تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مجالسة قرناء السوء



امـ حمد
27-08-2013, 05:48 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
مجالسة قرناء السوء
قال الله تعالى(وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا ،يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا،لَقَدْ أَضَلَّنِي

عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا الفرقان،وقال عز وجل(وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ

شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ،وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ،حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ

الْقَرِينُ)الزخرف،وقال جل وعلا في أصحاب الجنة(فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ،قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ،يَقُولُ أَئِنَّكَ

لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ،أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَدِينُونَ،قَالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ،فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ،قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ

لَتُرْدِينِ، وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ)الصافات،قال البخاري رحمه الله،في صحيحه،قال،رسول الله صلى الله عليه

وسلم(مثل الجليس الصالح والجليس السوء كمثل صاحب المسك وكير الحداد لا يعدمك من صاحب المسك إما تشتريه أو تجد ريحه

وكير الحداد يحرق بيتك أو ثوبك أو تجد منه ريحآ خبيثة)وقال أبوداود في سننه،وحسنه الألباني في صحيح الترمذي،عن أبي

هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال(الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل)
وصدق من قال
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه ،،,فكل قرين بالمقارن يقتدي
إذا كنت في قوم فصاحب خيارهم،،،ولا تصحب الأردى فتردى مع الردي
قال الإمام الخطابي رحمه الله تعالى( المرء على دين خليله ) معناه،لا تخالل إلا من رضيت دينه وأمانته فانك إذا خاللته قادك

إلى دينه ومذهبه،وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى،
أنه رفع إلى عمر بن عبدالعزيز،قوم يشربون الخمر وكان فيهم

جليس لهم صائم ،فقال ابدءوا به في الجلد ألم تسمع الله تعالى يقول(فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ)النساء،فإذا كان هذا في المجالسة والعشرة

العارضة حين فعلهم للمنكر يكون مجالسهم مثلاً لهم،فكيف بالعشرة الدائمة،وقال الإمام السعدي،وأما مصاحبة الأشرار،فإنها مضرة

من جميع الوجوه على من صاحبهم وشر على من خالطهم فكم هلك بسببهم أقوام,وكم قادوا أصحابهم إلى المهالك من حيث لا

يشعرون،ولهذا كان من اعظم نعم الله على العبد المؤمن أن يوفقه لصحبة الأخيار، ومن عقوبته لعبده أن يبتليه بصحبة

الأشرار,وصحبة الأخيار توصل العبد إلى أعلى عليين, وصحبة الأشرار توصله إلى أسفل سافلين،

وقال ابن المبارك رحمه الله تعالى
إذا صاحبة قوماً أهل ود,,,,فكـن لهم كذي الرحم الشفيق
ولا تأخذ بزلة كل قوم ,,,, فتبقى في الزمان بلا رفيق

وقال ابن كثير،ولما كانت التبعية مؤثرة،صار باقيآ معهم ببقائهم لأن من أحب قومآ سعد بهم،فما ظنك بمن تبع أهل الخير وهو أهل

الأكرام،وهذه فائدة صحبة الأخيار،والصداقة بين الأعداء تنقلب يوم القيامة عداوة،قال تعالى(الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ

إِلَّا الْمُتَّقِينَ)الزخرف،وقال إبراهيم عليه الصلاة السلام(وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ

الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ)العنكبوت،فعليك بمجالسة الصادقين وبالفرار
من مجالسة أهل السوء المعرضين عن دين الله رب العالمين قال تعالى( يَا أَيُّهَا الَّذِينَآمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ )

التوبه,وقال تعالى(وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ

الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا)الكهف،فالأمر كما قال السلف الصالح ،صاحب الأخيار

تأمن الأشرار،ووحدة المرء خير من جليس السوء،وخليل المرء دليل عقله،وما خلق الله أضر على العبد من صاحب السوء.