المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : علام يحقر أحدكم أخاه



امـ حمد
26-08-2013, 03:38 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
علام يحقر أحدكم أخاه
مما يؤلم النفس،ويكدر الخاطر، ويحزن الفؤاد، انتشار ظاهرة التحقير والازدراء والترفع على الناس، والنظر إليهم بعين

الانتقاض والغمط،ولا يتعاطى هذه الأخلاق إلا دني النفس، سقيم القلب، مشوش الفكر، معوج الخاطر، ولو أنصف هؤلاء لعلموا أن

نفوسهم أولى بالتحقير والإزدراء والانتقاص ممن يحتقرون، فالعاقل من نظر في عيوب نفسه وغفل عن عيوب غيره،
أسباب احتقار الناس
الغنى والفقر،فهم يحتقرون الناس لفقرهم وقلة ذات أيديهم، ويشعرون بأنهم قد تميزوا عليهم بالغنى والثراء وكثرة الأموال،

ووجود المال ليس فضيلة، بل ربما كان وبالاً على صاحبه، كما كان الحال مع قارون الذي كان المال سبباً في هلاكه، كما قال

تعالى(إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ)القصص،
والنسب،وقد يحتقرون الناس لأنسابهم، والنسب لا ينفع صاحبه يوم القيامة كما قال تعالى(فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ

وَلَا يَتَسَاءلُونَ،فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ،وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ)المؤمنون،

فأي شيء نفعت هؤلاء أنسابهم،قال النبي صلى الله عليه وسلم،وأخرج البخاري،ومسلم،في الصحيحين،عن قيس بن أبي
حازم أن عمرو بن العاص قال،سمعت النبي ‏‏(صلى الله عليه وسلم) جِهاراً غيرَ سِرٍّ يقول(إنّ آلَ أبي طالب ليسوا بأوليائي،إنما

وليِّيَ اللهُ وصالحُ المؤمنين)يشير صلى الله عليه وسلم، إلى أن ولايته لا تنال بالنسب،وإن قرب، وإنما تنال بالإيمان والعمل

الصالح، فمن كان أكمل إيماناً فهو أعظم ولاية له،سواء كان له منه نسب قريب، أو لم يكن وفي هذا المعنى يقول بعضهم،

لعمرك ما الإنسان إلا بدينه،،،فلا تترك التقوى تكالاً على النسب
لقد رفع الإسلام سلمان فارس،،،كما وضع الشرك النسيب أبا لهب

وقال صلى الله عليه وسلم(ومن بطأ به عمله، لم يسرع به نسبه)
صحيح مسلم،معناه،من كان عمله ناقصاً،لم يلحقه بمرتبة أصحاب الأعمال،فينبغي ألَّا يتكل على شرف النسب،وفضيلة الآباء،ويقصر في العمل،
اللون واللغة،وقد يحتقرون الناس لألوانهم ولغاتهم،وهذا الاختلاف ليس لهم فيه يد ولا فضل، وإنما هو دليل على قدرة الله تعالى، كما قال سبحانه

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)الحجرات،

فالتفاضل بالتقوى والعمل الصالح لا بالألوان والأجناس واللغات وغيرها،
المكانة والشهرة،وقد يحتقرون الناس لتفضلهم عليهم في المكانة الاجتماعية، والمناصب الرفيعة، والشهرة والقوة، وهذه الأمور لا تنفع صاحبها

إلا إذا سخرها في نصرة الحق وإقامة العدل، والأخذ على يد الظالم، أما إذا سخر في الظلم والبطش والغدر، والانتقام وأكل

أموال الناس بالباطل فإنها تورده موارد الهلكة والخسران، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم(ألا أخبركم بأهل الجنة، كل ضعيف

مستضعف، لو أقسم على الله لأبره، ألا أخبركم بأهل النار كل عتل جواظ مستكبر)رواه البخاري،ومسلم،ولعل هذا المستهتزأ به أفضل

عند الله تعالى،من هؤلاء المستهزئين جميعهم، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم(رب أشعث مدفوع بالأبواب، لو أقسم على الله

لأبره)صحيح مسلم،وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم،أمته إلى عدم الاغترار بالمظاهر الخداعة، ففي حديث سهل الساعدي

رضي الله عنه قال،مر رجل على النبي صلى الله عليه وسلم ،فقال لرجل عنده جالس،ما رأيك في هذا،فقال،رجل من أشراف الناس،

هذا والله حري إن خطب أن ينكح، وإن شفع أن يشفع،فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم،ثم مر رجل آخر فقال رسول الله

صلى الله عليه وسلم(ما رأيك في هذا)فقال،يا رسول الله،هذا رجلٌ من فقراء المسلمين، هذا حري إن خطب ألا ينكح، وإن شفع ألا

يشفع، وإن قال ألا يسمع لقوله، فقال صلى الله عليه وسلم(هذا خير من مثل الأرض مثل هذا)صحيح البخاري،

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم(إنه ليأتي الرجل السمين العظيم يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة)صحيح البخاري،ومسلم،
احتقار أهل الكمال، ومن العجيب أن بعض أهل النقص والسفاهة يحقر الكاملين علماً وديانة، وماذاك إلا لأنهم ليسوا على شاكلتهم في الحياة، وهؤلاء

يذكرون المرء بقوله تعالى(إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُواْ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ)المطففين،والأعجب من ذلك أن

بعض المتعلمين ممن أوتوا حظاً من العلم يحقرون غيرهم من غير المتعلمين، ويكلمونهم بأنوفهم، وينظرون إليهم نظرة تأخر

واستعلاء، بل ربما وصل الأمر بهم إلى احتقار غيرهم من طلاب العلم، وهذا يدل على أن نية هؤلاء في طلب العلم مدخولة، لأنهم

لو أخلصوا في طلبه، لأورثهم ذلك تواضعاً وخشوعاً وانكساراً وخفض جناح المؤمنين،إلى متى يحقر بعضنا بعضاً، ويسخر

بعضنا من بعض، والقرآن ينادي(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن

يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)

الحجرات،قال ابن كثير رحمه الله،نهى تعالى عن السخرية بالناس وهو احتقارهم والاستهزاء بهم، كما ثبت في الصحيح عن رسول

الله صلى الله عليه وسلم أنه قال(الكبر بطر الحق وغمض الناس،ويروى غمط الناس)صحيح مسلم،

والمراد من ذلك،احتقارهم واستصغارهم، وهذا حرام فإنه قد يكون المحتقر أعظم قدراً عند الله تعالى،وأحب إليه،

إلى متى يحقر أحدنا أخاه وينتقضه،والنبي صلى الله عليه وسلم يقول(المسلم أخو المسلم لا يظلمه، ولا يخذله ولا يحقره التقوى

هاهنا،التقوى هاهنا، ويشير إلى صدره بحسب امرئٍ من الشر أن يحقر أخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه وعرضه

وماله، إن الله لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم)أخرجهما البخاري،ومسلم في صحيحهما،

فيا أيها المتفاخرون المحتقرون،أين أنتم من هذا المنهاج الرباني القائم على العدل والقسطاس المستتقيم.

كازانوفا
27-08-2013, 09:04 AM
سبحان الله
بالفعل اوقات الواحد يحقر بني ادم وهو عند الله عزيز
جزيتي خيرا حبيبتي في الله

امـ حمد
27-08-2013, 04:21 PM
سبحان الله
بالفعل اوقات الواحد يحقر بني ادم وهو عند الله عزيز
جزيتي خيرا حبيبتي في الله

تسلمين ياعمري
ويزاااج ربي جنة الفردوس يالغلا