Abdulla Ahmed
30-07-2006, 04:58 AM
-----------------------------------------------------------------------
يا إخواننا في لبنان فرُّوا إلى الله ... وأعدَّوا أنفسكم
تأملات :الوطن العربي :السبت 4رجب 1427هـ –29يوليو 2006م
بقلم : خباب بن مروان الحمد
Khabab00@hotmail.com
يا أهل لبنان جل المجد عن ثمن *** وجل أن ترخي من دونه الهمم
أنتم ونحن ندى من غيث أمتنا *** وعن قريب يوافي سيلها العرم
لا يأس من أمَّة نالت أوائلها *** رسالة قبست من نورها الأمم
ووقفة العز عز في عواقبها *** لكنَّ عاقبة المستسلم الندم
لبنان ... تلكم البلاد الخضراء ، والأرض الطيِّبة ، التي خرج من أراضيها علماء أفذاذ، ومفكرين نجباء من القدماء والمعاصرين ... كالأوزاعي ...و البقاعي صاحب الدرر ... ومحمد رشيد رضا.... ونديم الجسر...وصبحي الصالح....والشيخ حسن خالد .... إلى غير ذلك من قائمة الشرفاء العلماء .
هذه البلاد الطاهرة الزكيَّة ... أريد لها في هذا الزمن ـ وللأسف ـ أن تكون محوراً من محاور الفساد ، ومصدرة لثقافة العري ، ومرتعاً للعهر والخنا ـ نسأل الله السلامة ـ .
ففتح صانعو القرار في لبنان ومن يعاونهم ذراعهم لكل الوافدات الغربيَّة بخيرها وشرِّها ، وحققوا لأهل الهوى والرذيلة والشهوات أمانيهم ، ببث ما يثير الغرائز و الشهوات ، ويزيد من عذابات النفس المريضة والأمَّارة بالسوء.
وأظهروا لبنان بهذا المظهر ، حتى صارت لا تذكر إلا ويذكر الإنسانُ الفسادَ الجاري فيها، والمغنين والمغنيات والفنانين والفنانات ....وهكذا صارت لبنان في عيون الكثير من الناس... وأضحت ـ وللأسف ـ تعجُّ بما يستجلب غضب الله ، ولا أزعم أنَّ ذلك كلَّه من أهل السنَّة وإن كان يبدر منهم شيء ليس بالقليل ، وللنصارى قصب السبق في ذلك، ولغيرهم من الدروز والطوائف الباطنيَّة الشيء الكثير .
ألا يجدر بنا كمسلمين أن تكون لنا وقفة مراجعة مع النفس لمحاسبتها : لماذا سلَّط الله علينا الأعداء ، فأذاقونا وإخواننا في لبنان مرَّ البلاء ؟
لماذا قدَّر الله أن يكون ذلك في وقت السياحة وزمن منتجعات الاستجمام والراحة؟
لماذا عمَّ البلاء والقتل لجميع أهل لبنان صالحهم وطالحهم ؟
إنها أسئلة لا بد أن يكون لنا وخصوصاً إخواننا المسلمين في لبنان وقفة مراجعة للنفس من خلالها !
إنَّه لا بد أن نعلم أنَّه ما نزل بلاء إلا بذنب ، وما رفع إلاَّ بتوبة ؛ كما قال العبَّاس بن عبد المطَّلب ـ رضي الله عنه ـ والله تعالى يقول في كتابه الحكيم وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير] ويقول أولمَّا أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنَّى هذا قل هو من عند أنفسكم ] .
إنَّ هذه الآيات وغيرها من الأحاديث والآثار تبيِّن أنَّ البلاء لا ينزل بأمَّة الإسلام إلاَّ لعدَّة أسباب ، ومن أهمِّها الذنوب التي اقترفها الخلق في حقِّ ربِّهم وخالقهم ـ جلَّ وعلا ـ
نعم ... إنَّه تعالى رحيم ، يمهل ولا يهمل ، ويعفو عن كثير ، وقد قال ـ عليه الصلاة والسلام ـ : [إنَّ الله يملي للظالم حتَّى إذا أخذه لم يفلته] وتلا قوله تعالى وكذلك أخذ ربِّك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إنَّ أخذه أليم شديد]] أخرجه مسلم في صحيحه.
