Sara2006
27-07-2006, 10:18 AM
أحببت أن أكتب لكم هذا الحوار بعد أن قراته في احدى الكتب....
حوار بين صديقين أحدهم تخرج من فرنسا وحصل على دكتوراه وعاش مع الهيبر واصبح ينكر كل شيء...
قال ساخرا لصديقه:
انتم تقولون : ان الله موجود. وعمدة براهينكم هو قانون "السببية" الذي ينص على أن لكل صنعة صانعا ولكل خلق خالقا ولكل وجود موجودا... النسيج يدل على النساج و الكون بهذا المنطق ابلغ دليل على الاله القدير الذي خلقه.
صدقنا و آمنا بهذا الخالق... الا يحق لنا بنفس المنطق ان نسأل .. ومن خلق الخالق... من خلق الله الذي تحدثوننا عنه.. الا تقودنا نفس استدلالاتكم الى هذا ...وتبعا لنفس قانون السببية.. ما رأيكم في هذا المطب دام فضلكم؟.
كان رد زميله هو كالتالي:
سؤالك فاسد... لا مطب ولا حاجة وانت تسلم بأن الله خالق ثم تقول من خلقه؟! فتجعل منه خالقا ومخلوقا في نفس الجملة و هذا تناقض.
والوجه الآخر لفساد السؤال أنك تتصور خضوع الخالق لقوانين مخلوقاته .. فالسببية قانوننا نحن أبناء الزمان والمكان.
والله الذي خلق الزمان والمكان هو بالضرورة فوق الزمان والمكان ولا يصح لنا أن نتصوره مقيدا بالزمان والمكان ولا بقوانين الزمان والمكان.
والله هو الذي خلق قانون السببية فلا يجوز أن نتصوره خاضعا لقانون السببية الذي خلقه.
وأنت بهذه السفسطة أشبه بالعرائس الذي تتحرك بزمبلك وتتصور أن الانسان الذي صنعها لابد هو الآخر يتحرك بزمبلك .. فاذا قلنا لها بل هو يتحرك من تلقاء نفسه .. قالت مستحيل أن يتحرك شيء من تلقاء نفسه .. اني أرى في عالمي كل شيء يتحرك بزمبلك.
وأنت بالمثل لا تتصور أن الله موجود بذاته بدون موجد.. لمجرد أنك ترى كل شيء حولك في حاجة إلى موجود.
"وعما نويل كانت" الفيلسوف الألماني في كتابه "نقد العقل الخالص" أدرك أن العقل لا يستطيع أن يحيط بالحقائق اللامحدودة وأنه مهيأ بطبيعته لأدراك الجزيئات فقط بينما هو قاصر عن إدراك الوجود الكلي مثل الوجود الإلهي..وانما عرفنا الله بالضمير وليس بالعقل .. شوقنا إلى العدل كان دليلنا إلى وجود العادل.. كما أن ضمأنا إلى الماء هو دليلنا على وجود الماء.
أما أرسطو فقد أستطرد في تسلسل الأسباب قائلا:
ان الكرسي من الخشب و الخشب من الشجرة والشجرة من البذرة والبذرة من الزارع .. و اضطر الى القول بأن هذا الاستطراد المتسلسل في الزمن اللانهائي لابد وأن ينتهي بنا في البدء الأول إلى سبب في غير حاجة إلى سبب .. سبب أول أو محرك أول في غير حاجة إلى من يحركه.. خالق في غير حاجة على خالق .. وهو نفس ما نقوله عن الله.
أما ابن عربي فكان رده على هذا السؤال (سؤال من خلق الخالق).. بأنه سؤال لا يرد إلا على عقل فاسد.. فالله هو الذي يبرهن على الوجود ولا يصح أن نتخذ من الوجود برهانا على الله ..
تماما كما نقول أن النور يبرهن على النهار .. ونعكس الآية لو قلنا ان النهار يبرهن على النور.
يقول الله في حديث قدسي :
(أنا يستدل بي .. انا لا يستدل على).
فالله هو الدليل الذي لا يحتاج إلى دليل لان الله هو الحق الواضح بذاته .. وهو الحجة على كل شيء .. الله الظاهر في النظام والدقة والأحكام .. في ورقة الشجر .. في ريشه الطاووس في جناح الفراش.. في عطر الورود .. في ترابط النجوم و الكواكب في هذا القصيد السيمفوني الذي اسمه الكون .. ولو قلنا أن كل هذا جاء صدفة .. لكنا كمن يتصور أن ألقاء حروف مطبعة في الهواء يمكن أن يؤدي الى تجمعها تلقائيا على شكل قصيدة شعر لشكسبير بدون شاعر وبدون مؤلف.
والقرآن يغنينا عن هذه المجادلات بكلمات قليلة و بليغة فيقول بوضوح قاطع ودن تفلسف:
"قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد".
