امـ حمد
02-08-2013, 04:37 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أن الله تعالى جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكوراً،فهما خزائن الأعمال ومراحل الآجال يودعهما الإنسان ماقام به فيهما من عمل ويقطعهما مرحلة مرحلة حتى ينتهي الأجل،لقد قطعتم الأكثر من شهر
الصيام ولم يبق منه إلا اليسير من الليالي والأيام،فمن كان منكم قام بحقه فليتم ذلك وليحمد الله وليسأله القبول،ومن كان منكم قد فرط فيه وأساء فليتب إلى الله فهو أرحم الراحمين،أرحم من الوالدة بولدها, وقد فتح باب التوبة لعبده
مهما بلغت ذنوبه(قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)وقال النبي،صلى الله عليه وسلم(التائب من الذنب كمن لا ذنب له)رواه ابن ماجه،وحسنه الألباني،
قد قربت هذه العشر الأخيرة من هذا الشهر المبارك وقد أقسم الله بها في قوله(والفجرِ وليالٍ عشرٍ)فاغتنموها بطاعة المولى العظيم وأحسنوا في أيامه بالصيام ونورواً وأحيوا لياليه بالقيام واختموه بالتوبة والاستغفار وسؤال الله العفو
فالمحروم من أدرك رمضان فلم يغفر له،في هذه العشر ليلة قال عنها تبارك وتعالى(ليلة القدر خير من ألف شهر)وقال عنه(فيها يفرق كل أمر حكيم)وقال عنها عليه الصلاة والسلام(من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم
من ذنبه) إيماناً،أي،أن الله الذي شرعها،واحتسابا أي يبتغي الأجر من الله لا رياءً ولاسمعة،وقوله خير من ألف شهر يريد بِه أَن ثواب العمل فيها أكثر من ثواب العمل في ألف شهر ليس فيها ليلة الْقَدْرِ يعني أكثر من 84 سنة
ليس فيها ليلة القدر،واللَه أعلم،وكل يجتهد بما تيسر له،ألا ومما ينبغي التنبه له أن الفقهاء رحمهم الله قد اختلفوا في تحديد ليلة القدر على أقوالٍ كثيرة،وهو اختلاف مبني على منزع الاستدلال من النصوص ،ويمكن أن يرى بعض
الناس علامتها في وقتها أما أن تحدد ليلة بعينها قبل ذلك وتعتمد عند الناس ويترك غيرها فهذا غلط وتفريط، إلا أننا نسمع وفي كل رمضان وفي مثل هذه الأيام من يحدد لنا ليلة القدر، فيقولون،إن ليلة القدر هذه السنة هي ليلة كذا
وكذا فاستعدوا لها وقد بنوا هذا على بعض الرؤى التي رأوها وعبرها لهم بعض المعبرين وينتشر هذا الأمر بكثرة في بعض المجالس ثم يأتي معبر آخر ليقول،بل هي ليلة كذا،فتجد أن الناس ربما اجتهدوا في تلك الليالي
ويتركون ما سواها،مع أنه قد ورد حديث ابن عمر عند البخاري ومسلم،عن بعض الصحابة الكرام وهم أفضل البشر بعد الأنبياء رؤيتهم المنامية لليلة القدر فِى السبع الأَواخر،وأَن أُنَاساً منهم أروا أنها فِى العشر الأَواخر بل
جاءت رؤيا بعضهم بالتحديد أنها في سبع وعشرين،ومع ذلك لم يأخذ النبي،صلى الله عليه وسلم،بذلك تحديداً وإنما قال( أَرى رؤياكم في العشر الأواخر فاطلبوها في الوتر منها)سبحان الله،ليلة أخفيت على خير البشر عليه الصلاة
والسلام،وعلى صحابته الكرام،قال أهل العلم،أخفيت من أجل أن يجتهد الناس في العبادات والطاعات، كما أخفيت ساعة الإجابة من يوم الجمعة،ولنجتهد في هذه العشر الأخيرة فإن من أحياها كلها سيصيب ليلة القدر بإذن الله،قال
العلاّمة العثيمين،ونرى كثيراً من المسلمين يجتهدون في ليلة سبع وعشرين ويتساهلون فيما عداها، وقد تكون في غيرها فيحرمون خيرها)لكن الصحيح أنها تتنقل في العشر الأواخر قال ابن حجر، وأَرجحها كلها أنها في وتر من