إنّني ـ والله ـ لا أشمت بإخواني المسلمين في لبنان أو غيرها ..كلاَّ وربِّ العزَّة ...ومعاذ الله ... فهم إخواننا المسلمون لهم ما لنا وعليهم ما علينا ... بل نخشى على أنفسنا في كثير من بلاد المسلمين أن نصاب بما أصيب به إخواننا لكثرة ذنوبنا ومعاصينا ، ولعدم نصرتنا لإخواننا في العديد من بلاد المسلمين المنكوبة والمحتلة.
ولكنَّني أنذر نفسي وأنذرهم أنَّ عذاب الله ـ تعالى ـ لا ينزل إلا لسبب وجيه علمناه أو لم نعلمه، فلنحاسب أنفسنا ، ونستشعر الحكمة من سبب هذا البلاء الواقع بنا ....
بيد أني مع كل حرقة وألم يخالج قلبي أعترف وكلُّ مسلم بأنَّه آلمنا ما اقترفته الأيادي الصهيونيَّة الآثمة ، من القتل و الدمار والخراب على أرض لبنان الحبيبة ، والتي بلغت خسائرها مليارات الدولارات في تحطيم البنى التحتيَّة والفوقيَّة ، ولا حول ولا قوَّة إلا بالله!
ومع هذا فإنَّا نقول : ليسوا سواء فقتلانا من المسلمين في الجنَّة ـ بإذن الله ـ وقتلى الصهاينة في النار... وأنَّ هذه الكوارث والملمَّات هي بإذن الله تكفير للسيئات .... وأنَّ الحروب صعقات إحياء لا إماتة ... وأنَّها سبب من أسباب الرجوع إلى الله و الانطراح بين يديه ... وأنَّ هذه الحروب من بلاءات الشر التي يبتلي الله بها عباده لعلَّهم يتوبون إلى الله ويفيئون إلى ظلال الإسلام .
ولي مع هذه الحرب الدائرة في لبنان عدَّة وقفات ، أسأل الله ـ تعالى ـ أن ينفع بها ويجعلها خالصة لوجهه الكريم ، ومنها على سبيل المثال لا الحصر :
1ـ لابد من أن نتقرب إلى الله ليكشف هذه المحنة ، ونستغفر ممَّا بدر من الذنوب والمعاصي التي اقترفناها ، بل من قلَّة المحذرين منها والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر حتَّى من الصالحين!
إلاَّ أنَّنا قد نبَّأنا الله بأنَّ البلاء قد يصيب الصالح والطالح كما قال واتقوا فتنة لا تصيبنَّ الذين ظلموا منكم خاصَّة] أي : احذروا يا مسلمون أن تصابوا وتُنالوا من البلاء صالحكم وطالحكم ، وألاَّ يستثنى أحداً منكم ، بسبب ما اقترفتم في حق الله من الكبائر والموبقات .
ومن المعلوم بأنَّ سنن الله تجري على البرِّ والفاجر ، وأنَّ الأمم قد تهلك ولو كان فيها الصالحون ـ غير المصلحين بالطبع ـ وذلك لأنَّهم لم يكن لهم دور إيجابي في نصرة دين الله ، والدعوة إليه ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصبر على الأذى فيه ، ولهذا قالت زينب بنت جحش لرسول الله ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ : يا رسول الله ! أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال : [نعم ، إذا كثر الخبث ] متفق عليه .
كما أنَّه ينبغي العلم بأنَّ هذا البلاء لا يرفع إلا بدعاء صادق ، وقلب يعجُّ إلى الله بالتوبة ، حتَّى لا نتشبَّه بمن وقعت عليهم النوازل والملمَّات ، ولم يقبلوا على ربِّهم ، فإنَّه تعالى يقول ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون, فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون] الأنعام [43ـ 44]
ورحم الله الإمام ابن القيم ـ رحمه الله ـ إذ يقول إذا اجتمع على الإنسان قلبه ، وصدقت ضرورته وفاقته، وقوي رجاؤه، فلا يكاد يرد دعاؤه] .