حوار بين صديقين أحدهم تخرج من فرنسا وحصل على دكتوراه وعاش مع الهيبر واصبح ينكر كل شيء...
قال ساخرا لصديقه:
انتم تقولون : ان الله موجود. وعمدة براهينكم هو قانون "السببية" الذي ينص على أن لكل صنعة صانعا ولكل خلق خالقا ولكل وجود موجودا... النسيج يدل على النساج و الكون بهذا المنطق ابلغ دليل على الاله القدير الذي خلقه.
صدقنا و آمنا بهذا الخالق... الا يحق لنا بنفس المنطق ان نسأل .. ومن خلق الخالق... من خلق الله الذي تحدثوننا عنه.. الا تقودنا نفس استدلالاتكم الى هذا ...وتبعا لنفس قانون السببية.. ما رأيكم في هذا المطب دام فضلكم؟.
كان رد زميله هو كالتالي:
سؤالك فاسد... لا مطب ولا حاجة وانت تسلم بأن الله خالق ثم تقول من خلقه؟! فتجعل منه خالقا ومخلوقا في نفس الجملة و هذا تناقض.
والوجه الآخر لفساد السؤال أنك تتصور خضوع الخالق لقوانين مخلوقاته .. فالسببية قانوننا نحن أبناء الزمان والمكان.
والله الذي خلق الزمان والمكان هو بالضرورة فوق الزمان والمكان ولا يصح لنا أن نتصوره مقيدا بالزمان والمكان ولا بقوانين الزمان والمكان.
والله هو الذي خلق قانون السببية فلا يجوز أن نتصوره خاضعا لقانون السببية الذي خلقه.
وأنت بهذه السفسطة أشبه بالعرائس الذي تتحرك بزمبلك وتتصور أن الانسان الذي صنعها لابد هو الآخر يتحرك بزمبلك .. فاذا قلنا لها بل هو يتحرك من تلقاء نفسه .. قالت مستحيل أن يتحرك شيء من تلقاء نفسه .. اني أرى في عالمي كل شيء يتحرك بزمبلك.
وأنت بالمثل لا تتصور أن الله موجود بذاته بدون موجد.. لمجرد أنك ترى كل شيء حولك في حاجة إلى موجود.
"وعما نويل كانت" الفيلسوف الألماني في كتابه "نقد العقل الخالص" أدرك أن العقل لا يستطيع أن يحيط بالحقائق اللامحدودة وأنه مهيأ بطبيعته لأدراك الجزيئات فقط بينما هو قاصر عن إدراك الوجود الكلي مثل الوجود الإلهي..وانما عرفنا الله بالضمير وليس بالعقل .. شوقنا إلى العدل كان دليلنا إلى وجود العادل.. كما أن ضمأنا إلى الماء هو دليلنا على وجود الماء.
أما أرسطو فقد أستطرد في تسلسل الأسباب قائلا:
ان الكرسي من الخشب و الخشب من الشجرة والشجرة من البذرة والبذرة من الزارع .. و اضطر الى القول بأن هذا الاستطراد المتسلسل في الزمن اللانهائي لابد وأن ينتهي بنا في البدء الأول إلى سبب في غير حاجة إلى سبب .. سبب أول أو محرك أول في غير حاجة إلى من يحركه.. خالق في غير حاجة على خالق .. وهو نفس ما نقوله عن الله.
أما ابن عربي فكان رده على هذا السؤال (سؤال من خلق الخالق).. بأنه سؤال لا يرد إلا على عقل فاسد.. فالله هو الذي يبرهن على الوجود ولا يصح أن نتخذ من الوجود برهانا على الله ..
تماما كما نقول أن النور يبرهن على النهار .. ونعكس الآية لو قلنا ان النهار يبرهن على النور.
يقول الله في حديث قدسي :
(أنا يستدل بي .. انا لا يستدل على).
فالله هو الدليل الذي لا يحتاج إلى دليل لان الله هو الحق الواضح بذاته .. وهو الحجة على كل شيء .. الله الظاهر في النظام والدقة والأحكام .. في ورقة الشجر .. في ريشه الطاووس في جناح الفراش.. في عطر الورود .. في ترابط النجوم و الكواكب في هذا القصيد السيمفوني الذي اسمه الكون .. ولو قلنا أن كل هذا جاء صدفة .. لكنا كمن يتصور أن ألقاء حروف مطبعة في الهواء يمكن أن يؤدي الى تجمعها تلقائيا على شكل قصيدة شعر لشكسبير بدون شاعر وبدون مؤلف.
والقرآن يغنينا عن هذه المجادلات بكلمات قليلة و بليغة فيقول بوضوح قاطع ودن تفلسف:
"قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد".