها ميزة لكي نضع السوق منطقة أساس تنطلق منها, وهي الآن في المراحل الدنيا المنخفضة وليس آخرها فقد تكون هناك بقية, لكن أصبحنا نجد مكررات كثير من الشركات منطقية, وأرباح مقارنة بالقيمة السوق منطقية جدا, وأسعار عادلة في شركات استثمارية, رغم أن هناك أسهم المضاربة عالية السعر بلا مبرر. وأظل أقول منطقي لأنها مضاربة ولا حدود للسعر, لكن يجب أن يدرك كل متعامل مع هذه الأسهم أي خطورة ممكن تحدث له نتيجة ذلك وألا يلوم أحدا على خسائره ويعتبر الأرباح شطارة كاملة من ذاته. يجب أن نكون موضوعيين, السوق السعودية ترتبط باقتصاد صلب وقوي, من خلال دخل عال, أسعار نفط مرتفعة, إنفاق, فوائض مالية. وما يحدث حاليا أجد أنه منطقي مرة أخرى بتقلباته لسبب أننا سوق تتشكل جديدة ليس لنا تاريخ ولا خبرة للمتعاملين, كنا 50 ألفا وأصبحنا بالملايين في ظرف سنتين أو ثلاث. تظل السوق السعودية جاذبة من خلال معطيات الاقتصاد الوطني, وبشروط اكتمال دور الهيئة الذي أرى أنها ما زالت مجتهدة وليس لكل مجتهد نصيب دائما, لكن أثق أن هناك إخلاصا وجهدا من قبل رئيس الهيئة ولمسته شخصيا, ولكن قد تكون اليد الواحدة لا تصفق بقدر ما تبعد بعض الغمام أحيانا.