المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشركات الكورية تبدي إهتماماً كبيراً للإستثمار في قطر



داااايم السيف
05-09-2013, 08:46 AM
مستثمر كوري: الشركات الكورية تبدي إهتماماً كبيراً للإستثمار في قطر


الشرق القطرية - 05/09/2013


"رؤية قطر الوطنية 2030، إنّما هي نظرةٌ ثاقبةٌ طموحة نحو مستقبلٍ مشرقٍ ومزدهر"، تلك الرؤية هي ما جذب المستثمر الكوري يو كيم، مدير شركة "ليون" العالمية الكورية للزراعة الرأسية للمجيء إلى الدوحة في زيارةٍ يكتشف فيها آفاقاً جديدةً للتعاون بين دولة قطر وجمهورية كوريا الجنوبية، حيث عبّر كيم بتلك الكلمات عن مدى إعجابه بخارطة الطريق التي تبنّتها قطر، ورأى أنّ خير وسيلةٍ لدعمها هي السعي إلى تحقيق اقتصادٍ مُتنوّعٍ لا يعتمد على مصادر الطاقة الناضبة، وإنّما على المصادر المتجددة، وذلك من خلال تحسين كافة القطاعات، ومن بينها القطاع الزراعي، وتحدّث كيم في مقابلةٍ مع "بوابة الشرق" عن أهمية توظيف التكنولوجيا الحديثة في هذا المجال للحصول على أفضل النتائج.

* بدايةً، نودّ لو تُطلِعنا لماذا وقع اختياركم على قطر بالذات للبحث في فرص التعاون والاستثمار التي من شأنها أنْ تسهم في تحقيق الازدهار والتنوّع الاقتصادي لمستقبلٍ أفضل؟
- كانت أول زيارة لي إلى هنا بدعوةٍ من مدير البنك المركزي، جئت حينها لمناقشة المشاريع المتعلقة بالقطاع الزراعي، ومنذ ذلك الوقت أصبحت أتردد على الدوحة كل فترة، وقد عشت خلال هذه المدّة تجارب مختلفة تعرفت فيها على الثقافات والعادات المتنوعة، وأخيراً أتيحت لي الفرصة لبدء مشروعٍ استثماري مشترك هنا في الدوحة.

لقد قرأت عن رؤية قطر 2030 ووجدتها مُدهشةً بحق، وحينها أدركت من أين تستمدُّ هذه البلد قوّتها، إنّها رؤيةٌ رائعةٌ وغير عاديّة تقود البلاد إلى النجاح.

وبالطبع، من بين خطط التنفيذ والاستراتيجيات التي تدعم رؤية قطر الوطنية 2030، تحقيقُ الأمن الغذائي، وذلك من خلال تطوير القطاع الزراعي. وبناءُ اقتصاد زراعي مستدام هو الهدف الرئيس لبرنامج قطر الوطني للأمن الغذائي.

وأنوّه في هذا السياق إلى المبادرة التي طرحتها دولة قطر، مبادرة تعزيز الأمن الغذائي في البلدان القاحلة، وهي عبارة عن تحالف يستهدف تعزيز الأمن الغذائي في البلدان القاحلة عن طريق تبادل الخبرات والتكنولوجيا بين الدول المعنية في مجال الزراعة. ونحن في مركز الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (mena)، وهو مركزٌ يُعنى بالبحث في فرص التعاون ما بين كوريا الجنوبية ودول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، نصبُّ جلَّ اهتمامنا على ثلاثة مجالاتٍ تُسمّى "few"، وهي الغذاء والطاقة والمياه، وتُبنى مُهمّتنا في هذا المركز انطلاقاً من هذه المجالات الثلاثة.. وبما أنّها تُعتبر الدعائم الأساسية لتحقيق رؤية قطر الوطنية 2030، فقد كان حريّاً بنا أنْ نتعاون سوياً في هذا الإطار بما يعود بالمنفعة على كلٍّ من قطر وكوريا الجنوبية. وتوجد علاقاتٌ جيدة ما بين إقليم جيونج جي في كوريا الجنوبية والحكومة القطرية، وندرك الفرص الجديدة المتاحة هنا للاستثمار في مجال الزراعة الرأسية، كما قامت قناة الجزيرة مؤخراً بزيارة بعض المزارع الرأسية الموجودة في كوريا الجنوبية للتعرف على التكنولوجيا العالية التي نحن على استعداد لأنْ نشارك قطر بها من خلال إقامة المشاريع الزراعية.

هناك الكثير من الدول التي أقامت مشاريع الزراعة الرأسية، لكنّ الأمر المهم هو كيف يُمكن أنْ نضمّ جهودنا ونتعاون للحصول على أفضل النتائج، ومن هذا المنطلق سيُبنى التعاون بين قطر وكوريا الجنوبية، حيث ستُوفّر الأخيرة التكنولوجيا العالية اللازمة لهذه الصناعة، وبهذا يحقق البلدان النتائج الأمثل.

* وما هي تطوّرات هذه الشراكة التي من شأنها أنْ تُسهم في تعزيز العلاقة الاقتصادية بين كلٍّ من قطر وكوريا الجنوبية؟
- لقد سبق وتمّ توقيع مذكرة تفاهم بين البلدين في 30 من شهر يناير ، للتعاون في هذا المجال، ومن المُرجّح أن يشهد شهر سبتمبر المُقبل بداية تطبيق هذا التعاون على أرض الواقع.

وقد قام البنك الإسلامي للتنمية، الذي تُعدّ قطر من أعضائه المؤسسين، والذي يهدف إلى دعم التنمية الاقتصادية، قام بدعوة الحكومة الكورية لاجتماعه السنوي، وقد كان إقليم جيونج جي الكوري حاضراً في الاجتماع لتقديم عرضٍ لِما تستطيع كوريا توفيره والمشاركة به في مجال الزراعة الرأسية من الخبرات والتكنولوجيا المُتقدمة.. وأعتقد أنّها كانت فكرةً ذكيّةً ورائعة حقاً.

