المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إن القيمة الحقيقيه للعباده الإنصياع لله قلبياً



امـ حمد
12-08-2013, 04:50 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ان القيمه الحقيقيه للعباده،هي في تجلي مظاهر الإنصياع لله قلبياً والعمل بها بدنيا،وهو عبادة الخفاء والتلذذ بها روحياً
وبدنياً،هذا لمن ادعى وكابر ولمن جاهد نفسه وصابر ورأى الفضل لله واستقل مافي نفسه مبتعداً عن الغرور،مخلصاً لله

ولايكون ذلك بتكلف ولاتظاهر ولاادعاء فغالب تجليات القلب هي يقينيه تجلب حلاوة الايمان للنفس وتبعده عن الاستعلاء وحب
الظهور وقلة الاخلاص ويحصل هذا اليقين بمجموعه اعمال يدرك بها العبد مراتب العبوديه الحق ولعل اسماها قربا من

تحقيق تلك المراتب هو العمل الخفي والجهد في استواء الحال على الاقل ظاهرا وباطنا وان حصل الابلغ اي غلبة الخفاء على
الظاهر فتلك مرتبه عظيمه قليلة النوال(إِنَّمَا تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ ﴾ثم يأتي اوآن التحصيل(مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ
وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ،ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ،لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ ﴾ق

وإذا خلوتَ بريبة في ظلمةٍ،،،،والنفس داعية إلى الطُّغيان
فاستحْيِ مِن نظر الإله وقل لها،،،،إن الذي خلق الظلام يراني

والنفس اماره حين يسوقها الهوى والشهوات وحين تظن انها في غياب عن مراقبة الله،فحينها لايمنعها الحياء ولا الخوف من
فعل مالايجوز والوقوع في المحظور والمنهي عنه تحريماً ،

وكما قيل،والنفس كالطفل ان تهمله شبَّ على حب الرضاع وان
تفطمه ينفطم،فرعاية الطفل واجب شرعي اوجبته احكام الله ومادامت نفوسنا تحتاج للرعايه فالاولى ان نحسن تربيتها على

السامي من الخلق الذي منهجه السيره المشرفه لنبي الحق والهدايه صلى الله عليه وسلم، فترك النفس يمنحها الجرأه على
اتيان كل قبيح خصوصاً اننا في عالم يفسح المجال لنيل تلك الرغبات والانتهاكات بيسر،ويحرضها على المزيد بعد ان

اضمحلت التقوى في النفوس وصار عالمنا قريه في تيسير الرذائل وتقبيح الفضائل،فكل وسائل الاتصال الحديثه اباحت
للنفس التمرغ في اسباب الرذيله فحيثما توجهت تجد منها ماتشتهي وتطيب بها النفس الضعيفه ، وكل النفوس معرضه

لأن تهوي ان لم يعصمها الله وتعصم نفسها بالذكر والصلاه والخوف من الجليل سرا وعلانيه(فالدنيا محبوبة للطبع لا ريب
في ذلك،ولكن ينبغي له أن ينظر في كسبها ويعلم وجه أخذها ليسلم له عاقبة لذته‏،وإلا فلا خير في لذة من بعدها نار‏)

ابن الجوزيه صيد الخاطر،واستفرغ الدمع من عين امتلأت من المحارم والزم حمية الندم،
يقول ابن القيِّم،رحمه الله (أصل الانتكاسات ذنوب الخلوات، كما أنَّ أصل الثبات عبادة الخلوات)ورد حديث للنبي محمد صلى الله

عليه وسلم، فيه من الاثر،وفيه من دواعي التفكر،وقد امتلات حقا به خوفاً وتردداً خصوصاً ان لنا نفوساً طامعه،وعيوناً
لاترى بأساً في هذا ولاذاك،واحيان ترى لذة في مشهد واستئناساً بحرام، خصوصاً فيما يتعلق بتواجدنا عند حافة الخطر الحقيقي

(محيط النت الكبير وهاويته السحيقه)قال النبي الحبيب صلوات الله عليه وسلم(لأعلمنَّ أقوامًا من أمتي يأتون يوم القيامة
بحسنات أمثال جبال تِهامةَ بيضاً،يجعلها الله،عزَّ وجل، هباءً منثورًا، قال ثوبان،يا رسول الله، جلِّهم لنا، أن لا نكون منهم

ونحن لا نعلم، قال،أما إنهم إخوانكم، ومِن جلدتكم،ويأخذون من الليل ما تأخذون،ولكنهم قوم إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها)رواه
ابن ماجه من حديث ثوبان بسند صحيح، هذا الحديث فيه الكفايه لكل ذي لب وفيه تذكير للغافلين ان كثرة العمل لن تنفع ان

قورنت بذنب خفي قمنا به متمنين ان لايرانا احد تذاكياً واستغفالاً لانفسنا قبل الاخرين وفيه من الاعتبار والقيمه لأن
يستجيب احدنا على عجل ويهرب من غيه وانخراطه في غياهب الوحل الذي بامكاننا الخلاص منه لو اشتغلنا برفع بصيرة الروح

لبصر الخالق الذي لاينام ولايسهو(الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الأرض من ذا
الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم)

وهذا يجعل من اهل النفوس السليمه في يقظه روحيه خشية الانزلاق والانفلات، حينها لاينفع الندم وقد تمرغت النفس
بشوائب ووسخ الرذيله ، فساعة انصراف النفس لتلك الرغبات يعني تماماً غياب مراقبة النفس لله او بالاحرى انكار مراقبة الله وهذا محض كفر صريح واستهتار قبيح،
وقد اوردت كتب الصالحين حكايه رائعه،

قال سهل بن عبد الله التستري،كنت وانا ابن ثلاث سنين أقوم بالليل ، فأنظر إلي صلاه خالي محمد بن سوار، فقال لي يوما
تذكر الله الذي خلقك،فقلت،كيف أذكره فقال،قل بقلبك عند تقلبك بثيابك ثلاث مرات من غير أن تحرك لسانك،الله معي،الله

ناظري،الله شاهدي،فقلت ذلك ليالي ثم أعلمته به فقال،قل ذلك كل ليله إحدي عشر مره،فقلته فوقع في قلبي حلاوه،فلما كان بعد
سنه قال لي خالي،احفظ ما علمت،ودم عليه إلي أن تدخل القبر ،فإنه ينفعك في الدنيا و الآخره،فلم أزل علي ذلك سنين ،ثم قال

لي خالي يوماً،يا سهل من كان الله معه وناظراً إليه وشاهده ،أيعصيه،من كان بربه أوثق فلابد انه يراه كل حين ولايغيب عنه
، والمراقبه الحقيقيه تقتضي ان لايجدنا الله حيث يكره وان نسعى لان يجدنا حيث يحب ويرضى ، وفي المكان الذي يسر

رسوله ويحببنا الى ملائكته وعبيده،ذلك امر يسير لمن ارتضى الله ربا والاسلام دينا ومحد نبيا ورسولاً صلى الله عليه
وسلم،وجاهد لأن يجعل سره اكثر عملاً من جهره ،

نسأل الله ان يمنحنا الطمأنينه في السر والجهر.

البانوش
23-08-2013, 08:37 PM
بارك الله فيكم
وجزاكم الله خيرا ًبما قدمتم

تقبل الله منا ومنكم
الدعاء وصالح الأعمال

امـ حمد
24-08-2013, 02:41 AM
بارك الله فيكم
وجزاكم الله خيرا ًبما قدمتم

تقبل الله منا ومنكم
الدعاء وصالح الأعمال

بارك الله في حسناتك
وجزاك ربي جنة الفردوس