الْعَشْر الْأَخِير،وأما قول النبي،صلى الله عليه وسلم(فقد أريت هذه الليلة ثم أنسيتها)حثاً على إحياء جميعِ تلك اللَّيَالِي،ومن السنة أن تقول فيها ماورد،فعن عائشة أنها قالت يا رسول اللَه أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أدعو قال(تقولين اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنى)صححه الألباني،
ولما كانت النفوس تشتاق إلى معرفة تلك الليلة بعينها فقد ثبت لها علامات في سنة النبي،صلى الله عليه وسلم،وهي،
أن تطلع الشمس فِي صبِيحة يومها بيضاء لا شعاع لَهَا،كما في صحيح مسلم،وأن الملائكة تلك الليلة في الأرض أكثر من عدد الحصى،كما
عند أحمد وحسنه الألباني،وأنها ليلة بلجة(أي مشرقة)لا حارة ولا باردة،أخرجه
الطبراني وغيره وحسنه الألباني،وثبت نزول المطر في ليلتها في عهد النبي،صلى الله عليه وسلم،
إلهي ربح الصائمون، وفاز القائمون، ونجا المخلصون، ونحن عبيدك المذنبون فارحمنا برحمتك وجد علينا بفضلك ومنتك واغفر لنا أجمعين برحمتك يا أرحم الراحمين،
إلهنا لا تحرمنا من نبيك الشفاعة،ولا تجعلنا فى شهرنا هذا من أهل التفريط و الإضاعة،وامنا من خوفنا يوم تقوم الساعه برحمتك يا أرحم الراحمين،
اللهم إجعل القران الكريم ربيع قلوبنا ، ونور أبصارنا ، وشفاء صدورنا وجلاء أحزاننا ، وذهاب همومنا وغمومنا،ودليلنا إليك وإلى جناتك جنات النعيم برحمتك يا أرحم الراحمين،
اللهم تول أمورنا ، وفرج همومنا ، واكشف كروبنا،وأوردنا حوض نبيك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم،واجعله لنا شفيعاً،واسقنا من يده الشريفة شربة لا نظمأ بعدها ابداً،
ربنا أصلح ذات بيننا،وألف بين قلوبنا،وبارك لنا في أزواجنا وذرياتنا ما أبقيتنا ، واجعلنا شاكرين لنعمك برحمتك يا أرحم الراحمين،
اللهم آمـين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أن الله تعالى جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكوراً،فهما خزائن الأعمال ومراحل الآجال يودعهما الإنسان ماقام به فيهما من عمل ويقطعهما مرحلة مرحلة حتى ينتهي الأجل،لقد قطعتم الأكثر من شهر
الصيام ولم يبق منه إلا اليسير من الليالي والأيام،فمن كان منكم قام بحقه فليتم ذلك وليحمد الله وليسأله القبول،ومن كان منكم قد فرط فيه وأساء فليتب إلى الله فهو أرحم الراحمين،أرحم من الوالدة بولدها, وقد فتح باب التوبة لعبده
مهما بلغت ذنوبه(قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)وقال النبي،صلى الله عليه وسلم(التائب من الذنب كمن لا ذنب له)رواه ابن ماجه،وحسنه الألباني،
قد قربت هذه العشر الأخيرة من هذا الشهر المبارك وقد أقسم الله بها في قوله(والفجرِ وليالٍ عشرٍ)فاغتنموها بطاعة المولى العظيم وأحسنوا في أيامه بالصيام ونورواً وأحيوا لياليه بالقيام واختموه بالتوبة والاستغفار وسؤال الله العفو
فالمحروم من أدرك رمضان فلم يغفر له،في هذه العشر ليلة قال عنها تبارك وتعالى(ليلة القدر خير من ألف شهر)وقال عنه(فيها يفرق كل أمر حكيم)وقال عنها عليه الصلاة والسلام(من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم
من ذنبه) إيماناً،أي،أن الله الذي شرعها،واحتسابا أي يبتغي الأجر من الله لا رياءً ولاسمعة،وقوله خير من ألف شهر يريد بِه أَن ثواب العمل فيها أكثر من ثواب العمل في ألف شهر ليس فيها ليلة الْقَدْرِ يعني أكثر من 84 سنة
ليس فيها ليلة القدر،واللَه أعلم،وكل يجتهد بما تيسر له،ألا ومما ينبغي التنبه له أن الفقهاء رحمهم الله قد اختلفوا في تحديد ليلة القدر على أقوالٍ كثيرة،وهو اختلاف مبني على منزع الاستدلال من النصوص ،ويمكن أن يرى بعض
