امـ حمد
22-08-2013, 11:03 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سلامة الصدر واللسان
إنَّ من سمات المؤمنين العظيمة وصفاتهم الكريمة الدالة على كمال إيمانهم وتمام دينهم ونُبل أخلاقهم،سلامة صدورهم
وألسنتهم تجاه إخوانهم المؤمنين،فليس في قلوبهم حسد أو غل أو بُغض أو ضغينة،وليس في ألسنتهم غيبة أو نميمة أو
كذب أو وقيعة ، بل لا يحملون في قلوبهم إلا المحبة والخير والرحمة والإحسان والعطف والإكرام،ولا يتلفظون بألسنتهم
إلا بالكلمات النافعة والأقوال المفيدة والدعوات الصادقة،هؤلاء هم الذين قال الله فيهم(وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا
اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)الحشر،
فنعتهم ربهم بخصلتين عظيمتين،
إحداهما تتعلق باللسان،فليس في ألسنتهم تجاه إخوانهم المؤمنين إلا النصح والدعاء (يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ)
والخصلة الثانية متعلقة بالقلب،فقلوبهم
سليمة تجاه إخوانهم،ليس فيها غل أو حسد أو حقد أو ضغينة أو نحو ذلك،
وقد كان السلف رحمهم الله يعدُّون الأفضل فيهم من كان سليم الصدر،سليم اللسان،قال سفيان بن دينار،قلتُ لأبي بشر،أخبرني
عن أعمال من كان قبلنا،قال،كانوا يعملون يسيراً ويؤجرون كثيراً،قلت،ولم ذاك،قال لسلامة صدورهم،لقد كان السبب الأعظم
لسلامة صدور هؤلاء الأخيار وألسنتهم ،هو قوة صلتهم بالله وشدة رضاهم عنه،كما قال ابن القيم رحمه الله،إنه،أي،الرضا
عن الله،يفتح له باب السلامة فيجعل قلبه سليماً نقياً من الغش والدغل والغل،ولا ينجو من عذاب الله إلا من أتى الله بقلب
سليم،كذلك وتستحيل سلامة القلب مع السخط وعدم الرضا،وكلما كان العبد أشد رضاً كان قلبه أسلم،وثمرات سلامة
القلب الذي هو ثمرة من ثمرات الرضا،لا تُعدُّ ولا تحصى،فسلامة الصدر راحة في الدنيا وأنس وطمأنينة،وثوابه في الآخرة من
أحسن الثواب،وغنيمته أكبر غنيمة،لما دُخِل على أبي دجانة رضي الله عنه،وهو مريض كان وجهه يتهلَّل،فقيل له،ما لوجهك
يتهلل،فقال،ما من عملِ شيء أوثقُ عندي من اثنتين،كنت لا أتكلم فيما لا يعنيني،والأخرى فكان قلبي للمسلمين سليماً،
وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم،فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول(اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا،اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ وَمِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ)رواه مسلم،
وعن أنس رضي الله عنه قال،كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ(يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ )رواه الترمذي،وصححه الألباني رحمه الله في،صحيح سنن الترمذي،
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال،وَكَانَ رسول الله صلى الله عليه وسلم،يَقُولُ فِي دُعَائِهِ (اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُوراً)رواه البخاري،ومسلم،
والواجب على كل مسلم أن يجاهد نفسه مجاهدة تامة في استصلاح قلبه وتزكية فؤاده وتنقيته من الشهوات الدنيئة والغايات المنحطَّة ، ويصبر على ذلك في حياته ليلقى الله بقلب سليم،
ومن الأدعية النافعة في باب سلامة الصدر واللسان،ما ثبت عن أبي هريرة رضي الله عنه قال،قال أبو بكر،يا رسول اللَه
مرني بشيء أقوله إذا أصبحت وإذا أمسيت،قال(قل،اللهم عالم الغيب والشَّهادة فاطر السموات والأرض رب كل شيء ومليكه،
أشهد أن لا إله إلا أنت،أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه،وفي رواية أخرى،وأن أقترف على نفسي سوءاً
أو أجره إلى مسلم،قال،قله إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعك)رواه الترمذي،وأبو داود،وصححه الألباني رحمه الله،
فقد تضمن هذا الحديث العظيم الاستعاذة بالله من الشر وأسبابه وغايته،فإن الشر كله إمَّا أن يصدر من النفس،أو من الشيطان
فاستعاذ بالله منهما في قوله(أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه)وغاية الشر،إما أن تعود على العامل نفسه أو