2ـ لابدَّ لأهل السنَّة والجماعة في لبنان أن يعدُّوا للجهاد في سبيل الله بقدر الإمكان ، وأن يكوِّنوا لأنفسهم راية واضحة ليست جاهليَّة يقاتلوا تحت لوائها أعداء الدين من الصهاينة، ولا بأس أن يستفيدوا من خبرة حزب الله القتاليَّة ، على أن يتيقظوا ويحذروا من الوقوع في شيء من عقيدتهم ، فهم والحق يقال لديهم مهارة كبيرة في إدارة الحروب والمعارك مع العدو الصهيوني.
ومن المهم أن تكون لدينا قناعة بأهميَّة الدفاع عن الوطن ، وعدم تسليمه لأعداء الدين ، وأنَّ جميع المسلمين في لبنان مشاريع شهادة في سبيل الله لمن يواجهوهم من الصهاينة.
وكذلك فإنَّ من اللوازم لدعاة وعلماء أهل السنَّة في لبنان أن يعلِّموا الناس خطورة الترف والحياة المخمليَّة ، وأنَّه داء يستجلب الأعداء علينا حينما يرى ضعفنا ورخاوة قوتنا ، كما تجدر الإشارة إلى أهميَّة تحريك الشباب للالتحاق بالأعمال الإغاثيَّة ومعاونة الأسر المكلومة بقدر الإمكان ، مع ضرورة التقدّم بالشباب الجاد من أهل السنة بعدَّة خطوات إلى الأمام في الوعي والجدية واستبانة سبيل المجرمين والمنافقين .
3ـ لا بد من الصبر على الحرب ، والثبات على مناكفة أعداء الله الصهاينة ، مع التذكير بنقطة في غاية الأهميَّة وهي الثبات على الأرض وعدم المهاجرة منها بقدر الإمكان ، والاستفادة من تجربة الفلسطينيين ، حيث أيقنوا بأهمية ذلك وعدم الرحيل من بلادهم ولو كان الثمن غالياً، بل إننا نرى كثيراً من أهل فلسطين يرحل إليها مستقراً بعد أن عاش فترة خارج أراضيها ، لينالوا أجر الرباط والصبر والمصابرة ، إرغاماً لأعداء الله ، ويا له من فضل وأجر كبير ، فقد قال ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه' رواه مسلم .يتبع
يا إخواننا في لبنان فرُّوا إلى الله ... وأعدَّوا أنفسكم
تأملات :الوطن العربي :السبت 4رجب 1427هـ –29يوليو 2006م
بقلم : خباب بن مروان الحمد
Khabab00@hotmail.com
يا أهل لبنان جل المجد عن ثمن *** وجل أن ترخي من دونه الهمم
أنتم ونحن ندى من غيث أمتنا *** وعن قريب يوافي سيلها العرم
لا يأس من أمَّة نالت أوائلها *** رسالة قبست من نورها الأمم
ووقفة العز عز في عواقبها *** لكنَّ عاقبة المستسلم الندم
لبنان ... تلكم البلاد الخضراء ، والأرض الطيِّبة ، التي خرج من أراضيها علماء أفذاذ، ومفكرين نجباء من القدماء والمعاصرين ... كالأوزاعي ...و البقاعي صاحب الدرر ... ومحمد رشيد رضا.... ونديم الجسر...وصبحي الصالح....والشيخ حسن خالد .... إلى غير ذلك من قائمة الشرفاء العلماء .
هذه البلاد الطاهرة الزكيَّة ... أريد لها في هذا الزمن ـ وللأسف ـ أن تكون محوراً من محاور الفساد ، ومصدرة لثقافة العري ، ومرتعاً للعهر والخنا ـ نسأل الله السلامة ـ .
ففتح صانعو القرار في لبنان ومن يعاونهم ذراعهم لكل الوافدات الغربيَّة بخيرها وشرِّها ، وحققوا لأهل الهوى والرذيلة والشهوات أمانيهم ، ببث ما يثير الغرائز و الشهوات ، ويزيد من عذابات النفس المريضة والأمَّارة بالسوء.
