جمال النعيمي
15-05-2005, 02:44 AM
ســلام عــلى قطـــر والبحـرين
الخطوة المباركة التي أقدم عليها صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين وشقيقه صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر الشقيقة بتزويد البحرين بغاز قطر‚ كما أعلن السيد عبدالله العطية نائب رئيس الوزراء وزير الطاقة والصناعة في الأسبوع الماضي ان هذه الخطوة تنم عن انبلاج صباح جديد مفعم بالخير لكلا البلدين الشقيقين بعدما انزاح كابوس الخلافات الحدودية وأصبح البلدان كبلد واحد بفضل وعي القيادتين الحكيمتين في قطر والبحرين‚ ونهجهما الحضاري في ولوج عهد جديد يؤدي في نهاية المطاف الى قيام وحدة او اتحاد يجمع شمل الشعبين اللذين يتوقان الى رؤية ذلك اليوم الذي يوحدهما‚ لما لكل طرف منهما من علاقات أسرية بالطرف الآخر‚ ابتداء من الأسرتين المالكة والحاكمة وانتهاء بأصغر قريتين في بلديهما‚ ناهيك عن ان الدولتين تتفيآن تحت مظلة مجلس التعاون بدوله الست والتي نأمل ان تكون ذات يوم دولة واحدة في وحدة خليجية تعتبر نموذجا رائعا في التلاحم والتكامل العربيين‚ وهذا ما دعا إليه دوما صاحب الجلالة حمد بن عيسى في معظم أحاديثه وآخرها حديثه الثاني الذي نشر يوم السبت 30 ابريل 2005‚ فحين تقدم البحرين وقطر على اتفاق على إنشاء جسر بين البلدين وها هما الآن تعززان ذلك الاتفاق باتفاق جديد على تزويد البحرين بالغاز القطري‚ وهما بذلك توطدان سبل التعاون بينهما‚ فان كل ذلك يُعد إشارات إيجابية على النهج السليم الذي يسير عليه البلدان وقيادتاهما الحكيمتان‚ فالغاز القطري الذي أنعم الله به على قطر‚ والذي يفيض كثيرا عن احتياجاتها‚ والذي تتشوق دول العالم للاستفادة منه‚ فأهل الخليج هم أولى من غيرهم به وكذلك الدول العربية‚ خاصة إذا ارتبط التزويد باتفاقيات لا يؤثر عليها اي خلاف في وجهات النظر قد يطرأ في المستقبل‚ وهذا أمر وارد‚ يحدث بين كل مجتمعات العالم ولكن يجب ألا يعرض المصلحة العامة لأي مخاطر‚ ذلك ان اي خلاف لابد ان يزول بلغة الحوار والتفاهم اللذين يشكلان النهج الحضاري لكل الأمم المتحضرة ونحن منهم‚ نعم ان إقدام البلدين الشقيقين‚ البحرين وقطر على هذه الخطوة‚ وتزويد البحرين بغاز قطر‚ فيه مصلحة للبلدين والشعبين الشقيقين‚ فإلى جانب دور هذا الاتفاق في تعزيز الروابط الأخوية‚ فإن له مردودات اقتصادية كبيرة تسهم في استقرار الأوضاع في البلدين‚ ذلك ان اي استقرار في اي بلد خليجي له انعكاساته الإيجابية على باقي دول مجلس التعاون‚ الغاز القطري الذي ستزود به البحرين يعني قيام صناعات جديدة ثقيلة ومتوسطة وصغيرة لاستيعاب عمالة جديدة وتضييق شقة البطالة‚ ذلك ان الصناعة هي الخيار الأفضل للبحرين مع شح الموارد النفطية والتي لم تتمخض محاولات الاستكشاف عن أي نتائج إيجابية حتى الآن‚ ان الغاز حاليا يلعب دورا حيويا في صناعتنا الوطنية مثل «ألبا» و«الدرفلة« والبتروكيماويات وبلكسيكو و«الالوويل« ومصنع الحديد وأسري