على أخيه المسلم،وفي هذا الحديث الاستعاذة من ذلك(وأن أقترف على نفسي سوءاً أو أجره إلى مسلِم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سلامة الصدر واللسان
إنَّ من سمات المؤمنين العظيمة وصفاتهم الكريمة الدالة على كمال إيمانهم وتمام دينهم ونُبل أخلاقهم،سلامة صدورهم
وألسنتهم تجاه إخوانهم المؤمنين،فليس في قلوبهم حسد أو غل أو بُغض أو ضغينة،وليس في ألسنتهم غيبة أو نميمة أو
كذب أو وقيعة ، بل لا يحملون في قلوبهم إلا المحبة والخير والرحمة والإحسان والعطف والإكرام،ولا يتلفظون بألسنتهم
إلا بالكلمات النافعة والأقوال المفيدة والدعوات الصادقة،هؤلاء هم الذين قال الله فيهم(وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا
اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)الحشر،
فنعتهم ربهم بخصلتين عظيمتين،
إحداهما تتعلق باللسان،فليس في ألسنتهم تجاه إخوانهم المؤمنين إلا النصح والدعاء (يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ)
والخصلة الثانية متعلقة بالقلب،فقلوبهم
سليمة تجاه إخوانهم،ليس فيها غل أو حسد أو حقد أو ضغينة أو نحو ذلك،
وقد كان السلف رحمهم الله يعدُّون الأفضل فيهم من كان سليم الصدر،سليم اللسان،قال سفيان بن دينار،قلتُ لأبي بشر،أخبرني
عن أعمال من كان قبلنا،قال،كانوا يعملون يسيراً ويؤجرون كثيراً،قلت،ولم ذاك،قال لسلامة صدورهم،لقد كان السبب الأعظم
لسلامة صدور هؤلاء الأخيار وألسنتهم ،هو قوة صلتهم بالله وشدة رضاهم عنه،كما قال ابن القيم رحمه الله،إنه،أي،الرضا
عن الله،يفتح له باب السلامة فيجعل قلبه سليماً نقياً من الغش والدغل والغل،ولا ينجو من عذاب الله إلا من أتى الله بقلب
سليم،كذلك وتستحيل سلامة القلب مع السخط وعدم الرضا،وكلما كان العبد أشد رضاً كان قلبه أسلم،وثمرات سلامة
القلب الذي هو ثمرة من ثمرات الرضا،لا تُعدُّ ولا تحصى،فسلامة الصدر راحة في الدنيا وأنس وطمأنينة،وثوابه في الآخرة من
أحسن الثواب،وغنيمته أكبر غنيمة،لما دُخِل على أبي دجانة رضي الله عنه،وهو مريض كان وجهه يتهلَّل،فقيل له،ما لوجهك
يتهلل،فقال،ما من عملِ شيء أوثقُ عندي من اثنتين،كنت لا أتكلم فيما لا يعنيني،والأخرى فكان قلبي للمسلمين سليماً،
وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم،فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول(اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا،اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ وَمِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ)رواه مسلم،
وعن أنس رضي الله عنه قال،كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ(يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ )رواه الترمذي،وصححه الألباني رحمه الله في،صحيح سنن الترمذي،
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال،وَكَانَ رسول الله صلى الله عليه وسلم،يَقُولُ فِي دُعَائِهِ (اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُوراً)رواه البخاري،ومسلم،
والواجب على كل مسلم أن يجاهد نفسه مجاهدة تامة في استصلاح قلبه وتزكية فؤاده وتنقيته من الشهوات الدنيئة والغايات المنحطَّة ، ويصبر على ذلك في حياته ليلقى الله بقلب سليم،
ومن الأدعية النافعة في باب سلامة الصدر واللسان،ما ثبت عن أبي هريرة رضي الله عنه قال،قال أبو بكر،يا رسول اللَه
مرني بشيء أقوله إذا أصبحت وإذا أمسيت،قال(قل،اللهم عالم الغيب والشَّهادة فاطر السموات والأرض رب كل شيء ومليكه،
أشهد أن لا إله إلا أنت،أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه،وفي رواية أخرى،وأن أقترف على نفسي سوءاً
أو أجره إلى مسلم،قال،قله إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعك)رواه الترمذي،وأبو داود،وصححه الألباني رحمه الله،
فقد تضمن هذا الحديث العظيم الاستعاذة بالله من الشر وأسبابه وغايته،فإن الشر كله إمَّا أن يصدر من النفس،أو من الشيطان
فاستعاذ بالله منهما في قوله(أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه)وغاية الشر،إما أن تعود على العامل نفسه أو
على أخيه المسلم،وفي هذا الحديث الاستعاذة من ذلك(وأن أقترف على نفسي سوءاً أو أجره إلى مسلِم