وأظهروا لبنان بهذا المظهر ، حتى صارت لا تذكر إلا ويذكر الإنسانُ الفسادَ الجاري فيها، والمغنين والمغنيات والفنانين والفنانات ....وهكذا صارت لبنان في عيون الكثير من الناس... وأضحت ـ وللأسف ـ تعجُّ بما يستجلب غضب الله ، ولا أزعم أنَّ ذلك كلَّه من أهل السنَّة وإن كان يبدر منهم شيء ليس بالقليل ، وللنصارى قصب السبق في ذلك، ولغيرهم من الدروز والطوائف الباطنيَّة الشيء الكثير .
ألا يجدر بنا كمسلمين أن تكون لنا وقفة مراجعة مع النفس لمحاسبتها : لماذا سلَّط الله علينا الأعداء ، فأذاقونا وإخواننا في لبنان مرَّ البلاء ؟
لماذا قدَّر الله أن يكون ذلك في وقت السياحة وزمن منتجعات الاستجمام والراحة؟
لماذا عمَّ البلاء والقتل لجميع أهل لبنان صالحهم وطالحهم ؟
إنها أسئلة لا بد أن يكون لنا وخصوصاً إخواننا المسلمين في لبنان وقفة مراجعة للنفس من خلالها !
إنَّه لا بد أن نعلم أنَّه ما نزل بلاء إلا بذنب ، وما رفع إلاَّ بتوبة ؛ كما قال العبَّاس بن عبد المطَّلب ـ رضي الله عنه ـ والله تعالى يقول في كتابه الحكيم وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير] ويقول أولمَّا أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنَّى هذا قل هو من عند أنفسكم ] .
إنَّ هذه الآيات وغيرها من الأحاديث والآثار تبيِّن أنَّ البلاء لا ينزل بأمَّة الإسلام إلاَّ لعدَّة أسباب ، ومن أهمِّها الذنوب التي اقترفها الخلق في حقِّ ربِّهم وخالقهم ـ جلَّ وعلا ـ
نعم ... إنَّه تعالى رحيم ، يمهل ولا يهمل ، ويعفو عن كثير ، وقد قال ـ عليه الصلاة والسلام ـ : [إنَّ الله يملي للظالم حتَّى إذا أخذه لم يفلته] وتلا قوله تعالى وكذلك أخذ ربِّك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إنَّ أخذه أليم شديد]] أخرجه مسلم في صحيحه.
إنّني ـ والله ـ لا أشمت بإخواني المسلمين في لبنان أو غيرها ..كلاَّ وربِّ العزَّة ...ومعاذ الله ... فهم إخواننا المسلمون لهم ما لنا وعليهم ما علينا ... بل نخشى على أنفسنا في كثير من بلاد المسلمين أن نصاب بما أصيب به إخواننا لكثرة ذنوبنا ومعاصينا ، ولعدم نصرتنا لإخواننا في العديد من بلاد المسلمين المنكوبة والمحتلة.
ولكنَّني أنذر نفسي وأنذرهم أنَّ عذاب الله ـ تعالى ـ لا ينزل إلا لسبب وجيه علمناه أو لم نعلمه، فلنحاسب أنفسنا ، ونستشعر الحكمة من سبب هذا البلاء الواقع بنا ....
بيد أني مع كل حرقة وألم يخالج قلبي أعترف وكلُّ مسلم بأنَّه آلمنا ما اقترفته الأيادي الصهيونيَّة الآثمة ، من القتل و الدمار والخراب على أرض لبنان الحبيبة ، والتي بلغت خسائرها مليارات الدولارات في تحطيم البنى التحتيَّة والفوقيَّة ، ولا حول ولا قوَّة إلا بالله!
ومع هذا فإنَّا نقول : ليسوا سواء فقتلانا من المسلمين في الجنَّة ـ بإذن الله ـ وقتلى الصهاينة في النار... وأنَّ هذه الكوارث والملمَّات هي بإذن الله تكفير للسيئات .... وأنَّ الحروب صعقات إحياء لا إماتة ... وأنَّها سبب من أسباب الرجوع إلى الله و الانطراح بين يديه ... وأنَّ هذه الحروب من بلاءات الشر التي يبتلي الله بها عباده لعلَّهم يتوبون إلى الله ويفيئون إلى ظلال الإسلام .