وميدال كيبل ومصنع الرذاذ‚ بالاضافة الى محطات الكهرباء ومحطات تحلية المياه ومصنع التكليس‚ وهذه المصانع تستوعب آلاف الأيدي العاملة البحرينية‚ وبالإمكان التوسع في المجال الصناعي‚ فمثلا ما يستخدم الآن من إنتاج ألبا البالغ 530 ألف طن من الألمنيوم في الصناعة المحلية حوالي 340 ألف طن‚ هذا قبل انتاج ألبا الذي سيزيد بتشغيل المصهر الجديد وان 190 ألف طن يصدر الى الخارج‚ فلو جرى استخدام وتصنيع كل الكمية المصدرة حاليا مضافا إليها انتاج المصهر الجديد‚ فكم يا ترى من الأيدي العاملة التي ستستوعبها المصانع الجديدة‚ ناهيك عن القيمة المضافة التي ستتحقق من جراء تصنيع كامل الإنتاج؟ وقد يتساءل سائل‚ ما هي الصناعات التي يمكن ان تقوم من جراء استخدام كل انتاج البا محليا؟ والإجابة في غاية البساطة‚ وهي ان انتاج ألبا المصدر يستخدم في كثير من الصناعات كقطع الغيار لكافة الاجهزة وأجسام الطائرات وبعض السيارات والاجهزة الطبية والأواني والأثاث والأصباغ ووقود الصواريخ والكثير الكثير من هذه الصناعات التي أصبحت الآن تعتمد على الالمنيوم بدلا من الحديد والنحاس والمواد الأخرى‚ ان قيام صناعات جديدة وتحويلية من الالمنيوم والغاز سيعزز مكانة البحرين الاقتصادية وسيعوضها عما حرمتها الطبيعة من الثروة البترولية‚ وان قيام مناطق صناعية جديدة اصبح ضرورة ملحة في الوقت الراهن‚ الى جانب ما هو موجود في شمال سترة وجنوب ألبا وهما المنطقتان اللتان تتركز فيهما أهم الصناعات الثقيلة والمتوسطة والصغيرة والتي تضم آلاف العمال البحرينيين وتوفر لهم العيش الكريم الى جانب منطقة ميناء سلمان الصناعية والحد الجديدة‚ كما ان المطالبات غير الواعية بإزالة المنطقة الصناعية في شمال سترة لا تنم عن وعي‚ ذلك ان إزالة هذه المنطقة تعني تسريح آلاف العمال والقضاء على مرفق اقتصادي حيوي في البلاد‚ انه قدرنا الذي لا نستطيع الفرار منه‚ رقعة أرض صغيرة وشعب يتزايد مع كل يوم وموارد طبيعية شحيحة‚ ولمواجهة كل هذه الظروف علينا ان نتحمل الكثير ونضحي بالكثير لكي نضمن اللقمة والعيش الكريم لكل ابناء الوطن والأجيال القادمة وتوفير كل الاحتياجات الأخرى مثل المدارس والمراكز الصحية والاجتماعية ودور الرعاية وغيرها من متطلبات الحياة العصرية لكل مواطن يعيش على هذه الأرض الطيبة‚ اننا بحاجة الى مزيد من المشاريع الصناعية والسياحية والخدماتية وان الحركة العمرانية التي تشهدها البلاد حاليا تحتاج الى طاقة كهربائية هائلة مثل اجهزة التبريد والإنارة والمصاعد‚ وهذا يعني بناء محطات توليد جديدة التي هي الأخرى بحاجة الى الغاز‚ ويأتي الغاز القطري ليحل هذه المعضلة ويفتح آفاقا جديدة لبناء مصانع جديدة وحركة عمرانية متواصلة واستقطاب استثمارات جديدة وفرص عمل واعدة‚ كل ذلك سيتحقق إن شاء الله في عهد الحمدين‚ حمد بن عيسى وحمد بن خليفة‚ وسلام على قطر والبحرين وهما تخطوان خطواتهما المباركة نحو مستقبل واحد واعد‚ ونأمل ان نراهما تحت لواء واحد يرفرف عليهما علم واحد‚ وما ذلك على الله ببعيد‚
