المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفقه المفقود



امـ حمد
10-08-2013, 07:13 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فدعوا إلى سبيل ربهم بالحكمة والموعظة الحسنة ، فهدى
الله بهم العباد،وفتح على أيديهم البلاد،وجعلهم أمة يهدون

بالحق إلى الحق،تحقيقاً لسابق وعده(وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ،لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ
قَبْلِهِمْ،وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لهم وليُبدلنهم،مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً)
فشكروا ربهم على ما هداهم إليه من هداية خلقه والشفقة على عباده،وجعلوا مظهرشكرهم بذل النفس والنفيس في الدعوة إلى

الله تعالى،وتوشحوا تقوى الله في السر والعلن،ليس في الدنيا نَعيم شبه نَعيم الآخرة،إلا نعيم الإيمان بالله ومعرفته بأسمائه وصفاته
وأفعاله,وليس للقلوب سرور ولا لـذة تامة إلا في محبة الله ومعرفته,والتقرب إليه بما يحبه

ويرضاه,ولاتمكن محبته الكاملة إلا
بعد معرفته والإعراض عن كل محبوب سواه،

وكل من أحب الله أنس به,ومن أحب غير الله عُـذب به،وحاجات
القلوب في الدنيا إلى التوحيد والإيمان،أعظم من حاجة الأبدان إلى الطعام والشراب،بل لانسبة بينهما،وكل نقص خارجي في العمل

سببه نقص الإيمان داخل القلب,لذلك فاللذي لايُسلم نفسه لله داخل الصلاة،لايستطيع أن يسلمها لله خارج الصلاة،الـذوق يُولد الشَوق

فمن ذاق طعم الإيمان اشتاق إلى تكميل الإيمان والأعمال الصالحة،وتلذذ بعبادة الله,وظهرت شعب الإيمان في حياته,وتعلقت

روحه إلى الملأ الأعلى,فأحبه الله,وأحبَه من في السماء,وجعل الله له القبول في الأرض،إن فقه القلوب،هو الأصل الـذي يقوم عليه فقه

الجوارح،وفقه الجوارح بالنسبة لفقه القُلوب كالذرة بالنسبة للجبل,
وإن كان كلاهما مهماً،وكل واحد مكمل للآخر فلا قبُول لأي عمل

إلا باجتماعهما،إلا أن فقه القُلوب،وهو التوحيد والإيمان وشعبه لم يجمع في كتاب شامل مستقل,بينما فقه الجوارح امتلأت به بطون

الكتب ولله الحمد,فتعلم أكثر الناس الأحكام،وقعدوا عن الأعمال
بسبب ضعف الإيمان في القُلوب،فكثر الجهل والجدل والخلاف،وقل

العمل والإخلاص واليقين،نور العلم والهداية لايحصلان إلا بالمجاهدة, أما المعلومات فيحصل عليها الإنسان بأي طريقَة،

ونور الإيمان كالكشاف يميز به المسلم بين الدُنيا والآخرة،وبين ماينفع ومايضر،وبين مايحبه الله ويبغضه،وحسب قوة النور تكون

الأعمال،وحسن الأخلاق، وتنوع الأعمال،والشوق والرغبة في كل مايحبه الله من الأقوَال والأعمال والأخلاق،قلوب العباد بيد الله

يقلبها كيف يشاء,فمن أقبل على الله أحبه الله,وأقبل بقلوب عباده إليه,ومن أعرض عنه أبغضه وأعرض بقلوبهِم عنه،وقيمة الإنسَان

بصفاته لابـذاته،ففي المَخلوقَات من هو أكبر منه وأقوى منه,
وأحسن صفاته الإيمان والأعمال الصالحة,وشر صفاته الكفر

والأعمال السيئة،العلم غـذاءُ العقول،والـذكر غذاء القلوب،والعمل الصالح ثمرتهما،والعلم بدون الجهد يورث الجدل،والعلم مع الجهد

يورث العمل والوجل في القلب،
من أكمل محبوبات الله في الدنيا من الإيمان والإحسان والتقوى والتوبة والأعمال الصالحة,أكمل له الله محبوباته في الآخرة من