ولي مع هذه الحرب الدائرة في لبنان عدَّة وقفات ، أسأل الله ـ تعالى ـ أن ينفع بها ويجعلها خالصة لوجهه الكريم ، ومنها على سبيل المثال لا الحصر :
1ـ لابد من أن نتقرب إلى الله ليكشف هذه المحنة ، ونستغفر ممَّا بدر من الذنوب والمعاصي التي اقترفناها ، بل من قلَّة المحذرين منها والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر حتَّى من الصالحين!
إلاَّ أنَّنا قد نبَّأنا الله بأنَّ البلاء قد يصيب الصالح والطالح كما قال واتقوا فتنة لا تصيبنَّ الذين ظلموا منكم خاصَّة] أي : احذروا يا مسلمون أن تصابوا وتُنالوا من البلاء صالحكم وطالحكم ، وألاَّ يستثنى أحداً منكم ، بسبب ما اقترفتم في حق الله من الكبائر والموبقات .
ومن المعلوم بأنَّ سنن الله تجري على البرِّ والفاجر ، وأنَّ الأمم قد تهلك ولو كان فيها الصالحون ـ غير المصلحين بالطبع ـ وذلك لأنَّهم لم يكن لهم دور إيجابي في نصرة دين الله ، والدعوة إليه ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصبر على الأذى فيه ، ولهذا قالت زينب بنت جحش لرسول الله ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ : يا رسول الله ! أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال : [نعم ، إذا كثر الخبث ] متفق عليه .
كما أنَّه ينبغي العلم بأنَّ هذا البلاء لا يرفع إلا بدعاء صادق ، وقلب يعجُّ إلى الله بالتوبة ، حتَّى لا نتشبَّه بمن وقعت عليهم النوازل والملمَّات ، ولم يقبلوا على ربِّهم ، فإنَّه تعالى يقول ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون, فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون] الأنعام [43ـ 44]
ورحم الله الإمام ابن القيم ـ رحمه الله ـ إذ يقول إذا اجتمع على الإنسان قلبه ، وصدقت ضرورته وفاقته، وقوي رجاؤه، فلا يكاد يرد دعاؤه] .
2ـ لابدَّ لأهل السنَّة والجماعة في لبنان أن يعدُّوا للجهاد في سبيل الله بقدر الإمكان ، وأن يكوِّنوا لأنفسهم راية واضحة ليست جاهليَّة يقاتلوا تحت لوائها أعداء الدين من الصهاينة، ولا بأس أن يستفيدوا من خبرة حزب الله القتاليَّة ، على أن يتيقظوا ويحذروا من الوقوع في شيء من عقيدتهم ، فهم والحق يقال لديهم مهارة كبيرة في إدارة الحروب والمعارك مع العدو الصهيوني.
ومن المهم أن تكون لدينا قناعة بأهميَّة الدفاع عن الوطن ، وعدم تسليمه لأعداء الدين ، وأنَّ جميع المسلمين في لبنان مشاريع شهادة في سبيل الله لمن يواجهوهم من الصهاينة.
وكذلك فإنَّ من اللوازم لدعاة وعلماء أهل السنَّة في لبنان أن يعلِّموا الناس خطورة الترف والحياة المخمليَّة ، وأنَّه داء يستجلب الأعداء علينا حينما يرى ضعفنا ورخاوة قوتنا ، كما تجدر الإشارة إلى أهميَّة تحريك الشباب للالتحاق بالأعمال الإغاثيَّة ومعاونة الأسر المكلومة بقدر الإمكان ، مع ضرورة التقدّم بالشباب الجاد من أهل السنة بعدَّة خطوات إلى الأمام في الوعي والجدية واستبانة سبيل المجرمين والمنافقين .
3ـ لا بد من الصبر على الحرب ، والثبات على مناكفة أعداء الله الصهاينة ، مع التذكير بنقطة في غاية الأهميَّة وهي الثبات على الأرض وعدم المهاجرة منها بقدر الإمكان ، والاستفادة من تجربة الفلسطينيين ، حيث أيقنوا بأهمية ذلك وعدم الرحيل من بلادهم ولو كان الثمن غالياً، بل إننا نرى كثيراً من أهل فلسطين يرحل إليها مستقراً بعد أن عاش فترة خارج أراضيها ، لينالوا أجر الرباط والصبر والمصابرة ، إرغاماً لأعداء الله ، ويا له من فضل وأجر كبير ، فقد قال ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه' رواه مسلم .يتبع