امـ حمد
06-08-2013, 04:31 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مسك الختام
لقد مضت الأيام تلو الأيام،وإذا بشهر رمضان تغيض أنواره، وتسدل أستاره،ويأفل نجمه بعد أن سطع،ويُظلم ليله بعد أن لمع،
بعدما كان الوجود، كلُّ الوجود يستعد ويتأهب،لصوم هذا الشهر الكريم،أنا لا أدري وأنا أكتب هذه الجمل،أأهنئكم بحلول عيد الفطر المبارك،أم أعزيكم بفراق شهر العتق والغفران،
إن القلبَ ليحزن،وإن العينَ لتدمع،وإنّا على فراقك يا رمضان لمحزونون،وداعاً يا رمضان،يا شهر الصبر والغفران،يا شهر القرآن،يا شهر الصيام والقيام،وداعاً يا شهر الرحمات والبركات،يا
شهر الجود والإحسان والخيرات،ويا شهر التوبة والغفران والعتق من النيران،لقد عشنا فيك ساعات بديعة،ومشاعر عجيبة،كنا نشعر
بالرحمة تهبط علينا،والسكينة تحفنا،والعناية تحوطنا،وكأنها الملائكة تصافحنا في الطرقات، القلوب غير القلوب، والأنفس غير
الأنفس، والأخلاق غير الأخلاق،واحسرتاه على أوقات ضاعت،وليال مرت، لم تكن في رحاب الحبيب،ماذا جناه النائمون
من نومهم،والمفرطون من تفريطهم،واللاهون من لهوهم،تلك التي لم تتذوق حلاوة الصيام،وروعة القيام،ولذة القرآن( مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ
كَالْأَعْمَى وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا أَفَلَا تَذَكَّرُونَ )هود،آه،لو نضمن لقاءنا بك مرة أخرى لهوَّنا على
أنفسنا،وطيبنا خواطرنا، وأبردنا حرارة أشواقنا،وعللنا الأنفس بحلاوة اللقاء بعد مرارة الفراق،لكن الخوف أن يكون وداعنا لك
وداعاً لا لقاء بعده، فكم رأينا من مُحِبٍّ لك،متمن للقائك، طامع في وصالك، حال بينه وبينك الموت،ومنعه من لقائك،إنَّ الموت لا يرحم
عشاقك، ولا يراعي خلانك، يخطفهم قبل أن يروك،لقد انقضى رمضان وانصرمت أيامه ولياليه،لقد ربح فيه الرابحون، وخسر فيه
الخاسرون، فهنيئاً لمن صامه وقامه إيماناً واحتساباً،ويا خيبة من ليس له من صومه إلا الجوع والعطش، وليس له من قيامه إلا
السَّهر والتَّعب، هنيئاً للمقبولين، وجبر الله كسر المحرومين، وخفف مصاب المغبونين،كان علي رضي الله عنه ينادي في آخر ليلة من
شهر رمضان،يا ليت شعري،من المقبول فنهنيه،ومن المحروم فنعزيه،وخطب عمر بن عبد العزيز يوم فطر فقال،أيها النَّاس،إنكم صمتم لله ثلاثين يوماً،وقمتم ثلاثين ليلة،وخرجتم اليوم تطلبون من الله أن يتقبل منكم،
انقضى رمضان،وقد اعتاد كثيرٌ من منَّا الصلاة مع جماعة المسلمين،فيا من أَلِف الحقَّ،تمسَّك به هُديت،واستمر عليه،اجعل
رمضان قاعدة تنطلق منها للمحافظة على الصلاة في باقي الشُّهور،واجعل رمضان منطلقاً لترك الذنوب والمعاصي،عَلَّ الله جل
وعزَّ أن يغفر لك بما قدمت،إنَّ من علامات قبول العمل المواصلة فيه،والاستمرار عليه،فاحكم أنت على صيامك، هل هو مقبولٌ أم مردود،فيا من صام لسانه في رمضان عن الغيبة،والنميمة،والكذب، واصِل مسيرتك،
ويا من صامت عينُه في رمضان عن النظر المحرم،غُض طرفك ما بقيت، يورث الله قلبك حلاوة الإيمان ما حييت،
ويا من صامت أذنه في رمضان عن سماع ما يحرم من القول،ومن سماعِ غناءٍ ولهو، اتق الله،ولا تعد،
ويا من صام بطنه في رمضان عن الطعام، وعن أكل الحرام، اتق الله في صيامك، ولا تذهب أجرك بذنبك، وإياك ثم إياك من أكل
الربا، فإن آكله محارب لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم. فهل تطيق ذلك،أن العين تذرف، والقلوب ترجف، والأفئدة تخفق،