* ما أهمية توظيف التكنولوجيا المتطورة في تحقيق التنمية الاقتصادية؟ وما الذي دفعكم لمشاركة الدول الأخرى بخبراتكم في هذا المجال؟
- بالنظر إلى رؤية قطر الوطنية 2030، فإننا نرى أنّ قطر بعد أنْ كانت تعتمد على الموارد الهيدروكربونية الناضبة، أصبحت الآنْ تسعى لبناء اقتصادٍ قويٍّ ومتنوّعٍ يعتمد على الموارد المتجدّدة والصناعات المُزدهرة التي من شأنها أنْ تُحقق التنمية للبلد. وتُدرك قطر أهميّة التكنولوجيا الحديثة المتطوّرة في نهضة الصناعة المحلّية، كتكنولوجيا استغلال الطاقة الشمسية واعتماد مصادر بديلة ومتجددة للطاقة في المستقبل المنظور، كما تستفيد المملكة العربية السعودية من هذه التكنولوجيا حالياً، حيث إنّها قد خصّصت مؤخراً نحو 100 مليار دولار أمريكي للاستثمار في المصادر البديلة للطاقة، على رأسها الطاقة الشمسية. والتكنولوجيا الأحدث التي تمّ توظيفها في قطاع الزراعة الرأسية هي توليد الطاقة بواسطة الـ(cigs)، أي: السيلينيد، والنحاس، والإنديوم، والغاليوم، وهي كُلّها مواد تستخدم في صناعة رقائق الخلايا الشمسية. لقد اعتمدت المملكة العربية السعودية عليها، ومن المرجّح أنّ قطر تبحث فكرة تجريبها أيضاً، ونحن نرغب في التعاون مع قطر والمساهمة بخبراتنا في هذا المجال الذي يندرج ضمن إطار الزراعة الرأسية وتحسينها.

* هل يختصّ هذا التعاون المتبادل في مجال الزراعة الرأسية فقط، أم أنّه يُغطي مجالاتٍ أخرى؟
- شركاتنا لا يقتصر عملها على الزراعة الرأسية وحسب، وإنّما هي مختصّةٌ أيضاً بتكنولوجيا استغلال الطاقة الشمسية، وبتقديم طرقٍ أكثرَ فعالية لتوفير استهلاك المياه على حدٍّ سواء. ونتعاون مع عدد من المختصّين والعلماء ممن حققوا نجاحاً في هذا الإطار في كوريا واليابان وحتى في الولايات المتحدة، ويديرون شركاتهم هناك.

*في تقديرك، هل تُغطي الأرباح النفقات، إذا أخذنا بالاعتبار كمية الطاقة المستهلكة؟
- نحن نسعى باستمرار لتحقيق أفضل النتائج بأقل تكلفة، وتذهب حالياً نسبة %20 من الإنتاج للطاقة. وقد بدأت البحرين مشروع الزراعة الرأسية مؤخّراً وتنوي التوسُّع فيه، تبلغ تكلفة المزرعة الرأسية الواحدة ما يُقارب 100 مليون دولار أمريكي، %20 منها مخصص للطاقة.

*ما الدول الأخرى التي تعاملتم معها في هذا النطاق؟
- لقد سبق ودرسنا مسألة البدء بمشروعٍ مشترك مع وزارة العلوم والتكنولوجيا السودانية، وقد وقعت معها شركتُنا اتفاقية تعاون في هذا المجال، كما امتدّت الاستثمارات الكورية الجنوبية أيضاً إلى عدّة دول أخرى من بينها المملكة العربية السعودية والبحرين وغيرها.

* ما هي أهمُّ مميّزات الزراعة الرأسيّة؟
- الخضار التي يتمُّ إنتاجها بالزراعة الرأسية طازجة وعضوية ومغذية، وبالطبع تكون أسعارها في متناول المستهلك لأنها قد تمّ إنتاجها محلّياً، كما أنّه من خلال هذه الطريقة يتمّ إنتاج أكبر كميّة في أقلّ مساحة إذ إنّ التوسُّع يكون رأسياً.

قد يُعتبر اعتماد الزراعة الرأسية على كميّةٍ كبيرة من الطاقة عيباً من عيوب هذه الطريقة في الزراعة، حيث إنّ أنظمة استغلال الطاقة الشمسية قد تكون مكلفةً في بادئ الأمر، لكنّها بالتأكيد قليلة التكلفة على المدى الطويل، إنّه استثمارٌ يحتاج إلى الوقت.

* برأيك، الزراعة الرأسية قادرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي لدولة قطر؟
تستورد قطر معظم احتياجاتها الغذائية من الخارج، لكنْ بالزراعة الرأسية بإمكاننا إنتاج كافة أنواع المحاصيل هنا في قطر، وهذا يصبُّ في تحقيق التنوّع الاقتصادي وعدم الاعتماد على الدول الأخرى بشكلٍ كُلي.. من الضروري أنْ تتمتّع الدولة بنوعٍ من الاستقلالية والقدرة على تحقيق قدرٍ من الاكتفاء الذاتي في حال مواجهة أيّ تحدٍّ في المستقبل.

* أخيراً، ما هي تطلّعاتكم المستقبلية والآفاق التي تطمحون للوصول إليها؟
- لا يقتصر عملنا فقط على الزراعة الأفقية، بل يشمل تكنولوجيا استغلال الطاقة الشمسية وإدارة المياه، ونطمح إلى أن يتسع نطاق شركتنا لتغطّي عدداً كبيراً من البلدان.