دخول الجنَة,والفوز برضى الله ورؤيته,وظفر هناك بمالاعين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر،وأخسر الناس صفقة من

اشتغل عن الله ودينه بشهوات نفسه، وأخسر منه من اشتغل عن ربه ونفسه بالناس ذماً وظلماً، وتجريحاً واحتقاراً،الدنيا كالظل للإنسان

لا يمكن أن يدركه المرء ولو مشى الدهر كله، وقد فرغ الله من رزق كل مخلوق وقسمه كمية ونوعية،ومكاناً وزماناً،لا زيادة ولا

نقصاً،فنطمئ نونأخذه بالوجه الشرعي،ولا نطلبه بمعصية الله،والدنيا دار الحاجات،وفي الحديث الصحيح(حفت الجنه بالمكاره،والنار

بالشهوات)رواه أحمد،وأبو داود، وابن ماجه ،وصححه الألباني،فنأخذ من الدنيا بقدر الحاجة،إذا أكرمك الله بنعمة فاستعملها

في طاعة الله قبل أن تفارقها أو تفارقك،وإذا وضع الإنسان جهده وماله تحت شجرة الطاعة كبرت وزادت،وإذا وضع جهده وماله

تحت شجرة المعصية كبرت وزادت، فهل يستويان مثلاً،وإذا زاد الإيمان،قويت الأعمال،ثم صلحت الأحوال،وإذا نقص الإيمان

ضعفت الأعمال،ثم ساءت الأحوال،والله عزَّ وجلَّ أعطانا الاستعداد الكامل للقيام بالدعوة والعبادة، وأكثر المسلمين اليوم ترك

الدعوة إلى الله،لأنه صار قانعاً بالعمل الصالح،فالعابد ميدانه نفسه،والداعي ميدانه كل الناس،وكلاهما على خير،لكن القطرة لا

تقارن بالبحر، وكلاهما لازم،فوا أسفاه،على ضياع الأوقات،وبعثرة العمر، والفكر،والجهد في الشهوات، والقبائح والكبائر والفواحش،

واتباع الشياطين،فهل يكفي أن تسكب العبرات على مثل هذا الواقع الأليم،فهل يُترك الناس بلا واعظ ولا مذكر، يتردون في بحار

الظلمات، ويسقطون في أودية الغي والفساد والشهوات،وينحدرون في آبار الضلال والظلام والهلاك، ألايستحي البشر من كفران

النعم،ألا يخافون من بطش الجبار،أنسوا أن الله خلقهم وكرمهم،وهداهم واشتراهم،فمابالهم جفوا باب سيدهم ومالكهم،

وتعلقوا بأذيال عدوهم،لما عرف الأنبياء والرسل وأتباعهم قيمة الدين الحق، وأدركوا حاجتهم الماسة إليه، وحاجة البشرية إليه،هان

عليهم كل شيء من أجله، واستطابوا المرارات والمكاره من أجله، وتسابقوا في سبيل الدعوة إليه،ونشر سننه وأحكامه،وسيطرذلك على

قلوبهم وعقولهم، واستغرق ذلك جل أوقاتهم،واستهانوا بزخارف الدنيا وحطامها حين اشتاقت نفوسهم إلى لقاء الله، وقصور الجنة، وعلو الهمة،

اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عنا سيئها لا يصرفُ عنا سيئها إلا أنت،وأصلح فساد قلوبنا وارحم ضعفنا وحسن أخلاقنا
اللهم إنا لأنفسِنا ظالمون، ومن كثرةِ ذنوبِنا خائفون، ولا يغفر الذنوب إلا أنت يا أرحم الراحمين، فاغفر لنا إنك أنت الغفور الرحيم.

البانوش
23-08-2013, 08:31 PM
بارك الله فيكم
وجزاكم الله خيرا ًبما قدمتم

تقبل الله منا ومنكم
الدعاء وصالح الأعمال

امـ حمد
24-08-2013, 02:42 AM
بارك الله فيكم
وجزاكم الله خيرا ًبما قدمتم

تقبل الله منا ومنكم
الدعاء وصالح الأعمال

بارك الله في حسناتك
وجزاك ربي جنة الفردوس