والضمائر تحترق،والأنفس تتحسَّر،على فراقك،فراق مُرٌّ، ورحيل شاقّ، وغياب مُضنٍ،للذي عرف قدرك،يبكي للذة انقطعت، وشمعة
انطفأت،ومسرات كان يتمنى أن تطول،والذي تشاغل عن لقائك، وقصر في وصالك، يتألم لغفلته عنك، وتقصيره معك، وخسارته
فيك،ولكننا نسأل المولى عز وجل،أن يعيدك علينا أعواما عديدة، وأزمنة مديدة،انظروا بماذا عُدتم،وماذا كسبتم،ذهب عنهم التعب
وبقيت لكم حلاوة الطاعة،وأجر العبادة،وأنتم ذهبت عنكم حلاوة المعصية،وبقيت لكم تبعة الذنب،وجريمة التفريط، وقائمة السيئات
(وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُوراً،اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا)
الإسراء،جمعوا الحسنات،وكنزوا الطيبات،وسُيقَالُ لكم ولهم ذوقوا ما كنزتم لأنفسكم،ولكن المنادي يناديكم،أن الحقوا بالركب،وسارعوا
بالندم،وقدِّموا الاعتذار،وبادروا بالتوبة،ولا تقنطوا من رحمة الله(قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ
يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) الزمر،فبادروا بالتوبة مع ختام الشهر فإن الأعمال بالخواتيم، وتداركوا أنفسكم طالما أن
في العمر بقية، وفي الزمن فسحة، والمعبود كريم،والمقصود رحيم،بادِروا بالتودُّدِ للخالق،والتذلل للعظيم،والانطراح على أعتاب
الكريم،اغسلوا القلوب بماء الدموع،وحرقة الندم،وزلال التوبة،إن مَن لم يتقطع قلبُه في الدنيا على ما فرط حسرة وخوفاً تقطع قلبه
في الآخرة(يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا)النبأ(يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ،إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) الشعراء(يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ)آل عمران،
إن هنالك أموراً جميلة يكمل بها الصيام،ويتوج بها القيام،منها
زكاة الفطر التي هي طهرة للصائم،وفرحة للفقير،ووقتها يوم العيد قبل الصلاة،ولا بأس بإخراجها قبل العيد بيوم أو يومين،ومما يختم
به الصيام،التكبير،فقد شرعه الله تعالى عند إكمال العدة(وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ)البقرة،ويبدأ التكبير من غروب
الشمس ليلة العيد إلى صلاة العيد،يكبِّر المسلم في المسجد والبيت والسوق والسيارة، وفي كل مكان، ويجهد بذلك،تعظيماً لله،ومنها
حضور صلاة العيد للمشاركة في الفرحة،والاقتداء بالسنة، والاستماع للخطبة،وإعلان الشكر، وإظهار البهجة،ومنها صيام ستة
أيام من شوال،فمن صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر،كما جاء في صحيح مسلم،ومنها الاستمرار على
الطاعة، والمواصلة في المسيرة، والمحافظة على المكاسب،فلا تضعف بعد القوة،ولا تتأخر بعد التقدم، ولا تهوِي بعد العلو،ولا
تسقط بعد السمو،ولا تفسد بعد الإصلاح، ولا تتمرد بعد التودد،ولا تتردد بعد التعبد والتهجد،
اللهم أعد علينا شهر رمضان أعواماً عديدة، وأزمنة مديدة،واختم لنا شهر رمضان برضوانك،ولا تحرمنا أجر هذا الشهر العظيم،وأجرنا فيه من عقوبتك ونيرانك، وجُد علينا بفضلك ورحمتك ومغفرتك وامتنانك،
اللهم اجعلنا عند الثواب من الحائزين، وعند النعماء من الشاكرين، وعند البلاء من الصابرين، ولا تجعلنا ممن استهوته الشياطين، فقذفته في الجحيم، برحمتك يا أرحم الراحمين،
اللهم لا تطردنا محرومين،فإن طردتنا فإنه ليس لنا رب سواك(رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)الأعراف،