الناس علامتها في وقتها أما أن تحدد ليلة بعينها قبل ذلك وتعتمد عند الناس ويترك غيرها فهذا غلط وتفريط، إلا أننا نسمع وفي كل رمضان وفي مثل هذه الأيام من يحدد لنا ليلة القدر، فيقولون،إن ليلة القدر هذه السنة هي ليلة كذا
وكذا فاستعدوا لها وقد بنوا هذا على بعض الرؤى التي رأوها وعبرها لهم بعض المعبرين وينتشر هذا الأمر بكثرة في بعض المجالس ثم يأتي معبر آخر ليقول،بل هي ليلة كذا،فتجد أن الناس ربما اجتهدوا في تلك الليالي
ويتركون ما سواها،مع أنه قد ورد حديث ابن عمر عند البخاري ومسلم،عن بعض الصحابة الكرام وهم أفضل البشر بعد الأنبياء رؤيتهم المنامية لليلة القدر فِى السبع الأَواخر،وأَن أُنَاساً منهم أروا أنها فِى العشر الأَواخر بل
جاءت رؤيا بعضهم بالتحديد أنها في سبع وعشرين،ومع ذلك لم يأخذ النبي،صلى الله عليه وسلم،بذلك تحديداً وإنما قال( أَرى رؤياكم في العشر الأواخر فاطلبوها في الوتر منها)سبحان الله،ليلة أخفيت على خير البشر عليه الصلاة
والسلام،وعلى صحابته الكرام،قال أهل العلم،أخفيت من أجل أن يجتهد الناس في العبادات والطاعات، كما أخفيت ساعة الإجابة من يوم الجمعة،ولنجتهد في هذه العشر الأخيرة فإن من أحياها كلها سيصيب ليلة القدر بإذن الله،قال
العلاّمة العثيمين،ونرى كثيراً من المسلمين يجتهدون في ليلة سبع وعشرين ويتساهلون فيما عداها، وقد تكون في غيرها فيحرمون خيرها)لكن الصحيح أنها تتنقل في العشر الأواخر قال ابن حجر، وأَرجحها كلها أنها في وتر من
الْعَشْر الْأَخِير،وأما قول النبي،صلى الله عليه وسلم(فقد أريت هذه الليلة ثم أنسيتها)حثاً على إحياء جميعِ تلك اللَّيَالِي،ومن السنة أن تقول فيها ماورد،فعن عائشة أنها قالت يا رسول اللَه أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أدعو قال(تقولين اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنى)صححه الألباني،
ولما كانت النفوس تشتاق إلى معرفة تلك الليلة بعينها فقد ثبت لها علامات في سنة النبي،صلى الله عليه وسلم،وهي،
أن تطلع الشمس فِي صبِيحة يومها بيضاء لا شعاع لَهَا،كما في صحيح مسلم،وأن الملائكة تلك الليلة في الأرض أكثر من عدد الحصى،كما
عند أحمد وحسنه الألباني،وأنها ليلة بلجة(أي مشرقة)لا حارة ولا باردة،أخرجه
الطبراني وغيره وحسنه الألباني،وثبت نزول المطر في ليلتها في عهد النبي،صلى الله عليه وسلم،
إلهي ربح الصائمون، وفاز القائمون، ونجا المخلصون، ونحن عبيدك المذنبون فارحمنا برحمتك وجد علينا بفضلك ومنتك واغفر لنا أجمعين برحمتك يا أرحم الراحمين،
إلهنا لا تحرمنا من نبيك الشفاعة،ولا تجعلنا فى شهرنا هذا من أهل التفريط و الإضاعة،وامنا من خوفنا يوم تقوم الساعه برحمتك يا أرحم الراحمين،
اللهم إجعل القران الكريم ربيع قلوبنا ، ونور أبصارنا ، وشفاء صدورنا وجلاء أحزاننا ، وذهاب همومنا وغمومنا،ودليلنا إليك وإلى جناتك جنات النعيم برحمتك يا أرحم الراحمين،
اللهم تول أمورنا ، وفرج همومنا ، واكشف كروبنا،وأوردنا حوض نبيك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم،واجعله لنا شفيعاً،واسقنا من يده الشريفة شربة لا نظمأ بعدها ابداً،
ربنا أصلح ذات بيننا،وألف بين قلوبنا،وبارك لنا في أزواجنا وذرياتنا ما أبقيتنا ، واجعلنا شاكرين لنعمك برحمتك يا أرحم الراحمين،
اللهم آمـين.