الخطوة المباركة التي أقدم عليها صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين وشقيقه صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر الشقيقة بتزويد البحرين بغاز قطر‚ كما أعلن السيد عبدالله العطية نائب رئيس الوزراء وزير الطاقة والصناعة في الأسبوع الماضي ان هذه الخطوة تنم عن انبلاج صباح جديد مفعم بالخير لكلا البلدين الشقيقين بعدما انزاح كابوس الخلافات الحدودية وأصبح البلدان كبلد واحد بفضل وعي القيادتين الحكيمتين في قطر والبحرين‚ ونهجهما الحضاري في ولوج عهد جديد يؤدي في نهاية المطاف الى قيام وحدة او اتحاد يجمع شمل الشعبين اللذين يتوقان الى رؤية ذلك اليوم الذي يوحدهما‚ لما لكل طرف منهما من علاقات أسرية بالطرف الآخر‚ ابتداء من الأسرتين المالكة والحاكمة وانتهاء بأصغر قريتين في بلديهما‚ ناهيك عن ان الدولتين تتفيآن تحت مظلة مجلس التعاون بدوله الست والتي نأمل ان تكون ذات يوم دولة واحدة في وحدة خليجية تعتبر نموذجا رائعا في التلاحم والتكامل العربيين‚ وهذا ما دعا إليه دوما صاحب الجلالة حمد بن عيسى في معظم أحاديثه وآخرها حديثه الثاني الذي نشر يوم السبت 30 ابريل 2005‚ فحين تقدم البحرين وقطر على اتفاق على إنشاء جسر بين البلدين وها هما الآن تعززان ذلك الاتفاق باتفاق جديد على تزويد البحرين بالغاز القطري‚ وهما بذلك توطدان سبل التعاون بينهما‚ فان كل ذلك يُعد إشارات إيجابية على النهج السليم الذي يسير عليه البلدان وقيادتاهما الحكيمتان‚ فالغاز القطري الذي أنعم الله به على قطر‚ والذي يفيض كثيرا عن احتياجاتها‚ والذي تتشوق دول العالم للاستفادة منه‚ فأهل الخليج هم أولى من غيرهم به وكذلك الدول العربية‚ خاصة إذا ارتبط التزويد باتفاقيات لا يؤثر عليها اي خلاف في وجهات النظر قد يطرأ في المستقبل‚ وهذا أمر وارد‚ يحدث بين كل مجتمعات العالم ولكن يجب ألا يعرض المصلحة العامة لأي مخاطر‚ ذلك ان اي خلاف لابد ان يزول بلغة الحوار والتفاهم اللذين يشكلان النهج الحضاري لكل الأمم المتحضرة ونحن منهم‚ نعم ان إقدام البلدين الشقيقين‚ البحرين وقطر على هذه الخطوة‚ وتزويد البحرين بغاز قطر‚ فيه مصلحة للبلدين والشعبين الشقيقين‚ فإلى جانب دور هذا الاتفاق في تعزيز الروابط الأخوية‚ فإن له مردودات اقتصادية كبيرة تسهم في استقرار الأوضاع في البلدين‚ ذلك ان اي استقرار في اي بلد خليجي له انعكاساته الإيجابية على باقي دول مجلس التعاون‚ الغاز القطري الذي ستزود به البحرين يعني قيام صناعات جديدة ثقيلة ومتوسطة وصغيرة لاستيعاب عمالة جديدة وتضييق شقة البطالة‚ ذلك ان الصناعة هي الخيار الأفضل للبحرين مع شح الموارد النفطية والتي لم تتمخض محاولات الاستكشاف عن أي نتائج إيجابية حتى الآن‚ ان الغاز حاليا يلعب دورا حيويا في صناعتنا الوطنية مثل «ألبا» و«الدرفلة« والبتروكيماويات وبلكسيكو و«الالوويل« ومصنع الحديد وأسري وميدال كيبل ومصنع الرذاذ‚ بالاضافة