وفقني الله وإياك للعلم النافع والعمل الصالح.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مسك الختام
لقد مضت الأيام تلو الأيام،وإذا بشهر رمضان تغيض أنواره، وتسدل أستاره،ويأفل نجمه بعد أن سطع،ويُظلم ليله بعد أن لمع،
بعدما كان الوجود، كلُّ الوجود يستعد ويتأهب،لصوم هذا الشهر الكريم،أنا لا أدري وأنا أكتب هذه الجمل،أأهنئكم بحلول عيد الفطر المبارك،أم أعزيكم بفراق شهر العتق والغفران،
إن القلبَ ليحزن،وإن العينَ لتدمع،وإنّا على فراقك يا رمضان لمحزونون،وداعاً يا رمضان،يا شهر الصبر والغفران،يا شهر القرآن،يا شهر الصيام والقيام،وداعاً يا شهر الرحمات والبركات،يا
شهر الجود والإحسان والخيرات،ويا شهر التوبة والغفران والعتق من النيران،لقد عشنا فيك ساعات بديعة،ومشاعر عجيبة،كنا نشعر
بالرحمة تهبط علينا،والسكينة تحفنا،والعناية تحوطنا،وكأنها الملائكة تصافحنا في الطرقات، القلوب غير القلوب، والأنفس غير
الأنفس، والأخلاق غير الأخلاق،واحسرتاه على أوقات ضاعت،وليال مرت، لم تكن في رحاب الحبيب،ماذا جناه النائمون
من نومهم،والمفرطون من تفريطهم،واللاهون من لهوهم،تلك التي لم تتذوق حلاوة الصيام،وروعة القيام،ولذة القرآن( مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ
كَالْأَعْمَى وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا أَفَلَا تَذَكَّرُونَ )هود،آه،لو نضمن لقاءنا بك مرة أخرى لهوَّنا على
أنفسنا،وطيبنا خواطرنا، وأبردنا حرارة أشواقنا،وعللنا الأنفس بحلاوة اللقاء بعد مرارة الفراق،لكن الخوف أن يكون وداعنا لك
وداعاً لا لقاء بعده، فكم رأينا من مُحِبٍّ لك،متمن للقائك، طامع في وصالك، حال بينه وبينك الموت،ومنعه من لقائك،إنَّ الموت لا يرحم
عشاقك، ولا يراعي خلانك، يخطفهم قبل أن يروك،لقد انقضى رمضان وانصرمت أيامه ولياليه،لقد ربح فيه الرابحون، وخسر فيه
الخاسرون، فهنيئاً لمن صامه وقامه إيماناً واحتساباً،ويا خيبة من ليس له من صومه إلا الجوع والعطش، وليس له من قيامه إلا
السَّهر والتَّعب، هنيئاً للمقبولين، وجبر الله كسر المحرومين، وخفف مصاب المغبونين،كان علي رضي الله عنه ينادي في آخر ليلة من
شهر رمضان،يا ليت شعري،من المقبول فنهنيه،ومن المحروم فنعزيه،وخطب عمر بن عبد العزيز يوم فطر فقال،أيها النَّاس،إنكم صمتم لله ثلاثين يوماً،وقمتم ثلاثين ليلة،وخرجتم اليوم تطلبون من الله أن يتقبل منكم،
انقضى رمضان،وقد اعتاد كثيرٌ من منَّا الصلاة مع جماعة المسلمين،فيا من أَلِف الحقَّ،تمسَّك به هُديت،واستمر عليه،اجعل
رمضان قاعدة تنطلق منها للمحافظة على الصلاة في باقي الشُّهور،واجعل رمضان منطلقاً لترك الذنوب والمعاصي،عَلَّ الله جل
وعزَّ أن يغفر لك بما قدمت،إنَّ من علامات قبول العمل المواصلة فيه،والاستمرار عليه،فاحكم أنت على صيامك، هل هو مقبولٌ أم مردود،فيا من صام لسانه في رمضان عن الغيبة،والنميمة،والكذب، واصِل مسيرتك،
ويا من صامت عينُه في رمضان عن النظر المحرم،غُض طرفك ما بقيت، يورث الله قلبك حلاوة الإيمان ما حييت،
ويا من صامت أذنه في رمضان عن سماع ما يحرم من القول،ومن سماعِ غناءٍ ولهو، اتق الله،ولا تعد،
ويا من صام بطنه في رمضان عن الطعام، وعن أكل الحرام، اتق الله في صيامك، ولا تذهب أجرك بذنبك، وإياك ثم إياك من أكل
الربا، فإن آكله محارب لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم. فهل تطيق ذلك،أن العين تذرف، والقلوب ترجف، والأفئدة تخفق،
والضمائر تحترق،والأنفس تتحسَّر،على فراقك،فراق مُرٌّ، ورحيل شاقّ، وغياب مُضنٍ،للذي عرف قدرك،يبكي للذة انقطعت، وشمعة
انطفأت،ومسرات كان يتمنى أن تطول،والذي تشاغل عن لقائك، وقصر في وصالك، يتألم لغفلته عنك، وتقصيره معك، وخسارته
فيك،ولكننا نسأل المولى عز وجل،أن يعيدك علينا أعواما عديدة، وأزمنة مديدة،انظروا بماذا عُدتم،وماذا كسبتم،ذهب عنهم التعب
وبقيت لكم حلاوة الطاعة،وأجر العبادة،وأنتم ذهبت عنكم حلاوة المعصية،وبقيت لكم تبعة الذنب،وجريمة التفريط، وقائمة السيئات
(وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُوراً،اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا)
الإسراء،جمعوا الحسنات،وكنزوا الطيبات،وسُيقَالُ لكم ولهم ذوقوا ما كنزتم لأنفسكم،ولكن المنادي يناديكم،أن الحقوا بالركب،وسارعوا
بالندم،وقدِّموا الاعتذار،وبادروا بالتوبة،ولا تقنطوا من رحمة الله(قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ
يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) الزمر،فبادروا بالتوبة مع ختام الشهر فإن الأعمال بالخواتيم، وتداركوا أنفسكم طالما أن
في العمر بقية، وفي الزمن فسحة، والمعبود كريم،والمقصود رحيم،بادِروا بالتودُّدِ للخالق،والتذلل للعظيم،والانطراح على أعتاب
الكريم،اغسلوا القلوب بماء الدموع،وحرقة الندم،وزلال التوبة،إن مَن لم يتقطع قلبُه في الدنيا على ما فرط حسرة وخوفاً تقطع قلبه
في الآخرة(يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا)النبأ(يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ،إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) الشعراء(يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ)آل عمران،
إن هنالك أموراً جميلة يكمل بها الصيام،ويتوج بها القيام،منها
زكاة الفطر التي هي طهرة للصائم،وفرحة للفقير،ووقتها يوم العيد قبل الصلاة،ولا بأس بإخراجها قبل العيد بيوم أو يومين،ومما يختم
به الصيام،التكبير،فقد شرعه الله تعالى عند إكمال العدة(وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ)البقرة،ويبدأ التكبير من غروب
الشمس ليلة العيد إلى صلاة العيد،يكبِّر المسلم في المسجد والبيت والسوق والسيارة، وفي كل مكان، ويجهد بذلك،تعظيماً لله،ومنها
حضور صلاة العيد للمشاركة في الفرحة،والاقتداء بالسنة، والاستماع للخطبة،وإعلان الشكر، وإظهار البهجة،ومنها صيام ستة
أيام من شوال،فمن صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر،كما جاء في صحيح مسلم،ومنها الاستمرار على
الطاعة، والمواصلة في المسيرة، والمحافظة على المكاسب،فلا تضعف بعد القوة،ولا تتأخر بعد التقدم، ولا تهوِي بعد العلو،ولا
تسقط بعد السمو،ولا تفسد بعد الإصلاح، ولا تتمرد بعد التودد،ولا تتردد بعد التعبد والتهجد،
اللهم أعد علينا شهر رمضان أعواماً عديدة، وأزمنة مديدة،واختم لنا شهر رمضان برضوانك،ولا تحرمنا أجر هذا الشهر العظيم،وأجرنا فيه من عقوبتك ونيرانك، وجُد علينا بفضلك ورحمتك ومغفرتك وامتنانك،
اللهم اجعلنا عند الثواب من الحائزين، وعند النعماء من الشاكرين، وعند البلاء من الصابرين، ولا تجعلنا ممن استهوته الشياطين، فقذفته في الجحيم، برحمتك يا أرحم الراحمين،
اللهم لا تطردنا محرومين،فإن طردتنا فإنه ليس لنا رب سواك(رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)الأعراف،
وفقني الله وإياك للعلم النافع والعمل الصالح.