الى محطات الكهرباء ومحطات تحلية المياه ومصنع التكليس‚ وهذه المصانع تستوعب آلاف الأيدي العاملة البحرينية‚ وبالإمكان التوسع في المجال الصناعي‚ فمثلا ما يستخدم الآن من إنتاج ألبا البالغ 530 ألف طن من الألمنيوم في الصناعة المحلية حوالي 340 ألف طن‚ هذا قبل انتاج ألبا الذي سيزيد بتشغيل المصهر الجديد وان 190 ألف طن يصدر الى الخارج‚ فلو جرى استخدام وتصنيع كل الكمية المصدرة حاليا مضافا إليها انتاج المصهر الجديد‚ فكم يا ترى من الأيدي العاملة التي ستستوعبها المصانع الجديدة‚ ناهيك عن القيمة المضافة التي ستتحقق من جراء تصنيع كامل الإنتاج؟ وقد يتساءل سائل‚ ما هي الصناعات التي يمكن ان تقوم من جراء استخدام كل انتاج البا محليا؟ والإجابة في غاية البساطة‚ وهي ان انتاج ألبا المصدر يستخدم في كثير من الصناعات كقطع الغيار لكافة الاجهزة وأجسام الطائرات وبعض السيارات والاجهزة الطبية والأواني والأثاث والأصباغ ووقود الصواريخ والكثير الكثير من هذه الصناعات التي أصبحت الآن تعتمد على الالمنيوم بدلا من الحديد والنحاس والمواد الأخرى‚ ان قيام صناعات جديدة وتحويلية من الالمنيوم والغاز سيعزز مكانة البحرين الاقتصادية وسيعوضها عما حرمتها الطبيعة من الثروة البترولية‚ وان قيام مناطق صناعية جديدة اصبح ضرورة ملحة في الوقت الراهن‚ الى جانب ما هو موجود في شمال سترة وجنوب ألبا وهما المنطقتان اللتان تتركز فيهما أهم الصناعات الثقيلة والمتوسطة والصغيرة والتي تضم آلاف العمال البحرينيين وتوفر لهم العيش الكريم الى جانب منطقة ميناء سلمان الصناعية والحد الجديدة‚ كما ان المطالبات غير الواعية بإزالة المنطقة الصناعية في شمال سترة لا تنم عن وعي‚ ذلك ان إزالة هذه المنطقة تعني تسريح آلاف العمال والقضاء على مرفق اقتصادي حيوي في البلاد‚ انه قدرنا الذي لا نستطيع الفرار منه‚ رقعة أرض صغيرة وشعب يتزايد مع كل يوم وموارد طبيعية شحيحة‚ ولمواجهة كل هذه الظروف علينا ان نتحمل الكثير ونضحي بالكثير لكي نضمن اللقمة والعيش الكريم لكل ابناء الوطن والأجيال القادمة وتوفير كل الاحتياجات الأخرى مثل المدارس والمراكز الصحية والاجتماعية ودور الرعاية وغيرها من متطلبات الحياة العصرية لكل مواطن يعيش على هذه الأرض الطيبة‚ اننا بحاجة الى مزيد من المشاريع الصناعية والسياحية والخدماتية وان الحركة العمرانية التي تشهدها البلاد حاليا تحتاج الى طاقة كهربائية هائلة مثل اجهزة التبريد والإنارة والمصاعد‚ وهذا يعني بناء محطات توليد جديدة التي هي الأخرى بحاجة الى الغاز‚ ويأتي الغاز القطري ليحل هذه المعضلة ويفتح آفاقا جديدة لبناء مصانع جديدة وحركة عمرانية متواصلة واستقطاب استثمارات جديدة وفرص عمل واعدة‚ كل ذلك سيتحقق إن شاء الله في عهد الحمدين‚ حمد بن عيسى وحمد بن خليفة‚ وسلام على قطر والبحرين وهما تخطوان خطواتهما المباركة نحو مستقبل واحد واعد‚ ونأمل ان نراهما تحت لواء واحد يرفرف عليهما علم واحد‚ وما ذلك على الله ببعيد‚